أنواع نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية

ما معنى نظريات التعلم وما هي أشهر نظريات التعلم؟ أنواع نظريات التعلم وتطبيقاتها في التعليم والتربية، خصائص نظريات التعلم ونصائح للتعليم الفعال
أنواع نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعمل المختصون في مجال التعليم والتربية بشكل مستمر لتطوير نظريات التعلم وذلك لتحسين مخرجات العملية التعليمية والتربوية، في هذه المقالة عن نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية سنقوم بتوضيح مفهوم التعلم ونظرية التعلم، ثم سنقوم بشرح أشهر نظريات التعلم ومنها: نظرية التعلم السلوكية، نظرية التعلم الإجرائية أو الاقترانية، نظرية التعلم الجشطالية، نظرية التعلم البنائية، كما سنوضح في نهاية المقالة مجموعة من النقاط المهمة لتحقيق أفضل تطبيق لنظريات التعلم.

يقصد بمفهوم نظرية التعلم هو كيفية تلقي الطلاب للمعرفة ومعالجتها والاحتفاظ بها أثناء التعلم، وتتأثر نظريات التعلم بالخلفيات المعرفية والعاطفية والبيئية وأيضاً الخبرة السابقة. يتعامل علماء السلوك مع عملية التعلم على أنها جانب من جوانب التكييف ويدعون إلى نظام من المكافآت والأهداف في التعليم. يعتقد المعلمون الذين يتبنون النظرية المعرفية أن تعريف التعلم كتغيير في السلوك ضيق للغاية، ويدرسون المتعلم بدلاً من بيئته - وعلى وجه الخصوص تعقيدات الذاكرة البشرية.
يعتقد أولئك الذين يدافعون عن البنائية أن قدرة المتعلم على التعلم تعتمد إلى حد كبير على ما يعرفه ويفهمه بالفعل، ويجب أن يكون اكتساب المعرفة عملية بناء مصممة بشكل فردي. تركز نظرية التعلم التحويلية على التغيير الضروري في كثير من الأحيان والمطلوب في التصورات المسبقة للمتعلم ورؤية العالم. تركز نظرية التعلم الجغرافي على الطرق التي تشكل بها السياقات والبيئات عملية التعلم. [1]
خارج نطاق علم النفس التربوي، تُستخدم تقنيات المراقبة المباشرة لعمل الدماغ أثناء عملية التعلم، مثل الإمكانات المرتبطة بالحدث والتصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي، في علم الأعصاب التربوي. تم أيضًا اقتراح نظرية الذكاءات المتعددة، حيث يُنظر إلى التعلم على أنه تفاعل بين عشرات المجالات الوظيفية المختلفة في الدماغ لكل منها نقاط القوة والضعف الفردية الخاصة بها في أي متعلم بشري معين، ولكن البحث التجريبي وجد أن النظرية غير مدعوم بأدلة.

animate

ظهرت نظرية التعلم السلوكية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1912 من قبل جون واطسون وتقوم على عدد من المبادئ منها: [2]

  • يتم تقليل التشتت وضياع التركيز والانتباه لدى الطالب عند العمل على السيطرة على السلوك الذي يصدر منهم.
  • هنالك العديد من الدورات الخاصة بالمعلمين التي تمكنهم من ضبط الفصل الدراسي والسيطرة على سلوكيات الطلبة المشاغبين.
  • تركز نظرية التعلم السلوكية على فكرة أن السلوكيات التي يقوم بها الطالب هي نتيجة تفاعله مع البيئة التي يتواجد فيها.
  • بحسب نظرية التعلم السلوكي فإن العوامل الفطرية والعادات والسلوكيات الموروثة لها تأثير قليل جداً على سلوك الطالب في حين أن تفاعله مع البيئة التي تواجد فيها في المدرسة والشارع والبيت هي من يحدد اتجاهات سلوكه.
  • تقوم النظرية السلوكية على التأثير على كيفية تفاعل الطلاب داخل الفصل الدراسي وطريقة تصرفهم مع المعلم ومع بعضهم البعض.
  • تساعد النظرية السلوكية المعلمين على فهم البيئة المنزلية لكل طالب وأسلوب حياته ومدى تأثير هذه العوامل على سلوكهم.
  • تقويم سلوك الطلاب خلال النظرية السلوكية على تحفيز الطلاب ومساعدتهم وتسهيل عملية نقل المعلومة من المعلم للطالب عبر الاستجابة للحافز وربط فهم المعلومة بالتحفيز والاستجابة.
  • يعتبر التعزيز الإيجابي هو مفتاح نجاح تطبيق نظرية التعلم السلوكية، فإهمال التعزيز الإيجابي يقلل الحافز لدى الطالب للمشاركة والتعلم.
  • العنصر الموازي للتعزيز الإيجابي هو التكرار والاستمرار، فوجود الحافز الإيجابي بشكل دائم ودوري يبقي لدى الطالب الحافز للتعلم وتحقيق شروط حصوله على التعزيز الإيجابي.

إحدى النظريات التي تقوم على العلاقة بين التجارب السابقة للطالب والاستجابة المتغيرة التي أسسها سكنر ومن مبادئ هذه النظرية ما يلي: [3]

  • التعلم ضمن نظرية التعلم الاقترانية عملية مقترنة ومربوطة بتحقيق مخرجات ونتائج جيدة من العملية التعليمية.
  • تقوم نظرية التعلم الاقترانية على دعم وتحفيز السوك القريب من السلوك المثالي أو النمطي الذي نود أن يتبعه الطلاب داخل القاعة الصفية والفصل الدراسي.
  • سميت النظرية بالاقترانية لارتباط الإجراء المتبع حيال السلوك الإجرائي الذي يتأثر به الطلاب من بيئته ومحيطه وينعكس على سلوكه داخل القاعة الصفية وطريقة تعامل المعلم لضبطه وتوجيهه ضمن إجراءات مدروسة وعلمية.
  • يقصد بالتعليم ليس فقط نقل المعلومات والمعرفة للطلاب بل أيضاً تغيير وتعديل سلوكيات الطالب الخاطئة أو السيئة بالتكرار والمراقبة والتحفيز الإيجابي والسلبي.
  • في هذه النظرية يتم تعزيز السلوك المرغوب باستمراره لدى الطالب، والعقاب يكون لتغيير السلوك أو إيقافه، لذا يقترن سلوك الطالب بالنتيجة والطريقة التي يتم التعامل معه على أساسها.

هذه المدرسة صاحبة نظري التعلم الجشطالية تقوم على دراسة سيكولوجية التفكير ومشاكل المعرفة ولها عدة مبادئ تقوم عليها النظرية منها: [4]

  • الإدراك الذي يصل بالطالب إلى المعرفة والتعلم هو شرط أساسي لتحقيق عملية تعليمية ناجحة وبناء معرفة حقيقة بالأمور.
  • الدافع الداخلي لدى الطالب للتعلم هو المحفز الأول لنجاح عملية التعلم حسب نظرية التعلم الجشطالية التي ترى الدافع النفسي الداخلي هو محرك العملية التعليمية.
  • ترى نظرية التعلم الجشطالية أن التعلم المفيد هو الذي ينعكس على الحياة العملية للطالب وتتضمن مواقف مشابهة لما يتعرض له في حياته اليومية والعملية.
  • يظهر مصطلح الاستبصار في العملية التعليمية في النظرية الجشطالية ويعني الإدراك الذي يصل بالطالب إلى اكتساب الفهم والمعرفة.
  • التعليم التربوي يجب أن يتم بناؤه على أساس قوانين التنظيم لتحقيق أفضل مخرجات من العملية التعليمية.

ظهرت النظرية البنائية على يد جان بياجيه والتي تعد ثورة في مجال التربية الحديثة ومن مبادئها: [5]

  • المعلومة لا تصل إلى الطالب بشكل كامل بل يتم إكمالها بمجهود شخصي منه داخل عقله.
  • تتأثر المعرفة بالبيئة المحيطة والمجتمع والأشخاص الذين يعيش معهم الطالب سواء في بيئته المدرسية أو بيئة سكنه ومعيشته.
  • الفهم والخطأ عمليتان ضروريتان لتحقيق تعلم ناجح حسب نظرية التعلم البنائية التي تعتبر بناء المعلومة الصحيحة لدى الطالب بحاجة لفهم وتجارب خاطئة وسليمة لترسيخ المعلومة الكاملة لديه.
  • المميز في هذه النظرية قيامها على مبدأ التجربة وإنكارها لأسلوب التعليم المبني على التلقين وقيامها فقط على مبدأ التجربة والتطبيق بما يتضمن الخطأ والصواب لحين وصول المعلومة بشكل صحيح للطالب.
  • التعلم حسب نظرية التعلم البنائية هو عملية مستمرة ومتطورة وتكمن بشكل رئيسي في العقل، بتأثير من الظروف المحيطة.

باختلاف مبادئ وآليات تطبيقات نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية في الحصول على مخرجات تعليمية وتربوية عالية فإن هنالك مجموعة من النصائح التي يجب الانتباه لها ومنها:

  1. نظريات التعلم ليست كلاماً منزلاً غير قابل للتجريب والتعديل والتقييم والتصويب! هي نظريات قام بوضعها بعض المختصين في مجال التربية والتعليم لذلك فإنها بالطبع تمتلك إيجابيات وسلبيات.
  2. اختيار النظرية الأنسب للتعلم تعتمد على عدة ظروف وعوامل منها الداخلي والنفسي الخاص بالطالب والمعلم والظروف الخارجية كالبيئة والتجهيزات المدرسية ومدى الوعي المجتمعي وتفهم الأهل والطلاب أنفسهم وكفاءة المعلمين والمربين.
  3. العملية التعليمية باختلاف النظرية التي يتم اتباعها لتطبيقها فإنها تقوم على عدة أشخاص هم الطالب والمعلم والأهل والبيئة المدرسية والبيئة الأسرية وهذه العوامل تشكل مع بعضها البعض البيئة الحاضنة للطالب والتي قد تدفع به نحو التميز في التعلم أو التراجع السلبي والإحباط.
  4. التحفيز الإيجابي والسلبي قد يكون بتقديم مكافأة أو هدية أو الطب من بقية الطلاب التصفيق للطالب الذي حقق شرط التحفيز الإيجابي، أو عقاب بحرمان الطالب من ممارسة نشاط ترفيهي بسبب قيامه بسلوك سلبي خلال تواجده في القاعة الصفية، ويسمى تحفيز أو تعزيز سلبي لمنع استمرار سلوك معين فيتم منع شيء يحبه الطالب على عكس التحفيز والتعزيز الإيجابي الذي يتم فيه منح الطالب شيء يحبه مقابل قيامه بسلوك جيد خلال تواجده في القاعة الصفية وخاصة بما يتعلق بالأداء والتحصيل الأكاديمي والدراسي.
  5. قد تنجح بعض النظريات أثناء تطبيقها وقد تفشل! وهذا أمر متوقع وطبيعي لذا إذا شعر المعلم بعدم جدوى تطبيق نظرية معينة يتوجب عليه اختيار نظرية بديلة أقرب للبيئة الصفية وظروف الطلاب لديه.

المراجع