"طفلي بطيء بالتعلم" أعراض بطء التعلم عند الأطفال وعلاجه

مشكلة البطء في التعلم عند الطفل، تعريف بطء التعلم عند الأطفال، علامات وأسباب بطء التعلم، حلول مشكلة الطفل بطيء التعلم
"طفلي بطيء بالتعلم" أعراض بطء التعلم عند الأطفال وعلاجه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

بطء التعلم عند الأطفال مشكلةٌ تسبب القلق لدى الكثير من الآباء والأمهات مع بداية المرحلة التعليمية لأطفالهم والتي ستكشف عن تفاوت درجات الذكاء بين الطفل وأقرانه في نفس العمر والصعوبات التي ستعترض طريقه التعليمي، وهذا ما سنقوم بالتحدث عنه في مقالنا، موضحين أسباب بطء تعلم الطفل والطرق الأنسب للتعامل مع الأطفال الذين يعانون من مشكلة بطء التعلم.

مفهوم بطء التعلم ومن هو الطفل البطيء في التعلم

الطفل بطيء التعلم أو "المتعلم البطيء" هو مصطلح يُستخدم لوصف الطالب الذي يعاني من صعوبة فهم المعلومة التي يتلقاها، وبطئه في اكتساب المهارات الأكاديمية اللازمة نسبةً لأقرانه من نفس العمر، إذ أنه يحتاج إلى المزيد من الوقت والمزيد من التكرار والكثير من الطرق الفعالة من قبل المعلمين ليتمكن من تلقي المعلومة وفهمها [1]، وبالطبع لا يستوفي المتعلم البطيء معايير الإعاقة الذهنية، بالتالي لا يمكننا أن ندعوه بالمتخلف عقلياً، إذ أنه يتمتع بحياة طبيعية خارج نطاق مدرسته، مع ذلك فإنَّ موضوع الدراسة يشكل تحدياً بالنسبة له [2]. 

علامات تدل على أن طفلك يعاني من مشكلة بطء التعلم
سيلاحظ الوالدين أعراض وعلامات مشكلة بطء التعلم عند ذهاب طفلهم إلى المدرسة، لكن يمكنكم ملاحظتها أيضاً من خلال بعض العلامات التي سنقوم بتوضيحها فيما يلي [3]:

1- أعراض بطئ التعلم في نمو الطفل: كتأخر النطق مع وجود مشاكل لغوية وأساليب نطق غير مفهومة، مما يؤدي إلى التأخر في التطور اللغوي لديه، كما أنه قد يعاني من ضعفٍ في الذاكرة، إذ أنه سيحتاج إلى عددٍ من الجلسات المتكررة لتعلم شيء ما.

2- أعراض اجتماعية لبطء التعلم: تتمثل هذه الأعراض بميل الطفل لمرافقة الأطفال الأصغر سناً منه، وتجنبه للتعامل مع أقرانه في العمر، وغالباً ما يتم تصنيف هؤلاء الأطفال على أنهم انطوائيين نظراً لعدم قدرتهم على التواصل مع أقرانهم، كما أنه من المحتمل أن يكونوا هادئين ومتحفظين في طباعهم.

3- أعراض شخصية للطفل بطيء التعلم: قد يظهر على طفلك أعراض عدوانية وأعراض عاطفية أخرى، إذ أنه لن يكون حازماً في ضبط مشاعره كمشاعر القلق، التي ستنتابه على أبسط المشاكل وأصغرها والاكتئاب بسبب أي نكسة أو موقف صعب، ومن المحتمل أن يواجه طفلك مشاكل في احترام ذاته وثقته بنفسه، كما أنه سيكون عرضة لعدم الاستقرار العاطفي في المستقبل وعندما يصبح شخصاً بالغاً.

4- أعراض صعوبات في عملية التعلم: حيث ستظهر صعوبات التعلم عند دخول الطفل إلى المدرسة، وسيكون من الصعب عليه تلقي المعلومات كأقرانه، وسيستغرق وقتاً أطول لفهم المعلومات المقدمة له، وعلى الرغم من وجود مشكلة بطء التعلم عند طفلك، إلا أنه قد يُظهر كفاءة في جوانب أخرى، مثل الرسم أو تركيب البازل.
 

animate

أسباب تساعد على كشف مشكلة بطء التعلم عند الطفل
كأي مشكلة تنموية تلاحظ وجودها عند طفلك ونتيجةً للقلق الناتج لديك؛ ستقوم بالاستفسار والتفتيش عن المسببات الرئيسية لمشكلة بطء التعلم الموجودة لدى طفلك، وعلى الرغم من عدم وجود إجابة محددة لمنبع هذه المشكلة، إلا أنه هناك العديد من الأسباب والتي من الممكن أن تكون الأسباب الرئيسية لدى طفلك أيضاً، كذلك من الممكن ألا تتطابق مع حالة ابنك، إليك الأسباب الرئيسية والعوامل التي تسهم إذا لم تتوفر في تفاقم مشكلة بطء تعلم الطفل [4]:

- البيئة التي ينمو بها الطفل: بحيث يتأثر طفلك بالبيئة المحيطة به كما يتعلم منها العديد من الأشياء، لذا من الواجب على الأهل تهيئة البيئة المناسبة والسليمة للطفل، واختيار الأشخاص الذين يقضي طفلك أوقاته معهم بفعالية، والتنبه لمستواهم الفكري مع الانتباه إلى الطريقة التي يعاملون بها الطفل إذ أن قدرات الطفل ستزدهر في حال توفر المحيط الأفضل.

- النمو السليم وفرص التعلم المتنوعة: تلك الضرورية لتطوير قدرات الأطفال، بحيث يجب عليك أن توفر بيئة علمية غنية لطفلك؛ بأساليب وأنشطة لعب بسيطة قادرة على تطوير أدمغتهم، وترتيب أنشطة جديدة أيضاً، لتعزيز مهارات التفكير لديهم.

- انشغال الآباء عن أطفالهم: إذا كنتم منهمكين في أعمالكم لتأمين أفضل أساليب العيش، بالتالي مهملين لضرورة تواجدكم بالقرب من أطفالكم، ستكون النتيجة شعورهم بالوحدة والعزلة، يجب التنويه إلى أن أطفالك يحتاجون إلى اهتمامك بشكل كامل بالأخص من عمر الثلاث سنوات وحتى عمر الست سنوات، فهذه مرحلة تطورهم ونمو إدراكهم الأهم، وسيتعلمون الكثير من آبائهم.

- العنف في المدرسة: يعد عاملاً آخراً لمشكلة بطء التعلم عند الطالب، إذ أنه يؤثر على قدرات التعلم عند الطفل، كما أنه يؤثر على حالته النفسية مما يؤدي إلى مشاكل عاطفية وعدوانية عند الطفل، إضافة إلى تأثير العنف المدرسي والتنمر الذي يتعرض له الطفل على تطور النواحي الإدراكية والنفسية والتعلمية لديه.

- عدد أفراد الأسرة: يلعب حجم الأسرة دوراً رئيسياً في نمو الطفل، إذ أن الطفل سيحظى باهتمام أكبر وستتاح له موارد كافية في حال كان حجم الأسرة صغيراً.

- طريقة التعليم: تعتبر أساس وأهم عامل في مشكلة بطء التعلم عند الطفل، إذ أن المعلم يمكنه فهم المشكلة الموجودة لدى الطفل والتعامل معها بأساليب تعليمية أفضل تتلاءم مع حجم وحالة الطفل باستخدامه أساليب مختلفة في الفصل حتى يتلقى الطلاب المعلومة بشكل كامل.

- تشتت ذهن الطفل: تقول خبيرة موقع حلوها الاختصاصية النفسية إسراء الأنصاري للإجابة على تساؤل سيدة حول مشكلة بطيء ابنها في التعلم:
"ينتج البطء في التعلم عن أسباب تتعلق بتشتت تفكير الطفل وشرود ذهنه، كذلك قلة التركيز وفرط الحركة والنشاط، وعليكِ حاولي اكتشاف السبب؛ هل هو انخفاض في نسبة ذكائه؟ بالتالي يمكنك معرفة إذا ما كان طفلك بحاجة لمدرسة خاصة ببطيء التعلم، كما يمكنك مساعدة طفلك بأن تتعلمي كيفية التعامل معه وتدريسه".
 

الصعوبات التي تواجه طفلاً يعاني من مشكلة بطء التعلم 
سيعاني طفلك من عدة صعوبات ومشاكل تواجهه طوال فترة ملازمته لمشكلة بطء التعلم بسبب كل ما قمنا بذكره أعلاه، إذ أنه سيواجه الكثير من الصعوبات أبرزها:
- سيكافح الطفل بطيء التعلم ويبذل جهداً كبيراً ليتمكن من مواكبة أقرانه.
- سيلقى صعوبة في التواصل وبناء علاقات ودية مع الناس، مما يسبب له نوبات من القلق والاكتئاب [3].
- يلاحظ على الطفل بطيء التعلم أنه سيجد صعوبة في إكمال مهامه في إطار زمني معين نظراً لانصراف انتباهه بسهولة لأمور أخرى في محيطه [5].

وفي محيط المدرسة التقليدية يتجاهل المدرسون مثل هذه الحالة (بطء التعلم عند الطفل) إذ أنهم يعتبرون الطالب فاشلاً أو لا يملك معدل كاف من الذكاء، مما يؤدي إلى إهماله وبالتالي سيلقى بقية زملاؤه ذات المعلومات بشكل أسرع، لذا يجب الانتباه وتنبيه المدرسين لمدى خطورة هذا الموضوع، وبتقديم مساعدة علاجية متفق عليها فيما بينكم يمكن أن يصل الطفل بطيء العلم إلى المستوى الذي يتناسب مع أقرانه[6] .
 

مساعدة الطفل الذي يعاني من مشكلة بطء التعلم (حلول مشكلة بطء التعلم للطفل)
هناك العديد من الطرق السهلة والمعروفة يمكنك اتبعاها لتتخطى مع طفلك مشكلة بطء التعلم، وفيما يلي بعض من الخطوات التي يمكن للوالدين اتخاذها لمساعدة المتعلم البطيء [3]:

- المدح والإشادة بالطفل: من المهم مديح طفلك بعد كل نجاحٍ أو تقدمٍ يقوم طفلك بإحرازه؛ على اعتباره أحد المتطلبات الأساسية لمساعدته على مواصلة التعلم والحفاظ على ذلك الدافع لتخطي بطئه في عملية التعلم.

- المكافآت والجوائز المحفزة للطفل: كما هو الحال مع أي طفل ستشكل الهدايا والجوائز محفزاً ضرورياً لاستمرارية الطفل بطيء التعلم؛ في التركيز على أداء المهام المطلوبة منه.

- مهمات قابلة للتحقيق: من المهم التركيز على اختيار مهام سهلة ليتمكن طفلك من تحقيقها، نظراً لمشكلة بطء التعلم التي يعاني منها، وبصفتك أحد الوالدين فمن مسؤوليتك تحديد هذه المهام، التي ستتناسب مع حالة طفلك وسرعة تطوره.

- عدم اعتبار فشل الطفل على أنه أمر سيء: عزز فكرة أن الفشل الذي يمر به طفلك ليس سيئاً وكن واقعياً مع المدرسين وكل من يقوم برعايته؛ بأن طفلك سيفشل أكثر من الأطفال الآخرين، وعند ذلك لا تقم بمضايقته وتوبيخه بل شجعه على المحاولة مرة أخرى، وعلّمه أن الفشل يعني أنه يحاول وسينجح إذا استمر بالمثابرة، ففي النهاية هو طفل وأنت تعلم حتى أنت يمكن أن تيأس بسبب الفشل المتواصل.

- التواصل الدائم مع معلم الطفل بطيء التعلم: إذ أنه يلعب دوراً رئيسياً هاماً في التأثير على الطفل بطيء التعلم، من خلال التحدث معه والاتفاق على منهج سليم تقومان باتباعه في المدرسة والمنزل ليتناسب مع حجم مشكلة الطفل.
وتنصح خبيرة موقع حلوها الاختصاصية النفسية في تربية الطفل الدكتورة هداية سيدة تسأل حول مشكلة بطء الطفل في التعلم وعلاقة أسلوب المعلمة:

"المشكلة الأساسية بدى الأطفال البطيئين في التعلم، هي الفترة الزمنية للتعلم، فلو قامت المعلمة باستغلال المدة الزمنية التي يتعلم فيها الطفل لاستطاع الانتباه إليها؛ فالطفل بطيء التعلم يستغرق وقتا أطول من الأطفال العاديين للتعلم، فلو أن مدة اكتساب المعلومة بالنسبة للطفل العادي هي 5 دقائق فالطفل بطيء التعلم.. يستغرق مدة أطول تتراوح بين 8 إلى 10 دقائق، لذلك عليك التحدث إلى المعلمة من أجل مراعاة المدة الزمنية لتعلم طفلك وإن لم تستطع ذلك خلال وقت الدرس، عليها أن تخصص للطفل وقتاً في حصص المتابعة لتغطية النقص لديه".

- وضع برنامج أو مخطط يومي للطفل: بإنشاء مخطط أو جدول يومي للطفل يحوي على جميع الأنشطة التي من الواجب عليه أن يقوم بتنفيذها خلال يومه، وهذا من شأنه أن يمنح طفلك إحساساً بالمسؤولية والمشاركة؛ مما يساعده على إكمال مهامه في أوقات محددة.

ختاماً.. من الضروري التركيز على أهمية عدم وصف الطفل على أنه بطيء في التعلم واعتبار هذه المشكلة كأي مشكلة قد تعترض حياتكم، والإسراع للتعرف على الحلول المناسبة للطفل، فكلما تمكنت من متابعة طفلك في سن مبكرة، كلما كان حل مشكلة بطء التعلم لديه سهلاً، ليتمكن من اللحاق بأقرانه والمتابعة معهم بالاجتهاد ذاته، ما رأيك؟ شاركينا من خلال التعليقات.
 

[1] مقال "المتعلم البطيء" المنشور على موقع schoolpsychologistfiles، تمت المراجعة في 26/12/2019
[2] مقال Emily Listmann, Ma "كيفية مساعدة بطئي التعلم" المنشور على موقع wikihow.mom تمت مراجعته في 26\12\2019
[3] مقال Alyia Khan "التعامل مع الطفل بطيء التعلم، نصائح وتحديات" المنشور على موقع parenting.firstcry تمت مراجعته في 16\1\2020
[4] مقال Sultan Muhammad Khan "تعليم المتعلم البطيء" المنشور على موقع research-education-edu.blogspot تمت مراجعته في 5\1\2020
[5] مقال Surabhi Verma "هل تتعامل مع متعلم بطيء" المنشور على موقع thehealthsite تمت مراجعته في 2\1\2020
[6] مقال "التعامل مع المتعلمين البطيئين" المنشور على موقع parentedge.in، تمت المراجعة في 13/1/2020