نصائح للمرأة المطلقة قبل الزواج مرة ثانية

في الواقع يصنّف الباحثون الطلاق في المرتبة الثانية لأشد الحالات النفسية المرهقة والتي تسبب صدمة عميقة للرجل وللمرأة، لأن إنهاء الزواج يمكن أن يجعلكِ تعيدين التفكير في كل شيء كنتِ تؤمنين به وتعرفينه عن الحب، وحتى عن نفسك لكنها ليست نهاية العالم فالطلاق فرصة جديدة لتغيير حياتك نحو الأفضل ولا ينبغي أن يمنعك الطلاق من العثور على السعادة مع شخص جديد، لكن يجب أن تكتشفي بعض التوصيات والنصائح قبل التفكير بالزواج مرة ثانية.
تجربة الطلاق القاسية قد تجعل المرأة المطلقة تؤجّل التفكير بالزواج مرة ثانية وربما تشعر أنها لا ترغب بخوض ذات التجربة، لكن هناك الكثير من الظروف والعوامل التي قد تجعل المرأة تفكر بالزواج مرة ثانية في وقت قريب بعد الطلاق والانفصال.
على سبيل المثال قد تشعر المرأة أنها بحاجة لوجود رجل في حياتها يعوّضها عن التجربة الأولى ويساعدها في بعض المسؤوليات التي لا تجد نفسها قادرةً عليها، قد تبحث أيضاً عن رجل مناسب لحلّ مكان الأب إذا كان زوجها السابق متهرباً من مسؤوليته الأبوية، وربما تجد الشخص الذي كانت تبحث عنه ما يدفعها لإعادة التفكير بالزواج مرة ثانية.
على عكس المتوقع فإن المرأة المطلقة التي مرّت بتجربة انفصال هادئة وفيها قدر من التفاهم تكون أكثر ميلاً للتفكير بتجربة الزواج الثاني بعد الطلاق وفي وقت مبكر، فالمرأة التي تعاني للحصول على الطلاق أو تكون تجربة الانفصال مريرة بالنسبة لها غالباً ما تفقد رغبتها بالزواج مجدداً! وتحتاج وقتاً أطول للدخول في علاقة جديدة.

- تأكدي إنهاء كل ما يتعلق بزواجك السابق: قبل أن تفكري بالبحث عن شريك جديد بعد الانفصال لا بد أن تتأكدي من إنهاء كل ما يتعلق بزواجك السابق من أمور قانونية وشرعية بالدرجة الأولى، واتفاقات مهمة مع زوجك السابق حول الحضانة والتواصل في حال وجود الأولاد.
- تحرري من تأثير تجربة الزواج الفاشلة: من أهم النصائح للمطلقة قبل الزواج مرة ثانية أن تتعامل مع الآثار النفسية والعاطفية لفشل تجربة الزواج والانفصال، تأكدي أنك تجاوزتِ زوجكِ السابق بالفعل وأنك جاهزة لحياة جديدة وشريك يدخل حياتك، فورقة الطلاق لا تعني أنك قد تجاوزتِ تجربة الزواج السابقة بالكامل فإذا لم تستطيعي التوقف عن الحديث أو التفكير بطليقك سواء بالسلب أو الإيجاب، ستحتاجين إلى وقت أكبر حتى لمعالجة مشاعرك وتجاوزها قبل الارتباط من جديد.
- خذي وقتك ولا تستعجلي الارتباط بعد الطلاق: تقول المستشارة النفسية الأمريكية نيكي مارتينيز عن قرار الزواج بعد الطلاق للمرأة: "عليك أن تأخذ الوقت الكافي للشفاء، والتخلص من الاستياء، والوصول إلى مكان عاطفي صحي قبل أن تتمكني من الانفتاح على علاقة جديدة". لذا كوني صبورة مع نفسك وخذي كل الوقت الذي تحتاجينه ولا تسعي على أحدهم قبل أن تكوني جاهزة.
- حددي أهدافكِ من الزواج بعد الطلاق: قبل اتخاذ قرار الزوج الثاني بعد الانفصال من المهم جداً أن تعرفي النقاط الإيجابية والأمور التي أخطأتِ بها في السابق إذ أن تخيل حياتك وما تريدينه سيساعدك على رؤية الأشياء التي ربما فاتتك من قبل، لذا خذي وقتك الكافي لتحديد وكتابة خريطة علاقتكِ الجديدة وهدفك من الزواج بعد الطلاق.
- اعرفي أخطائك في الزواج السابق: تقول الدكتورة مارتينيز عن التفكير بالارتباط بعد الطلاق" :إن معرفة المكان الذي كنتِ فيه والمكان الذي تريدين الذهاب إليه يعد أمراً ضرورياً للعلاقات، كما هو الحال بالنسبة للحياة العملية والوظائف تماماً، حيث يذهب الكثير من الأشخاص على الفور إلى علاقات جديدة ليجدوا أنهم يرتكبون نفس الأخطاء، فلتتجنبي هذا من خلال النظر إلى ما نجح وما لم ينجح في زواجك السابق بما في ذلك الدور الذي لعبتيه في الانفصال، كذلك حددي الأهداف التي تريدينها".
- أعيدي تقييم معاييرك في اختيار زوج المستقبل: أنت اليوم مختلفة عن نفسكِ منذ عشر سنوات ولا ترتدين نفس الثياب أو نفس النمط كما فعلتِ سابقاً، فلماذا تتخيلين أنك قد تحتاجين نفس النمط ونفس الصفات التي كانت في شريككِ السابق؟! وفي الواقع قد يكون عليك إعادة التفكير وتقييم احتياجاتكِ ورغباتكِ والبحث عن شخص لديه نفس القيم الأساسية الموافقة لقيمكِ.
- اجعلي الأولوية دائماً لحصول أطفالك على بيئة تربوية سليمة، سواء كانوا يعيشون معكِ أم مع والدهم، ولا بد أن تكون الصحة النفسية والحقوق التربوية في المقام الأول قبل اتخاذ قرار الزواج مرة ثانية.
- اعرفي موقف والد أطفالك -زوجك السابق- من زواجك مرة ثانية، هذا لا يعني أن من حقّه تقرير مصيرك أو منعك من الزواج أو انتظار السماح لكِ، لكن الأبناء هم ما يجمعكما، وزواجك قد يؤثر على التفاهمات بينك وبين زوجك السابق بما يتعلق بتربية الأطفال.
- لا تخفي حقيقة أنكِ أم ولديك أطفال، يميل البعض لإخفاء حقيقة وجود أطفال وأحياناً وجود زواج سابق خوفاً من فشل اللقاءات الأولى أو فرص الارتباط، لكن السلوك الصحيح هو الإفصاح من أول لقاء يمهّد للارتباط عن وجود أطفال.
- أخبري أطفالك عن رغبتك بالزواج قبل إخبارهم عن وجود شخص محدد بحياتك، وتأكدي من التعامل مع أبنائك حسب أعمارهم، ولا تستعجلي بالحصول على رد فعل إيجابي منهم، اقرئي أكثر عن الحديث مع الأبناء عن الزواج مرة ثانية من خلال النقر على العنوان: كيف أخبر طفلي عن رغبتي بالزواج بعد الانفصال!
- لا تطلبي من أطفالكِ أبداً التعامل مع زوجك الجديد كبديلٍ عن والدهم! لا تحاولي التقليل من شأن والدهم لزيادة تقبّلهم لرجل غيره في حياتكِ وحياتهم.

- انتبهي لفارق العمر فهو مهم: تجربة الزواج الثاني بعد الطلاق قد تضع المرأة أمام خيارات محدودة أو غير تقليدية، ومنها وجود فجوة في السن بينها وبين الرجال الذين يتقدمون إليها سواء هم أكبر منها بكثير أو العكس، ويجب أخذ هذا المعيار بعين الاعتبار ودراسة الفارق في السن جيداً.
- ادرسي شخصية الرجل جيداً: من المهم أن تفهمي شخصية هذا الرجل قبل اتخاذ قرار الارتباط والزواج للمرة الثانية، ومن المهم أن يتحدث ويطرح الأسئلة وأن يجيب على أسئلتكِ لتفهمي شخصيته وقيمه أكثر.
- استمعي دائماً إلى حدسك: إذا كان لديكِ إحساس أو شعور سيء تجاه الشخص فقومي بإيقاف هذه العلاقة فوراً ومبكراً، ومن ناحية أخرى إذا كان حدسكِ يقول إنه هو الشخص المناسب، فلا تخجلي واطلبي رؤيته مرة أخرى.
- ابحثي عن القواسم المشتركة: فكري جيداً فربما في زواجك الأول تنازلتِ عن بعض التفاصيل الكبيرة مثل مكان السكن أو الأمور المالية أو التوافق... فانتهى بها الأمر إلى المساهمة في طلاقكِ وفشل زواجكِ الأول، تأكّدي من وجود ما يكفي من القواسم المشتركة والتفاهم لإنجاح الزواج الثاني.
- تجنبي الانجذاب الخادع: إن الانجذاب لرجل جديد بعد الطلاق لا تعني بالضرورة أن علاقتكما ستكون طويلة الأمد، تقول اختصاصية التوفيق بين الشركاء في شيكاغو السيدة بيلا غاندي: "الشهوة هي طريقة الطبيعة لخداعنا في التعلق بالأشخاص، لذا كوني حذرة جداً بشأن من ستحبذين له".
- احذري من الرجال الذين يبدون مثاليين جداً: قد تكونين بحاجة إلى الاهتمام والعاطفة بعد الانفصال أكثر من أي وقت مضى وهذا أمر بديهي لكن من المهم أن تحذري لأنكِ قد تصبحين ضحية نتيجة انجذابكِ الرجل الذي يحاول أن يبدو مثالياً في كل شيء! يقول المعالج النفسي للعلاقات والأخصائي النفسي الدكتور فران والفيش: "من العلامات الحمراء (التحذيرات) أن يبدو الرجل لا تشوبه شائبة! فإذا قام بإرسال الكثير من الهدايا أو الرسائل النصية أو الاتصال طوال الوقت، أو دفعكِ لالتزام سريع، أو قدم وعوداً لا تُصدق، أو يريد أن تكوني الشخص الوحيد في حياتهِ، فربما تتعاملين مع شخص يتطلع إلى السيطرة عليكِ".
- اهتمي بتحقيق الاستقلال المالي: الخصوصية والاستقلال المالي مهم جداً لحفظ تعبكِ وجهدكِ، ولا يعتبر امتناعاً عن دعم الشريك أو أنانية، بل استعداداً للدخول في علاقة متوازنة تكون فيها الأمور والقضايا المالية واضحة من البداية، خصوصاً إذا كان لديك عمل مستقل أو ثروة خاصة.
قد تشعرين أنك لن تعيدي الكرة ولن ترتبطي ثانية بعد هذه الأزمة القاسية والصعبة إلا أن إحصاءات الزواج بعد الطلاق تظهر أن "70٪ من الأشخاص الذين يحصلون على الطلاق سينتهي بهم الأمر بالزواج مرة أخرى في مرحلة ما من حياتهم".
من تجارب الزواج مرة ثانية بعد الطلاق قصة سيدة تروي لقرّاء مجتمع حلّوها أنها بعد معاناة قاسية في زواجها الأول حيث تعرضت لسوء وحرمانها من ابنها، تزوجت مرة ثانية من رجل يكبرها بعشرين عاماً، دون أن يكون لها رأي في الأمر، ورغم خوفها وحزنها في البداية، اكتشفت أن هذا الزوج كان عوضاً طيباً من الله، فقد عاملها باحترام وحب، وأبناؤه أيضاً عاملوها بتقدير، مع الوقت استعادت ثقتها بنفسها وسعادتها، بل أن زوجها الجديد سعى بنفسه لاسترجاع ابنها من الزواج السابق وتكفّل بتربيته، فعاد ابنها إليها وتقرّب كثيراً من زوجها.
اقرأ القصة الكاملة وآراء الخبراء والقراء من خلال النقر على الرابط: زوجي الثاني هو العوض من الله على ما عانيته في حياتي.
لكن ليست جميع تجارب الزواج مرة ثانية بعد الطلاق إيجابية، استشارة أخرى وردت لمجتمع حِلّوها تقول صاحبتها إنها بعد طلاقها عاشت مع طفليها خمس سنوات، ثم تزوجت ثانية وانتقل الطفلان للعيش مع والدهم. زوجها الحالي طيب ومحترم، لكن ظروفه المادية صعبة وتُشعرها بعدم الأمان، خاصة حين يطلب منها العودة لأهلها مؤقتاً عند الضيق. أكثر ما يؤلمها هو بعد أبنائها، وتفكر في الانفصال للعودة والعيش معهم، إذ لا تجد راحتها بدونهم رغم محبتها لزوجها.
اقرأ رأي الخبراء وتعليقات القراء في حِلّوها من خلال النقر على العنوان: هل أتطلق من زوجي الثاني لأعود إلى أطفالي؟