ما هو مجتمع الميم أو إل جي بي تي LGBT؟

كل ما تريد معرفته عن مجتمع الميم LGBT، كيف يتفاعل مجتمع الميم مع مجتمع المغايرين؟ ما هو تاريخ حركة المثليين الجنسيين حول العالم؟ وكيف يبدو مجتمع الميم في الدول العربية؟
ما هو مجتمع الميم أو إل جي بي تي LGBT؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعتبر القرن العشرين من أكثر الفترات أهمية في مسيرة البشرية ككل، حيث شهدت هذه الفترة مجموعة كبيرة من التغيرات الجذرية في حياة المجتمعات على كافة الأصعدة، ولا نبالغ بالقول أن حركات التحرر الجنسي كانت جزءً بالغ الأهمية من هذه التغيرات.
وحتى اليوم ما زالت قضية التعامل مع مثليي الجنس قضية حساسة ليس فقط في المجتمعات العربية والإسلامية والشرقية، وإنما في العالم ككل، فما هو مجتمع الميم أو إل جي بي تي؟ وما هو تاريخ حركات التحرر المثلية؟ وكيف تنظر الدول العربية إلى مجتمع المثليين؟

مجتمع الميم هو مجتمع مثليي الجنس بميولهم الجنسية المختلفة، وجاءت تسمية الـ "ميم" من الحرف الأول في الكلمات التالية (مثلي ومثلية الجنس، مزدوج الجنس، متحول الجنس، متسائل)، يقابله الاسم الأصلي بالإنجليزية LGBT وهو اختصار للكلمات التالية (Lesbian, Gay, Bisexual and Transgender) وتتم إضافة فئة أخرى أحياناً وهي المتسائل عن الهوية الجنسية أو المتحير ، ويشار إليه اختصاراً بالحرف Q من الكلمة Questioning.

animate

من الاسم؛ يضم مجتمع الميم مجموعة من الأشخاص ذوي التوجه الجنسي غير المألوف أو غير الطبيعي أو الشاذ، علماً أن هذه التسميات تختلف حسب معايير المجتمع ومدى قبوله للمثلية، فيما يرفض مجتمع الميم صفات الشذوذ أو غير الطبيعي أو غير السوي، ويفضل الصفات الوصفية المختصرة في LGBT.

  1. المثليين الذكور Gay: وهي فئة الذكور الذين يميلون إلى ممارسة الجنس مع الذكور بغض النظر إن كان سالباً أم موجباً.
  2. المثليات أو السحاقيات Lesbian: فئة الإناث اللواتي يملن إلى ممارسة الجنس مع الإناث فقط.
  3. مزدوج الجنس Bisexual: هم الأشخاص الذين يكونون ميولاً جنسياً نحو النوعين، النوع المماثل لنوعهم والنوع المغاير، وقد يمتلكون سمات جسدية أو عاطفية تدعم ميولهم نحو الجنسين، كما يختبر البعض هذه الميول بشكل دائم أو مؤقت وبطرق مختلفة.
  4. متحول الجنس Transgender: المتحولون جنسياً هم أولئك الذين يمتلكون هوية جنسية مغايرة تماماً لما ولدوا عليه، وليس بالضرورة أن تكون السمات الجسدية الظاهرة واضحة بشكل كبير للمتحولين جنسياً، وقد يلجأ المتحولون جنسياً لعمليات تصحيح هرمونية تساعدهم على الاقتراب أكثر من هويتهم الجنسية، أو عمليات تصحيح جنس جراحية، لكن الهوية الجنسية للمتحولين جنسياً لا علاقة لها بخضوعهم للأعمال الجراحية أو التجميلية أو التصحيح الهرموني.

 ومن الجدير بالذكر أيضاً أن مجتمع المثلية ليس مجتمعاً تقليدياً أو محدد، بل هو مجتمع فضفاض ومفتوح، يتم تنظيمه ضمن جمعيات ومؤسسات في بعض الدول، مثل جماعات المثليين في المدراس أو الشركات أو حتى جمعيات المثليين الدينية، فيما يتحول في دول أخرى إلى مجتمع سري أو مجرد انتماء فردي إلى الميول المثلية، فما يجمع المثليين في مجتمع الميم هو الثقافة المشتركة والأهداف المتعلقة بمواجهة رهاب المثلية واضطهاد المثليين.

تعتبر المثلية الجنسية واحدة من أقدم الممارسات الجنسية التي عرفها الإنسان، وقد اختلفت طريقة تعاطي المجتمع مع المثليين جنسياً من عصر إلى آخر ومن فئة إلى أخرى وإن كان نبذ المثليين هو السائد في معظم المراحل التاريخية، ويمكن القول أن حركة المثليين المنظمة أو مجتمع المثليين بدأ يتكون خلال القرن العشرين.
ومع بداية ظهور الحركات الجنسية التحررية التي قام بها المثليون كان هناك تمييز ضد النساء من قبل المثليين أنفسهم! حيث تعرضت السحاقيات لمضايقات من الرجال المثليين ومحاولات لإخراجهن من الحراك، إلى أن تبلورت تسمية LGBT التي ضمت جميع المثليين والمتحولين والمزدوجين من كل الأنواع في التسعينات من القرن الماضي.
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية هي المنطلق لحركة التحرر المثلية، ثم المملكة المتحدة حيث شهدت لندن أول مسيرة فخر للمثليين عام 1972 والتي قام بها حوالي 2000 شخص من مثليي الجنس وداعميهم، وتستمر هذه المسيرات حتى يومنا هذا إلا أنها تستقطب اليوم ملايين الأشخاص في مختلف الدول التي تسمح بها.
ومن الأحداث المهمة في تاريخ مجتمع المثليين هو قرارا الجمعية الأمريكية للطب النفسي رفع المثلية الجنسية من قائمة الاضطرابات العقلية والنفسية عام 1973، كذلك فعلت منظمة الصحة العالمية عام 1992، اقرأ مقالنا بعنوان هل المثلية الجنسية مرض؟.
تعتبر فترة السبعينات من أكثر فترات نضال مجتمع الميم بروزاً في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، حيث واجه المثليون في السبعينات الفئات الرافضة والمضطهدة، وظهرت اعترافات شخصيات مشهورة بميولها الجنسية، كما ظهرت قوانين جديدة لتجريم المثلية واستثناء المثليين الأمريكيين من الخدمة العسكرية، ويمكن القول أنه انطلاقاً من التسعينات وحتى تاريخ إعداد هذا المقال تعتبر فترة الحصاد، حيث حصل المثليون على مجموعة كبيرة من المكتسبات القانونية انتهت بتشريع زواج المثليين في بعض الولايات الأمريكية والدول الأوروبية واللاتينية، ورفع الحظر عن المثليين في الوظائف ومنها الجيش، إضافة إلى سن قوانين جرائم الكراهية التي تقوم على رهاب المثلية وتقديم حماية مضاعفة لمجتمع الميم في أميركا وأوروبا. [4]

إن مجتمع الميم أو إل جي بي تي ليس مجتمعاً تقليدياً كما ذكرنا، فعلى الرغم من وجود مشاهير يعتبرون ممثلين عن حقوق المثليين في هذه البلاد أو تلك، ووجود جمعيات ومؤسسات لحقوق المثليين، إلا أن غياب هؤلاء الأشخاص أو هذه المؤسسات في دولة ما لا يعني عدم وجود مجتمع المثليين.
على مستوى الدول العربية فإن المثلية الجنسية موجودة بطبيعة الحال مع غياب أي إحصاءات أو أرقام دقيقة بسبب حساسية قضية المثلية الجنسية في المجتمعات العربية والإسلامية، وجميع الدول العربية تجرم المثلية الجنسية وتعاقب عليها بعقوبات مختلفة ما عدا الأردن، حيث لا تعتبر المثلية الجنسية في الأردن محظورة بقانون صريح، لكنها مرفوضة عرفياً، حيث لم يأتِ القانون الأردني على ذكر اللواط أو المثلية صراحة وإن تم تعقب أو إيقاف المثليين فيتم التعامل معهم في ضوء قانون الآداب العامة.
حسب تقرير منظمة ILGA فإن العالم العربي ليس وحده من يمتلك قوانين تحظر المثلية أو تجرمها وتعاقب عليها، فهناك 70 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعتبر المثلية الجنسية جريمة يعاقب عليها القانون، منها ست دول تعاقب بالإعدام من تتم إدانته بممارسة المثلية وهي إيران والسعودية واليمن والسودان والصومال ونيجيريا. [5]
وعلى مستوى المجتمعات فإن معظم فئات المجتمعات العربية ترفض رفضاً قاطعاً المثلية، والفئات الأكثر تسامحاً تفضل بقاء مثليي الجنس بعيداً عن النظر وفي الظلام، على المبدأ الذي طرحه بيل كلينتون سابقاً "لا تسأل، لا تخبر Don't ask, don't tell".

في هذا الفيديو يناقش الدكتور عبد الرحمن ذاكر -استشاري العلاج النفسي والتربوي- بعض أبرز الخرافات حول المثلية الجنسية والشذوذ، ويجيب عن الأسئلة الشائعة مثل هل الجنسي مرض أم اختيار وهل الشذوذ الجنسي جيني؟ وهل التحرش سبب الشذوذ والميول الجنسية المنحرفة؟ شاهد الفيديو من خلال النقر على علامة التشغيل أو من خلال الانتقال إلى حلوها tv عبر هذا الرابط.

المراجع