الطلاق من الزوج الفقير وتأثير الفقر على الزوجين

زوجي فقير! هل يجوز الطلاق بسبب فقر الزوج؟ تأثير فقر الزوج على العلاقة الزوجية، أسباب الخلافات الزوجية المادية، نتائج الطلاق بسبب الفقر والوضع المادي
الطلاق من الزوج الفقير وتأثير الفقر على الزوجين

الطلاق من الزوج الفقير وتأثر الفقر على الزوجين

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعتبر المشاكل المالية من أكثر الأسباب التي تؤدي لنشوء خلافات بين الزوجين لعدم تلبية الاحتياجات المطلوبة في المنزل من جهة ولبحث الزوجين المستمر عن عمل من جهة أخرى وهذا قد يؤدي بشكل كبير لحالات الطلاق في حال عدم تحقيق استقرار مادي، فهل يحق للزوجة طلب الطلاق بسبب تردي الوضع المادي، وما هي آثار الوضع المادي السيء على المنزل والأطفال؟

الخلافات الزوجية المستمرة بسبب الأوضاع المالية قد تؤدي بشكل أو بآخر إلى الطلاق، فمن جهة تشعر الزوجة بالضغط والاكتئاب والنفور عندما يعجز الزوج عن تلبية متطلبات المنزل ومتطلباتها الشخصية فهو مسؤول عنها ومن المفروض أن يكون قادر على تلبية جميع احتياجاتها، ومن جهة أخرى ليس للزوج دائماً ذنب بأن وضعه المادي سيء في حال كان يسعى بكامل قدرته لتأمين جميع الاحتياجات وتحقيق الحياة الرغيدة لزوجته واسرته.
لذلك في هذه الحالة لا يحق للزوجة أن تطلب الطلاق بسبب فقر الزوج ومن واجباتها الزوجية مساعدته والصبر عليه ومحاولة تأمين احتياجات الأسرة بمبالغ صغيرة إلى أن يحسن الزوج من الوضع المادي له، ولكن في حال كان الرجل مستسلماً للواقع ولا يحاول أن يحسن من وضعه ولا يبحث عن عمل إطلاقاً هنا من حق الزوجة أن تطلب الطلاق وتعيش حياتها وتؤمن عمل خاص بها يلبي احتياجاتها ويؤمن لها حياة أفضل. [1]

animate

الوضع المادي المتردي للزوج ينتج العديد من الآثار السلبية على المنزل والأطفال ومن المحتمل أن تؤدي في نهاية المطاف طلب الزوجة الانفصال، وسوف نوضح هنا بعض من هذه الآثار السلبية: [2]

  1. تقصير الرجل بتلبية احتياجات الأسرة: التقصير بتلبية احتياجات الأسرة من أكثر أسباب الخلافات التي تنشأ بين الزوجين نتيجة تردي الوضع المادي، وذلك لأن الأطفال لا تفهم أنه لا يوجد مال مع الأب فهم يريدون أن يكونوا مثل أصدقائهم باللباس والطعام والنزهات ناهيك عن التقصير بتلبية الاحتياجات الأساسية مثل أثاث المنزل ومتطلبات المعيشة، هذا التقصير لا يمكن للزوجة أن تسكت عنه فلا يوجد حل سوى إيجاد المال بأي طريقة ممكنة.
  2. تراكم الديون: من الآثار السلبية لتردي الوضع المادي أيضاً تراكم الديون على الأسرة وشعور الزوجين بالحرج من الدائنين بحال عدم القدرة على وفاء هذه الديون وكلام الناس الجارح للزوجة نتيجة تراكم الديون على زوجها يجعل صبرها ينفذ ومن الممكن ألا تكون قادرة على تحمل الوضع المادي أكثر وتطلب الطلاق.
  3. الإحراج من مساعدة الأهل أو الأصدقاء: من الآثار السلبية لتردي الوضع المادي والتي تؤدي لخلافات بين الزوجين أيضاً هي الإحراج من مساعدة الأهل أو الأصدقاء في كل مرة لإنقاذ المنزل من الضياع، وهذا سبب وجيه قد يجعل الزوجة تفقد أعصابها وتذهب نحو الطلاق.
  4. الجو المشحون بشكل دائم: تردي الوضع المادي يجعل الزوجين يعيشان بحالة عدم استقرار فيكون المنزل مشحون بطاقة سلبية وقد تحدث الخلافات على أبسط الأسباب.

وقد تتطور الخلافات الزوجية بسبب تردي الوضع المادي وتؤدي لنشوء فجوة كبيرة بين الزوجين وقد تنتهي بالطلاق بسبب عوامل عديدة، ومن هذه العوامل: [2،4]

  1. ابتعاد الرجل عن المنزل لفترات طويلة: الوضع المادي السيء للزوج يتطلب منه البحث عن أكثر من عمل وهذا يبعده عن المنزل والأطفال لفترات طويلة مما يزيد من عميق الخلافات بين الزوجين والفجوة بينهما.
  2. إهمال الزوجة: تردي الوضع المادي للزوج يجعله بشكل أو بآخر يهمل واجباته تجاه زوجته سواءً كانت الواجبات الزوجية في العلاقة العاطفية أو إهمال واجباته نحو زوجته كتقصيره بتلبية احتياجاتها الشخصية.
  3. إهمال الأطفال: قد يكون إهمال الأطفال والتقصير في شراء احتياجاتهم الشخصية من أكثر أسباب الخلاف بين الزوجين عند تردي الأوضاع المالية، فالزوجة يمكن أن تصبر على احتياجاتها ولكن احتياجات الأطفال لا يمكن إهمالها فالطفل بحاجة إلى مصاريف كبيرة في المدرسة أو اللباس، بالإضافة لأن الأطفال معرضين للمرض بشكل دائم، وهذا يتطلب زيارات متكررة ودورية إلى الطبيب ومصاريف جديدة قد تجعل الخلافات تزيد بين الزوجين.
  4. عمل الزوجة والرجل عاطل عن العمل: في حال كان الزوج عاطل عن العمل ولا يفكر بالبحث عن عمل جديد وفي نفس الوقت تكون الزوجة تحاول بشتى الوسائل تأمين متطلبات الأطفال والمنزل وتعمل بجهد كبير ولا تجد تقديراً لعملها هذا يجعلها تستاء من زوجها وتفكر بشكل جدي بالطلاق نتيجة الخلافات الدائمة على العمل.
  5. الأولويات المختلفة: قد يكون اختلاف وجهات النظر بالأولويات المالية بين الزوجين أحد أسباب الخلاف، على سبيل المثال قد تكون الزوجة تريد توفير بعض المال لشراء أشياء أساسية للمنزل كالأدوات كهربائية والزوج لا يريد توفير هذا المال ويفضل صرفه على أشياء أخرى وهذا قد يجعل الخلاف دائم بينمها.

الوضع المادي المتردي يجعل جو المنزل في توتر دائم وتكاد الخلافات تقتل الألفة في المنزل وتؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية للزوجين، ومن الآثار النفسية التي تنتج عن تردي الوضع المادي: [3]

  • الاكتئاب: التفكير بالأمور المادية بشكل كبير ودائم قد يجعل الاكتئاب يسود في المنزل ويبعث الطاقة السلبية أيضاً خاصة في حال البحث عن أعمال جديدة بشكل دائم دون جدوى.
  • الإرهاق النفسي والجسدي: التفكير السلبي والبحث الدائم عن العمل والحلول يرهق الإنسان جسدياً ونفسياً، وقد يكون شاباً ثلاثيني بروح رجل عجوز نتيجة الإرهاق الدائم دون إيجاد عمل مناسب ومدخول شهري يلبي الاحتياجات ويؤمن حياة مريحة.
  • الإهمال العاطفي: أحد الآثار السلبية النفسية التي تنتج عن تردي الأحوال المادية هي الإهمال العاطفي فلا يكون الزوج قادر على إشباع الرغبة العاطفية لدى زوجته وهذا ينتج العديد من الخلافات الجوهرية في العلاقة الزوجية وقد يؤدي إلى الطلاق.
  • ضعف الثقة بالنفس: البحث المستمر عن عمل دون جدوى قد يجعل الزوج يفقد ثقته بنفسه مما ينتج عنه ضعف في شخصيته أيضاً وتعامله مع أصدقائه وزوجته وأطفاله ويؤدي إلى العديد من الخلافات الزوجية، بالإضافة لشعور أفراد الأسرة أنهم أقل من غيرهم الذي يعيش حياة أفضل في نواحي عديدة وشعور الزوجة بالغيرة من بعض أقاربها أو أصدقائها ما يزيد الأمر سوءً.

ليس بالضرورة أن يكون الطلاق حل حقيقي لمشكلة سوء الأوضاع المادي فيوجد عدة آثار سلبية للطلاق تنتج بسبب سوء الأوضاع المالية للعائلة وعدم القدرة على إنقاذ الحياة الزوجية من الدمار، وسوف نذكر بعض من آثار هذا الطلاق على العائلة: [3،4]

  • تدمير أفراد العائلة نفسياً: ينتج عن الطلاق آثار سلبية عديدة تؤثر على جميع أفراد الأسرة دون استثناء ومهما حاول الزوجان تأمين جو مناسب للأطفال من أجل تأمين سعادة الأطفال بعد الانفصال وعدم الشعور بالنقص يبقى هناك شعور نفسي مزعج يحيط بأفراد الأسرة خاصة نتيجة عجز الأب عن تلبية نفقات أطفاله وشعورهم الدائم بأنهم أقل من أصدقائهم.
  • تدهور مستقبل الأطفال: الأسباب المادية التي تقود الزوجين إلى الطلاق تقود الأطفال معهما إلى مستقبل مجهول وغير آمن ومن الممكن ألا يكون الطفل قادر على بناء شخصيته ومستقبله بالشكل السليم، في هذه الحالة يكون قد فشل الأهل في حماية أطفالهم وتأمينهم.
  • عدم القدرة على تجاوز المرحلة: من الممكن أن يبقى الزوجين تحت تأثير الصدمة ويكونا غير قادرين على تجاوز المرحلة ونسيان العلاقة بينهما بعد الطلاق والقبول بالأمر الواقع خاصة إن كان الزواج قد تم عن حب بينهما.
  • الشعور بالندم عند الزوجين: هنالك عدة حالات طلاق تحدث يندم فيها الزوجين بعد إتمام الطلاق وفشل جميع محاولات إنقاذ الزواج فقد يشعر أحد الزوجين أو كلاهما أنه كان من الممكن إنقاذ الزواج والبحث عن حلول جديدة للمشاكل المالية، ومن الممكن أن تكون فرصة ليراجع كل من الزوجين نفسه ويبحثان عن حلول جديدة وعمل جديد ومن الممكن أن يتم الرجوع بعد الانفصال.

من المهم عند الدخول في ضائقة مالية البحث عن حل لهذه المشكلات المادية بين الزوجين من أجل إنقاذ العلاقة الزوجية وحماية المنزل من الانهيار، لذلك سوف نوضح بعض النصائح لحل المشكلات المادية التي تؤثر على العلاقة الزوجية:

  • بحث الزوجة عن عمل لمساعدة زوجها: في حال كانت الزوجة تحب زوجها وترغب في الحفاظ على الزواج وكان زوجها يفعل ما باستطاعته يمكنها أن تساعده في تأمين احتياجات المنزل والأطفال عن طريق بحثها عن عمل مناسب والتوفيق بين العمل وواجبات المنزل، ومحاولة توفير المال والعمل على تلبية متطلبات الأطفال قدر الإمكان والصبر حتى الوصول إلى حل جذري والاستقرار على عمل ثابت يضمن مردود يكفي العائلة.
  • بحث الزوج عن عمل إضافي: من الممكن أن يبحث الزوج عن عمل إضافي في حال لم يلبي العمل الأساسي احتياجات منزله، وذلك لأنه المسؤول الأول والأهم عن الأطفال ويجب أن يحاول بشتى الوسائل تأمين متطلباتهم.
  • الحوار لإيجاد حلول للمشكلة: في حال تفاقمت المشكلات الزوجية الناتجة عن تردي الوضع المادي من الممكن أن يتم الدخول في حوار بين الزوجين من أجل إيجاد حل يرضي الطرفين ويحل المشكلة المادية بمحاولة منهم للحفاظ على الحياة الزوجية من الدمار.
  • التوفير في الحاجات الكمالية لتأمين الأساسيات: من المهم من أجل تلبية جميع احتياجات المنزل والأطفال أن يتم التوفير بالاستغناء عن بعض الكماليات في سبيل القدرة على شراء المتطلبات الأساسية للمنزل.

المراجع