لغة الجسد في مكان العمل وأثرها على الأداء والعلاقات

كيف تؤثر لغة الجسد في بيئة العمل على العلاقات والأداء الوظيفي! تعرف أكثر إلى أهمية لغة الجسد في العمل وأهم مهاراتها
لغة الجسد في مكان العمل وأثرها على الأداء والعلاقات
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

لغة الجسد تعتبر من أهم طرق التواصل التي تعطي فكرة عن شخصياتنا ومشاعرنا وافكارنا دون أن ندرك ذلك بشكل مباشر، لذا فهي تلعب دوراً حاسماً وهاماً جداً في بيئة العمل ولها دور أساسي في تقوية الحضور والعلاقات ضمن مكان العمل حيث التفاعلات الاجتماعية كثيرة ومتنوعة.

    لغة الجسد في بيئة العمل تشمل كل جوانب التعبير غير اللفظي في عملية التواصل المباشر بين الموظفين، أو بين المستويات الإدارية المختلفة، أو مع العملاء وطالبي الخدمة، وتعتبر لغة الجسد في مكان العمل من العوامل الحاسمة في تحقيق بيئة عمل مستقرة وفعّالة.

    تتطلب بعض الوظائف والأعمال نمطاً معيناً من لغة الجسد، على سبيل المثال يحصل العاملون في المكاتب الأمامية وخدمة العملاء على تدريب خاص للغة الجسد في مواقف مختلفة، فيما يحتاج العاملون في القطاعات الأمنية على سبيل المثال لنمط مختلف من لغة الجسد، وكذلك قد يحتاج القادة والمديرون إلى إتقان لغة الجسد بشكل أفضل من الموظفين العاديين.​​​​​​​

    animate
    • تعابير الوجه المتوازنة: تعابير الوجه هي أول ما يعكس مشاعرنا وأفكارنا ومواقفنا من الأشخاص الذين ننظر إليهم ونتحدث معهم، ولها دور هام جداً في انطباع الآخرين عن شخصياتنا، وكثير من الأحيان تعطي تعابير الوجه غير المقصودة فكرة خاطئة عن الشخصية، لذا يجب مراعاة ضبط تعابير وجه متوازنة في بيئة العمل، متمثلة بالابتسامة الصادقة الخفيفة الدائمة، والابتعاد عن العبوس والجدية المبالغين، مع الحفاظ على ملامح لطيفة لبقة وواثقة وجديّة بعض الشيء.
    • الاهتمام بأناقة المظهر: من أهم معايير لغة الجسد في مكان العمل هو الاعتناء بالمظهر العام المتمثل بطريقة اللباس والرتابة والأناقة والحفاظ على النظافة وتناسب اللباس مع بيئة ومكان العمل، هذه التفاصيل تتترك انطباع عن الاحترافية وتعكس قيمة فريدة للشخص وتفرض له حضور في مكان العمل.
    • وضعية الجلوس المناسبة: والتي تكون بشد الظهر وجعله مستقيماً ورفع الكتفين مع جعل المرفقين بزاوية قائمة ناحية الجسم أو ناحية الطاولة أثناء العمل، في حال الجلوس باجتماع يكون الكفين واحدة فوق الأخرى أو مشبوكتين ببعضهما وتسند اليدين إما على الطاولة أو على الجسم، والقدمين بموازاة بعضهما على الأرض.
    • الحركة الثابتة والمستقرة: حركة المشي يجب أن تكون متزنة ثابتة واثقة بعيدة عن الترنح والتمايل أو كثرة التلفت والنظر إلى الآخرين مع شد الظهر والكتفين والابتعاد عن الانحناء، والمشي بخطوات هادئة ثابتة متوسطة السرعة، ورفع الرأس وابقاء النظر إلى الأمام والابتعاد عن وضع النظر في الأرض.
    • التواصل البصري الفعال: والتي تكون بالتركيز مع المتحدث أو مع الشخص أو الأشخاص الموجه لهم الحديث وعدم إبعاد النظر عنهم أو الانشغال بأشياء أخرى أثناء الحديث معهم، ويجب التفريق بين التواصل البصري والتحديق، حيث يجب أن يتنقل النظر بين شيئين أثناء الحديث مدة 5 ثوان مثلاً في كل نظرة مع الحفاظ على ابتسامة خفيفة وديّة أثناء ذلك.
    • ترك مسافة شخصية: قد تختلف معايير هذه المسافة بين بيئة عمل وأخرى وثقافة وأخرى لكنها ضرورية بكل أنواع بيئات العمل فلا يجب الاقتراب بشكل مبالغ به من الزملاء أو المدراء أو الموظفين لأنه فعل يترك انطباع سيء وقد يحرج الشخص الذي يتم الاقتراب منه ويسبب نفوره.
    • الحفاظ على الهدوء: الهدوء عنصر ضروري من عناصر ومعايير لغة الجسد في بيئة العمل لأنه يترك طابع بالسيطرة والثقة والكاريزما والحضور المهم، وهو يشمل الهدوء في الحديث والمشي وفي حركات وإيماءات الجسد وأثناء القيام بالعمل على اختلاف نوعه.

    كيف يمكن للغة الجسد الإيجابية أن تؤثر على مكان العمل؟

    • كسب الثقة والاحترام: تساعد لغة الجسد الصحيحة الواثقة واللطيفة والمتزنة في خلق صورة إيجابية عن الشخص عن د الآخرين وتعطي فكرة عن احترافية الشخص لعمله مما يجعله يكسب ثقة الآخرين في قدرته على إنجاز الأعمال بأفضل شكل واحترامهم لشخصيته المتزنة الراقية.
    • قدرات إدارية أعلى: فالمناصب الإدارية في مختلف أنواع الوظائف تحتاج لفرض هيبة وسيطرة وقوة تؤثر في الموظفين والعملاء والشركاء بشكل عميق وتجعلهم يحترمون المدير ويهابونه دون كره أو خوف، وهذا ما يكن له علاقة جوهرية بلغة الجسد عند المدير المتزنة الواثقة القوية المهيمنة، فبدونها غالباً يفقد المدير قدرته على تسيير الأعمال الإدارية وكسب احترام الموظفين والعملاء.
    • التواصل الفعال: تعزز لغة الجسد في مكان العمل المتكاملة من قدرة الشخص على التواصل مع الآخرين من خلال النظر مباشرة في العين وتقديم ابتسامة صادقة لطيفة تشعر الغير بالراحة والاهتمام والتقدير.
    • تحسين الثقة بالنفس: لغة الجسد من أبرز العوامل المساعدة في إعطاء دفعة لزيادة الثقة بالذات وبالقدرات الشخصية، كما أنها تترك طابعاً عند الآخرين بالثقة في النفس والشخصية القوية الرزينة العاقلة وتسهل التواصل مع الآخرين وكلهّا عوامل مهمة للنجاح في بيئة العمل.
    • رفع مستوى الأداء والاحترافية: تؤثر لغة الجسد بشكل واضح على الأداء المهني فهي تعزز المهارات القيادية ومهارات العمل الجماعي وتقدم راحة مضبوطة في التعامل مع الآخرين في مكان العمل وتساعد في التعامل مع الضغوط وكل ذلك يلعب دور أساسي في رفع مستوى الأداء المهني والوظيفي ويزيد الاحترافية والدقّة في العمل.
    • جذب الآخرين والتأثير عليهم: من أهم المميزات التي تقدمها ممارسة لغة جسد مدروسة في مكان العمل هي لفت أنظار الآخرين وجذب انتباههم وكسب إعجابهم مما يرفع من القيمة الذاتية بنظر الموظفين والمدراء والزملاء والعملاء وجميع من لهم صلة بمكان العمل.
    • التعامل مع مختلف المواقف: تؤمن لغة الجسد في مكان العمل عندما تمارس بشكل صحيح سلاسة ومرونة في التعامل مع مختلف المواقف التي قد يتعرض لها الموظف في عمله سواء تعلق ذلك بمشاكل العمل أو الضغوطات أو الصعوبات أو النزاعات مع الزملاء والمدراء وغير ذلك.
    • زيادة القدرة على التعاون والعمل الجماعي: حيث أن لغة الجسد تؤمن توازن بين الراحة واللباقة والودّ واللطافة وبين الرسميّة والجديّة في التعامل لذا فهي تؤمن بيئة عمل صحية مريحة يتبادل فيها الموظفين بمختلف مناصبهم الاحترام والثقة ولا يتجاوزون حدود التعامل مما يرفع قدرات العمل الجماعي المتقن ويزيد من الحماس للتعاون في إنجاز المهام.
    • تحسين الإنتاجية: وذلك على مستوى الفرد الواحد وعلى مستوى المؤسسة أو الشركة ككل، لأنها ترفع قدرات الموظفين على التركيز وعلى العمل براحة وبثقة في النفس وترفع مستويات الحماس والطاقة لإنجاز المهام والنتيجة هي إنتاجية أعلى وجودة أفضل. [2]
    • الجلوس بوضعية مستقيمة مع شد الظهر: بحيث تكون الوضعية مريحة وبنفس الوقت بعيدة عن الانحناء والارتخاء وتكون عن طريق شد الظهر وإسناده إلى الكرسي أو المسند والمحافظة على مستوى النظر مستقيم سواء إلى الحاسوب أو إلى الشخص الذي تنظر إليه، القدمين يكونان مسطحين على الأرض أو على مسند القدم، المرفقين مسنودين على الطاولة.
    • ابتسامة خفيفة صادقة: الابتسامة الخفيفة اللطيفة في مكان العمل مفتاح التواصل وتعزيز العلاقات ومن أهم أسرار لغة الجسد في مكان العمل التي تسهم في بناء صورة إيجابية عن الذوق والّلطافة والرقيّ لدى الموظف بنظر الآخرين.
    • استخدام حركات اليدين: حركات اليدين عنصر هام من عناصر لغة الجسد خاصة في مقر العمل، فهي تلعب دور بإظهار مقدار الثقة والقدرة على ضبط النفس خاصة أثناء مقابلات العمل والعروض التقديمية مثلاً والاجتماعات، فيجب أن يتم تدريب اليدين على حركات واثقة متناسقة هادئة غير عشوائية وموظفة بشكل صحيح وتتناسب مع الموقف ونوع العمل.
    • النظر مباشرة في العين: النظر في العينين من أساليب التواصل غير اللفظي الهامة جداً، وتساعد في تأمين تواصل جيد وتسهم في التأثير بشكل أعلى وإظهار ثقة عالية في النفس وفرض هيبة وحضور وشخصية قوية.
    • الانتباه لتعابير الوجه: كثير من الأحيان يكون سبب رفض الشخص اجتماعياً ضمن بيئة عمله هي ملامح وتعابير ووجهه المزعجة التي قد لا تكون مقصودة، وهي من عناصر لغة الجسد الهامة، لذا يجب أن تكون الملامح موزونة ما بين اللطف واللباقة من جهة والرسمية من جهة أخرى، بعيدة عن العبوس الشديد وعن الابتسام والضحك المفرطين فكلا الحالتين توصل أفكار خاطئة عن الشخص فقط من لغة الجسد.
    • المشي بشكل واثق: كذلك طريقة المشي في مكان العمل من أسرار لغة الجسد الهامة، فالمشية الموزونة المتسقة بسرعة متوسطة بدون استعجال مع عدم الانشغال بالهاتف أو السماعات ضمن مكان العمل، هي التي تعكس الثقة والحضور، أما المشية المترنحة السريعة غير المتسقة والتي يلتهي بها الشخص بأغراضه ويشتت نظره تعطي فكرة عن ضعف الشخصية وعدم التنظيم.
    • التحدث بنبرة مناسبة: أسلوب المخاطبة وتوجيه الحديث مهم أيضاً في لغة الجسد في مكان العمل، يجب أن يكون بطيء وبنبرة صوت واضحة قليلة الانفعالات ومناسبة لموقع الوظيفية، ففي الوظيفة التي يوجد بها إلقاء يجب أن يكون الصوت عالي وواضح، أما في الوظيفة التي يكون فيها تعامل مع الأطفال مثلاً الصوت يكون هنا هادئ وناعم ولطيف.
    • الترحيب والاحترام: وهي من خطوات ترك انطباع أولي إيجابي عند الأشخاص الذين يتم التعامل معهم ويقدم سمعة جيدة للشركة ويسهم في كسب رضا العملاء والموظفين وغيرهم.
    • ضبط التوتر: فمهما كان الشخص احترافياً في عمله لابد أن يمر ببعض لحظات التوتر نتيجة أي عائق أو مشكلة في العمل، ومن المهم التدرب على ضبط هذا التوتر وعدم جعله يسيطر على لغة الجسد في مكان العمل.
    • الاعتناء بالمظهر: التي تتمثل باختيار لباس مناسب لنوع وظروف العمل بحيث تكون مريحة وتؤمن الأناقة اللازمة بنفس الوقت، وذلك للحفاظ على مظهر يناسب بيئة العمل والهوية المهنية ويدعم ويعزز لغة الجسد في مقر العمل، وكذلك الاهتمام بالشكل والرتابة والنظافة العامة المتمثلة بشكل الشعر المرتب والرائحة العطرة الجميلة وتناسق ألوان اللباس مع بعضها من العناصر المهمة أيضاً للفت الانتباه ودعم لغة الجسد.

    ما هي لغة الجسد غير المناسبة في مكان العمل؟

    • تجنب التواصل البصري: التهرب من التواصل البصري في العمل يعطي طابع بضعف الثقة بالنفس وامتلاك شخصية ضعيفة والتوتر والقلق وقلة الاحترام وترك طابع سلبي عن الشخص وعن قدراته المهنية.
    • انتهاك المساحة الشخصية للآخرين: كالتقرب كثيراً من الأشخاص عند التحدث معهم وعدم ترك مسافة أثناء المشي والجلوس وما إلى ذلك من سلوكيات لغة الجسد غير المناسبة التي تقلل من احترام وثقة الآخرين بالشخص وقد تخلق له جو من الرفض والنزاعات معهم في بيئة العمل.
    • التمايل في المشي: الترنح والتمايل في المشي وعدم الاتساق في الحركات من أخطاء لغة الجسد في بيئة العمل التي تؤثر على القيمة والمكانة بين مجتمع العمل.
    • الانحناء عند الجلوس: وإرخاء الكتفين والعبث باليدين أثناء الجلوس والتمدد وشبك الذراعين والتململ وكثرة التحرك بالكرسي أو تبديل وضعيات الجلوس بفواصل زمنية قصيرة وبطرق غير مناسبة من أخطاء ممارسة لغة الجسد في مكان العمل.
    • إظهار إيماءات التوتر: وهي من أسوء أخطاء لغة الجسد ولها العديد من التجليّات مثل فرك اليدين والتنقل في البصر وهزّ الأرجل ومراقبة الساعة وكثرة التلفّت والنظر إلى الآخرين ورجفان الصوت أثناء الكلام وغيرها.
    • المبالغة في تصطنع الثقة: على الرغم من أهمية ابراز الثقة في حركات لغة الجسد في مكان العمل إلا أن المبالغة في تصنع هذه الثقة أو الوصول لحد الغرور بحركات وإيماءات لغة الجسد ضمن العمل يشكل طابع سلبي وصورة سيئة غير مرغوبة وغير محبوبة عن الشخص وتقلل من احترامه.
    • إهمال المظهر واللباس: من أكثر الأخطاء التي تقلل من قيمة الموظف في مكان عمله هي عدم احترامه لمعايير اللباس المناسبة لنوع ومكان العمل وإهمال المظهر العام وعدم الاهتمام بالرتابة والاناقة، فهذه الأمور تجعله محط سخرية وتنمر من الزملاء وضعف في الاحترام مع الحكم عليه بعدم الاحترافية.
    • راقب نفسك: لتحديد نقاط ضعفك في لغة الجسد أثناء التواجد في مكان العمل راقب نفسك وحدد المواقف التي لا تتمكن فيها من التحكم بلغة الجسد بشكل جيد.
    • تدرب على لغة الجسد الإيجابية: اجمع معلوماتك عن أساسيات لغة الجسد التي تناسب موقعك الوظيفي وتدرّب عليها بالتدريج أمام المرآة أو أمام المقربين حتى تتقنها.
    • لا تتصنع التعبير والحركات: ابتعد عن التصنّع في لغة الجسد فهي تظهر فوراً وتعطي فكرة سلبية عن شخصيتك وأدائك بدلاً من تحسينهما، لذا تدرّب بجد حتى تصبح سلوكيات لغة الجسد الصحيحة الموزونة جزء طبيعي وحقيقي من سلوكياتك وشخصيتك في العمل.
    • راقب لغة جسد الأشخاص الناجحين: والهدف ليس تقليدهم وإنما تشكيل نموذج حيّ إيجابي يساعدك في إدراك واستقطاب أهمية لغة الجسد الإيجابية في مكان العمل وتأثيرها على نجاح الموظف بحد ذاته ونجاح العمل ككل، ثم الاستفادة منها كنموذج واقعي يحفزك في تطوير لغة الجسد الإيجابية لديك بما يتناسب مع موقعك الوظيفي وقدراتك وشخصيتك.
    • تمكّن من الأساسيات في لغة الجسد: فمهما اختلفت نوع الوظيفة التي تديرها هناك أساسيات في لغة الجسد ترتبط بكل أنواع الوظائف كالتواصل البصري والحركة المتناسقة والأناقة واللباقة واللطف في التعامل وغيرها.
    • تخلّص من إشارات التوتر: تدرّب على ضبط النفس في العمل عند التعرض للمواقف المحرجة والموتّرة وطور من لغة الجسد لديك على هذا الأساس.
    • انخرط في بيئة العمل: فالتجربة الفعلية والانخراط هي أكثر ما يجعلك تكتسب لغة الجسد الصحيحة شيئاً فشيئاً من خلال التجربة والخبرة والتعلم عن طريق الخطأ.
    • اطلب المساعدة من الآخرين: أحياناً قد تحتاج للمساعدة من الآخرين في تقديم نصائح حول معايير لغة الجسد المناسبة لطبيعة عملك خاصة من أصحاب الخبرة، أو للمساعدة في تقديم الملاحظات على أخطاء لغة الجسد التي تعاني منها ومساعدتك في التدريب بشكل أفضل عليها.

    المراجع