مات أبي ولحقته أمي لكن معلمتي كانت سندي في الحياة

مات ابي وانا ابنه عشرة سنين ولحقتة امي بعد عامين وللاسف شاهدت افراد عائلتي يتهربون من رعايتي وانا ابنة وحيدة، فمن خالتي الي اعمامي الذين رفضت زوجاتهم رفضا قاطعا استقبالي بزعم ان عندهم صبيان رغم انهم كانوا اصغر مني المهم ان الامر استقر بي في بيت خالتي التي تكبر امي وهي مرغمة بحجة ان لديها 3 بنات في سني واكبر، ومنذ اول يوم عاملتي بقسوة وافهمتني بوضوح اني هنا صدقة منها ويجب ان انفذ كلامها بالحرف الواحد والا ساتحمل عواقب تمردي وخصصت لي فرشة علي ارض الصالة كانت تخص الخادمة السابقة واصبحت استيقظ قبلهم جميعا لاذهب في الصباح البارد واشتري الافطار والخبز الساخن لهم بل واجهز افطارا حسب الطلب لكل منهم ثم اوقظهم ولا اكل معهم ابدا بل تتلاحق علي الطلبات بالشاي والقهوة والنسكافية للبنت الكبري التي كانت اشرس معي من امها وكثيرة التعنيف لي ولا افطر الا بعد ان انظف ما اكلوا فيه وارتدي ملابسي واذهب دوما متاخرة للمدرسة فاعاقب حتي استدعتني المشرفة لتبكتني فانفجرت بالبكاء فهدأت من روعي وسالتني عما بي فقصصت عليها ما يجري في حياتي فضمتني وطلبت مني ان اعتبرها اما لي وان اتحمل كل شئ بصدر رحب وابتسامة علي وجهي والا اجعل ما يفعلونة يمنعني من استذكار دروسي فالتفوق هو املي في تحسين حياتي بل وارسلت اليهم انني معاقبة باعمال اضافية لمدة شهر لتشاجري مع زميلة لي كنت بالفعل قد تشاجرت معها ففرحوا بعقابي وقالوا هي تستحق ذلك وكانت تجهز لي ساندوتشات وغذاء وتنتظر قليلا معي وتوصي الفراشة بي خيرا فاستذكر دروسي بتفرغ تام واعفتني بذلك من تحضير الغذاء لهم لكن اطباقهم كانت تنتظرني بالمطبخ كل يوم، مرت السنوات وانا تحت رعاية معلمتي واكرمني الله بالتفوق في الدراسة دون ان اخبرهم سوي اني نجحت فلا يبالوا بالسؤال عن التفاصيل ويشاء الله ان تتعثر بنتان منهما في دراستهما فتلتحقا بالتعليم الفني بينما فاجئتهم بدخولي كلية الطب وكان الخبر كالصاقة عليهم جميعا حتي ان خالتي جمعت ثيابي المهلهلة والقتني يومها في الطريق لاني كذابة اخفيت عليهم تفوقي واتصلت باعمامي فلم يقبل احد ان يحضر فاتصلت انا بمعلمتي من بيت الجيران التي اتت وكان الظلام قد نزل وانا في مدخل البيت مع حقيبتي فاخذتني دون ان تقابل خالتي اتقاء للشجار معها وتبنتني في بيتها فقد كانت ارملة بلا ابناء واكملت دراستي بتفوق في بيت اجمل ام رؤوم حتي عينت نائبة في مستشفي الجامعة وتقدم لي زميل شاب بعثة الله لي ليعوضني عن كل ما حدث لكنني رفضتة لخوفي الشديد ان يسئ معاملتي مثل اهلي ومازالت امي المتبنية تحتويني وتلين راسي حتي قبلت بشرط ان افسخ الخطبة في اي وقت ووافق هو ضاحكا فقد اخبرتة امي بظروفي وحياتي المعقدة لكنه اشترط ان يقيم بمنزلة حفل الخطوبة وان ندعو اهلي فهم دمي ورحمي رغم كل شئ وكان شجارا عنيفا بيننا لكن امي ومعلمتي انضمت اليه واتصلت بهم لتخبرهم ان ابنتهم النائبة ستعقد خطوبتها وقرانها في يوم كذا في عنوان خطيبي، يومها ارتديت الفستان الجميل الذي احضره لي فكنت كما تقول امي مثل البدر واتت بضعة سيارات لاصطحابنا وفوجئت انا وهي بان المنزل فيللا انيقة ازدانت بالزهور والاضواء واحسن اهله استقبالي وغمرتني امه واختة بالقبلات الاحضان فبكيت حتي اتلفت زينتي فزينتني اختة وهي تضحك وحضر اهلي تباعا وهم مشدوهون من مستوي اهل خطيبي ومن اناقتي وجمالي حتي خالتي وبناتها كن يحتضنونني في فرح ويباركون لي وهمست خالتي انني شرفتهم جميعا فقالت لي امي ان اغفري وسامحي حتي يكون لك اهل ورحم ولاولادك القادمين، اليوم اسكن في منزل اهل زوجي واشق طريقي بنجاح في دراستي العليا وهو كذلك ولا الق من اهلة انا وابني وابنتي غير كل حب وحنان فكأن الله يعوضني بهم عن سنوات العذاب بل ان اهلي اصبحوا دائمي الزيارة لي في البيت والمستشفي اذا الم باحدهم مرض وانا ارحب بهم وان كان القلب به غصة قديمة منهم اتمني ان تزول يوما ما، ولعل فيما مررت به املا لكل من ضاقت بهم الحياة يوما مثلي بان الغد يحمل الامل ويمحو الالم