تأثير القصص على الأطفال وفوائد قصة ما قبل النوم

أهمية قراءة قصة ما قبل النوم للطفل.. ما هي أفضل طريقة لقراءة القصص والكتب للأطفال؟ وكيف تأثر قصص الأطفال على الشخصية والمخزون المعرفي؟ وما هو دور القصص التعليمية في تربية الأطفال؟
تأثير القصص على الأطفال وفوائد قصة ما قبل النوم
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يتعلم الأطفال من خلال القصص التعامل مع المشاعر القوية والحفاظ على نظرة إيجابية للحياة، كذلك يتعلمون ممارسة ضبط النفس والتغلب على الشدائد وغيرها من السمات المتجذرة في معرفة واحترام الذات، كما تؤثر القصص على تنمية الفضائل الشخصية وأثرها على الآخرين مثل: التعبير عن الامتنان وإظهار التعاطف، بالإضافة إلى تعلم المشاركة والتعاون واحترام الاختلافات ومعاملة الآخرين بإنصاف واحترام، كما يتعلم الأطفال الصدق والكرم والولاء والنزاهة، وكل تلك الصفات الإيجابية التي تنشئ شخصاً جيداً.

كيف تؤثر القصص بمختلف أنواعها على الطفل؟
للقصة أثر بالغ في تنمية الجوانب النفسية الإيجابية عند الأطفال؛ لما فيها من غزارة الحوار والتأمل في النفس والقدوة الحسنة، فالأسلوب القصصي هو أفضل وسيلة نقدم عن طريقها ما نريد تقديمه للأطفال؛ بقيم دينية وأخلاقية وتوجيهات سلوكية أو اجتماعية [1]، فالخيال الواسع الذي تعززه القصة لدى الطفل من أهم فوائدها على حياته، حيث يمكن تلخيص تأثير القصص بأنواعها على الطفل على الشكل التالي:

- القصص الخيالية: تحمل أدوات تعليمية ممتازة، خاصة تلك التي تحتوي الصور، فهي قصص تقوم على افتراض أبطال وشخصيات وأفعال خارقة لا وجود لها في الواقع، لتعزز عند الأطفال فضول المعرفة بالكون والكائنات الطبيعية، كما تجعله أكثر وعياً بالحقائق التي تحيط به، ليصل إلى التمييز بين الخير والشر والحقيقة والخيال وغيرها من المتناقضات.

- القصص التاريخية: تنمي شعور الطفل بالانتماء وبالمواطنة، كذلك روح المسؤولية والبطولة والإقدام، كما تعمل على تنمية روح البطولة والفخر عن طريق ما يقرأه من سير الأبطال.

- القصص الاجتماعية: طريقة لتعليم المهارات الاجتماعية للأطفال، خاصة المصابين بالتوحد وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تهدف لتقديم معلومات معينة تفيد في حياة الطفل اليومية، كما يمكن أن تساهم في تعليم الطفل المهارات الحياتية التي تعجزين عن تمريرها له ببساطة، مثلاً تجيب المتخصصة النفسية في تربية الطفل لدى موقع حلوها، الدكتورة هداية؛ على تساؤل أم حول تعليم طفلها الدفاع عن نفسه، وتقول: "حاولي أن تلعبي مع طفلك وأن تحيطيه بالاهتمام والحب، وشجعيه على اللعب ولا تعتمدي على أسلوب التخويف أو الضرب حتى تنمي لديه شخصية سوية"، ما عليك في هذه الحال.. إلا قراءة بعض القصص عن شخصيات مثل: الفتاة الصغيرة دوروثي بطلة الرواية الجميلة (ساحر أوز العظيم).

- القصص الواقعية: هذا النوع من القصص يناسب الأطفال في نهاية مرحلة الطفولة وبداية المراهقة، حيث يميلون إلى معرفة حقيقة الحياة المحيطة بهم والطبيعة والحيوانات والرحلات وغيرها من العلوم المختلفة، حيث تُقدم هذه القصص بقالب من الخيال؛ لتتناسب مع قدرة الطفل على التفكير والاستيعاب في هذه المرحلة العمرية وفق مستواه الفكـــــري والعقلي، لتعزيز وعيه واحتكاكه بفئات المجتمــع.

- القصص العلمية: تتناول في محتوياتها ابتكارات واختراعات علمية وتكنولوجية، حيث تنمي خيال الطفل وقدراته الفكرية والعقلية، فيستطيع الطفل تعلم التمييز بين الصواب والخطأ، والقدرة على اتخاذ القرار.

- القصص الفكاهية: لا يمكن أن نتصور العالم من دون فكاهة، أو نتصور الحياة بمظهر رمادي مكفهر، ومن غير ضحك يحمل رسالة نقدية وتلميحاً تربوياً للطفل، لذا فالقصة الفكاهية من أحب وأمتع القصص إلى نفوس الأطفال.

- القصص الدينية: التي تحمل هدفاً تربوي وتكسب الطفل المفاهيم الدينية الصحيحة والسليمة، كما تعطيه المثل العليا والقيم الروحية والقدوة الصالحة التي يقتدي بها في حياته. 
 

animate

ماذا يمكن أن تقدم رواية القصص؟ وكيف تؤثر على عملية تعليم الطفل؟
لدى الأطفال حب فطري للقصص؛ التي تثير خيالهم حول السحر بالعجائب، كما تعلم القصص الطفل عن الحياة وعن أنفسهم والآخرين، لهذا تعتبر  رواية القصص طريقة فريدة لتطوير فهم واحترام وتقدير للثقافات الأخرى لدى الأطفال من طلاب المدارس، وهناك عدد من الطرق التي يمكن من خلالها لرواية القصص؛ تعزيز التفاهم والتواصل بين الثقافات لدى الأطفال [2]:
- السماح للأطفال باستكشاف جذورهم الثقافية.
- تعريف الأطفال بثقافات متنوعة.
- تمكين الأطفال من التعاطف مع أشخاص وأماكن ومواقف غير مألوفة في محيطهم.
- تقديم نظرة موضوعية للتقاليد والقيم الإنسانية المختلفة.
- تساعد القصص الأطفال على معرفة تأثير الحكم الإنسانية المشتركة بين جميع الشعوب والثقافات.
- تقديم نظرة واسعة لتجارب الحياة في العالم.
- تساعد الأطفال على تحليل الأفكار الجديدة، والاستفادة منها في حياتهم.
- تكشف عن اختلافات الثقافات حول العالم.
 

لماذا عليك أن تقرأ القصص للطفل قبل نومه كل ليلة؟
تحكمنا الحياة المعاصرة بضيق الوقت، فلو سألت نفسك منذ متى لم انغمس مع أطفالي في قراءة قصص؟ من الممكن أنك لم تجرب هذه المتعة في الأصل! وأنت تعرف فوائد القراءة للصحة النفسية والعقلية وخاصة للطفل، وما يبدو أنه متعة بسيطة له.. يحمل العديد من الفوائد، فمن المهم أن تقضي بعض الوقت كل ليلة لتقرأ القصص لأطفالك، الذين سيعتبرونه وقتهم الخاص للتواصل خلال اليوم، حيث يشعر أطفالك بالاهتمام مما يعزز ذكرياتهم وشعورهم بالأمان، وستبقى هذه الذكريات في أذهانهم طوال حياتهم، فأهم فوائد قراءة قصة ما قبل النوم للطفل هي [3]:
1- تطور قصة ما قبل النوم دماغ الطفل.
2- تعزز القصص مهارات الطفل اللغوية.
3- حكاية القصص مع الوالدين، هو وقت خاص للطفل.
4- تعليم الطفل الفضائل والأخلاق دون أوامر.
5- توطيد العلاقة بين الطفل وذويه.
6- تنمية الخيال الإيجابي.
ومهما بلغت صعوبة توفير جزء من وقتك لقراءة القصص مع أطفالك كل ليلة، عليك أن تخصص هذا الوقت مهما كانت ظروفك، نظراً للفوائد العظيمة التي تحملها لك وللطفل معاً.
 

أفضل طريقة لقراءة القصص للطفل
بقدر أهمية قراءة وسرد القصص للطفل، لا بد أن تتم الحكاية بالطريقة الصحيحة، وهذه التقنيات تساعد على أن تصبح راوية القصص تجربة ممتعة لك أولاً وأفضل فوائد للطفل أيضاً [4]:

- معاينة الكتاب: ينبغي عليك أن تلقي نظرة جيدة على القصة التي تنوي قرأتها لطفلك، وتطلع جيداً على مغزاها وما تحمله العبارات بين السطور، لِئلا احتوت على عناصر غير مناسبة لعمره أو قيمك مثلاً، كما ينبغي أن تستشير المتخصصين أو محبي القراءة من أصدقائك وعائلتك، لأنهم على دراية بكل ما يتعلق بعالم كتب الأطفال القديم والحديث منها.

- طول القصة: يجب ألا تكون القصة قصيرة جداً أو طويلة جداً، حيث قد لا تتمكن من توصيل الرسالة للطفل من خلال القصة القصيرة، في حين قد تصبح القصة الطويلة مملة وغير مثيرة لاهتمامه.

- الجلسة المريحة: اختر مساحة مريحة لقراءة القصة مع أطفالك، بحيث يجب أن يخلق المكان ذلك المزاج المثالي وأجواء رواية القصص، فقد يحب الأطفال الصغار جداً الجلوس في حضن الأم أو الأب على الكرسي الهزاز مثلاً، بينما يُفضل الطفل الأكبر الاستلقاء في السرير مع والديه أثناء القراءة.

- التمهيد المناسب: إذا كنت ستحكي قصة من الذاكرة؛ أخبر طفلك أين سمعت القصة أو من رواها لك، كذلك أخبره كيف ساعدك ذلك في حياتك، وكيف تعتقد أن هذه القصة ستكون ممتعة ومفيدة له أيضاً.

- التعبيرات المناسبة: بأن تتأكد من استخدام إيماءات اليد وتعبيرات الوجه المناسبة، كذلك إصدار أصوات مختلفة أو اطلب ذلك من طفلك، لجعل رواية القصص أمراً مثيراً للاهتمام قدر الإمكان.

- اقرأ بصوت عالٍ ولكن ببطيء: من خلال السرد القصصي بصوت عالٍ ولكن بوتيرة بطيئة، بحيث يعمل صوتك على تصوير المشاعر كما هي مُصوّرة في القصة، وتختلف نبرة صوتك ودرجته؛ وفقاً لمتطلبات القصة.. كذلك لا تنسى التوقف في الأماكن المناسبة واللحظات، التي تزيد من تشوق طفلك لاستمرار القصة.

- إشراك الطفل في عملية قراءة القصة: مثل أن تطلب منه قلب الصفحة، أو الإشارة إلى الصورة المرافقة للقصة والتي تعبر عن موقف يمر به البطل أو أحد الشخصيات، وأثناء ذلك استخدم عبارات مختلفة أو قم بطرح أسئلة مثل: "هل تعرف ما الذي سيجري الآن؟" مما يجعل الطفل أكثر انخراطاً في عالم القصة.

- كن طبيعياً: من المهم أن تطور أسلوبك الخاص في سرد القصص لأطفالك، قد تقوم (إذا استطعت طبعاً) بارتداء زي بطل شخصية القصة، مثل شخصية بيتربان، أو ساحر أوز العظيم... الخ، والمهم أن تعمل على ابتكار أسلوبك الخاص، كيلا يتحول موضوع قراءة قصة ما قبل النوم؛ لواجب والدي ثقيل عليك، أو نشاط رتيب ممل متعلق بضرورة النوم التي يكرهها الطفل!

- مناقشة ما بعد القراءة: من المهم تطوير مهارات طفلك في النقاشات وتقبل الآخرين، وذلك بعد الانتهاء من قراءة القصة، من خلال تحديد هوية شخصيات القصة، واختيار الطفل لتطورات وتوقعاته لكيفية جريان أحداث القصة بشكل مختلف، كذلك وجهة نظره في تصويب أو تصحيح بعض الأحداث، التي ساهمت في تطور شخصيات القصة وصولاً إلى نهايتها.
 

مهارات الأداء وقراءة القصص للطفل في المدرسة والمكتبات العامة
هناك العديد من التقنيات المرافقة لقراءة القصص في دور الرعاية النهارية ورياض الأطفال والمدرسة خاصة في السنوات الأولى، لما للتعليم القصصي من دور كبير على تطوير مهارات الطفل ومحبته للتعلّم، لكن إليك كمدرس أو مشرف أو شخص يشارك في نشاط قراءة القصص للأطفال؛ هذه التقنيات المرافقة لنشاط القراءة للطفل:
1- تغيير درجة ووتيرة صوتك خلال القراءة، عن طريق التعبير بوضوح، والمبالغة في التعبير أحياناً.
2- استخدام ملامح وجهك وإشارات جسمك وإيماءاتك، أي أن يتكلم جسدك بلغته، من خلال جعل جسمك ووجهك يستجيبان للحكاية.
3- التركيز الواضح في القصة ومع المستمعين من الأطفال، والحفاظ على هذا التركيز.
4- الحفاظ على اتصال العين مع جمهورك من المستمعين الصغار.
5- عليك أن تكون ذو حضور جذاب (طبيعي)، حتى يصدقك الصغار وينجذبون للإصغاء إليك.
6- حاول استخدام أصوات مختلفة ومبالغ فيها أحياناً، مثل: صوت المظلوم والحزين والشرير والعجوز... الخ.
7- استخدام مساحتك جيداً.. فكن ديناميكياً ومرناً، بحيث تتحرك في المكان بشكل مسرحي.
8- تذكر أن تسرّع تنفسك وتتشوق؛ عندما تقتضي القصة ذلك، حتى يعيش الطفل الأحداث المروية.
9- تذكر أن تستعيد طريقتك كراوي، خاصة إذا كنت متقناً لأداء أصوات الشخصيات ومتفاعلاً مع القصة بشدة.
10- استخدام الصمت والتوقف المؤقت، لإضفاء تأثير وتشويق على القصة وأحداثها وما الذي يمكن أن يحدث في النهاية.

وفي النهاية.. من منّا لا يتذكر القصص الملهِمة والتحفيزية، التي تركت لدينا أثراً دائماً وساعدتنا على تعلم بعض الدروس المفيدة في الحياة، لذا.. لا تحرم أطفال اليوم من متعة تذكر قصصهم المفضلة في المستقبل أيضاً، وشاركنا رأيك وتجربتك حول موضوع المقال من خلال التعليقات.
 

[1] مقال د. معراج الندوي، القصة وتأثيرها على نفوس الأطفال، منشور على موقع almothaqaf.com، تمت المراجعة في 06/09/2019
[2] مقال رواية القصص الفوائد والنصائح، منشور على موقع teachingenglish.org.uk، تمت المراجعة في 06/09/2019
[3] مقال مي علي، لماذا عليك أن تقرأ حدوتة ما قبل النوم لأطفالك، منشور على موقع ida2at.com، تمت المراجعة في 06/09/2019
[4] مقال Palak Shah الفوائد المذهلة لقراءة القصص مع الأطفال، منشور على موقع momjunction.com، تمت المراجعة في 06/09/2019