كيف أعاقب طفلي؟ طرق معاقبة الطفل على السلوك السيء

كيفية معاقبة الطفل؟ طرق عقاب الطفل الصحيحة، أفضل الطرق الناجحة في تربية الطفل ومعاقبته لتعليمه وتصويب سلوكياته، وتعديل سلوك الطفل بالعقاب المناسب
كيف أعاقب طفلي؟ طرق معاقبة الطفل على السلوك السيء

كيف أعاقب طفلي؟ طرق معاقبة الطفل على السلوك السيء

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يقوم الأطفال بالكثير من التصرفات والسلوكيات الخاطئة والتي قد تستفز الأهل فيقومون بردة فعل سلبية معتقدين أنها خطوة جيدة لمعاقبة الطفل وتأديبه كضربه مثلاً أو شتمه وإهانته!
في هذه المقالة عن كيفية معاقبة الطفل سنتحدث عن مجموعة من الطرق المفيدة التي يمكن استخدامها لعقاب الطفل عند قيامه بتصرفات غير سليمة أو غير لائقة بعيداً عن أسلوبي الضرب والإهانة الذين ينتج عنهما أضرار أكبر من منافعهما.

يعتبر العقاب للطفل أحد أدوات التربية وتصويب السلوكيات الخاطئة التي يمارسها الطفل أو يقوم بتكرارها ما يستوجب معاقبته لإشعاره بحجم الخطأ والذنب الذي اقترفه وتجنب تكراره. وتختلف أساليب وأدوات معاقبة الطفل، وأحد أفضل الطرق التي تحقق الهدف المرجو من العقوبة هي معاقبة الطفل من خلال حرمانه من ممارسة هواية يحبها. وهنا يجب الانتباه للنقاط التالية: [1]

  • المبالغة في الحرمان تعطي نتيجة عكسية وسلبية ما قد ينشئ ردة فعل عند الطفل على شكل العند والإصرار على السلوكيات الخاطئة، كما يقال الضغط يولد الانفجار لذا يجب أن تكون العقوبة منطقية.
  • حرمان الطفل من هواية يحب ممارستها مثل السباحة أو الرياضة أو اللعب أو أي هواية ونشاط يفضله.
  • يكون مقدار الحرمان من الهواية متناسباً مع حجم الخطأ الذي اقترفه الطفل، وهذا يعلم الطفل أن الجزاء على قدر الفعل.
  • يجب تبرير سبب حرمان الطفل وربط هذا الحرمان بالسلوك الخاطئ أو السيء الذي قام به الطفل لتعليمه عدم القيام به مجدداً.
  • يجب تحديد وضبط القوانين والحدود وشرحها للطفل قبل إيقاع العقوبة عليه ليدرك تفسير العواقب والنتائج المرتبطة بسلوكياته.
  • في حال قيام الطفل بسلوكيات إيجابية وجيدة يجب تعزيزه هذا إيجابياً من خلال السماح له بوقت أكبر لممارسة هواياته والأنشطة التي يحبها.
animate

يحب الأطفال دائماً اقتناء الألعاب الجديدة وبعض التفاصيل الخاصة بغرف نومهم، ومن هنا يمكن استخدام أسلوب معاقبة الطفل بحرمانه من شراء الأشياء التي يريدها في حال قيامه بسلوكيات وتصرفات غير مقبولة أو مخالفته لأوامر وقوانين البيت والوالدين بعد أن تم توضيحها له وكتابتها وتعليقها في مكان يراه دائماً لتذكيره بها، هنا يستحق الطفل العقوبة ليشعر بالذنب ويدرك قيمة الإحساس بالمسؤولية تجاه الواجبات المفروضة عليه.
يجب مقاومة بكاء الطفل ورفضه للعقوبة المفروضة عليه ليتعلم تقبل وتحمل المسؤوليات والتبعات جراء المواقف والسلوكيات والتصرفات التي يقوم بها الطفل. الحزم ضروري جداً لنجاح العقوبة في تحقيق الأهداف المرجوة منها وغير ذلك سيعتاد الطفل على العناد قليلاً والبكاء بعد فرض العقوبة عليه ومع إدراكه بأن هذا الرفض سيتم قبوله بإلغاء العقوبة وهنا تزداد المشكلة ويتمادى الطفل في أخطائه وسلوكياته غير المقبولة. [2]
إذا كانت العقوبة أكبر من حجم السلوكيات الخاطئة أو تكررت بشكل دوري دون أي تغيير في سلوكيات الطفل فإما علينا تغيير أسلوب العقوبة لعدم نجاحها مع هذا الطفل أو اختيار أسلوب للمعاقبة حسب شخصية هذا الطفل واحتياجاته وما يؤثر عليه دون إلحاق أي ضرر به!
كما أن حرمان الطفل من شراء أشياء يحبها ويريدها قد يجعله عرضةً للاستغلال من الغرباء والأشخاص في الخارج كونه قد ينقاد لهم مقابل حصوله على ما يريد، لذا يجب الانتباه والحرص على منع الطفل من قبول أي شيء من شخص غريب وديمومة مصارحة الطفل لوالديه بما يحدث معه والأشخاص الذين يقابلهم والتفاصيل التي تحدث في ظل غياب الوالدين عن الطفل سواء عندما يكون في الحضانة أو المدرسة أو في الشارع أو أماكن اللعب وممارسة الهوايات والأنشطة.

هنا نضع هذا الأسلوب الفعال جداً ضمن النقاط التالية لتوضيح أفكار تتعلق به: [3]

  • تعليم الأطفال يتم عن طريق الكلام والأفعال لذا يجب أن يرى الطفل أن القدوة والوالدين يقومان بنفس السلوك المطلوب منها القيام به، وفي حال مخالفته لهذه الأفعال والتصرفات يتم تنبيهه ثم بعد ذلك يتم العقاب من خلال أخذ موقف من الطفل.
  • لا يجوز إنزال العقوبة على الطفل قبل توضيح الحدود المسموح بها والممنوعة للطفل وشرحها له وإفهامه مبررات منعها أو السماح بها، في حال مخالفته لها يتم توجيهه وتنبيهه وعند إصراره عليها يتم استخدام أحد أساليب العقاب.
  • الأطفال يسعون دائماً للفت الانتباه، ومن هنا نجد أن طريقة التجاهل أو أخذ موقف حازم من الطفل عند ارتكابه سلوكيات خاطئة وقيامه بأفعال غير مقبولة أو كلامه بطريقة غير مهذبة مع الآخرين هي طريقة فعالة وناجحة. إذ سيبقى الطفل محتاراً كيف سيتمكن من استعادة الاهتمام والانتباه له بعد اتخاذ قرار العقاب نتيجة لتصرفاته.
  • التجاهل أو أخذ موقف حازم من الطفل وتقليل الاهتمام به بعد قيامه بسلوك خاطئ يعلم الأطفال مفهوم العواقب والنتائج لما يقومون به من أفعال وتصرفات وبالتالي يجب أن يكون العقاب منطقياً ومتناسباً مع حجم السلوك الخاطئ أو التصرف غير المهذب الذي بدر من الطفل بشكل متكرر، وإلا إذا تم استخدام هذا الأسلوب بشكل متكرر وعلى كل الأخطاء باختلاف أحجامها وعواقبها فإن الطريقة مع مرور الوقت ستفقد تأثيرها وسيجد الطفل أساليب أخرى لتحقيق حاجة لفت الانتباه والحصول على الاهتمام وربما من أشخاص آخرين خارج المنزل!
  • في حال قيام الطفل بسلوك جيد يجب تعزيز الانتباه والاستماع والاصغاء له وهذا يعتبر تعزيزاً للسلوكيات الجيدة ويحفزهم للقيام بسلوكيات جيدة بشكل أكبر وتجنب السلوكيات السيئة لتجنب العقوبة المتمثلة بالتجاهل وأخذ موقف حازم من الطفل وتقليل الاهتمام به.
  • العقاب يجب أن يتناسب مع حجم الخطأ والسلوك غير المقبول الذي يقوم الطفل بفعله وتكراره، فلا يجب معاقبة الطفل عند ارتكابه لأي خطأ أو سلوك ممنوع ضمن القوانين الخاصة بالعائلة من أول مرة! يجب الحديث للطفل وشرح المسوغات والتبعات لسلوكه وفي حال تكراره لهذا الخطأ يتم استخدام أسلوب العقوبة الأنسب لحجم الخطأ المرتكب وبما يتوافق مع عمر الطفل وإدراكه.

يعتبر أسلوب معاقبة الطفل بتعليمه الصواب من خلال المواقف أحد أهم الأساليب المتبعة في التربية الحديثة لتعليم الأطفال المفاهيم الحقيقية للقيم الأخلاقية الجيدة عبر المشاهدة والاقتداء بالكبار. فالأطفال يبحثون دائماً عن نموذج للقدوة الحسنة والمثال الأعلى، وبشكل لا إرادي يبدؤون باقتباس وتقليد السلوكيات والكلمات التي يرونها ويسمعونها من محيطهم وخاصةً الوالدين، لذا يعتبر هذا الأسلوب مفيداً وفعالاً في تصويب السلوكيات الخاطئة حيث يتم على النحو التالي: [4]

  1. سرد قصص للأطفال تتضمن قيماً اجتماعيةً وأخلاقيةً عالية، وبعد الانتهاء من سرد القصة يجب مناقشة الطفل برأيه بالسلوكيات والتصرفات التي قام بها أبطال هذه القصص وتوجيه الطفل لنبذ السلوك السيء عبر استعراض عواقبه من خلال القصة وامتداح السلوك الجيد والتركيز على تبعاته الجيدة لبطل القصة.
  2. الانتباه لتصرفات الوالدين أمام الأطفال، فالأطفال يتعلمون بالتقليد والاقتداء حسب ما يرونه، فمن غير المنطقي أن يقوم الأهل بالكذب على الطفل ومعاقبته عندما يقوم هو بالكذب عليهم!
  3. الحوار والحديث المتناسب مع عمر الطفل، حيث أن الأفكار التي يخزنها عقل الطفل ستصبح هي سلوكياته وتصرفاته بعد فترة وبعد تكرارها ستصبح عادات لديه لذا يتوجب الحديث المنطقي الواعي العقلاني بما يتناسب مع عمر الطفل وإدراكه وقدراته الاستيعابية لشرح المواقف والتصرفات والتبعات على الطفل والأسرة والمجتمع ككل.
  4. الإشارة للسلوكيات السليمة وتحفيزه الإيجابي عليها يعزز لديه حرصه على عدم تجاوزها، فعندما يحصل الطفل على الثناء والشكر والهدايا والتقدير لقيامه بتصرفات نبيلة وجيدة فإنه سيحرص دائماً على تكرارها لاستمرار حصوله على التقدير والمزايا الإيجابية.
  5. في حال تكرار السلوك السيء يجب سحب الامتيازات، فبعد مدح الطفل وتقديم الهدايا ومنحه أوقات أكثر للعب ومشاهدة أفلام الكرتون وغيرها من المحفزات الإيجابية اذا تكرر سلوكه الخاطئ يجب الحديث إليه وتوضيح الأمور وفي حال استمراره في مخالفة الأوامر يجب سحب تلك الامتيازات منه بما يتوافق ويتناسب مع حجم السلوك الذي قام به وتبعاته.
  6. تجاهل السلوكيات الصغيرة، لا يوجد شخص كامل ولا تصرفات مثالية دائماً لذا يجب التغاضي عن بعض الأخطاء الصغيرة والتي قد تبدر من الطفل دون نية سيئة لعدم شعور الطفل بالمحاصرة والخنق على كل تصرفاته الكبيرة والصغيرة ما سيفقد سيطرة الأهل عليه جراء الملل وعدم الاكتراث للعقوبات المتلاحقة والكثيرة.
  7. يجب تعليم الطفل مهارات جديدة، فمثلاً عندما يغضب الطفل يجب تعليمه سلوكيات وتصرفات ومهارات لضبط انفعاله والتحكم به ليتمكن من إدارة عواطفه وانفعالاته بشكل صحي دون إلحاق أي ضرر أو أذى به أو بممتلكاته.
  8. ربط النتيجة بالسلوك للطفل الواعي، يعلمه المسؤولية والقدرة على تقدير الأمور وتبعاتها بشكل منطقي وعقلاني.

إحدى السيدات المتابعات لموقع حلوها أرسلت لنا طلباً تستفسر فيه عن أفضل طرق العقوبة للأطفال فقالت: "كيف أعاقب طفلي بطريقة لا تؤثر على نفسيته؟"
أجابتها خبيرة تربية الطفل في حِلّوها: "الاعتماد على الضرب لا يولد غير العدوانية والتمرد على الوالدين عكس التفاهم والحوار الإيجابي ولكن لو لاحظنا أن الحوار الإيجابي لا يؤثر على الطفل ولا يسهم في تحسن سلوكه للإيجاب نقوم باستخدام استراتيجية العقاب أو التعزيز الإيجابي أو السلبي كأن أمنعه مثلاً من مشاهدة البرنامج المحبب بالنسبة إليه كعقاب على ما فعله وفي نفس الوقت لو قام بتطبيق التعليمات المقدمة إليه أقوم بمدحه وشكره لزيادة دافعيته معنوياً فهذا أيضاً ضروري".

وأجابت د. هداية نفسيه وتربية طفل في موقع حلوها على تساؤل "ما عقاب الطفل الذي يشتم؟"
"البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الطفل تسهم بإكسابه العديد من السلوكيات المقبولة وغير المقبولة فلا يدرك المعنى الحقيقي لتلك السلوكيات ما إذا كانت إيجابية أو سلبية، حاولي النصح الدائم وتنمية الوازع الديني عن طريق الحث من خلال القصص الهادفة وتعزيز السلوك الإيجابي لديهم بتقديم هدايا أو أمور محببة".

المراجع