متى تنتهي تربية الطفل وما هي مراحل التربية بالترتيب

في أي عمر تنتهي تربية الطفل! تعرفي إلى مراحل تربية الأبناء ومتى تبدأ تربية الطفل ومتى تنتهي
متى تنتهي تربية الطفل وما هي مراحل التربية بالترتيب
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تنتهي تربية الطفل مع انتهاء حاجته للرعاية الحثيثة والمباشرة من الوالدين والجهات المعنية بالتربية، وقد تختلف قدرة الأبناء على الاستقلال بحاجاتهم ومتطلباتهم حسب نمط التربية وشخصية الطفل، كما أن العوامل الثقافية والاجتماعية تلعب دوراً كبيراً في وضع حدود التربية وتحديد معنى نهاية مرحلة التربية.

تعريف تربية الطفل أنها منهجية تهدف لتنمية جميع النواحي الجسدية والذهنية والأخلاقية والفكرية والثقافية والوجدانية في شخصية الطفل، وتبدأ تربية الطفل منذ الولادة وتستمر على الأقل حتى ينهي الطفل مرحلة المراهقة ويكون قادراً على الاعتناء بنفسه واتخاذ قرارته الخاصة وتحمّل مسؤوليتها.

يعرّف الدكتور عبد الرحمن ذاكر تربية الطفل أنها "القطع التدريجي للحبل السري الذي يربط الطفل بوالديه" بمعنى آخر فإن تربية الطفل هي عملية هدفها فصل الطفل عن والديه وتغيير الطبيعة الاعتمادية للعلاقة بينهما على مدى طويل، حتى يصبح الطفل قادراً على الاعتماد على نفسه بشكل كامل، وليساً طفلاً!
شاهد فيديو الدكتور عبد الرحمن ذاكر حول معنى الطفولة ومعنى تربية الطفل من خلال النقر على هذا الرابط.

أهم أهداف تربية الطفل الحفاظ على الصحة والتطور الجسدي والذهني، التعليم، الرعاية، والتنشئة الاجتماعية والأخلاقية والفكرية، وتبدأ تربية الأبناء من الأسرة أولاً، ثم تتداخل العديد من الجهات والمؤسسات في العملية التربوية، من المدرسة إلى العائلة الكبيرة والأقران والمجتمع والإعلام، وحتى الجهات التشريعية والسياسات العامة للبلاد التي يعيشون فيها.

animate

تنتهي تربية الطفل مع اكتمال تطوره ونموه الجسدي والذهني والعاطفي وانتهاء مرحلة تكوين الشخصية الأساسية، وعادةً ما تنتهي مرحلة تربية الطفل الأساسية بين عمر 17 عاماً و20 عاماً، وهي نفس المرحلة العمرية التي يغادر فيها الطفل الكبير مرحلة المراهقة ويبدأ بطور الشباب.

هذا لا يعني أن دور الأهل التربوي سينقطع من حياة أبنائهم بعد بلوغهم سن الرشد والشباب، وخصوصاً في المجتمع العربي، لكن الأبناء بعد تجاوز مرحلة المراهقة يصبحون أقل حاجة لمعظم أوجه الرعاية التي كان يقدمها الأهل لهم قبل ذلك، وتنتهي مرحلة التربية الأساسية لتبدأ مرحلة جديدة من العلاقة بين الأهل وأبنائهم لا تخلو من التوجيه والرعاية في كثير من العائلات.

هذه الفترة التي تسمّى "تربية الطفل" وتمتد من الولادة حتى نهاية المراهقة، تمرّ أيضاً بمراحل تربوية مختلفة ومتصلة ببعضها ومتداخلة، وكل مرحلة عمرية ونمائية تعني الدخول في مرحلة جديدة من مراحل تربية الطفل، فعندما يولد الطفل يكون بحاجة للرعاية والغذاء والحضانة وتتمثل التربية بتقديم هذه الرعاية له، وفي المرحلة التالية يصبح الطفل قادراً على تناول الطعام بمفرده لكنه يصبح بحاجة للتوجيه لوضع الأسس لسلوكه، وفي المرحلة التالية تدخل الحياة الاجتماعية والمدرسية للطفل فتتلاشى بعض الأدوار المتمثلة بالتغذية والرعاية الشاكلة وتظهر أدوار أخرى تتمثل بالتعليم والتنشئة الاجتماعية والرعاية المركّزة، ثم ينتقل الطفل إلى مرحلة المراهقة حيث يحتاج إلى التأقلم مع التغيرات التي يمر بها وفهم العالم من منظور جديد.

ما هي مراحل تربية الطفل؟ هي سلسلة من الفترات التي تعتمد بشكل أساسي على عمر الطفل وتطوره النمائي والذهني والاجتماعي، وتتكون مراحل تربية الطفل من 4 مراحل أساسية: تربية الأطفال حديثي الولادة، مرحلة الطفولة المبكرة، مرحلة الطفل الكبير، مرحلة المراهقة، ولكل مرحلة من هذه المراحل مهام تربوية خاصة ومراحل فرعية، ومع ذلك تكون مراحل تربية الأبناء متداخلة مع بعضها وديناميكية يصعب فصلها عن بعضها بدقة.

  1. مرحلة الطفل حديث الولادة: وهي المرحلة التربوية الأولى في حياة الطفل، يحتاج فيها للرعاية الصحة والغذائية والجسدية والنظافة والنوم بالدرجة الأولى إلى جانب الاهتمام العاطفي، بمعنى أن عملية التربية هنا تركز على الحاجات والأساسيات الضرورية للحفاظ على الحياة والصحة.
    ولا تدخل في هذه المرحلة أي أهداف تعليمية مستقلة، وتنتهي هذه المرحلة عندما تبدأ التطورات النمائية بالظهور بشكل واضح، مثل تحسن قدرة الطفل على التواصل والتفاعل وتطور قدراته الحركي وصولاً إلى المشي، والانتقال من الرضاعة للطعام الصلب... إلخ.
  2. مرحلة الطفولة المبكرة: وهي المرحلة التي تمتد تقريباً من عمر سنتين إلى عمر 6 أو 7 سنوات، وتعتبر الطفولة المبكرة من أهم مراحل التربية لأن آثارها طويلة الأمد قد تبقى مع الطفل مدى الحياة، والأهداف التربوية في هذا المرحلة تركّز على تعليم الطفل المهارات الأساسية من المشي والكلام واستخدام الأدوات والتواصل مع الآخرين وصولاً إلى بداية تعلم القراءة والكتابة، إضافة لتقديم الرعاية الصحية والغذائية والنظافة الشخصية للطفل.
  3. مرحلة الطفل الكبير: ويمكن أن تمتد هذه المرحلة من عمر 7 سنوات حتى عمر 14 أو 15 سنة وهي مرحلة المدرسة، ويتمثل الدور التربوي في هذه المرحلة في تعليم الطفل بعض أساسيات الحياة وقواعدها وكيف يقوم ببعض الأشياء وحده مثل الذهاب إلى المدرسة وترتيب أشياءه الشخصية والعناية بصحته، وربما يتعلم شيء خاص به مثل تنمية موهبة يحبها أو مهارة يتقنها.
    كما تتميز مرحلة الطفولة الوسيطة والمتقدمة بتطور قدرة الطفل على إدراك المفاهيم العامة والمجردة بعمر بين 8 و12 سنة تقريباً، مثل الصدق والأمانة والانتماء والحب والوفاء وغيرها من القيم الأخلاقية.
  4. مرحلة المراهقة: في هذه المرحلة يكون الطفل قد اقترب من مرحلة الشباب وأتم بلوغه الجنسي وأصبح قادر على قضاء حاجاته الشخصية بشكل منفرد ويبدأ بتكوين شخصيته وأفكاره الخاصة وميوله ورغباته وتفضيلاته الخاصة.
    وهنا تتمثل العملية التربوية في التوجيه والإرشاد ومنع المراهق من التهور والانخراط في أنشطة سيئة أو خطيرة ومساعدته في تكوين شخصيته بما يتفق مع المعاير والقواعد الأخلاقية والثقافية والاجتماعية والقانونية، تمتد هذه المرحلة من عمر 13 إلى 19 سنة تقريباً وتنتهي مع دخول المراهق في سن الشباب وتجاوز العشرين سنة من العمر.
  • فهم حاجة الطفل في كل مرحلة تربوية: يجب أن يدك الوالدان والمربون خصوصية كل مرحلة تربوية وتغير حاجات الطفل المستمر، يساعد فهم وإدراك المراحل التربوية على الانتقال السلس بين مرحلة وأخرى، والحصول على نتائج جيدة ومرضية من كل مرحلة تربوية.
  • الالتزام بالمهام التربوية: إن التزام الأهل بالمهام التربوية المختلفة بشكلها الصحيح يساعدهم في بلوغ النهاية بهذه المهام، فمثلاً فطم الطفل عن الرضاعة في الوقت المناسب وعدم تأخير الفطام ينهي مرحلة الرضاعة المتعبة بالنسبة للأم، وتعليم الطفل كيف يقوم بشيء معين بشكل صحيح وبعمر مناسب يساعد في تخفيف اتكاله على أهله بوقت أبكر وبالتالي انهاء مرحلة أو مهمة من المراحل التربوية، وقس على ذلك بما يتعلق بجميع المراحل والمهام التربوية.
  • تعليم الطفل الاعتماد على نفسه: عندما يتعلم الطفل كيف يعتمد على نفسه في إشباع حاجاته ورغباته عندما يسمح له عمره وقدراته بذلك، يساهم بشكل مباشر في انتهاء دور الأهل في تلبية هذه الحاجات له من ناحية، ومن ناحية أخرى يساهم بشكل غير مباشر في تنمية شخصية الطفل المستقلة والقادرة على التعلم والتطور وبالتالي الإسراع في انتهاء مهام الأهل في إشباع حاجات الطفل.
  • التعاون بين الوالدين في مهام التربية: عملية التربية هي عملية مستمر لا تتضمن استراحات أو توقف أو اتخاذ قرار بالانتهاء، ولكن يمكن تخفيف هذه الأعباء من خلال التعاون بين الوالدين في العملية التربوية وممارسة كل لدوره ومساعدة الآخر في دوره أيضاً، وهذا من شأنه تخفيف أعباء عملية التربية على كلا الزوجين وبالتالي تجاوز هذه المرحلة بشكل أسهل.
  • البحث عن المساعدة: أحياناً قد لا يكون الأهل على خبرة كافية بجميع المهام التربوية وكيفية القيام بها والتعامل معها، وهذا يسبب صعوبات تربوية والشعور بعدم انتهاء المسؤوليات، وهنا يفيد البحث عن المساعدة من قبل المختصين أو ذوي الخبرة، في تعليم الأهل كيفية الانتقال من مرحلة تربوية إلى أخرى وبالتالي انتهاء بعض المهام التربوية.

المراجع