انتشار ظاهرة الكلاب البشرية وعلاقتها بالشذوذ الجنسي

هل سمعت عن ظاهرة الجراء البشرية؟ علاقة الجراء البشرية وتقليد الكلاب بالشذوذ الجنسي، أكثر من 10 آلاف شخص يتنكرون ويعيشون حياتهم مثل الكلاب الصغيرة
انتشار ظاهرة الكلاب البشرية وعلاقتها بالشذوذ الجنسي

الجراء البشرية! عالم الكلاب البشرية والشذوذ الجنسي

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعود العلاقة بين الكلب والإنسان إلى أكثر من 15 ألف سنة، وتطوّرت هذه العلاقة بين الإنسان والكلب من استخدام الكلاب في الصيد والحراسة والإرشاد، حتى تربية الكلاب الأليفة في المنازل للترفيه والمتعة أو التعويض العاطفي، لكن من كان يتوقع أن تصل هذه العلاقة إلى تقمص الإنسان لدور الكلب وأن يعيش حياته ككلب بكل ما تحمله الكلمة من معنى!
تتعرفون في هذا المقال إلى ظاهرة الجراء البشرية وحياة "الرجال-الكلاب" أسباب هذه الظاهرة ومدى انتشارها، وعلاقة الجراء البشرية بالشذوذ الجنسي.

يُقدَّر عدد الجراء البشرية ومن يتقمصون دور الكلاب في حياتهم بحوالي 10 آلاف شخص في بريطانيا وحدها، يتنكر هؤلاء الرجال بثياب تجعلهم يبدون مثل الكلاب ويلبسون قناعاً على شكل رأس كلب، يتفاعلون مع الأشخاص وكأنهم كلاب حقيقيون، يقفزون طلباً للمكافأة ويهزون الذيل الاصطناعي، ويستمتعون باللمس وفرك بطونهم والحديث معهم بالطريقة التي نتحدث بها مع الكلب الأليف، وعلى الرغم من وجود بعض النساء في مجتمع الجراء البشرية إلّا أن هذه الظاهرة أكثر شيوعاً بين الرجال وخصوصاً المثليين جنسياً.
تقمص دور الكلب ليس ظاهرةً حديثة، حيث يعتبر لعب دور الجرو أو الكلب وحداً من الانحرافات الجنسية الشهيرة في الممارسات السادية-المازوخية ولعب أدوار العبودية أو ما يعرف بـ BDSM، لكن في معظم الحالات كانت تقتصر لعبة الجراء على أوقات ممارسة هذه الطقوس الجنسية، وغالباً ما تركّز على إيحاءات لفظية تدل على العبودية، وبعض أدوات الكلاب مثل الطوق والسلسلة وطبق الطعام.
أما الظاهرة التي نتحدث عنها فقد تطوّرت بشكل سريع مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، ثم انتقلت من ممارسة سرية في الأقبية والغرف المغلقة إلى ممارسة علنية باجتماع أشخاص يمتلكون نفس الميول والأفكار والرغبات، فبدأت تتشكل ملامح مجتمع جديد اسمه مجتمع الجراء البشرية Human pups، لا يقتصر لعب دور الكلاب فيه على أوقات ممارسة الطقوس الجنسية، بل يمتد إلى الحياة اليومية. [1,2]

الشذوذ الجنسي وتقمص دور الكلب

نشأت لعبة الجراء البشرية وتطوّرت في مجتمع الشواذ والمثليين والمنحرفين جنسياً، وعلى الرغم من وجود حالات نادرة من الأسوياء الذين انضموا إلى مجتمع الجراء البشرية؛ إلّا أن معظم الحالات من الرجال الشواذ ومثليي الجنس أو من يعانون من اضطرابات الهوية الجنسية، ولديهم ممارسات سابقة لدور الكلب في النوادي الجنسية "العالم السفلي" أو أدوار مشابهة لإشباع الانحرافات الجنسية.

مهرجان الجراء البشرية وأكاديمية الكلاب

ما جعل ظاهرة الجراء البشرية جديرة بالبحث والدراسة هو تطور هذا المجتمع وظهور منظمات وجهات تهتم بتنظيم أعضائه، وتأسيس مسابقات لملك الجراء البشرية في فرنسا وبريطانيا وعلى مستوى أوروبا، إضافة إلى استحداث نوادي تدريبية للأشخاص الذين يرغبون بعيش دور الكلب، تساعدهم هذه النوادي على إتقان دور الجرو وتعلم سلوك الكلاب والتدرب عليه.

animate

يسعى أفراد مجتمع الجراء البشرية للتصرف تماماً مثل ما يتصرف الكلاب، هم لا يحاولون إقناع الآخرين أنهم كلاب فحسب، بل يعتبرون هذه التصرفات جزءاً من تثبيت هويتهم الذاتية ككلاب، فهم مثلاً:

  • يلبسون ثياب مطاطية ضيقة على شكل فراء كلب وقناع رأس الكلب.
  • يتصرفون كالكلاب الصغيرة الودودة (اللعق، النباح، اللحاق، العض....).
  • يأكلون من أطباق الكلاب.
  • يبحثون عن مربي يعتني بهم ويعاملهم كحيوان أليف حقاً.
  • يخرجون في نزهة على أربعة أقدام مع مربيهم، وربما تظاهروا أنهم يتبولون على الجدار أو عمود الإنارة!
  • يتحفزون للعب كما يفعل الكلاب.
  • يحركون الذيل الميكانيكي لزي الكلب حركات تعبيرية.
  • يستمتعون بفرك بطونهم ورؤوسهم.
  • النشاط الجنسي جزء مهم وأساسي من لعب دور الكلب، لكن قد يقضون أوقاتاً في لعبة الجراء دون نشاط جنسي.

الجدير بالذكر أن الجراء البشرية تعيش حياة مزدوجة، فهم لا يقضون كل وقتهم بثياب الكلاب وتقمّص دور الجرو، بل يمارسون أعمالهم وحياتهم الإنسانية الاعتيادية، ويلجؤون إلى شخصية الجرو الصغير في أوقات محددة أو بشكل عشوائي، وربما ينقطعون لفترة طويلة عن كونهم جراء، حيث تختلف حاجتهم إلى عيش دور الجرو من شخص لآخر.

لماذا اختاروا أن يعيشوا دور الكلب في حياتهم اليومية؟
حتى الآن لم يتم رصد ظاهرة الجراء البشرية إلّا في ورقة علمية واحدة نشرها ليام ويجنال Liam Wignall من جامعة سندرلاند، الذي يختصر دوافع لعب دور الجرو الآتي:

  1. الدافع الجنسي: لعبة الجراء وتقمص دور الكلاب نشأت بالأساس من دافع جنسي للعبودية والميل أن يكون الفرد مملوكاً لغيره، وهي من الألعاب الشائعة بين المنحرفين جنسياً، لكن التطور الملفت أن لعب دور الجرو أصبح يمتد إلى خارج الطقس أو النشاط الجنسي.
    على سبيل المثال يقول أحد الجراء البشرية أنه يرتدي طوقاً مقفولاً يدل على أنه "جرو بشري" ويعتبر علامةً أن هذا الكلب مملوك لشخص ولا يمكن اللعب معه دون استئذان المالك، مفاتيح هذا الطوق موجودة مع شخصين هما المالكين له ككلب، ومفتاح معه في حال اضطر إلى خلع الطوق لسببٍ ما.
  2. الدافع الاجتماعي: يقول صاحب الورقة العلمية الوحيدة عن الجراء البشرية أن الدافع الاجتماعي يحظى بفهم أقل، فالأفراد الذين يلبسون أقنعة الكلب ويمارسون حياتهم كجراء صغيرة يعتبرون أنفسهم ثقافةً فرعيةً لها خصوصيتها، وتجمعهم هذه الخيالات والتفضيلات والممارسات، فانتماؤهم لهذه الجماعة -الجراء البشرية- يجعلهم أكثر انخراطاً في ممارسة اللعبة، ويجعل حياة الكلب التي يعيشونها أكثر أهمية، وقد تمتد العلاقة بين الجراء البشرية خارج اللعبة أو تبقى محصورة في طقوس اللعب.
  3. مساحة رأس الكلب: لعب دور الجرو طريقة للهروب من الواقع من خلال ما يسمى مساحة رأس الكلب، حيث يساعدهم تقمص دور الكلب بشكل كامل على نسيان كل ما يحيط بهم وعيش لحظة من الصفاء والاسترخاء تشبه بالنسبة لهم ممارسة اليوجا.
    جزء من مساحة رأس الكلب التمرد على القيود الاجتماعية المفروضة على البشر "فإن كنت كلباً لست ملزماً بالتعامل مع أحد كإنسان أو بوصفك مكافئاً له تحت مظلة القواعد الاجتماعية للبشر! يمكنك أن تقفز على المارة أو تتودد لهم للحصول على مكافأة دون أن تشعر بالعار أو الخجل".
  4. الهروب من الرفض: كما يتعامل هؤلاء الرجال مع لعب دور الكلب كوسيلة للهروب من تجاربهم المؤلمة، يعتقدون أنهم إذا تقمصوا دور الجرو سيحصلون على الحب والعطف والتعامل اللطيف، وسيأخذون فترة استراحة من التفكير الإنساني المعقد والركض خلف تلبية الحاجات الإنسانية المتداخلة، وهي فرصة لعدم التفكير بأي شيء سوى اللعب والطعام والمتعة!
  5. طبيعة العصر الحديث: يقول ليام ويجنال أن أحد العوامل المهمة لانتشار ظاهرة الكلاب البشرية يرجع إلى طبيعة العصر الذي نعيش فيه، حيث يعتبر الجنس نشاطاً ترفيهياً لا يقتصر على العلاقات السوية أو الارتباط الثنائي الملتزم، ما قاد إلى خروج بعض الممارسات الجنسية عن إطارها الجنسي، حيث تعتبر ظاهرة الجراء البشرية نسخة لطيفة عن ممارسة جنسية غريبة. [2]

الحياة السرية للجراء البشرة Secret Life of the Human Pups فيلم وثائقي تم إصداره عام 2016 يرصد حياة مجموعة من الجراء البشرية ويحاول توثيق حياتهم اليومية واكتشاف أسرارهم، يعتبر هذا الفيلم أول وثائقي يسلط الضوء على ظاهرة الجراء البشرية يوصفها ظاهرة متنامية على مستوى العالم.

يستضيف فيلم الحياة السرية مجموعة من الأشخاص الذي اختاروا أن يعيشوا حياة الكلاب، يتحدثون عن دوافعهم وعن تجربتهم في حياتهم العادية وكيف انتهى بهم الأمر إلى حياة الجراء البشرية.

صورة توم كلب بشري مع خطيبته السابقة راشيل

"توم" هو أحد الجراء البشرية والذين شاركوا في فيلم الحياة السرية للجراء البشرية، يقول "توم" أنه اكتشف رغبته بالعيش ككلب بالتدريج، وكان لديه بعض الميول التي دفعته أخيراً لتجربة ارتداء قناع الكلب والعيش مثل ما تعيش الجراء، فانتابته لحظة من الرعب أن يكون كلباً ضالاً لا يوجد من يعتني به! ما دفعه للبحث عن مالك له على الانترنت، وعلى الرغم أنه لا يمتلك مشاعر تجاه "كولن" -مالكه أو مربيه- لكنه سعيد لأن هناك من يهتم به.
يضيف "توم" أن التجربة ليست سطحية كما تبدو ولا تدور فقط حول لبس قناع الكلب والتصرف مثل جرو صغير، وإنما طريقة ليتصرف بشكل طبيعي أو حتى بدائي بعيداً عن التفكير الإنساني. [4]

المراجع