كيفية التعامل مع شخص مصاب بنوبة هلع

كيف أتعامل مع شخص مصاب بنوبة هلع Panic attack؟ اكتشف أهم التوصيات للتعامل مع شخص مصاب بنوبة ذعر وهلع
كيفية التعامل مع شخص مصاب بنوبة هلع
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يحتاج الشخص الذي يمر بنوبة هلع لدعم وتفهم من قبل الأشخاص المحيطين به، فهو قد يعاني من الكثير من الأعراض النفسية أو الجسدية التي تخرجه من السيطرة على نفسه وعلى مشاعره، والدعم والمساعدة في هذه الظروف قد يكون له فائدة كبيرة في تخطيه لنوبة الهلع واستعادة توازنه، في هذا المقال نتعرف على أفضل الطرق للتعامل مع الشخص الذي يمر بنوبة هلع.

كيف أهدئ شخص من نوبة الهلع؟ التدخل الفوري والواعي يُعد أمر حاسم للحد من تصاعد الأعراض عند التعامل مع شخص يعاني من نوبة هلع، تبدأ الخطوة الأولى للتعامل مع نوبة الهلع بالحفاظ على هدوءك الشخصي، والاقتراب من المصاب بطريقة غير مهددة، مع التحدث إليه بصوت منخفض وثابت، من المهم أن يشعر المصاب بوجود شخص آمن بقربه، فمجرد كلمات بسيطة مثل (أنا هنا، كل شيء سيكون بخير، هذه مجرد نوبة هلع وستنتهي قريباً)، يمكن أن تحدث فارق نفسي كبير.

الخطوة التالية للتعامل مع المصاب بنوبة ذعر أو هلع تتضمن مساعدته على تنظيم التنفس، ومن ثم إذا كان المكان مزدحم أو شديد الضوضاء، يُفضل نقله إلى بيئة أكثر هدوء، ما يساعده على استعادة الشعور بالسيطرة وتقليل المحفزات الحسية التي قد تفاقم الحالة.

في المراحل اللاحقة من المهم عدم الضغط علي الشخص الذي أصيب بنوبة الهلع للتحدث أو شرح ما يشعر به، بل يكفي أن تبقى إلى جانبه بصمت داعم، وأن تُجنب العبارات التي قد تُشعره بالعجز مثل (اهدأ أو لا يوجد ما يخيف) إذ أنها قد تُفقده الشعور بالأمان.

وأخيراً بعد انحسار النوبة، يُستحسن توفير وقت ومساحة كافية له للراحة، إذ قد يشعر بإرهاق بدني ونفسي شديد، كوب ماء، مكان هادئ، وربما جلسة قصيرة من الاسترخاء، كلها عناصر تُساعد على التعافي اللحظي ريثما تمر النوبة.

animate

التعامل مع شخص يعاني من نوبة هلع Panic attack يحتاج إلى فهم علمي دقيق وتطبيق خطوات مدروسة تساعده على تهدئة الأعراض بشكل آمن وفعّال، إليك الإرشادات المعتمدة بناء على التوصيات العلمية من منظمات مثل جمعية الطب النفسي الأمريكية (APA) والمعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH):

  • الهدوء والتحدث مع المصاب بأشياء تطمئنه: نوبة الهلع ليست خطرة، لكنها تشعر المصاب وكأنه يحتضر أو يختنق، مهمتك أن تكون مصدر طمأنينة لا مصدر ذعر، فقل له مثلاً (أنت آمن الآن، هذه نوبة هلع وستمر خلال دقائق، أنا معك، لا تقلق لن يحدث مكروه)
  • تشجيع المصاب على التنفس ببطء وتنظيم التنفس: أحد أبرز أعراض نوبة الهلع هو فرط التنفس، وهنا يجب مساعدته على تنظيم النفس، فاطلب منه أن يأخذ نفس عميق من الأنف لمدة أربع ثوانٍ، من ثم يحبس النفس لثانيتين، ثم يزفر ببطء من الفم لمدة ست ثوانٍ، وكرر العملية معه عدة مرات (4–5 مرات)، هذه التقنية تسمى 4-2-6 Breathing وتساعد على تقليل القلق.
  • عدم المبالغة بإقناعه بأن كل شيء بخير: لا تحاول أن تجادل من يمر بنوبة هلع أو تقلل من مشاعره، بل كن متعاطف وهادئ، عقله في تلك اللحظة غير قادر على الاستيعاب المنطقي الكامل.
  • استخدم تقنيات التأريض (Grounding Techniques): لإعادة المصاب بنوبة الهلع إلى الواقع وإبعاده عن مشاعر الخوف، اطلب منه أن يصف شيئاً يراه أو يسمعه أو يشمه أو يلمسه أو يذوقه، هذه الطريقة تُعرف باسم (قاعدة 5-4-3-2-1) وهي فعّالة جداً في تهدئة الذهن.
  • عدم ترك المصاب وحيداً أثناء النوبة: نوبات الهلع تدوم عادة من 5 إلى 20 دقيقة، رافقه خلال هذه الفترة وطمئنه باستمرار، حتى لا تزيد مخاوفه أو يشعر بالخطر وحده أو يؤذي نفسه.
  • بعد انتهاء النوبة شجّعه على زيارة طبيب نفسي أو أخصائي: إذا تكررت النوبات، فقد تكون عرضاً لاضطراب الهلع (Panic Disorder) الذي يحتاج لتشخيص وعلاج دوائي أو سلوكي معرفي (CBT).

نوبة الهلع هي حالة فجائية من الخوف الشديد أو الانزعاج الحاد، تبلغ ذروتها خلال دقائق، وتظهر معها مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية التي يشعر بها المريض بوضوح، ومن أبرز ما يشعر به المصاب بنوبة هلع Panic attack:

  1. خفقان القلب أو تسارع ضرباته، المريض يشعر كما لو أن قلبه سينفجر أو يخرج من صدره.
  2. ضيق في التنفس أو شعور بالاختناق، وكأن الهواء لا يصل بشكل كاف، مع رغبة شديدة في التنفس العميق.
  3. دوخة أو شعور بالدوار، في الغالب، يشعر المصاب كأنه سيفقد وعيه، لكنه لا يفقده فعلياً.
  4. ألم أو انقباض في الصدر، يعتقد كثيرون من مرضى الهلع أنهم يمرون بأزمة قلبية، وهو ما يزيد من خوفهم.
  5. التعرّق المفرط، وخاصة في اليدين والوجه، حتى لو كان الجو بارد.
  6. رجفة أو ارتجاف الأطراف.
  7. الشعور بالانفصال عن الواقع أو عن الذات، المريض قد يشعر وكأنه خارج جسده بشكل مفاجئ، أو أن الأشياء حوله غير حقيقية.
  8. الخوف من الموت أو فقدان السيطرة أو الجنون، هذا من أكثر المشاعر الرهيبة في النوبة، وغالباً ما يُعبّر عنه المريض بعبارات مثل (أشعر إني سوف أموت أو لا استطيع التحكم بنفسي وبجسدي).
  9. تنميل أو وخز في الأطراف.
  10. غثيان أو اضطراب في المعدة.

تُعد نوبة الهلع تجربة نفسية حادة يصاحبها شعور بالخوف الشديد وأعراض جسدية مفاجئة قد تُشبه إلى حد كبير أعراض النوبة القلبية، ما يزيد من قلق المصاب وارتباكه، ومن منظور طبي فإن تقديم الدعم النفسي والبيئي الفوري للمصاب يُعد من التدخلات الأساسية التي تساهم في تقليل مدة النوبة وشدتها.

وتشير الأبحاث إلى أن وجود شخص داعم بجانب المصاب يمكن أن يساعده على استعادة السيطرة على تنفسه، وتخفيف استجابات الجهاز العصبي اللاإرادي التي تُصاحب هذه الحالة، مثل تسارع ضربات القلب وفرط التنفس.

بالإضافة إلى ذلك فإن المساندة النفسية الهادئة، مثل التحدث بصوت منخفض وواضح، وتوجيه المصاب إلى تقنيات تنفس منظمة، تُعتبر من الأساليب المعتمدة في البروتوكولات العلاجية الأولية للتعامل مع نوبات الهلع، كما أن عدم ترك المصاب بمفرده أثناء النوبة، وتوفير بيئة هادئة وآمنة، يعززان من شعوره بالأمان، ويقللان من احتمالية تصاعد النوبة إلى أزمة أكثر حدة.

ومن الناحية الوقائية فإن التفاعل الإيجابي مع المصاب قد يكون له أثر طويل الأمد في بناء ثقته بالآخرين، ودفعه لاحقاً لطلب المساعدة المهنية المناسبة، ما يُسهم في تشخيص الحالة بدقة والبدء بخطة علاجية فعّالة، سواء كانت سلوكية معرفية أو دوائية، وذلك حسب تقييم الطبيب المختص.

animate
  1. ​​​​​​​اجعل تواصلك البصري ثابت دون التحديق أو إظهار الذعر.
  2. استخدم نبرة صوت منخفضة ومستمرة دون تغييرات مفاجئة.
  3. لا تقدم له الطعام أو الشراب فوراً إلا إذا طلب ذلك بنفسه.
  4. تجنّب اللمس الجسدي دون إذن واضح من المصاب.
  5. ساعده في تنظيم جلسته أو وقوفه بوضعية مريحة لا تُقيّده.
  6. استخدم عبارات واقعية تصف البيئة من حوله.
  7. امتنع عن تقديم نصائح علاجية أو تشخيصية أثناء النوبة.
  8. لا تترك مجال للتجمعات حول المصاب مهما كانت النوايا حسنة.
  9. راقب التنفس دون محاولة إجباره على نمط معين إن كان يرفض.
  10. سجّل وقت بدء النوبة ومدة استمرارها لمشاركتها مع مختص لاحقاً إن لزم الأمر.
  • ​​​​​​​الطلب المباشر من الشخص أن يهدأ: الدماغ خلال نوبة الهلع يكون في حالة استجابة خطر مفرطة، وبالتالي فإن التوجيه المباشر بالهدوء لا يوقف هذه الاستجابة، بل يُشعر المصاب بعدم الفهم أو التقليل من حالته.
  • الاستخفاف بالأعراض أو مقارنتها بمواقف عادية: مثل قول: (كلنا نقلق، لا داعي لأن تبالغ)، هذا الأسلوب يزيد من شعور المصاب بالعزلة وفقدان الثقة، وقد يمنعه لاحقاً من طلب الدعم أو المساعدة الطبية.
  • ترك المصاب وحيداً أو الابتعاد عنه: في معظم الحالات، يحتاج المصاب إلى وجود شخص داعم يشعره بالأمان، وتركه بمفرده قد يزيد من شعور الخطر وفقدان السيطرة، ما يؤدي إلى تفاقم النوبة.
  • الإفراط في طرح الأسئلة أو محاولة تفكيك الحالة منطقياً: خلال نوبة الهلع، لا يكون المصاب قادر على التفكير العقلاني الكامل، والإفراط في سؤاله عن السبب أو محاولات إقناعه بأن لا شيء مخيف، قد يزيد من التوتر بدلاً من تخفيفه.
  • محاولة تقييد المصاب جسدياً أو منعه من الحركة: نوبة الهلع لا تتطلب تقييد جسدي، بل العكس تماماً، يحتاج المصاب إلى مساحة آمنة للتنفس والاسترخاء، والتدخل الجسدي العنيف قد يُشعره بفقدان السيطرة ويزيد الأعراض.
  • إعطاء أدوية مهدئة بدون وصفة طبية أو إشراف مختص: استخدام أدوية مثل البنزوديازيبينات بشكل عشوائي قد يكون خطير، وقد يؤدي إلى التبعية الدوائية أو تأخير التشخيص والعلاج الصحيح.

المراجع