علاج العفنة عند الرضع وحديثي الولادة وأعراضها

ما هو مرض العفنة عند الرضع؟ تعرفي إلى أعراض وأسباب مرض العفنة عند حديثي الولادة وطرق علاجه
علاج العفنة عند الرضع وحديثي الولادة وأعراضها
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعد العفنة من الأمراض التنفسية التي تصيب الأطفال بشك خاص نظراً لضعف مناعتهم، وتسبب لهم أضرار كثيرة في جميع الأجهزة والأعضاء، فما هي أعراض العفنة وما أسبابها، وكيف يتم علاج العفنة عند الرضيع.

العفنة (بالإنجليزية: Mold Disease) هو رد فعل تحسسي تجاه نوع من الفطريات ينتشر في الهواء والملابس ويترافق تكاثره مع أنواع متعددة من البكتريا والجراثيم، ويتعرض جميع الأشخاص لهذه الفطريات لكنها تكون معدومة أو محدودة التأثير عند غالبية الناس، وتتطور إلى مرض العفنة عند أصحاب المناعة الضعيفة وخصوصاً الأطفال الرضع، إضافة لمرضى الأمراض المناعية وكبار السن والذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة أو خطيرة. [1]

مرض العفنة عند الأطفال الرضع هو مرض نادر وانتهازي أي ينتهز الفرصة المناسبة لإصابة الطفل عند توفر البيئة والشروط المناسبة له، مثل العيش في مسكن غير مناسب أو في هواء ملوث أو الأشخاص المضعفين مناعياً.

animate
  1. حساسية الجهاز التنفسي: تعتبر أول الأعراض التي تظهر بعد الإصابة بالعفنة، وتظهر الحساسية على شكل عطاس متكرر مع رذاذ متطاير، بالإضافة إلى التهاب البلعوم أو إصابة القصبات التنفسية وقد تصل حتى وذمة الحنجرة (تعني الوذمة تراكم كمية كبيرة من السوائل داخل الخلايا) وقد تصل حتى الاختناق وتوقف التنفس المفاجئ.
  2. حساسية الجلد: يعاني الطفل المصاب بالعفنة من حكة جلدية متكررة، أو أعراض التهابية موضعية مكان التماس المباشر مع الفطر مثل الاحمرار والألم والتورم والحرارة الموضعية، وقد يظهر طفح جلدي مرافق منتشر أو موضع حسب شدة الإصابة.
  3. السعال والالتهابات التنفسية: يعد الجهاز التنفسي الطريق أو العامل الرئيسي لنقل العدوى وهذا ينتج عنه أعراض تنفسيّة متعددة ويعتبر السعال أول الأعراض التنفسية التي تظهر عند الأطفال، بالإضافة إلى التهاب البلعوم أو الالتهاب الرئوي الذي قد يهدد حياة الطفل ويصل به حتى جهاز التنفس الاصطناعي ودخول المشفى وسوء الحالة العامة وضيق التنفس.
  4. أمراض جلدية خطيرة: وتشابه الأعراض التحسسية الخارجية التي ذكرت أعلاه إلا أن الأعراض الجلدية قد تتعدى المظاهر السابقة من تورم الجلد وتهيّجه بالإضافة إلى الحكة الجلدية أو الطفح الجلدي أو حتى جفاف الجلد وتقشّره، فقد يسبب زيادة إمراضية الأمراض الجلدية الموجودة لدى الطفل.
    مثل الصداف أو الحزاز المسطح أو الأكزيما وينتج عنه حالة شروية (الشري اندفاعات جلدية تحسسية منتشرة ومعممة على الجلد بأكمله ومؤلمة وتسبب حكة شديدة قد تسبب التخريش وخروج الدم من الاندفاعات) وقد تسبب صدمة تأقية التي تسبب اضطراب العمليات الحيوية للطفل مثل النبض ومعدل ضربات القلب وقد تودي بحياة الطفل المصاب.
  5. اضطرابات وأذية العصبية: تطرح فطريات العفنة عند دخولها إلى الأعضاء البشرية مركباً سامّاً ينتشر بين الأعصاب ويسبب أعراض عصبية بعد وصوله إلى مركز الدماغ عند حديثي الولادة، مما يسبب إصابة خلايا الدماغ العصبية وإصابة مراكز المخ والمخيخ ويتظاهر ذلك سريرياً على الطفل على الشكل التالي:
    • اضطرابات النوم والذاكرة
    • الصداع وألم شديد في الرأس
    • الهلوسة وتدنّي الوعي.
    • الاختلاجات.
    • الصرع والدوخة المستمرة.
    • القلق والاكتئاب.
    • تعتبر الأعراض العصبية آخر الأعراض الظاهرة وتسيء بشدة لصحة الطفل ويشير ظهورها إلى صعوبة العلاج وخطورة عالية مرافقة قد تسبب الموت المفاجئ.
  6. أعراض أخرى: كغيره من الأمراض الالتهابية قد تترافق العفنة مع ارتفاع حرارة الجسم المركزية عند الرضّع، وشعور الوخز والوهن والتعب العام، والحالة العامة السيئة بالإضافة إلى التقيؤ ورفض تقبل الطعام والألم المستمر الهيكلي والعضلي بالإضافة إلى الإمساك.
  • يعد الهواء الملوث أول طريق للعدوى والإصابة بمرض العفنة عند الأطفال وذلك عن طريق العطاس أو السعال والكحة أو تطاير الرذاذ (المفرزات القصبية) أو عبر دخان السيارات ودخوله إلى القصبات التنفسية الانتهائية وإصابة الجهاز التنفسي.
  • انتقال العدوى للرضيع بالتماس المباشر أمر شائع جداً إذ تستطيع الجراثيم الصغيرة أن تلتصق بشدة على أي سطح وبالتالي سهولة نقلها من طفل لآخر أو حتى من الأسطح الصلبة مثل الكرسي أو المقعد أو الطاولة إلى الطفل.
  • يفرز العفن عدة مركبات كيميائية سامة في كل مكان وقد ينتقل عن طريق الفم لكن بصورة ليست شائعة وعندها تسبب إصابة شديدة جداً لدى الرضّع وتسبب أعراض هضمية شديدة.
  • نظراً لأنه مرض انتهازي يقوم باستغلال الضعف المناعي عند الأطفال أو المكتسب عند الأكبر سناً كما في الأمراض الدموية والسرطانات والتهابات الجسم العامة والمزمنة مثل قصور الكلى المزمن بالإضافة إلى فقر الدم المزمن أو المناعي.
  • أسباب نادرة، فقد ينتقل مرض العفنة من الأم إلى جنينها أثناء الحمل ويعتبر نادراً جداً في حال كانت الأم الحامل محصّنة مناعياً، أو التعامل مع مخلّفات الفطر أو تشارك الأطفال الطعام واللباس.
  1. الأدوية المضادة للفطور: تساعد في القضاء على الفطر وأعراضه التي تظهر على الرضّع وهو العلاج الدوائي الرئيسي لمرض العفنة، وعلى سبيل المثال نذكر من الأدوية الفطرية الفلوكونازول أو الأمفوتربسين- ب وهو مضاد فطري واسع.
  2. الأدوية المضادة للالتهاب: لا بد من معالجة الحالة الالتهابية عند الطفل كونها تجعل المرض أشد تأثيراً وأطول مدةً، وتمنع تقدم الاعراض السريرية للمرض كما تقوم بتخفيف الألم والحرارة والحدثية الالتهابية (العملية الالتهابية) في الجسم.
  3. مضادات الحساسية: إن الاعراض الجلدية الناتجة عن العدوى السابقة من حكّة وتخريش وألم وطفح تجعل الحالة تزاد سوءً، ينصح الأطباء بتطبيق مراهم أو أدوية مضادة للحساسية لتقليل التورم والتهيّج والحكة عند حديثي الولادة، بالإضافة إلى التخفيف من حدة السعال الناتج عنها عن طريق مضادات السعال.
  4. الأدوية المهدئة: بسبب الأعراض السريرية السابقة فإن الإصابة العصبية خطيرة جداً وعليه يجب البدء بالعلاج على الفور ويكون ذلك باستخدام الأدوية المهدئة والتي تساعد في تسكين الطفل وجعله هادئاً قدر الإمكان بالإضافة إلى دورها في تسكين الألم والتخفيف منه.
  5. علاجات منزلية: يلجأ البعض إلى ما يسمى العلاجات المنزلية وخاصةً كون نوع المرض تنفسي صدري، مثل نبات البابونج حيث يتم غسيله جيّداً ومن ثم غليه بالماء وشربه كنوع من تهدئة الألم وتخفيف الهيجان، أو تبريده ومن ثم دهن جسم الرضيع به لتخفيف التورم والتظاهرات الالتهابية الموضعية على الجلد، ومن ناحيةٍ أخرى قد يستخدم زيت الزيتون مع حبة البركة في دهن الجسم بأكمله، ويستخدم مرتين أسبوعياً.

تتطور الأعراض السريرية للرضّع المصابين بمرض العفنة بشكل سريع وقد تصل إلى فقدان السيطرة على المرض مما ينتج عنه آثار خطيرة على صحة الطفل من أهمها:

  1. اضطرابات الأوعية الدموية: قد يتسبب مرض العفنة بإلحاق الأذية في شلال التخثر (الطريق الذي يسبب تخثر الدم وإيقاف النزف) مما ينتج عنه نزوف متعددة ومهددة للحياة، بالإضافة إلى اضطرابات نظم القلب وانخفاض ضغط الدم الناتج.
  2. الاضطرابات التنفسية: يصيب مرض العفنة الجهاز التنفسي بصورة رئيسية وبالتالي يلحق الضرر بالرئتين بشكل أبكر من باقي الأجهزة، مما يسبب تليف رئوي أو نزيف رئوي أو التهابات تنفسية مستمرة قد تسبب الوفاة.
  3. الآثار الجلدية: تتركز الإصابة الجلدية عند حديثي الولادة على شكل طفح منتشر قد يتسبب في حدوث ندبات دائمة أو كدمات تشوه المظهر الخارجي للطفل وقد تكون شديدة، بالإضافة إلى أنها قد تزيد من مشكلة جلدية موجودة عند الطفل مما يسيء إلى إنذار المرض فيما بعد.
  4. أضرار في العين: وهنا تكون الإصابة شبه دائمة وقد نستطيع معالجة الأعراض في حال تم الكشف المبكر عنها، وأهم تلك الآثار تهيج العين والرمص (خروج قيح من العين) أو الألم وتشوش الرؤية وربما فقدان الرؤية الليلية.
  5. أضرار عصبية: أكثر الأضرار خطورةً وصول الإصابة إلى هذه المرحلة من علامات التأخر في العلاج وترّقي المرض الذي قد يصل للوفاة، وأكثر الآثار العصبية شيوعاً في الحالات المتقدمة فقدان الذاكرة الكامل، والهلوسة والصداع المزمن.
  6. أضرار أخرى: أعراض هضمية مثل الإسهال المزمن وفشل النمو عند الرضّع، وألم مستمر لا يخف على المسكنات، وتساقط الشعر والالتهابات المتكررة وضعف المناعة المرافق.
  • تجنب الهواء الملوث: الذي بسبب عدوى الطريق الهوائي والتي تنتقل عند طريق الرذاذ والمفرزات القصبية بالسعال أو العطاس، فإن تجنب هذا الطريق يكون من خلال الابتعاد عن الأماكن المغلقة أو وضع الكمامات أو تجنب الحديث عن قرب أو تقبيل الطفل بشكل مباشر.
  • التعقيم والتطهير: وكونه من الفطور الانتهازية فإن التعقيم بشكل جيد قد يقضي على العدوى الفطرية المسببة لكن يجب تكرار التعقيم عند لمس أي سطح أو أثناء التعامل مع الآخرين.
  • الابتعاد عن الطعام الملوث: يعد الطريق الهضمي ثاني أشيع طريق للعدوى والأطفال شديدو الحساسية للعدوى بهذا الطريق لعدم الانتباه واللعب المستمر والخلطة مع الآخرين، بالإضافة إلى عدم تناول الأغذية الصنعية مثل الحليب غير المبستر.
  • الحرص على النظافة العامة: وذلك بالتخلص من المواد التي تحوي عفن بداخلها أو الأطعمة التي لها مدة طويلة ضمن الثلاجة مع التهوية المستمرة، إضافةً لتنظيف الحمامات بشكل دوري.
  • تقوية الجهاز المناعي: يعتبر الأطفال مضعفين مناعياً لكون الجهاز المناعي غير مكتمل بعد، ولحمايته من الإصابة بالأمراض يجب الحرص على تزويد الوجبات بشكل متكرر مع المحافظة على دعم الطفل بالمتممات الغذائية (كالفيتامينات) وهذا يدعم الطفل ويوقيه قدر الإمكان من مرض العفنة.

المراجع