هل الرجل الشكّاك يتغير وكيف أتعامل مع زوجي الشكّاك!

زوجي مريض بالشك هل يمكن أن يتغير! تعرفي إلى أسباب الشك المرضي عند الرجال وكيفية التعامل مع الرجل الشكّاك وتغييره
هل الرجل الشكّاك يتغير وكيف أتعامل مع زوجي الشكّاك!
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

وجود صفة الشك عند الرجل من الأشياء التي يمكن أن تدمر العلاقة الزوجية، وربما تصل إلى إنهاء الزواج والانفصال، فإما أن تتعب الزوجة من هذه الحالة وتطلب الانفصال أو أن الرجل الشكّاك تقوده شكوكه للانفصال عن زوجته في لحظة غضب أو غيرة، وزمن هنا تسأل المرأة، هل يمكن للرجل الشكّاك أن يتغير، وكيف يجب التعامل مع الرجل الشكّاك؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في الفقرات التالية.

الجواب هو نعم بالطبع يمكن أن يتغير الرجل الشكّاك، سواء من حيث سلوكه أو من حيث أفكاره وطريقة تعامله مع زوجته، ولكن تغيير طباع الرجل الشكّاك يتوقف على مجموعة من العوامل والظروف، منها ما يتعلق بشخصية الزوج وتقبّله للتغير وإدراكه أنه مبالغٌ بالشكّ والغيرة، ومنها ما يتعلق بالزوجة نفسها وتصرفاتها التي تساهم بزيادة وتعميق شكوكه أو إبعادها وتجاوزها ومدى فهمهما معاً لأسباب هذه الشكوك ومنابعها.

الشكّ المبالغ به قد يكون مشكلةً نفسية لا تصل إلى الاضطراب أو المرض، وهذه الحالة تغييرها وعكسها أسهل بكثير، لكن الرجل الشكّاك قد يكون مصاباً بأحد أنواع اضطرابات الشخصية أو اضطرابات الصحة العقلية التي تسبب الشكَّ المرضي والقهري وتجعله غير قادرٍ على التحكّم بأفكاره وشكوكه، والتعامل مع الحالتين له متطلبات مختلفة، لكن في الحالتين يمكن تغيير طباع الرجل الشكّاك أو التقليل من حدّة شكوكه على الأقل.

animate

ليس بالضرورة أن تكون شكوك الرجل دليلاً على المرض النفسي أو اضطراب الشخصية، فالشك شعور طبيعي إذا كان يوجد ما يثير الشكّ في العلاقة الزوجية أو كان للزوج تجارب تجعله أكثر حذراً وميلاً للشك، وحتى في حالات المرض النفسي واضطرابات الشخصية ليس الشكّ هو المرض، وإنما الشكّ المرضي أحد أعراض اضطرابات الشخصية واضطرابات الصحة العقلية والنفسية.

ومن الاضطرابات والأمراض النفسية التي تسبب الشك المرضي عن الرجل:

  1. جنون العظمة والشخصية المرتابة: أحد أهم الأمراض النفسية المرتبطة بالشك المرضي وغير العقلاني في العلاقة الزوجية هو جنون العظمة أو اضطراب الشخصية المرتابة (Paranoid personality disorder)، وتتسم الشخصية المرتابة بشعورها بالشك والتآمر من قبل الآخرين والأوهام الشديدة والمنتظمة المتمركزة حول الاعتقاد أنه الشخص يتعرض لمؤامرة دائماً، وتعتبر العلاقات العاطفية والزوجية بيئة خصبة لظهور أعراض جنون الارتياب بشكلٍ واضح.
    إذا كان زوجك مصاباً بجنون العظمة أو اضطراب الشخصية المرتابة، لن تتوقف شكوكه على العلاقة بينكما، سيشك بكل من حوله، وسيؤمن بنظريات المؤامرة الكبرى مثل وضع السموم في الأدوية واللقاحات، وستظهر عليه درجات عالية من النرجسية والأوهام المتمركزة حول القيمة الذاتية، وستكون تصرفاته بالمجمل غير طبيعية.
  2. اضطراب الشخصية النرجسية: الزوج النرجسي غالباً ما يكون زوجاً شكّاكاً أيضاً، حيث يعاني الزوج النرجسي من الشعور الخفي بالنقص والدونية الذي يجعله يعتقد أنّه مؤهّل للخيانة، وإن كان لا يظهر مشاعر النقص التي يعاني منها بل على العكس يبدو معتداً بذاته ومغروراً إلى أبعد الحدود، لكنه يعاني معاناةٍ كبيرة ببناء الثقة مع الشريك ومع الآخرين عموماً نتيجة مشاكل الثقة بالذات الخفية التي يعاني منها.
  3. الاكتئاب: يمكن أن يكون الشك الزوجي علامة على وجود الاكتئاب، وهو حالة نفسية تتسم بالحزن والاكتئاب والانعزال وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية والعلاقات الاجتماعية، وهذا الاكتئاب يؤدي بالرجل للأفكار السلبية عن الحياة والأشخاص من حوله، وقد يقود الاكتئاب زوجك للشك المبالغ به وغير المبرر، لكن في هذه الحالة يجب أن يكون سلوك الشك مرتبطاً عند زوجك بتغير حالته المزاجية، بمعنى أنّه ليس شكّاك مذ عرفتيه، بل أصبح شكّاكاً عندما داهمه الاكتئاب!
  4. اضطراب القلق العام: يمكن أن يكون الشك الزوجي علامة على اضطراب القلق العام، وهو حالة نفسية تتسم بالقلق المفرط والتوتر العام والخوف الشديد والتفكير الزائد وصعوبة التحكم في الأفكار والمشاعر، وعلى الرغم أن الشكّ ليس من السمات الأساسية لاضطراب القلق العام، لكن وجود بعض العوامل والظروف يجعل الرجل القلق أميل للشكّ.
  5. اضطراب الوسواس القهري: قد ينتج أحياناً شك الزوج بزوجته عن اضطراب الوسواس القهري، وهو حالة نفسية تتسم بالأفكار القهرية المتكررة والوسواس والتكرار الزائد للأفعال والتحكم الضعيف بالأفكار والسلوكيات، وعادةً تصاحب الوساوس القهرية حالة من الريبية والشك تجاه الآخرين، وقد تتوجه هذه الشكوك القهرية نحو الزوجة.
  6. الغيرة المرضية: الغيرة من أقوى المشاعر الإنسانية، وقد تصل الغيرة إلى حدود مرضية من الشكّ بالزوجة والاتهام غير المبرر، وعلى الرغم أن الغيرة بحد ذاتها ليست مرضاً نفسياً مستقلاً، لكنها ترتبط بالاضطرابات والأمراض النفسية، كما ترتبط بالتربية والتنشئة وطبيعة الشخصية والتجارب السابقة.
  7. تأثير اضطرابات الصدمة: قد تكون التجارب السلبية السابقة التي مرّ بها الزوج أو كان شاهداً عليها هي السبب الرئيسي لحالة الشك المرضي التي يعاني منها، حيث يتخذ موقفاً دفاعياً لمنع تكرار هذه التجربة مرةً ثانية، ما يجعله يشك بتصرفات الزوجة بشكلٍ مبالغ به، وهذا ما يقود أيضاً للخوف المرضي من الخيانة والتعلق المرضي بالشريك وغيرها من المشاكل العاطفية المرتبطة بالصدمات النفسية.

هل زوجي مصاب بمرض الشك! جاوبي عن الأسئلة التالية لتعرفي إن كان زوجكِ مصاباً بالشكّ المرضي أو القهري:

  1. هل زوجك مصاب بأي اضطراب في الشخصية أو اضطراب نفسي محدد؟
  2. هل كان زوجكِ شكّاكاً من أول مرةً عرفيته فيها؟
  3. هل يشكّ زوجك بجميع الناس من حوله؟
  4. هل يشكو زوجكِ من تعرضه للتآمر والمكائد في عمله؟
  5. هل تشعرين أن زوجكِ يعاني من التوهّم في مواضيع أخرى غير الشك؟
  6. هل يختلق زوجكِ القصص وبني الفرضيات حتى إن لم يكن هناك أحداث تحرضه على ذلك؟
  7. هل يحاول زوجكِ رفض الأدلة المنطقية الواضحة على بطلان شكوكه؟
  8. هل يحاول زوجكِ إثبات شكوكه من خلال الاستدراج ونصب الفخاخ؟
  9. هل ينكر زوجكِ أنه شكّاك وغيور ويقول أنكِ أنت السبب في شكوكه؟
  10. هل يرفض زوجكِ الاعتذار عندما يثبت بطلان شكوكه وأوهامه؟

إذا كانت إجابتك على جميع أو معظم هذه الأسئلة نعم، فإن زوجكِ مصابٌ بالشكِّ المرضي المرتبط بالاضطرابات النفسية، خصوصاً إذا لم يكن الشك جديداً عليه وكان موضوع الشكّ كلُّ شيء في حياته وليس علاقتكما فقط، أما إذا كانت إجابتك لا على معظم الأسئلة فإن شكوك زوجكِ قد ترتبط بمشاكل وظروف نفسية مؤقتة أقل شدةً وخطورةً ويمكن علاجها وتغييرها بسهولة.

لمساعدة الزوج الشكّاك على تغيير سلوكه وأفكاره وزيادة الثقة بزوجته، يجب على الزوجة القيام بمساعدته وإشعاره أن شكوكه لا صحة ولا سبب لها، وهنا بعض الأمور التي تساعد في التعامل مع الزوج الشكّاك:

  1. تحديد جذور المشكلة: أولى خطوات التعامل مع الزوج الشكّاك وتغيير طباعه أن تفهمي جيداً سبب شكوكه وأن تقييمها بعقلانيةٍ وهدوء، هل هو رجلٌ شكّاك فقط لأنه يسيء تفسير أو فهم تصرفاتكِ وعلاقتكِ بالآخرين، أم أنه يخترع القصص بالكامل، هل هناك أعراض أخرى تدل على الشخصية المرتابة أو النرجسية أو اضطرابات المزاج والاضطرابات الوجدانية، أم مشكلتكِ الوحيدة معها هي الشكّ المفرط! بناء على هذه الأسئلة يمكنك البدء بالتعامل مع زوجك بطريقة مختلفة.
  2. التحدث بصراحة: يجب أن تتحدثي مع زوجكِ الشكّاك بصراحة وتعبري عن مشاعرك وما يجعلك غير مرتاحة، ولكن يجب أن يكون ذلك بطريقة عاطفية وليس هجومية، وتستمعي إلى ما يقوله بدون تقييمه، يجب أن يفهم مشاعركِ بوضوح وأن تفهمي أيضاً مشاعره، وحاولي في هذا الحوار استنتاج إن كان زوجك يعرف أنّ شكوكه غير عقلانية أم لا!
  3. تحليّ الصبر والتفهّم: يحتاج الشخص الشكّاك إلى وقت أطول للوصول إلى الثقة بالآخرين، لذا عليكِ أن تكوني صبورة وتعطيه الوقت الكافي ليتعالج من شكوكه أو الأسباب التي تجعله رجلاً شكّاكاً، لا تستسلمي بسهولة وحاولي الدفاع عن العلاقة من خلال دعم زوجكِ ليتغير.
  4. كوني واضحة في علاقاتكِ: قد تساعد الشفافية والوضوح في حل جزء من شكوك الزوج أو تقريب وجهات النظر، قد تساعد مشاركة الزوج ببعض مشاكل العمل على تخفيف شكوكه، ربما تضطرين للتنازل عن بعض الخصوصية لتغيير طباع زوجك الشكّاك، مثل ترك هاتفك بدون قفل بكلمة مرور، أو أن تشاركيه ما يصل لك من رسائل بطريقة غيره مباشرة، هذه الإجراءات طبعاً ليست إجبارية لتغيير شخصية الزوج الشكّاك وتعتمد على قراركِ الشخصي، لكنها قد تكون مفيدة في بعض الحالات.
  5. طلب مساعدة من المتخصصين: في بعض الأحيان يمكن أن يكون من الصعب التعامل مع الزوج الشكّاك بمفردك، لذا قد تحتاجين إلى البحث عن المساعدة، مثل الاستعانة بمستشار زواج أو معالج نفسي، قد يساعد هذا في توضيح الأمور وتحسين العلاقة.
  • البحث عن سبل تعميق الثقة: الثقة بالعلاقة الزوجية أمر ضروري جداً حتى في الحالات الطبيعة، وفي حال كان الزوج يتسم بالشك بزوجته يصبح الموضوع أكثر ضرورة وإلحاحاً، ويتم تعميق هذه الثقة بأن يكون كلا الطرفين كتاب مفتوح أمام الآخر، والمشاركة الفعلية بينهما في كل ما أمكن من قرارات أو علاقات، والاعتياد على الصراحة الدائمة في التعامل، وعدم إخفاء أي شيء يمكن أن يثير الشكوك والريبة.
  • استبعاد أسباب الشك: قد تكون أسباب الشك ناتجة عن علاقة سابقة للمرأة أو وجود أحد الأشخاص في محيطها العائلي أو العملي أو الاجتماعي، أو حتى اتسام الزوجة بشخصية غامضة أو غير صادقة مع الزوج وغيرها من الأسباب، ويجب في هذه الحالة استبعاد جميع هذه الأسباب فإذا كان لديها علاقة سابقة يجب أن يتأكد الزوج أن تلك العلاقة لم يعد لها أي تأثير أو وجود في حياة الزوجة، ويجب الاعتياد على الصراحة الدائمة في التعامل، وعدم ترك أي شيء غامض لا يعرفه الزوج.
  • علاج أسباب الشك النفسية: أحياناً قد تنتج صفة الشك عند الزوج عن وجود اضطرابات نفسية أو شخصية لديه، كالاكتئاب أو الارتياب أو الوساوس القهرية وضعف الشخصية أو ضعف الثقة بالنفس، ولعلاج هذه الاضطرابات بالتعاون بين الزوجين أهمية كبيرة في تخفيف شكوكه وتغيير سلوكه الشكّاك.
  • وضع حدود للزوج وشكوكه: ليس من الصحيح مسايرة الزوج بشكل دائم وقبول المرأة تعامله معها باستمرار على أنها شخص مذنب أو مشكوك بتصرفاته أو أخلاقه، بل إذا كانت هذه الشكوك ليس لها أساس من الصحة أو لا يوجد سبب أو مبرر لها، فيجب على الزوجة أن توضح أنها ترفض ذلك ولا تستطيع الاستمرار على هذا النحو.
  • الاستعانة بمختص: أحياناً قد لا تجدي كل الحلول نفعاً، وهنا يمكن الاستعانة بمختص حسب حالة وسبب الشكوك عند الرجل، ففي حال وجود خلافات في وجهات النظر أو علاقات سابقة عند الزوجة فيجب الاستعانة بمستشار أسري وزوجي، وفي حال كانت الشكوك نابعة عن اضطراب نفسي فمن الأفضل علاج هذه الاضطرابات مع معالج نفسي مختص.

الشكّ المرضي والمبالغ به من أسوأ التصرفات التي قد يقوم بها الزوج بحقّ الزوجة، ومن الصعب أن تعيش المرأة مع رجلٍ لا يثق بها، ويفسّر كل اتصالاتها أو علاقاتها بالناس أو حتى نظراته بشكٍّ واتهام، واستمرار الشكّ غير المبرر وغير العقلاني غالباً ما يقود العلاقات الزوجية إلى الطلاق والانفصال في نهاية المطاف.

لكن الطلاق ليس الحل الوحيد لمشكلة الشكّ المرضي في العلاقة الزوجية، واتخاذ هذا القرار لا بد أن يكون مبيناً على استنفاذ الحلول وفرص تغيير طباع الزوج الشكّاك أو علاجه من المشاكل النفسية التي تجعله شكّاكاً، كما أن هناك الكثير من العوامل الأخرى التي تتحكم بقرار الطلاق من الرجل الشكّاك، منها مدة الزواج وطبيعة العلاقة بمعزلٍ عن مشكلة الشكِّ، ووجود الأبناء، وغيرها من الأمور التي يجب التفكير فيها.

المراجع