ذهبت إلى دار المسنين بإرادتي والسبب...

اخي الغالي انت الربحان واولادك الخسرانين لانهم اضاعوا بابا من ابواب الجنة واعلم يا اخي ان الله اذا احب قوما ابتلاهم ولذلك اشد الناس بلا هم الانبياء ثم الامثل فالامثل ومن اشد انواع الابتلى الابتلاء في النفس ثم في الولد ثم في المال واقدم لك نصيحة ولنفسي ولكل مسلم خصوصا في مثل عمري وعمرك انشغل بطاعة الله واستانس بالخلوة مع ملك الملوك وتعامل مع الناس بالحسنى والله الله في الصلاة وقراءة القرآن والله وبالله لايضيق صدرك من شئ بعد ذلك

سيعوضك الله بالجنة...
مهمتك قمت بها ربيت و تعبت و كبرت... فكفيت و وفيت... فبشرى لك..
فادعو لهم بالهداية واملأ وقتك بقراءة القرآن و التدبر فيه ليكون ونيسك و رفيقك...

يااااااااااه على حال الدنيا .. أبناء يترجون فقط ثانية لرؤية والد تغطى بالتراب لإطفاء لوعة الإشتياق ..... وأبناء لازال باب الجنة مفتوح لهم بوجود والدهم فأدارو الظهر و جمدوا القلب و غمضو العين.......
فلا تنزعج يا أبونا فالدنيا دوارة.. فقط نرجوا من الله أن يتوبوا و يتراجعوا قبل فوات الأوان

الله يعطيك الصحه والعافيه ويرزقك الصبر ان الله ابتلاك لانه يحبك ويريد ان يختبر صبرك وايمانك فاصبر ولك الجنه ولا تفكر باولادك او بسنوات التعب... هذا حال الوالدين يقدمون بلا مقابل هذه فطرة الله.... اشغل نفسك بالصلاة وقرآءة القران وارضى بنصيبك ارح بالك من التفكير فهم لا يشعرون بك حاول ان تتعايش مع المحيطين وتكون علاقات طيبه تتكلمون فيها فقط بالحب ورضاء الله ولا تشغل بالك بالتفكير السيء

عد الى منزلك واخرج اولادك منه وتزوج امرأة صالحة حنونة وقل لاولادك هذا بيتي وانا حر وهو مكتوب باسمي وحاول ان تحفظ القرآن الكريم سوف تنسى كل همومك وقم الليل واشغل وقتك بما يرضي الله تعالى من تسبيح واستغفار والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقة ونوافل وصلاة الضحى وحاول تصلي صلواتك في المسجد جماعة سوف يصبح وقتك ثمينا وليس لديك الوقت في التفكير في واولادك ومافعلوه بك الله يفرج همك يارب

للاسف هذا هو العطاء الغير محدود اللي وصلك لدار المسنين لو عودتهم على الوفاء لك بالمثل ماكنت وصلت لهون بس الله يعطيك الصحه والقوه ولو تطلع وتبيع بيتك وسافر رحلات مع ناس وعش عمرك وتمتع فيه وشوف العالم احسن من دار للمسنين ربي يعوض عليك

لفتت انتباهي عبارة قلتها: أنك تزوجت تقليدا وأنك كنت تهتم بأمور البيت كلها. هذا إن دل على شيئ سيدي فإنما عن جفاف عاطفي عائلي بمعنى أن أبناءك تربوا وعاشوا في بيت خالي من الحنان والمودة وربما شهدوا صراعات دمرت أحاسيسهم. أي نعم أنك عملت وتعبت وصرفت عليهم وهذا واجب كل رب أسرة لكن لم يكن هناك إشباع عاطفي لم يكن التحام أسري فلا تنتظر منهم أن يشبعوك إياه في الكبر. أنا طبعا لا أؤيد تصرف أبنائك بتاتا لكن أحاول فقط فهم دوافعهم فغريب جدا أن لا أحد من الأربعة يملك الحنان اتجاه من أنجبه ورباه هناك حلقة مفقودة أكيد. على كل حال سيدي أبناؤك كبروا يعني يستطيعون الإستقلال بحياتهم وبيتك أنت أولى به وتستطيع الرجوع إليه وإن كان لايزال لديك بعض الجهد للزواج (إن كانت أم العيال غير موجودة) فتوكل على الله أو جد لك عاملة تزورك كل صباح تهتم بشؤون البيت وتروح لحال سبيلها و طبعا تستطيع القيام بأنشطة اجتماعية ورياضية إن أمكن أو الإنضمام لنادي حتى تكسر وتيرة الوحدة وياريت لو ممكن تراجع حساباتك مع نفسك وتبحث عن دوافع هذا العقوق من قبل أبنائك فإن ثبت أنك لم تجرحهم في الأعماق فتناساهم وعش حياتك وهم الخاسرون ولا تنتظر منهم مقابل عنايتك بهم حتى لا تتوجع.

متعك الله بكامل الصحة والعافية صحيح انت ربيت وتعبت وضحيت ولكن احساسي انك اخطأت خطا بدون ما تقصد او تحس ....كنت معطاء دائما وتوفر لهم كل سبل الراحة والسعادة ولكنك لم تعلمهم ان يعطوا أيضا....هم فقط تعودوا عليك انت الذي تعطي وأنت الذي تضحي وتوفر كل شيء....يجب علينا ان نعود ابناءنا ونعلمهم انه زي ما باخد زي ما لازم أعطي ايضا.....والعطاء عادة يجب ان ننميها ونكبرها مع اولادنا منذ نعومة أظفارهم......انت يا سيدي كبرت وعلمت وضحيت ...أنت لم تخطئ ابدا ولكنك كنت تظن ان العطاء الدائم من طرف واحد هو الصواب.....الله يهديهم ويعطيك الصحة ويحسن ختامك يا رب

لله الأمر من قبل ومن بعد ... معلش يا والدى . الدنيا دار بلاء .. أنت أديت رسالتك على أكمل وجه فلا تنتظر الشكر من أبناءك فإن الله سيجازيك خيرا على صنيعك معهم ..فكم من قوم صنعوا معروفاً ولم يروا كلمة شكر .. أما ابناءك فالويل لهم مما سيلاقوه !!