الارتداد البولي الحالبي عند الأطفال تشخيصه وعلاجه

ما هو الارتداد البولي الحالبي أو ارتجاع البول عند الأطفال؟ أسباب وأعراض الارتجاع البولي الحالبي عند الطفل والكبار، علاج ارتجاع البول والوقاية منه
الارتداد البولي الحالبي عند الأطفال تشخيصه وعلاجه

الارتداد البولي الحالبي عند الأطفال تشخيصه وعلاجه

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

من 1%  إلى 3 % من الأطفال يعانون من حالة تسمى الارتجاع البولي المثاني أو الحالبي، تعتبر هذه الحالة طبيعية إلى حد ما ولكن تعتبر خطيرة في بعض درجاتها المتقدمة، تعود أسبابها لعوامل عديدة منها الطبيعية ومنها المرضية ومنها المرتبطة بالتشوهات الخلقية والوراثة، وتكمن خطورتها في أنها في بعض الأحيان قد تؤدي إلى الفشل الكلوي أو تلف الكلى بالإضافة للحمى الشديدة والعديد من الأعراض الأخرى، ومن هنا كانت ضرورة التعريف بهذا المرض وأسبابه وكيفية حدوثه وعلاجه وطرق التعامل معه.

الجرز البولي الحالبي أو ارتجاع البول Vesicoureteric reflux هو الحالة التي يتحرك فيها البول بشكل معاكس من المثانة إلى الكليتين، غالباً ما تصيب هذه الحالة الأطفال الرضع وفي أغلب الحالات تكون المسألة طبيعية ولا تحتاج لعلاج ولكن في حالات أخرى التي ترافقها أعراض خطيرة مثل الحمى قد يحتاج الأمر إلى جراحة. [1]

كيف يحدث الارتجاع البولي المثاني أو الحالبي؟

عادة في الحالات الطبيعية تقوم أنابيب رفيعة تسمى الحوالب تصل بين الكلى والمثانة بإيصال البول باتجاه واحد من الكلى إلى المثانة، والمثانة بدورها تخزن البول حتى يتم تفريغه عن طريق مجرى البول وهو عبارة عن أنبوب أسفل المثانة عندما يتبول الإنسان، وعادة لا يتدفق البول من المثانة إلى الحالب، بسبب وجود صمام في الحوالب يمنع عودة البول بالاتجاه المعاكس. [1-2]
في حالات الارتجاع المثاني الحالبي يعود البول باتجاه معاكس من المثانة إلى الحالب وإلى الكلى في بعض الحالات، ما قد يسبب تلف الكلى أو ما يعرف بالفشل الكلوي.

animate

تقدر خطورة مشكلة الارتجاع البولي عند الطفل المريض، بمدى تطور المشكلة وتشخيصها على واحدة من خمس درجات أو مراحل: [1]

  • الدرجة الأولى: حيث يصل الارتجاع البولي إلى الحالب وهي تعتبر الحالة الشائعة والأقل خطورة.
  • الدرجة الثانية: وهنا يصل الارتجاع البولي إلى حويضة الكلية دون أن يتسبب بحدوث توسع في الحويضة.
  • الدرجة الثالثة: بهذه الحالة يصل الارتجاع إلى الحالب وحويضة الكلية مع التسبب بتوسع طفيف في الحالب.
  • الدرجة الرابعة: حيث يجتمع الارتجاع البولي المثاني والحالبي والكلوي ما يسبب توسع متوسط في الحالب وتوسع متوسط في حويضة الكلية.
  • الدرجة الخامسة: وهي الأكثر خطورة بين ما سبق حيث يتسبب الارتجاع البولي الحالبي المثاني الكلوي بحصول توسع متقدم في الحالب مع انحناءات حالبية بالإضافة لتوسع واضح جداً في حويضة الكلية.

غالباً ما تصيب حالة الارتجاع البولي الحالبي الأطفال الرضع أو الأكبر قليلاً، وهي غالباً تعتبر مسألة طبيعية لا تشكل خطر كبير وتضمر مع تقدم الطفل بالعمر، ولكن لتحديد مدى خطورة هذه المشكلة يجب معرفة أسبابها ومن الأسباب التي قد تؤدي لمثل هذه الحالات: [3]

  • تدفق البول في أحد أو كلا الحالبين بطريقة خاطئة من الأسباب الأساسية للارتجاع البولي الحالبي، مثل حالة حديثي الولادة الذين لديهم حالب توقف عن النمو لفترة مؤقتة، فيحدث خلل في المكان الذي يدخل منه البول إلى المثانة يؤدي لحدوث ما يسمح بعودة تدفق البول إلى الحالب وصولاً للكلية، وغالباً تكون الأسباب وراثية.
  • في بعض الحالات قد يحدث انسداد في المسالك البولية ما يعيق عملية تدفق البول إلى المثانة وبالتالي عودته للكلية، ويحدث بسبب تلف بالأعصاب أو عدوى معينة أو بسبب ضغط على الحالب من عضو آخر.
  • يوجد صمام رفراف بين الحالب والمثانة يسمح فقط بمرور البول باتجاه واحد من الحالب إلى المثانة ولكن في بعض الحالات يحدث خلل في عمل هذا الصمام وبالتالي يحدث تدفق عكسي للبول، ويمكن أن يحدث هذا في أحد الحالبين أو كليهما.
  • في بعض الأحيان يحدث انسداد في المثانة يؤدي لدفع البول بالاتجاه المعاكس نحو الحالب.
  • العيوب الخلقية كأن يكون للطفل صمام رفراف بين المثانة والحالب قصير.
  • الوراثة: يمكن أن يعود ارتجاع البول الحالبي لأسباب وراثية في حال وجود تاريخ لهذا المرض لدى أحد الأبوين أو الأخوة.
  • بعض الأطفال يعانون من مشاكل واضطرابات في الأعصاب أو الحبل الشوكي مثل السنسنة المشقوقة (عيب خلقي في العمود الفقري) يزيد احتمال إصابتهم بارتجاع البول الحالبي.
  • بعض الأطفال يولدون وهم يعانون من عيوب خلقية في الجهاز البولي، هؤلاء يعتبروا أكثر عرضة للإصابة بارتجاع البول الحالبي.
  • مشاكل المثانة أو التبول المتكرر أو حالات الامساك كلها أسباب تؤدي لالتهاب المثانة والمسالك البولية وبالتالي الارتجاع البولي الحالبي.

بهدف تجنب تطور المرض أو اتخاذ التدابير المناسبة لعلاج أي مشكلة قد تتطور لتصبح درجة من درجات الارتجاع البولي الحالبي، من الضروري معرفة أعراض هذا المرض والمخاطر التي قد يسببها إن لم يعالج في الوقت المناسب، ومن هنا نذكر بعض أعراض ومخاطر الارتجاع البولي الحالبي عند الأطفال: [2]

  • يمكن أن يؤدي الارتجاع البولي إلى مشاكل طويلة الأمد مثل تبول الظهر الذي قد يصل إلى الكليتين ويؤدي لحدوث ندبات في الكلية.
  • ارتفاع ضغط الدم
  • الفشل الكلوي أو مشاكل في عمل حويصة الكلية وتلف الكلى.
  • التهاب المسالك البولية تترافق مع حمى.
  • التبول المتكرر والحاجة الملحة للتبول وقد يصل الأمر إلى التبول اللاإرادي.
  • شعور بالحرقة أثناء عملية التبول.
  • قد يسبب الارتجاع البولي خروج دم مع البول أو يصبح لون الدم غامض ورائحته كريهة.
  • ألم في الجانب (الخواصر) والبطن بالإضافة للحمى والقشعريرة.
  • يمكن أن يحدث تورم في المثانة ما يسفر عن كتلة أسفل البطن.
  • ضعف الشهية وفقدان الوزن وخاصة بالنسبة للأطفال.

بعيداً عن الأعراض الجانبية يوجد طرق طبية مختصة لتشخيص حالات الارتجاع البولي، ففي كثير من الأحيان نجد الأطفال الرضع يبكون بلا توقف وتظهر عليهم أعراض المرض والإعياء دون معرفة السبب ومن المحتمل جداً أن يكونوا مصابين بارتجاع البول الحالبي، وهنا يمكن للطبيب أن يطبق بعض الفحوصات لتشخيص الحالة، ومن هذه الفحوصات: [5]

  • يمكن القيام بفحوصات الموجات فوق الصوتية حتى قبل الولادة أثناء مراقبة الحمل وحالة الجنين، وهذا الفحص في كثير من الأحيان قد يتيح للطبيب معرفة إن كان الطفل مصاب بالعديد من الأمراض مثل التهاب الكلى أو تمدد المسالك البولية أو وجود انسداد أو تورم على طول المسالك البولية.
  • فحوصات تحليل الدم من خلال معرفة نسبة منتجات النفايات في الدم التي عادة ما تقوم الكلية بمعالجتها، وفحص البول الذي يفحص نسبة البروتينات والدم في البول وبالتالي معرفة أي خلل في الكلية وهذه التحاليل تعتبر من الطرق المعروفة لتشخيص حالات تلف الكلى أو وجود مشاكل في عملها والإصابة بعدوى ما، وهي قادرة أيضاً على تشخيص الإصابة بالارتجاع البولي.
  • يمكن أيضاً القيام بفحص الموجات فوق الصوتية بعد الولادة للتأكد من وجود أي خلل أو انسداد في المسالك البولية، فهذه الموجات يمكنها تشكيل صور لما يجري داخل هذه المسالك.
  • تخطيط إفراغ المثانة وهو اختبار يتم اجراؤه أثناء تبول المريض، حيث تملأ المثانة بسائل خاص ثم تأخذ صورة لها باستخدام الأشعة السينية وهي ممتلئة وأثناء عملية التفريغ، ويقارن المختص بين هذه الصور لترقب وجود أي خلل.
  • تصوير المسالك البولية المحسن التباين حيث يتم بهذا الفحص وضع قسطرة للمريض ويتم ملء المثانة بسائل خاص ويستخدم في هذا الاختبار فحص الموجات فوق الصوتية للحصول على الصور.

تربط مسألة الوقاية من حالات الارتجاع البولي الحالبي بالإجراءات المنزلية والاحتياطات التي من شأنها تخفيف الأعراض المصاحبة لهذا المرض ومنع تطوره، بالإضافة لاتباع العادات الصحية التي تساعد في تقليل احتمالات تطور أمراض أخرى بما يتسبب بحدوث الارتجاع البولي، ومن هذه الإجراءات: [2]

  • التأكد من شرب الطفل للكمية المناسبة من الماء والسوائل النظيفة بشكل يومي.
  • الحفاظ على نظافة الطفل وخاصة بالنسبة للحفاض عند الطفل الرضيع منعاً لحدوث أي التهابات أو أعراض في جهاز البول أو الإطراح.
  • علاج حالات الإمساك والإسهال التي يصاب فيها الطفل بشكل مباشر وعدم إهمالها.
  • الحفاظ على نظام غذائي صحي يناسب أمعاء الطفل المريض.
  • الحفاظ على الطفل من التعرض للبرد والأمراض المرتبطة به فكلها تعتبر عوامل تزيد الأمر خطورة.
  • استشارة طبيب الأطفال بشكل فوري عند ملاحظة أي أعرض غريبة على الطفل مثل فقدان الشهية والألم عند التبول أو اخراج دماء مع البول والبكاء الشديد دون سبب واضح أو الإصابة بأي من أمراض الأمعاء أو التهابات الجهاز البولي.

تقريباً جميع الأطفال الذين يصابون بالارتجاع البولي المثاني الاساسي، يتعافون بشكل طبيعي مع تقدمهم بالعمر ونمو جسمهم حيث يصبح الحالب لديهم أطول وأكثر استقامة ويتم إغلاقه بشكل صحيح، ولكن في بعض الحالات قد يتطور الأمر ولا يتعافى منه الطفل ويصبح له مخاطر وأعراض جانبية يجب علاجها، فكيف يتم علاج مشكلة الارتجاع البولي وما هي خطواته؟ [4]

  • يمكن العلاج عن طريق الأدوية باستخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات وعدوى المسالك البولية قبل وصولها إلى الكليتين، ويجب الالتزام بالاستمرار على هذه الأدوية حتى لو تحسنت الحالة.
  • جراحة الحقن بالمنظار: حيث تحقن المثانة بهلام خاص باستخدام أنبوب رفيع يوضع من خلاله جل في صمام الحالب حتى يساعده على الإغلاق بشكل صحيح ويمنع ارتجاع البول من المثانة، وتتم هذه العملية من خلال ادخال المنظار من فتحة الإحليل أو صنع فتحة في الخاصرة.
  • في الحالات الشديدة من أمراض المسالك البولية يمكن أن يحتاج المريض إلى تدخل جراحي، ومن العمليات الجراحية لهذه المشكلة إعادة زرع أو تصحيح مكان الحالب حيث يقوم الجراح بتمديد الحالبين إلى المثانة فهذا يمنع تدفق البول إلى الكلى.

المراجع