تعليم الطفل لغة ثانية

ما هي الآلية التي يجب أن تعلم طفلك من خلالها لغة ثانية؟ وما هو العمر المثالي لبدء تعليم الطفل لغة ثانية؟
تعليم الطفل لغة ثانية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يرغب العديد من الأهل بتعليم أطفالهم العديد من الأمور والمواهب كي يكونوا مميزين مع مرور الزمن. يقوم بعض الأهالي بتعليم أطفالهم لغة ثانية قبل وصولهم إلى سن المراهقة، وهم محقّين جداً في هذا الأمر. إلا أن لكل طفل قدرته الخاصة على التعلم، كما أن الأسلوب التعليمي يلعب دوراً هاماً في هذا الخصوص. سنقوم في مقالنا هذا في التحدث عن كيفية تعليم الأطفال لغة ثانية بسهولة، كما سنقوم بالتكلم عن الوقت المناسب والأمثل لتعليم الطفل لغة ثانية، تابعوا معنا.

ما هو الأسلوب التعليمي المتّبع لتعليم الأطفال لغة ثانية بكل سهولة؟
هل سبق لك أن رأيت شخصاً يتحدث لغة ثانية أو حتى ثالثة بطلاقة وكأنها لغته الأولى؟ حسناً، لا يوجد شيء يسمى بقدرات خارقة لتعلّم اللغات، إلا أن السر يكمن في السن المبكرة التي بدؤوا فيها تعلّم اللغة الثانية. فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر، وهذا الكلام صحيح مئة في المئة. إذا كنت ترغب بأن يكون طفلك متعدد اللغات، تابع معنا هذه النصائح.

- بدء تعليمهم في وقت مبكر
يولد كل طفل رضيع ولديه القدرة على محاكاة أصوات أي لغة يسمعها، إلا أنه بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الطفل عمر 10 أشهر، يبدأ في تضييق نطاق الأصوات على الأصوات التي يسمعها من حوله. إذا كنت تريد أن يتعلّم طفلك لغة ثانية، من الأفضل أن تدخل هذه اللغة في السنة الأولى من العمر. إن كنتم تتحدثون لغة ثانية أو لديكم مربّي يتكلم لغة ثانية، قوموا بالتكلم في هذه اللغة في الكثير من الأوقات.

- اعثروا على صفّ
إن لم يكن أي أحد ضمن الأسرة يتكلم لغة ثانية، يمكنك أن تدخل طفلك ضمن صف يختص بتعليم اللغة للأطفال. تقدم بعض المدارس والمعاهد دروساً للأطفال بدءاً من السنة الثانية من عمرهم، بينما تقدم فصول أخرى لمرحلة ما قبل المدرسة وسن المدرسة. عندما تقومون بالبحث عن الصف المناسب لطفلكم، تأكدوا من وجود المعايير التالية.
1- أن يدرّس الفصل من قبل متحدث بلغته الأم، إن الأطفال الذين يتعلمون لغة أجنبية قبل بداية البلوغ يمتلكون القدرة على التحدث بها بلهجة قريبة من متحدثيها الأصليين. لذلك من المهم جداً أن يتعلم الأطفال تكرار الكلمات والعبارات بشكل صحيح. لذا من الأفضل أن تجد صفاً يكون فيه المعلم متحدث أصلي بهذه اللغة.
2- أن يكون الصف ممتع وجذاب وللأطفال. يجب أن يكون الصف موجّه للأطفال، حيث يقومون فيه بغناء الأغاني والقيام بالأنشطة الفنية والحرف اليدوية والألعاب الصديقة للطفل في سبيل تعليم اللغة. في فصل تعليم أي لغة ما للأطفال الصغار في مرحلة ما قبل المدرسة، يمكن أن يعطي المدرس الأطفال مجموعة من الألعاب التي تشبه حيوانات المزرعة على سبيل المثال لتعليمهم أسماء هذه الحيوانات. أما في الصفوف المختصة في الأطفال الأكبر عمراً، يمكن أن يدخل المدرس الأنشطة التي تبني مهارات المحادثة لدى الأطفال وتعريفهم على الثقافة المحلية.
3- أن يكون حجم وطول البرنامج مناسب لطفلك. تقدم بعض المدراس دروساً خاصة تسمح للأطفال التعلم بوتيرة فردية، إضافة إلى الدروس الجماعية التي قد تضمن ستة إلى ثماني أطفال في وقت واحد. كما يمكن أن تتراوح مدة الحصة الواحدة من 45 دقيقة وحتى 90 دقيقة أو أكثر. قبل أن تقوم بتسجيل طفلك بأي برنامج، اسأل عن إمكانية مراقبتك للفصل الدراسي حيث يمكنك أن تقرر إذا كان هذا الفصل هو المناسب فعلاً لطفلك.

- عززوا التعليم في المنزل
على الرغم من أن الفصول الدراسية يمكن أن توفر أساساً جيداً لتعلم اللغة، إلا أن تعزيز هذه اللغة في المنزل هو أمر في غاية الأهمية أيضاً. فيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن تساعدكم.
1- قدّم لطفلك كتباً مصورة بلغة أجنبية، إضافة إلى مقاطع الفيديو والأشرطة المدمجة والعروض التلفزيونية الموجهة إلى الأطفال الصغار. 
2- ابحث في الويب عن مواقع للثقافة الأجنبية التي يمكن عرضها باللغة الأم واللغة الأجنبية.
3- امشي مع طفلك من خلال قسم الأطعمة التي تجد فيها أطعمة متعددة الثقافات في السوبر ماركت وألقوا نظرة على الملصقات وتذوقوا الأطعمة الأجنبية في المطاعم والمنزل.
4- قم بتسمية الأشياء المنزلية باللغة الأجنبية ومرّن طفلك على التعرف عليها. 
5- ادعوا الضيوف الذين يجيدون اللغة الأجنبية.
6- ساعد طفلك على الحصول على صديق الكتروني من الخارج يتكلم اللغة الأجنبية.
 

animate

ما هو السن الأمثل لتعلّم طفلك اللغة؟ ولماذا؟
يتّفق جميع الباحثين على أنه كلما بدأ الطفل في سن مبكرة أكثر بتعلم لغة ثانية، كلما كان الموضوع أفضل. تبيّن أن مهارات اكتساب اللغة الثانية تبلغ ذروتها في سن 6 إلى 7 سنوات، وتمتد إلى مرحلة ما قبل البلوغ. لذا يعتبر العمر المثالي للبدء في تعليم اللغة هو بين سن الثالثة والرابعة. يعتقد الكثير من الأهل أن السن المثالي لا يقل عن 8 سنوات مثلاُ، إلا أن جميع النظريات التعليمية تقول عكس ذلك. 
تبيّن أن الإبداع ومهارات التفكير النقدي والمرونة العقلية تتعزز بشكل كبير إن تعلم الأطفال لغة ثانية في سن صغيرة. حيث يُعتقد أن سنوات ما قبل المدرسة، وخصوصاً السنوات الثلاث الأولى من العمر، هي فترة حيوية في حياة الطفل، حيف يتم وضع أسس التفكير والتعلم. استغلوا هذه الفترة التي تكون فيها قدرات الطفل في أوجها، ليصبح تعليم الطفل لغة ثانية أمر سهل مثل اللغة الأولى. قد يبدو الأمر وكأنه عبء كبير، إلا أن الأمر ليس كذلك.
يتعلم الطفل الصغير من لحظة ولادته من خلال عقله الرائع من خلال ستة طرق رئيسية، وهي الرؤية والمذاق والرائحة والصوت واللمس والقيام بالأمور. استناداً إلى المعلومات التي نكتسبها في السنوات القليلة الأولى، ينمو كل ما تعلّمناه لاحقاً في الحياة. أظهرت الأبحاث أن 50% من قدرتنا على التعلم يتم تطويرها في عمر 4 سنوات و30% أخرى منها في عمر 8 سنوات. ولهذا السبب يتم تشجيع الأطفال في عمر ثلاث سنوات على تعلم لغة ثانية. 
 

هنالك العديد من الآثار الإيجابية للتحدث بلغتين عند الأطفال، تعرّفوا معنا على هذه الفوائد.
- تعزيز المهارات المعرفية، حتى وإن قام الطفل باستخدام إحدى اللغات بانتظام في المنزل والأخرى بطريقة اجتماعية.
- زيادة الذاكرة الكليّة. 
- الميل لأن يكون الطفل أفضل وأسرع في إكمال وحل الألغاز، وفي السنوات اللاحقة حل المشاكل الرياضية.
- يصبح الطفل أفضل في المهام المتعددة والتبديل بين الأنشطة المختلفة بسهولة.
- زيادة مرونة الطفل وقدرته على التكيّف مع التغيرات البيئية أو أي تغييرات في الظروف، كما تعزز من الذكاء التفاعلي لديهم
- زيادة قدرة الطفل على الانخراط الحقيقي مع الأشخاص الذين ينتمون إلى الثقافات الأخرى، أو زيادة قدرته على التأقلم والتكيّف أثناء زياراته للبلدان الأجنبية.
- تقول الأبحاث الحديثة، يمتلك الأطفال الثنائيي اللغة ومتعددي اللغات مادة رمادية أكثر كثافة في الدماغ الخاص بهم. مما يساعدهم على معالجة اللغة وتخزين الذاكرة وزيادة الانتباه بفعالية فائقة، وبالتالي زيادة ثقافتهم
- تؤثر ثنائية اللغة عند الأطفال وكبار السن، خصوصاً هؤلاء الذين يظهرون انخفاضاً في الإدراك أو يعانون من مرض الزهايمر. تعتبر اللغة الثانية أو التعدد في اللغات ذات أهمية بالغة في التخفيف من هذه الحالات.

في النهاية، لقد قمنا في هذا المقال بالتحدث عن أهمية التحدث بأكثر من لغة عند الأطفال، حيث أن من شأن هذا الأمر أن يجلب العديد من الفوائد لجسد الطفل وعقله على الكثير من الأصعدة الاجتماعية والنفسية والفكرية والأكاديمية. كما قمنا في هذا المقال بمناقشة السن الأمثل للبدء في تعليم الأطفال لغة ثانية، حيث ناقشنا السبب وراء اختيار هذا السن تحديداً. 
شاركنا في هذا المقال معكم أصدقاءنا القراء الطرق الأمثل التي تساعدكم على تسهيل مهمة تعلم لغة ثانية على أطفالكم وعليكم أنتم أيضاً، حيث ناقشنا الاحتياجات الأساسية للطفل أثناء تعلمه للغة سواء كانت في المنزل أو في الفصول الدراسية، كما قمنا بالتكلم عن دور الأهل في تعلم طفلهم للغة الجيدة، وعن دور المعلم في الصف وعن دور البرامج التدريبية أيضاً.
 يمكنكم أعزاءنا القراء أن تتركوا تعليقاتكم حول هذا الموضوع وأن تشاركونا تجاربكم في تعليمكم لأطفالكم لغات أخرى في التعليقات أسفل المقال، كما يمكنكم أن ترسلوا جميع الاستفسارات التي تراودكم إلى خبراء موقع حلوها الموجودين دوماً للإجابة عن أسئلتكم.