أصبح وجود أهلي عبئاً علي

أنا امرأة متزوجة منذ حوالي 4 سنين. نشأت في عائلة فقيرة, حتى لا أقول معدمة ومكونة من ثلاث إناث وثلاث ذكور. تقدم لي شاب من عائلة ثرية. خطبنا وتزوجنا خلال فترة قصيرة. تكفل زوجي بكل ترتيبات الزواج, حتى ثياب أهلي وأخوتي, وتسريحات شعر أخواتي وأمي. منذ البداية, توقعت أن أواجه مشاكل مع أهله وأقاربه لأنهم بالتأكيد يتمنون له فتاة من عائلة مشابهة لعائلتهم في الثراء والمكانة, فجهدت أن أكون له كما يريد, وأن لا أزعجه بكلمة أو حرف. تعاملت مع أهله, وخاصة أمه, بالسمع والطاعة, فوجدت فيها بعد فترة قصيرة, الأم الحنونة, التي حضنتني كما لو كنت إحدى بناتها, بل للأمانة, كنت أحيانا أحس أنها تعاملني أفضل من بناتها. وجدت في زوجي الأخ والصديق وكان متفهما لوضعي وانتقالي من حياة اجتماعية الى أخرى. حملت في أقل من ثلاث شهور وأنجبت إبني, وأصريت, رغم تردد زوجي, أن نسميه على إسم والد زوجي ولو أنه قديم قليلا, فكان لذلك أثر جميل في نفوس العائلة. مع ولادة ابني, اصبح اهلي يكثرون من زيارتي بداعي الاهتمام بي, لكن كان من الواضح للجميع أنهم إما ياتون للطعام أو لطلب أمر ما. حتى أن أخواتي البنات صرن يتنافسن على التقرب من أخ زوجي بطريقة واضحة وأحيانا مزعجة. حتى لا يساء فهمي, انا أتمنى أن أرى إحدى أخواتي سلفة لي, لكن لا أن يعرضن أنفسهن. أمي كانت تأتي بداعي الاهتمام بي, لكنها لأكثر من مرة أتت وجلست في الصالة ونسيت أن تمر بي قبل خروجها, لكنها لم تنسى أن تأخذ معها طعاما لعائلتها بداعي أن قيامها بزيارتي لم يسمح لها أن تطبخ. ثم بدأت الطلبات, وكثرة الزيارات دون مراعاة أوقات عودة زوجي من عمله. حاولت أكثر من مرة أن أطلب من أهلي توقيت زياراتهم باوقات مناسبة, لكن لا حياة لمن تنادي. يدعون أن حماتي دعتهم لزيارتها واصرت عليهم, وإذا قلت لهم أنها تفعل ذلك للياقة, يتهموني أنني لا أريدهم أو أتكبر عليهم. صبرت كثيرا, حتى أخبرني زوجي أن أبي يلح عليه بالمشاركة في مصلحة أوعمل, وأنه يتهرب منه لأنه لا يرى إمكانية التفاهم معه بالعمل, وأنه لا يرى فيه أكثر من والد زوجته, ولا يريد أكثر من ذلك... وصل بي الأمر الى حده. أصبح وجودهم غير المنظم عبئا علي, وأنا على وشك الطلب من أهلي ان يتركوني وشأني, حتى لو لم يعجبهم الأمر, لكنني مترددة, فهم أولا وآخرا أهلي الذين ربوني... لا أدري ما هو الحل الأمثل.