قواعد معاقبة الطفل بالحرمان من أشياء يحبها

هل طريقة الحرمان مناسبة لمعاقبة الطفل وتعديل سلوكه! تعرفي أولاً إلى حدود وضوابط حرمان الطفل من شيء يحبه
قواعد معاقبة الطفل بالحرمان من أشياء يحبها

كيفية معاقبة الطفل بالحرمان من أشياء يحبها دون إيذائه

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

أهم قواعد معاقبة الطفل بالحرمان لتأديبه وتعديل سلوكه ألّا يمسّ هذا الحرمان بشكلٍ من الأشكال حاجات الطفل الأساسية أو الحيوية، فحرمان الطفل من الطعام أو الشراب غير جائزٍ في التربية مهما كانت نيّة الأهل من هذا الحرمان، وإنّما يكون الحرمان من أشياء يحبها وامتيازات معيّنة ليست من أساسيات الطفل أو حقوقه.

حرمان الطفل من الامتيازات هو أسلوب عقاب في التربية يعتمد على حرمان الطفل من شيء يحبه ويعتبره ذو قيمة ليشعر بالخطأ الذي ارتكبه ويعرف عاقبة تكرار هذا الخطأ، وقد يكون الحرمان معنوياً مثل حرمان الطفل من الكلام معه أو حرمانه من نشاطٍ ممتع بالنسبة له، وقد يكون حرماناً مادياً مثل حرمانه من المصروف أو مصادرة لعبة يحبها.

لا شكّ أن أسلوب الحرمان من أهم أساليب تربية الطفل وربما من أكثر العقوبات فاعلية، لكن المشكلة أن هذا الأسلوب يتطلب فهماً عميقاً لآثاره وضوابطه وكيفية تطبيقه، حتى لا يتحول الحرمان بهدف التربية إلى عقدة نفسية عند الطفل، أو يفقد الحرمان قيمته كوسيلة تربوية.

animate

يجب أن يتذكّر الأهل أن استخدام حرمان الطفل من شيء يحبه كعقوبة تربوية يجب أن يحافظ على هدفه ولا يتحول لابتزاز للطفل أو تفريغ لغضب الأهل ومشاعرهم، كما لا يجب أن يكون الحرمان مطلقاً بغير ضوابط وحدود، فأهم قواعد تأديب الطفل بالحرمان أن يكون الحرمان مؤقتاً أو مشروطاً! وعلى هذا الأساس يجب الالتزام ببعض الشروط والضوابط لحرمان الطفل:

  1. الحرمان من الامتيازات والكماليات فقط: بعض الأمور الأساسية والضرورية لا يمكن حرمان الطفل منها نظراً لما قد يكون لها من عواقب صحية أو نمائية أو نفسية، مثلاً لا يمكن حرمان الطفل من الطعام أو الشراب أو النوم، لا يمكن الحرمان من الذهاب للمدرسة، لكن يمكن حرمانه في مشاهدة التلفاز لوقتٍ محدد، أو شراء لعبة، أو حرمانه من المصروف إلى حينٍ معلوم.
  2. الحرمان لفترة مؤقتة: لا يعني عقاب الطفل بالحرمان أن يتم حرمانه من هذا الشيء بشكل دائمٍ أو لفترة طويلة ومبالغ بها، بالإضافة لما قد يسببه ذلك من حزن ومشاعر سلبية لدى الطفل، فهو أيضاً يتحول لظلم وقسوة في التربية، لذا يجب أن يكون الحرمان مؤقتاً، مثلاً لعدة أيام أو ريثما يبدي الطفل استجابات جيدة تجاه موضوع العقاب.
  3. الربط بين الحرمان وسلوك الطفل: أحياناً قد لا يفهم الطفل سبب عقابه وتعرضه للحرمان، ولذلك يجب أن يقترن الحرمان بتذكير الطفل بخطئه بطريقة يعرف الطفل أن هذا السلوك أدى لهذه العقوبة، وإلا يشعر الطفل أنه تعرض للحرمان بشكل ظالم دون ذنب اقترفه.
  4. أن يكون الحرمان عقوبةً متناسبةً مع سببها: من الأفضل أن يكون موضوع الحرمان أو الشيء الذي يعاقب الطفل بالحرمان منه، مرتبطاً بموضوع المشكلة أو السلوك السيء الذي قام به الطفل، مثلاً عند رفض الطفل لتناول طعامه يمكن حرمانه من تناول الحلوى، وعند رفض الطفل القيام بالوجبات المدرسية من أجل مشاهدة التلفاز يمكن حرمانه من مشاهدة التلفاز لفترة معينة، وعند قيام الطفل بتخريب ملابسه بشكل متعمد، يمكن حرمانه من شراء ملابس جديدة حتى يعرف خطأه ويعتذر عنه.
  5. يجب أن يكون حرمان الطفل عقوبةً منفردة: كي يحافظ حرمان الطفل من شيء يحبه على قيمته التربوية في تعديل السلوك يجب ألّا يتم الجمع بينه وبين عقوبات أخرى على نفس الذنب، لا يمكن مثلاً حرمان الطفل من شيء يحبه وفي نفس الوقت تعنيفه لفظياً أو جسدياً، بل إن أفضل نتيجة للحرمان تكون عندما تقنع الطفل بتنفيذ عقوبة الحرمان بهدوء.
  6. لا تحرم الطفل بالجملة! فلا يجب حرمان الطفل من اللعب مثلاً وحرمانه من المصروف وحرمانه من أكل الحلوى كل ذلك في وقتٍ واحد ولذنبٍ واحد، بل أن الأفضل تجنب استخدام عقوبة الحرمان إذا كان الطفل محروماً من شيءٍ ما لذنب سابق.
  7. توفير البدائل للطفل: بعض الأشياء التي يحرم منها الطفل يكون من الضروري توفير بدائل لها، فلا يمكن مثلاً منع الطفل من الخروج للعب مع الأقران وتركه وتقيده في المنزل لا يفعل شيئاً، فالطفل، وعندما يحرم الطفل مثلاً من الخروج للعب يمكن أن تتوفر له بعض قصص الأطفال يتسلى بقراءتها أو بعض الألعاب التعليمية الممتعة.
  8. تعويض الطفل في فترة لاحقة: الحرمان عقوبة تربوية بسيطة ويجب أن تبقى بهذه الحدود، وليست هجوماً على الطفل الصغير أو رغبة بإيذائه وإهانته، لذا من الممكن عند إبداء الطفل لاستجابات وردود فعل جيدة تعويض الطفل عن الحرمان الذي تعرض له سابقاً، فإذا حرم من المصروف، يمكن زيادة مصروفه، وإذا حرم من شراء لعبة جديدة يمكن تعويضه وشرائها في وقت لاحق، وهكذا.
  1. شعور الطفل بالظلم: المبالغة في حرمان الطفل من الأشياء التي يحبها قد تجعل الطفل يشعر بالظلم وأنه تعرض لشيء لا يستحقه وأن من حوله لا يفهمونه ولا يقدرون رغباته وحقوقه، وخاصة إذا عوقب الطفل بالحرمان دون أن يعرف ويدرك السبب، أو كان الحرمان أقسى من الذنب الذي اقترفه.
  2. تأثّر علاقة الطفل بوالديه: استخدام الحرمان دائماً كطريقة بالعقاب وعدم شرح السبب للطفل، يبني تصوراً لدى الطفل أن والداه لا يحبانه وهما يتذرعان بأسباب غير مقنعة بالنسبة له لحرمانه من الأشياء التي يحبها، وهذا يؤثر على طريقة تفكيره وشعوره نحو والديه وبالتالي علاقته بهم.
  3. تنمية دوافع انتقامية عند الطفل: في بعض الأحيان اتصاف الطفل بالسلوك العنيد والتحدي يجعله يضع نفسه في موقف مواجهة مع والديه، ويرغب بالانتقام منهما لأنه حرم من الشيء الذي يريده، فيلجأ للغضب والعدوان وربما الوقاحة وقلة الأدب كرد فعل انتقامي على والديه.
  4. التأثير على شخصية الطفل: فعندما يتم اعتماد الحرمان دائماً يشعر الطفل بانه يجب أن يستغني عن بعض مبادئه وقناعاته، ويكبر وهو يتقبل أي شيء في سبيل الحصول على رغباته وعدم تعرضه للحرمان، وهذا يتناقض مع ضرورة تربية الطفل على القناعة والاستقلالية.
  5. تحدي العقوبة بتكرار السلوك المرفوض: بعض السلوكيات لا تحتاج للحرمان كعقوبة لها، فالحرمان فيها يعطي شعوراً للطفل بأنه يتعرض للظلم ومحاولة السيطرة من قبل والديه، وأحياناً قد يرد على ذلك بالتحدي وربما المبالغة في تكرار السلوك الذي عرضه للعقوبة، حتى يقوم بإيصال صورة للوالدين أن هذه الطريقة لم تجدي نفعاً.
  6. فقدان الحرمان لقيمته ومفعوله: من عيوب الإفراط بحرمان الطفل أو المبالغة بمدة الحرمان ونوعيته أن ذلك يفقد العقوبة أي قيمة أو فاعلية، بل أن الطفل قد يصل إلى مرحلة يعرف فيها تماماً عاقبة الفعل ويقوم به، فيفكر "ماذا سيفعل أبي إن أخذت المال من محفظته؟ سيحرمني من المصروف! ليكن ذلك".
  1. تعد وسيلة أفضل من العنف والصراخ: يضطر أحياناً الأهل لعقاب الطفل فالعقاب أحد الركيزتين الأساسيتين في العملية التربوية، وحتى لا يضطر الأهل لعقاب الطفل باستخدام الضرب أو الصراخ وتوجيه الشتائم، يعد الحرمان المدروس بديل أكثر صحة.
  2. تنمية الشعور بعواقب الأفعال: إذا كان الحرمان الذي تعرض الطفل له من جنس الفعل أو السلوك السيء الذي قام به، فغالباً سوف يحدث ربط لديه بين هذا السلوك وهذا الحرمان، وبالتالي يصبح الطفل أكثر وعياً وتقديراً بعواقب أفعاله وأخطائه.
  3. شعور الطفل بقيمة الأشياء التي يحرم منها: لا يشعر الطفل بقيمة الأشياء التي تتوفر له ويشعر بملكيتها إلا في حال خسرها لسبب ما، وعند تعرض الطفل للحرمان من هذه الأشياء فإنه سوف يشعر بقيمتها ويصبح أكثر حذراً بالحفاظ عليها والعناية معها وعدم خسارتها.
  4. زيادة الشعور بالمسؤولية عند الطفل: إدراك الطفل لعواقب أفعاله وتصرفاته من جهة وإدراكه لأهمية وقيمة الأشياء التي يملكها من جهة ثانية، تنمي لديه الشعور بالمسؤولية حيال تصرفاته وأغراضه، وبذلك قد يمارس الحرمان وظيفية في التنمية العقلية للطفل.
  5. فهم أهمية السلوكيات الصحيحة: فكما يحرم الطفل عند السلوك الخاطئ يكافئ عند قيامه بالسلوك الصحيح وهذا يجعله يقدر أهمية قيامه بالسلوك الصحيح، وعندما يتم حرمانه من شيء ما عندما تصرف بشكل غير مقبول، سوف يحاول تعويض ذلك بسلوكيات جيدة لتعويض ما خسره أثناء الحرمان.
  • القيام بأعمال معينة: من الوسائل المفيدة في عقاب الطفل هو إلزامه بمهام منزلية ليس من اختصاصه في العادة، وهذه العقوبة من جهة لا توقع الظلم على الطفل، ومن ناحية أخرى يتعلم منها العادات الجيدة، ويمكن التسامح معه على خطئه في حال قام بهذه المهام بشكل جيد.
  • الحرمان بطريقة معتدلة: يمكن استخدام الحرمان في عقاب وتربية الطفل ولكن يجب الاهتمام بالمعاير التي تبقي هذه الطريقة في الإطار التربوي، ولا تجعلها تتحول لظلم الطفل وتحمله أشياء أكبر من عمره.
  • إشعار الطفل بالمسؤولية: من أفضل طرق التربية والعقاب هي الأشياء التي تجعل الطفل يشعر بالمسؤولية والعواقب التي أدى لها سلوكه السيء بشكل مباشر ومرتبط بهذا السلوك، فإذا قام الطفل بتخريب جهاز التلفزيون مثلاً، فلن يتم شراء تلفزيون جديد وهذا سوف يحرم الطفل من مشاهدة البرامج التي يحبها بسبب فعلته هذه.
  • مخاصمة الطفل: تعد طريقة مخاصمة الطفل والامتناع عن التحدث معه من الوسائل التي تجدي في بعض الأحيان إذا استخدمت بعناية ودون مبالغة، فهذه الطريقة تجعل الطفل يشعر بالذنب على الخطأ الذي قام به، ويرغب بالاعتذار وإصلاح الأمور كي يعيد علاقته مع والديه لطبيعتها.
  • القيام بأنشطة مفيدة لكنه لا يحبها: يمكن إلزام الطفل ببعض الأنشطة المفيدة والتي لا تكون مفضلة عادةً بين الأطفال وإشعاره أنه ملزم بهذه الأنشطة طالما تسبب بخطأ أو أذى معين، مثل الامتناع عن السهر، الاستيقاظ باكراً، حفظ عدد من الأحرف الأبجدية يومياً قبل السماح باللعب، ممارسة الرياضة، والكثير من هذه الأشياء.
  • تأجيل بعض الوعود: يقطع الأهل الكثير من الوعود لأطفالهم، مثل شراء لعبة، أو الذهاب في رحلة، أو زيارة أحد الأقرباء والمعارف المفضلين، ويمكن عقاب الطفل بإلغاء هذا الوعد أو تأجيله نتيجة سلوكه السيء.

المراجع