تأديب الطفل دون صراخ وطرق للسيطرة على غضبك

كيف أتوقف عن الصراخ على أطفالي؟ الأسباب الحقيقية لعصبية الأهل والصراخ على الأطفال، وطرق ضبط الأعصاب في التعامل مع الطفل وتربية الطفل دون صراخ
تأديب الطفل دون صراخ وطرق للسيطرة على غضبك
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

في بعض الأحيان، يبدو أن الطريقة الوحيدة لحمل الأطفال على الاستماع إلينا هي الصراخ، لكن في مقالنا هذا نتعرف على كيفية تأديب الأطفال دون الصراخ عليهم، فهناك العديد من الطرق لجعل طفلك يستمع دون رفع صوتك، كذلك كيفية تحديد الأسباب التي تؤدي إلى غضبك من تصرفات طفلك، وتعلّم النقاط والتقنيات التي تساعدك على الاسترخاء، وكيف تتوقف عن الصراخ على أطفالك!

محتويات المقال (اختر للانتقال)
  1. لماذا تصرخ على طفلك؟
  2. تأديب الطفل دون صراخ

كيف تتحكم بدوافع الصراخ على أطفالك؟
عندما تلاحظ أنك تصرخ على أطفالك، وهم نفس الأطفال الذين تحبهم بجنون؛ ستعلم أن عليك التغيير، في حال كنت مصمماً على أن تكون أباً/ أماً مختلفة، لأن أطفالك لا يمضون وقتاً عصيباً، إنهم يواجهون أوقاتاً عصيبة.. والأمر مختلف، فقد تصرخ لأنهم يلعبوا على أغطية السرير، ولم يتبعوا قاعدة النوم باكراً، ثم تكتشف بعد ذلك أنهم كانوا بحاجة لقبلة وضمة حنونة قبل النوم، في مكافحة أسبابك للصراخ عليهم تذكر أن المكافأة النهائية هي بناء علاقة قوية ومحترمة وثقة ومحبة بشكل مستمر مع أطفالك، من خلال:

  • تحديد ما الذي يجعلك تصرخ: قضاء عدة أيام في مراقبة ردود أفعالك على سلوك أطفالك، وعندما تفقد صبرك وتصرخ، ما الذي يحدث داخلك وحولك؟ ما الذي يجري ويمكن أن يسهم في الصراخ؟ قد تكون مواعيد العمل النهائية التي عليك الالتزام بها، وقد تكون الفوضى المنزلية والضوضاء، ابدأ بتدوين الملاحظات وابحث عن العلاقة بين الصراخ ومنزلك وتفكيرك الداخلي.
  • تقنيات اختبار الهدوء لمعرفة ما يصلح لك: تقنيات التهدئة هي الطرق التي تستخدمها لتبقى هادئاً عندما تشعر بأن أعصابك ستثور، قبل أن تفقد صبرك.. أطلب من الأطفال اللعب بهدوء في غرفهم لمدة خمس دقائق أثناء تهدئة نفسك، وخذ بعض الوقت لتكون وحيداً أو أذهب للخارج وأحصل على هواء منعش، وما يعمل بشكل أفضل هو أن تكون صادقاً مع أطفالك، كأن تقول: "أشعر بالإحباط والتعب في الوقت الحالي لأنك لا تستمع إلي"، عندما يرى أطفالك أنك تعترف بمشاعرك؛ يستجيبون بالمساعدة في تحسين الموقف، فالأطفال لا يريدون أن يصرخوا! وعندما تكون صادقاً بشأن ما تشعر به، فإنهم يحترمون هذا وسيعملون معك للمساعدة على إزالة التوتر والغضب.
  • لا تدع الغضب يأخذ تركيزك عن طفلك: الأطفال كما قلنا لا يمرون بل يواجهون أوقات عصيبة، هذا يذكرك أن تنظر إلى الصورة الأكبر وتعيد التركيز على طفلك، فما الذي يحدث مع ابنك ليتصرف بهذا الشكل المستفز لغضبك؟ هل هو متعب أو جائع، ربما لا يحصل على ما يكفي من الاهتمام، كذلك يشعر بالتجاهل ويحتاج إلى وقت للتواصل معك، قم بإدارة التركيز بشكل استباقي إلى مساعدة طفلك والاعتراف بمشاعره حتى تتمكن من الاستجابة بطريقة محبة.
  • حان الوقت لترك بعض التحكم: يمكنك أن تكون أكثر مرونة مع جدولك الزمني، بحيث لا يؤثر عليهم كثيراً وجزء من التخلي عن السيطرة هو تعلم أن تقول "نعم" لأطفالك، وعندما يريد الأطفال تغيير الخطط أو حتى تخطي قاعدة النوم الباكر (بسبب وجود الجدة مثلاً؛ يمكنك قبول ذلك.. لا بد من العطاء والأخذ مع الطفل، حيث أن الاستماع إليه يشارك في عملية صنع القرار والتعبير عن نفسه يمثل عملية النمو لكليكما، عندما تسمح لنفسي بأن تكون أكثر قابلية للتكيف والمرونة.
  • الاعتذار هو ما يحتاجه منك الطفل: أحيانا تصرخ.. بعدها فإن أول ما عليك فعله هو الاعتذار ومشاركة مشاعرك مع طفلك، حيث أن تعليم أطفالك أن البالغين يرتكبون الأخطاء ويتحملون المسؤولية عن الموقف أمران مهمان، يتطلب الأمر ضغطاً على طفلك الذي قد يشعر بالمسؤولية عن غضبك ويتعلم الأطفال كيفية الاعتراف عندما تكون مخطئاً والاعتذار بشكل صحيح، وحين تهدأ وتجلس مع طفلك.. اعتذر عن الصراخ وأخبره عن سبب غضبك، بحيث يساعد وصف مشاعرك؛ الأطفال على إقامة روابط بين المشاعر وردود الفعل، فهل شعرت بالإحباط لأنه لم يسمع عندما طلبت منهم تنظيف غرفة اللعب؟ أم هل كنت غاضباً من أن الأطفال كانوا يضربون بعضهم؟ وهل فقدت صبرك لأن طفلك رفض تناول العشاء؟، اسأل أطفالك عن مشاعرهم عندما تصرخ، واسمح لهم بالتحدث عن مشاعرهم ووصفها حتى تفهم التأثير الذي تحدثه عليهم.
  • تذكر هذا عندما تصرخ على أطفالك: أن عملية وقف الصراخ كلياً بطيئة وتتضمن الكثير من الرغبة الشخصية في القيام بعمل أفضل، فإدراك أنك تريد التغيير هو أفضل خطوة أولى، ربما لن تتوقف عن الصراخ في المحاولة الأولى وهذا جيد، لكن في المحاولة الثانية أو الثالثة؛ ستكون أكثر وعياً بمحفزات غضبك وطرق تهدئتك، تغيير نفسك يتطلب الممارسة.. لذا كن لطيفا مع نفسك، فأنت لست مثالياً، لكنك تحاول أن تكون أفضل.
animate

تعلّيم أطفالك الانضباط الذاتي دون أن ترفع صوتك عليهم
في كل مرة تصيح فيها على أطفالك، تُظهر لهم أنه لا يمكنك التحكم بمشاعرك وأنهم سيثقون أنه من الجيد التصرف بشكل مشابه عندما يكون لديهم عواطف صعبة (غضب وإحباط)، الرد بالصراخ أو رفع صوتك أو إغلاق الأبواب؛ يمرر رسالة إلى الأطفال الذين ينظرون إلى والديهم كنماذج للسلوك، بأن هذا النوع من رد الفعل مقبول، إن مثل هذا السلوك من شخص بالغ موثوق يؤجج المشكلة فقط، إليك ما تحتاج إلى معرفته حول استخدام أساليب الانضباط الإيجابية، حتى لا تفسد روح طفلك ويمكن أن تساعده في إدارة عواطفه:

  1. كن في صف طفلك: في كثير من الأحيان يعبر الأطفال عن الإحباط والحزن والألم بالغضب، عندما ترى طفلك يشعر بالإثارة أو الإحباط أو الانزعاج من نفسه أو محيطه أو مع الآخرين؛ تدخل بهدوء وأظهر لطفلك أنك تلاحظ سلوكه وترغب في مساعدته من خلال الاستماع وحل المشكلات وإعطائه انتباهك.
  2. ذكره بالأدوات للمساعدة في التهدئة: إذا كان الطفل غاضباً.. قدم له أو ذكره بقائمة الأدوات التي يمكنه استخدامها لتهدئة نفسه وإدارة غضبه، وإذا كان لا يصغي إليك ذكره بهدوء بعواقب ذلك.
  3. استمع إليه وساعده في التعبير عن مشاعره: إن إدراك مشاعر طفلك والوضع يمكن أن يساعد في تحقيق الوضوح للطفل المنزعج، فالتعاطف مع مشاعر طفلك يساعده على التعبير عنها وإيجاد الحلول للموقف.
  4. لا تغضب مهما كانت أسبابك، واستجب بهدوء لكن كن حازماً مع القواعد والنتائج: فماذا يفعل معلم مدرسة مع أكثر من 30 طالب في الصف؟ فكّر في ذلك.. هل يصرخ أو يرفع صوته؟ أو يخبط يده على المنضدة؟ لا بل يظل هادئ وينظر مباشرة في عيون الأطفال للتحدث معهم بهدوء.. لكن بحزم، تذكر هذه الخطوات للاستجابة بهدوء وحزم: (النظر في مستوى العين - البقاء هادئاً - التعاطف مع مشاعره - كن حازماً مع العواقب والقواعد).
  5. حذر الطفل مرة واحدة: إذا استمر الطفل في التصرف، فاستعد للمتابعة مع النتيجة على الفور، ولكي تكون العواقب فعالة، عليك أن تتصرف فوراً وأن تتابع ما تقوله أو سيختبر الطفل حدودك مراراً وستضطر للصراخ عندها، مثلاً: "إذا رميت ألعابك، فسيتعين علينا التنظيف ولا يمكننا اللعب بها حتى يوم غد"، و"نحن لا نستخدم أيدينا للضرب، إذا قمت بلمس شخص آخر فسوف تذهب مباشرة إلى غرفتك وتبقى هناك طوال اليوم".. عندما تركز على مثل هذه التحذيرات؛ فسوف يدرك أنه في المرة القادمة التي يتصرف فيها بشكل سيئ أو يرمي اللعب أو يضرب طفلاً آخر.. فسوف يواجه عاقبة ذلك، بالتالي يتعلم الدرس، أما إذا استمر الطفل في تكرار السلوك، فاستعد للمتابعة مع العواقب في كل مرة حتى يحقق الانضباط الذاتي دون أن تضطر للصراخ.
  6. تجنب اللغة السلبية: إن قول كلمات مثل: "توقف" و "لا"... ليس مربكاً للطفل فقط، لكن لا يعطي أي توجيهات واضحة حول ما السلوك الذي تريد أن يغيره طفلك، حيث تحتاج إلى أن توضح للطفل ما تريد أن يتوقف عن فعله ولماذا عليك ذلك، مثلاً: "من فضلك توقف عن القفز عن الأريكة، لأنني لا أريدك أن تؤذي نفسك"، و"يجب أن نكون لطيفين مع لعبنا وألا نرميها، وإلا ستنكسر"، و"من فضلك لا ترمي طعامك أو لن يبقى لك أي شيء لتأكله"، وفي الخطوة التالية اشرح ما تريد أن يفعله بدلاً من ذلك، حتى يدركوا السلوك السيئ وما يمكن أن يحدث والبديل الإيجابي لما يمكنهم القيام به، مثلاً: "عندما تركض في المنزل.. قد تنزلق وتسقط، ما رأيك بالتجول في الخارج بدلا من ذلك؟ " و"إذا لعبت بالكرة في المنزل قد تكسر شيئاً ما، يمكنك اللعب في الخارج إذا أردت".
  7. امدحه على السلوك الإيجابي: يحب الأطفال لفت انتباه آبائهم، والثناء الإيجابي هو أفضل ما يمكنك منحه للطفل في هذه الحالة، حيث يريد الأطفال التصرف بشكل جيد وبشدة، وتشير الأبحاث إلى أنه إزاء كل تفاعل سلبي واحد من قبلك نحو الطفل؛ تحتاج إلى العثور على خمسة أشياء إيجابية حول طفلك للبقاء متواصلاً معه وجعله يشعر بأنه محبوب، عندما تشير إلى حسن سلوكه، سوف يلاحظ أطفالك السلوكيات التي تكافئهم عليها مع الثناء وسيتم دفعك للقيام بهذه الإجراءات بشكل أكثر انتظاماً، فالثناء لا يجب أن يكون فقط حول علامة جيدة أو تسجيل هدف في لعبة كرة القدم، لأن اللحظات اليومية تعني الكثير للأطفال، فمثلاً يمكنك القول: "شكرا لجلبك كوب الماء لأختك"، و" حقًا أقدر مساعدتك على إعداد الطاولة"، و"لاحظت أنك رتبت سريرك اليوم، شكراً على ذلك!".
  8. خطة إيقاف الصراخ على الطفل: إذا كنت تريد خطة؛ وخطوة بخطوة لمعرفة كيفية وقف الصراخ، إليك ما ينصحك به كتاب "الأبوة والأمومة الهادئة.. تعلم وقف الصراخ": 
    • تحديد أسباب غضبك.
    • تحديد العوامل البيئية المحيطة التي أدت إلى صراخك.
    • تعلم استراتيجيات تساعدك على تغيير ردك.
    • تعلم أدوات فريدة خاصة بك لوقف الصراخ.
    • توقف عن الصراخ وابدأ في التواصل مع أطفالك

في النهاية.. عندما يتعلق الأمر بأدوات الانضباط الإيجابي.. فإن أفضل دواء لسوء سلوك طفلك هو الحفاظ على هدوئك، والاستمرار في مستواه، وإعطاء طفلك انتباهك الكامل، والاستماع إليه أثناء التحدث، والتعاطف مع مشاعره، لذا حافظ على ثباتك وحزمك، وضع حدوداً معقولة، وتابع العواقب في كل مرة.