تعريف مفهوم الحب وأنواع الحب وأشكاله

اكتشف درجات الحب وأنواعه وأسماء الحب في اللغة العربية ومفهوم الحب ومعنى الحب الحقيقي
تعريف مفهوم الحب وأنواع الحب وأشكاله
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

شكل مفهوم الحب محور جدل واسع على مر الأزمان والعصور، واجتهد في تعريفه الكثير من المفكرين والفلاسفة والشعراء والكتاب وغيرهم، لذا فقد برزت وجهات نظر مختلفة توضح مفهوم الحب كل واحدة منها لها طابع خاص ومتفرد، وفي هذا المقال سنستعرض بعض من وجهات النظر المتعلقة بمفهوم الحب في أكثر من مجال، كمفهوم الحب في اللغة وتعريف الحب في الفلسفة، بالإضافة إلى توضيح لمفهوم الحب الحقيقي وبعض أكثر أشكال الحب شيوعاً.

معنى الحب في اللغة العربية هو نقيض البغض، ومفهوم الحب هو الرغبة بالأشخاص أو الأشياء والميل إليها ميل العقل والنفس معاً، وإذا تجاوز الميل نحو الشيء أو الشخص العقل سميّ عشقاً، وللحب في اللغة العربية 14 اسم ودرجة، تبدأ بالهوى وهو أول الميل للآخر، وأعلى درجات الحب هو الهيام وهو جنون الحب ويقال للعطش الشديد هيام!

وتعريف الحب الرومانسي في علم النفس أنه مجموعة معقدة من المشاعر العاطفية والانجذاب الجنسي والعمليات الكيميائية المعقدة في الدماغ التي تجذب شخصين لبعضهما، وعادةً ما يتصف الحب بالسيطرة على التفكير والسلوك والدوافع.

أسماء درجات الحب في اللغة العربية بالترتيب

  1. الهوى
  2. الصبوة
  3. الشغف
  4. الوجد
  5. الكلف
  6. العشق
  7. النجوى
  8. الشوق
  9. الوصب
  10. الاستكانة
  11. الود
  12. الخلة
  13. الغرام
  14. الهيام
animate
  1. الهوى: الهوى هو أول درجات الحب، ومعنى الهوى هو الميل والحنين.
  2. الصبوة: الدرجة الثانية من درجات الحب، تعني كلمة صبوة في اللغة الميل إلى اللهو كما يفعل الصبية، لذا تم وصف هذه المرحلة من الحب بأنها حافلة بالغزل بين الرجل والمرأة، وقيل منها الصبابة أي الشوق الشديد.
  3. الشغف: الدرجة الثالثة من درجات الحب هي الشغف، وهي تشير في معناها إلى أن الحب بدأ يلامس القلب مشتقةً من الشغاف وهي الأغشية المحيطة بالقلب.
  4. الوجد: الدرجة الرابعة من الحب التي يصبح فيها الشخص مشغولاً بالتفكير فيمن يحب كل الوقت، والوجد يعني الحزن أيضاً.
  5. الكلف: الكلف مرحلة متطورة وعميقة من الحب تعبر عن حالة من التعلق والوله بالمحبوب مصحوبة بالمعاناة والضيق.
  6. العشق: مرحلة الحب الأعمى التي تصف الحب القوي والمفرط الذي يعيشه العاشقون، والعشق هو الحب إذا جاوز العقل وبات بالقلب والنفس والميل خالصاً من التفكير العقلاني والمحاكمة العقلية.
  7. النجوى: النجوى هي حالة الحب المؤلم والحاجة القوية للمحبوب المصحوبة بالحزن الشديد بسبب الابتعاد عن المحبوب.
  8. الشوق: الشوق هو الحالة التي يجد المحب نفسه بها ينشدُّ إلى محبوبه بقوة ويشعر بالحاجة الشديدة للوجود معه.
  9. الوصب: الوصب هو المرحلة التاسعة من الحب وهو المرض والتألم بسبب الحب، ومن يعيش مرحلة الوصب فهو متعب ومتألم وربما يمرض نتيجة لأي سبب محزن متعلق بالحب، كالفراق مثلاً.
  10. الاستكانة: مرحلة التضحية بكل ما يمكن من أجل المحبوب وتصل لتكون حالة من الخضوع الأعمى والذل بسبب الحب.
  11. الود: مرحلة الود هي التوازن والحب الرقيق المرهف بين المحبوبين، حيث تتبلور المشاعر الرقيقة الصافية فيصبحان ليس فقط عشاق وإنما أصدقاء أيضاً.
  12. الخلة: هي الحب الذي تخلل القلب فصار في باطنه، وهنا صار المحبوب في مكانة مميزة لا ينافسه عليها أحد.
  13. الغرام: الغرام هو التعلق بالمحبوب الذي لا يمكن التخلص منه ولا تركه، ففي الغرام دائماً ما تؤول الطرق إلى العودة للمحبوب مهما اختلفت الظروف.
  14. الهيام: الهيام أعلى درجات الحب، وهي المرحلة التي توصف بالجنون والحب اللامحدود الذي يخرج عن سيطرة العقل، وشدة رغبة المحبوب بمحبوبه، وتقول العرب للعطشان وللتائه هيمان وهائم. [1]

كان مفهوم الحب مفهوماً مثيراً للجدل بين كبار فلاسفة الفلسفة اليونانية القديمة وشكّل فهم ماهية الحب والهدف منه محور اهتمامهم، حيث كان يمثل الحب بالثقافة الإغريقية القديمة الإله أيروس، إله الحب والرغبة والجنس، كان للفلاسفة اليونان آراء مختلفة فيما يخص الحب ومدى ارتباط الإله إيروس به، وهي باختصار كما يلي:

  • مفهوم الحب عند أرسطو: الحب عند أرسطو يتمثل برحلة البحث عن توأم الروح الذي يكتمل فيه صورة الكيان البشري الموحد.
  • معنى الحب عند سقراط: تمثل الحب بالنسبة لسقراط في الرغبة التي تدفع الإنسان لاشتهاء ما لا يملك، فالنفس ترغب بما لا تملك ولا تشتهي ما تملك، بالإضافة إلى أن مفهوم الحب عند سقراط هو حب الخير والجمال، وبالتالي لا يكفي أن يكون النصف الآخر الذي نبحث عنه مكملاً لنا كما قال أرسطو، بل يجب أن يكون جميلاً خيراً.
  • فلسفة الحب عند أفلاطون: سقراط ومن بعده أفلاطون تبنوا منهج يقول أن الحب يبدأ بتأمل المظاهر الحسية الجسدية من الجمال البشري، ثم يرتقي شيئاً فشيئاً من حب الأشياء المادية إلى حب الأفكار وبالتالي من حب الجسد إلى حب جمال النفس والروح والأفكار. [2]
  1. الحب الحقيقي: وهو حالة الحب المتوازنة التي تتفاعل فيها المشاعر العاطفية مع الأفكار العقلانية وتنعكس على سلوك الطرفين في العلاقة، وأهم سمات الحب الحقيقي أنه قائم على التفاهم والتقبّل بين الشريكين، وخالٍ من التوقعات الخيالية والوردية، وواقعي بطريقة ما تجعله حبّاً مستقراً وقادراً على مواجهة العوائق في الحياة.
  2. الحب الوهمي: الحب الوهمي هو عكس الحب الحقيقي، بحيث أن صفات الحب الحقيقي وخصائصه بعضها أو كلها غير متوفرة في الحب الوهمي، ففي بعض الأحيان يكون الحب قائماً على مصلحة أحد الطرفين أو كليهما، فلا يوجد حب وإنما محاولات ادعائية لإظهار الحب، وفي أحيان أخرى يكون تجربة مبتدئة لأحد الطرفين أو لكيلهما معاً، فتكون الرغبة في تجربة فكرة الحب هي الأساس في إنشاء العلاقة أكثر من الحب بحد ذاته.
  3. الحب الصامت: هو الحب الذي يتسم بكبت المشاعر أو الخوف من إظهارها سواء بسبب الخجل أو الخوف من الرفض أو عدم الثقة بالنفس، قد يظهر هذا الحب ضمن إطار العلاقة فيكون احد الطرفين غير متفاعل مع الطرف الآخر في إظهار الأفعال أو الأقوال الدالة على الحب والشغف والعاطفة، أو قد يصف الحب قبل بدء العلاقة بحيث يكون الشخص غير متقبلاً لفكرة البوح بالمشاعر للطرف الآخر وغير قادراً على ذلك لفترة من الزمن.
  4. الحب الأناني: يكون هذا الحب مبني على سيطرة الانانية على سلوكيات وأفكار أحد طرفي العلاقة تجاه الآخر، فيتهم أحد الأطراف فقط بما يريد وما يحتاج وما يناسبه من العلاقة مع عدم الاهتمام بحاجيات الآخر وضعف الرغبة في محاولة إرضاءه أو انعدامها، قد تكون هذه الانانية واضحة جداً على الشريك أو قد تكون مضمرة تظهر في مواقف معينة، إن ما يسبب خلق هذا الحب عوامل متعددة قد تتعلق بالبيئة الاجتماعية السائدة أو الحالة النفسية أو العقلية للشريك وغير ذلك.
  5. الحب الهوسي: يتصف هذا الحب بوجود سلوكيات مبالغ بها من أحد الشريكين تجاه الآخر، كالغيرة المفرطة، الرغبة في البقاء مع الشريك مدة طويلة، مراقبة الشريك، الإصرار على التواجد في حياة الشريك وما إلى ذلك، هذا الحب قد ينبع من مشاكل نفسية لها عواقب خطيرة في سياق علاقة الحب قد تؤول لإيذاء أحد الشريكين للآخر.
  6. الحب الأفلاطوني: الحب الأفلاطوني هي تسمية مستوحاة من بعض أفكار الفيلسوف أفلاطون لكنه لم يستعمل هذه التسمية بنفسه، ويعتبر هذا الحب عن العلاقات التي تتنحى فيها الرغبات الجنسية أو السمات الرومانسية ويتعدى فيها الحب جمال الجسد ويرتقي إلى جمال الروح والأفكار، فتكون الرابطة العاطفية قوية لكنها غير مادية.

مفهوم الحب الحقيقي ينبع من فكرة جوهرية تفيد بأن الحب هو فعل ديناميكي، أي أنه مبني على الأفعال التي يقدمها كل طرف في العلاقة العاطفية للآخر أو يكون على استعداد لتقديمها بشكل تلقائي، فكل طرف في علاقة الحب له جانب ديناميكي يسيطر عليه، فإما أن يقدمه على شكل أفعال محبة وود تقوي العلاقة وتجعل كل طرف يشعر بعاطفة الحب التي يكنها الآخر له، وإما أن يكتمها ويختبأ خلف الخيالات والأمنيات والأحلام وانتظار مبادرة الطرف الآخر، وبالنهاية يعيش كلا الطرفين في حالة الحب الخيالي المعدوم التواصل والمبني فقط على الخيالات التي لن تتحقق ما دام كل طرف غير مسيطر على دوره الديناميكي في العلاقة، فتنتهي العلاقة بعد فترة بسبب البرود العاطفي وشعور كل طرف بأن الآخر لا يحبه ولا يريده لأنه لا يقدم له أي فعل يدل على ذلك.

الحب الحقيقي هو الحب الذي يتسم بوجود إمداد عاطفي ينبع من الشغف الذي يشعر به كل طرف تجاه الآخر، ويتم تقديمه برضاه بدون أن يكون مجبراً على إظهاره أو من باب المجاملة، وهناك بعض الخصائص التي تصف تلك الأفعال والتي تدل على وجود الحب الحقيقي.

  1. الانفتاح وتقبل آراء الآخر: أي أن يكون كل طرف مستعد لسماع وتقبل آراء وانتقادات الآخر بدون انفعال وإبداء ردود فعل دفاعية أو هجومية أو الانزعاج بأي شكل من ذلك، ففي علاقة الحب الحقيقي يبحث الشريك عن جوهر الكلام والحقيقة التي يتحدث بها شريكه ولا يعتبرها إهانة شخصية، حتى لو لم يتم الاتفاق مع الرأي الذي يقدمه الشريك لكن يكفي سماعه وفهم المغزى منه واحترام كونه كان مباشراً وصادقاً وسعى لتوضيح الحقائق ومشاركتها. 
  2. الرغبة بمشاركة الأنشطة: دائماً ما يرغب الشركاء بقضاء الوقت الممتع ومشاركة الأنشطة المسلية فهذا يبث الحياة في العلاقة العاطفية ويبعدها عن الملل والروتين، وهنا نرى أن الدور الذي يلعبه الحب الحقيقي في ذلك هو حث الشريكين دائماً على إيجاد تجربة جديدة يستطيع كلاهما أن يستمتع بها على الرغم من أنهم قد يتناقضان في حب الأشياء المسلية إلا أنهما يستمران بالتفكير بشيء مشترك يجمعهما سوية.
  3. الصدق والنزاهة: الأمانة والصدق معايير أساسية لعلاقة الحب الحقيقي بدون أن يحتاج أحد الشريكين أن يطلبها من الآخر، فكل شخص يحمل داخله مشاعر حب حقيقية وقوية ستدفعه للبقاء صادقاً ونزيهاً مع شريكه وسيستطيع من خلال ذلك أيضاً تقديم الثقة له.
  4. احترام رغبات وحياة الشريك: ينبع ذلك من إدراك الشخص المنخرط في علاقة حب أن شريكه ليس تابعاً، وإنما فرد منفصل له حياة وأفكار ورغبات مختلفة، فالحبيب ليس فقط مصدر إمداد عاطفي لشريكه، وإنما له جزء مستقل في حياته يتعين عليه هو أن يديره بدون أن يتلقى الأوامر فيما يخص ذلك أو يجبر على التصرف بطريقة معينة، ومن يطبق هذا ويلتزم به فهو يقدم حباً حقيقياً لنفسه ولشريكه.
  5. وجود المودة والرغبة: مشاعر المودة والرغبة والشغف هي عامود علاقات الحب الحقيقي، واستعداد الشخص لاستقبال ومنح هذه المشاعر تعد من الخصائص الدالة على الحب الحقيقي.
  6. التقبل وعدم الانتقاد المهين: مما يعني أن الشخص الذي يريد حباً حقيقياً يتقبل عيوب شريكه ولا ينتقدها بطريقة غير لائقة أو مزعجة، بل بالعكس يقدرها ويحترمها ولا يحاول تغييرها، على عكس الشخص الذي لا يسعى لحب حقيقي والذي يعيش علاقة عابرة نرى أنه يحاول استخلاص صفات تناسبه عند الشريك ويرفض أي صفة قد لا تعجبه وينتقدها.
  7. الاهتمام دون شروط أو مقابل: كما ذكرنا في التعريف أن الحب فعل ديناميكي تحركه المشاعر والعواطف الجياشة، هذ يجعل المحب الحقيقي يرغب بتقديم الاهتمام والعناية لشريكه في كل الظروف الجيدة منها والسيئة دون انتظار المقابل منه. [4-3]

المراجع