كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب الكتابة

كيف أجعل طفلي يحب الكتابة! تعرفي إلى أسباب كره الطفل للكتابة وكيف تجعلين طفلك يجب الكتابة ويتعود عليها
كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب الكتابة

كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب الكتابة

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التعامل مع الطفل الذي لا يحب الكتابة يجب أن يبدأ من فهم الأسباب التي تجعل الطفل منزعجاً من الكتابة وإن كان طفلك يعاني من صعوبة الكتابة وهو أحد اضطرابات صعوبات التعلم عند الأطفال، أم أن رفض الطفل للكتابة مرتبط بأمور أخرى مثل أسلوب التعليم أو البيئة المحيطة أو حتى مشاكل صحية مثل ضعف عضلات وأعصاب اليد.

أولى خطوات التعامل مع الطفل الذي يكره الكتابة تحديد السبب واستبعاد اضطراب صعوبة الكتابة (Dysgraphia) الذي يعتبر من صعوبات التعلم الشائعة عند الأطفال ويتطلب طريقة تعامل خالصة مع الطفل، ويختلف كره الطفل للكتابة عن عسر الكتابة، حيث يعاني الطفل المصاب بعسر الكتابة من مشاكل متعددة تجعله غير قادر على تحقيق الاستجابة المرجوة عند التدريب على استخدام القلم والكتابة.

الطفل الذي يعاني من عسر الكتابة تكون استجابته للتعامل مع الحروف والكلمات واستخدام أدوات الكتابة منخفضة، وتكون قدرته أقل على الكتابة بوضوح وتركيب الكلمات ورسمها بصورة صحيحة على الورق، وقد يترافق عسر الكتابة مع اضطرابات أخرى مثل عسر القراءة أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

لا بد من الحصول على استشارة تخصصية لتشخيص عسر الكتابة عند الطفل ووضع خطة علاجية مناسبة، واستخدام تقنيات بديلة تساعد في تحسين الكتابة عند الطفل وتساعد الأهل في التعامل مع رفض الطفل للكتابة.

animate

قد يكون سبب كره الطفل للكتابة مرتبطاً بمشاكل صحية مثل ضعف أعصاب وعضلات اليدين التي تجعل الكتابة مهمّة شاقّة بالنسبة لطفلك، أو قد يرتبط رفض الطفل للكتابة بأسلوب التعليم الذي يجعل الطفل ينفر من الكتابة، وقد يستعمل الطفل رفض الكتابة كأسلوب للاحتجاج والعناد، ومعرفة سبب كره الطفل للكتابة أهم خطوات التعامل مع هذه المشكلة في البيت وفي المدرسة:

  • عمر الطفل غير مناسب: من الأخطاء الشائعة البدء في تدريب الطفل على الكتابة في عمر مبكر جداً، السن المناسب لتعليم الطفل الكتابة يكون بين 4 سنوات و5 سنوات، ويمكن تعويد الطفل على وجود الأقلام واستخدامها في عمر أصغر لكن ليس تعليمه إمساك القلم والكتابة، والبدء في عمر صغير قد تكون له نتائج عكسية تجعل الطفل يكره الكتابة.
  • ضعف يدين الطفل: بعض الأطفال قد يعانون من مشاكل في مفاصل الأصابع أو أعصاب وعضلات اليد تسبب لهم الألم عند الكتابة أو تعوق التحكّم بالقلم بشكل صحيح، والأطفال لا يعرفون أن هذا أمر غير طبيعي ولذلك يصعب عليهم تحديد المشكلة والكلام عنها، ويرفضون الكتابة لأنهم يخافون من الألم المرتبط بها، كما قد يكون الطفل في هذه الحالة أقل قدرة على تحقيق التقدم المتوقع.
  •  القلم غير مناسب لأصابع الطفل: بعض الأقلام قد تكون غير مريحة عند الاستخدام من قبل الطفل لفترات طويلة، ما يسبب له شعور بالألم ويجعله يرفض الكتابة ويكرهها، لذلك يجب على الوالدين تقديم الأدوات المريحة للأطفال عند الكتابة.
  • أسلوب تعليم الكتابة غير مناسب: من أهم أسباب كره الطفل للكتابة ورفض استخدام القلم أن يكون أسلوب التعليم خاطئاً وفيه نوع من الضغط النفسي أو القسوة أو كمية من المعلومات والمهام أكبر من عمر الطفل ومقدرته، لذا عند تعلم الكتابة يجب أن يتم تعليم الطفل رسم الأشكال البسيطة في البداية ثم يتم الانتقال إلى الأشكال الأكثر تعقيداً بشكل تدريجي، واعتماد أسلوب لطيف يجبب الطفل بالكتابة.
  • الشعور بالملل عند الكتابة: قد يشعر الطفل بعدم جدوى الكتابة وأنها عمل ممل ومفروض عليه ما يجعله يكره الكتابة ويرفضها، لذلك ننصح أن يكون تدريب الطفل على الكتابة ممتعاً وفيه نوع من الترفيه يشجع الطفل على الكتابة، وفي نفس الوقت الشرح للطفل باستمرار عن أهمية تعلّم الكتابة وإتقانها.
  • مقارنة نفسه بالآخرين: عندما يكون الطفل متأخراً عن أقرانه في مهارات الكتابة أو المهارات اللغوية عموماً، قد يشكّل ذلك بالنسبة له ضغطاً نفسياً إضافياً يجعله يكره الكتابة ويرفض التدريب عليها.
  • كثرة المهام المطلوبة من الطفل: الكتابة لوقت طويل وإنجاز الكثير من المهام في وقت متواصل يسبب شعور الطفل بالتعب والملل الشديد، كل ذلك يزيد من مشاعره السلبية تجاه الكتابة ويجعل الطفل يغضب ويرفض الكتابة ويتهرّب منها.
  • معاناة الطفل من اضطراب عسر الكتابة: عسر الكتابة من أكثر صعوبات التعلم عند الأطفال شيوعاً، ويختلف عسر الكتابة جذرياً عن كره الطفل للكتابة لأسباب أخرى، ويمكن القول أن عسر الكتابة هو حالة خارجة عن سيطرة الطفل وتتطلب متابعة من متخصص.

يبدأ التعامل الصحيح مع طفل يرفض الكتابة من تعديل طريقة تعليم الطفل للكتابة! وتحبيب الطفل بالكتابة يعتمد على فهم السبب الذي يجعله يرفض الكتابة، والعمل على تأمين بيئة مريحة للطفل تجعله أكثر رغبة وتقبّلاً لتعلم الكتابة والتدريب عليها، ومن أهم خطوات التعامل مع الطفل الذي يكره الطفل الكتابة:

  • تعديل طريقة تدريب الطفل على الكتابة: في البداية يجب التأكد أن الطفل الذي يكره الكتابة قد تعلّم الكتابة بشكل صحيح، ويمتلك المهارات الأساسية التي تساعده على الكتابة، مثل إمساك القلم والتعرّف على أشكال الحروف ورسمها على الورق، إذا كان طفلك في مرحلة التعليم فهو لا يكره الكتابة بل يكره أسلوب تعليم الكتابة.
  • جعل الكتابة ممتعة: كأن تقوم بتعليم الطفل نسخ الكلمات المحببة لديه أو الكلمات على الصور التي تلفت انتباهه من أجل إضافة المتعة لنشاطات الكتابة ثم تطبيق نشاطات الكتابة على الدروس مع إضافة القصص المسلية لها وتقديم المكافئات عند الإنجاز، وهي من أهم وسائل التعامل مع الطفل الذي لا يحب الكتابة.
  • تغيير بيئة تدريب الطفل على الكتابة: من الوسائل الفعالة لجعل الطفل يحب الكتابة أن تقوم بتغيير البيئة التي يمارس فيها طفلك الكتابة، على سبيل المثال يمكن أن تكون الكتابة جزءاً من نشاط ترفيهي خارج المنزل، أو في مكان محبب للطفل داخل المنزل وليس بالضرورة في مكان الدراسة المعتاد.
  • التركيز على الطريقة التي يفضلها طفلك بالتعلم: تختلف طرق تحفيز الطفل على الكتابة بين الطرق البصرية والسمعية، حاول أن تراقب ما الذي يجذب انتباه الطفل ثم اطلب منه كتابته، إذا كان يحب الصور اطلب منه أن يكتب ما يراه، وإذا كان يحب بعض الأغاني اطلب أن يكتب جمل وعبارات قصيرة عما يسمع.
  • تجاهل الأخطاء البسيطة والتركيز على النتيجة: عند تدريب الطفل على الكتابة لا تتوقع أن تحصل على نتيجة مثالية، احرص على تعليم الطفل الكتابة بطريقة صحيحة في البداية حتى مع وجود الأخطاء، ثم علم الطفل كيفية مراجعة الأخطاء وتصحيحها بنفسه، ولا تبالغ بانتقاد أخطاء الطفل لأن ذلك يزيد من كرهه للكتابة.
  • التواصل مع المعلمين في المدرسة: من أهم خطوات التعامل مع الطفل الذي يرفض الكتابة التواصل مع المعلمين في المدرسة أو الروضة، فالتعاون بين الأهل والمدرسة مهم جداً لفهم أسباب رفض الطفل للكتابة ووضع خطة مناسبة مشتركة لجعل الطفل أكثر رغباً بالكتابة.
  • طلب استشارة المتخصصين: في حال استمرار رفض الطفل للكتابة وعدم تحسن مهارات الكتابة بشكل تدريجي يجب مراجعة المتخصصين من أخصائي التربية الخاصة وأطباء الأطفال لمعاينة الطفل وتحديد المشكلة التي يعاني منها ووضع الخطة العلاجية المناسبة له.

للتعامل الصحيح مع الطفل الذي يكره الكتابة نذكر بعض النصائح العامة والهامة لمساعدة الطفل على تطوير مهارات الكتابة لديه:

  • تطوير مهارات الطفل الحركية: يقصد بالمهارات الحركية مقدرة الطفل على التحكم بأطرافه أو كامل الجسم وخاصةً المتعلقة بالكتابة مثل اليدين والمعصمين والذراعين والكتفين، يكون تطوير المهارات الحركية نتيجة نشاطات تتعلق باللعب بشكل عام أكثر منها بالكتابة، مثل تعليم الأطفال استخدام الأدوات مثل الحفر بالرمل أو التراب لتقوية عضلات اليديين، وتعليمهم مهارات البناء باستخدام مكعبات الألعاب.
  • تشجيع الطفل بالمكافآت: دائماً قم بالثناء على طفلك حتى لو لم تكن النتيجة مثالية، التشجيع عامل هام لتحفيز الطفل الذي لا يحب الكتابة، لذلك امدح الأعمال الصغيرة التي يقوم بها وانتقل بشكل تدريجي إلى المهام الأصعب مع إعطاء الوقت الكافي لتعلّم الطفل.
  • لا تقارن طفلك بالأطفال الآخرين: الكثير من الآباء يلجؤون لمقارنة الطفل بأقرانه من حيث إتقان الكتابة أو جودة الخط، لكن الحقيقة أن هذا الأسلوب يسبب شعور الطفل بالإحباط ما يؤدي لكره الكتابة والنفور منها.
  • التركيز على الجانب النفسي والعاطفي: العلاقة الجيدة والمتينة بين الطفل والوالدين تجعله يشعر بثقة أكبر بنفسه وتحفزه على إنجاز المهمات التي يطلبها الوالدان منه وتحسن مهاراته في التواصل معهم ليعبّر عن مخاوفه ومشاكله التي تواجهه، ما يسهل عملية تحديد المشكلة لمعرفة العلاج المناسب لها.
  • علاج عيوب المعالجة البصرية: قد يواجه الطفل مشاكل في تتبع حركة العين التي تشارك في عملية القراءة والكتابة، وعندما تكون هذه الحركات غير سلسة يستهلك الدماغ طاقة أكبر عند التعليم، في هذه الحالة يكون الطفل بحاجة لعلاج وظيفي لمشكلات الحركة الدقيقة ومشاكل تتبع العين، يجب استشارة مدربين متخصصين لعلاج هذه الحالة.

يتم تحسين الخط عند الطفل بوسائل بسيطة تتعلق بكيفية تعليمه الكتابة، وتحسين الخط أحياناً يكون له فضل في علاج كره الطفل للكتابة، فيما يلي نذكر بعض النصائح التي تساعد في تحسين مهارة الخط لدى الطفل لجعله يحب الكتابة أكثر:

  • أبدأ بتعليم طفلك مهارة الخط في سن مبكرة: يطور معظم الأطفال مهارة الخط لديهم في سن السادسة تقريباً، أي مع دخولهم مرحلة المدرسة، في هذه الفترة تزداد مهارة الطفل في استخدام الأدوات مثل القلم وتتطور لديهم مهارة التحكم في أصابع اليد، لذلك تعتبر هذه الفترة الأهم لتدريب الطفل.
  • اختيار القلم الصحيح والأدوات المناسبة: تختلف أنواع وأشكال الأقلام التي تكون مناسبة لطفلك حسب حجم اليدين والأصابع لديه، احرصي على تقديم خيارات متعددة وحاولي أن تكون الأقلام من النوع الجيد، يفضل الأطفال الأقلام الملونة عادةً فهذا يحفزهم أكثر على الكتابة، كما من الهام استخدام الأوراق الزاهية والممحاة الجيدة حتى تكون عملية الكتابة نشاط ممتع للطفل.
  • شدة قبضة الطفل أثناء الكتابة: علم طفلك طريقة مسك القلم الصحيحة حيث يكون مكانه بالإبهام والسبابة والأصابع الوسطى، ثم راقب شدة قبضته على الورق، إذا كان الطفل يضغط بقوة علمه أن يسترخي ويكتب بنعومة ويتخلص من التوتر.
  • التدريب على وضعية جلوس مناسبة: تكون وضعية الجلوس المناسبة للطفل هي أن يكون جالساً على كرسي بجذع منتصب وقدميه على الأرض والطاولة قريبة منه قليلاً، قد تختلف وضعية جلوس الطفل باختلاف أحجام وارتفاعات الطاولة والكرسي لكن احرص على أن يكون بجذع منتصب ووضعية مريحة وصحية.
  • رسم الحروف بشكل صحيح وحجم مناسب: في بداية تعمله الكتابة استخدم الورق المسطر ثم ارسم له الحروف بشكل نقط وعلى الطفل أن يصل النقط ببعضها فقط، ثم علم الطفل أن يرسم الأحرف على السطور بدون تنقيط، بعد ذلك وبنفس الطريقة أنتقل لتعليم الطفل كتابة الكلمات، تحتاج هذه العملية لبعض الصبر حتى يحفظ الطفل أشكال الحروف والكلمات واحجامها المناسبة بشكل جيد.
  • تدريب الطفل على المسافات المناسبة بين الأحرف والكلمات: علم الطفل أن يكتب كلمة مع ترك مسافة بأحد أصابعه بين كل كلمة وأخرى أو يمكن وضع أدوات صغيرة بين الكلمات مثل العيدان والأقلام حتى يتعلم ترك المسافة بشكل صحيح، وتذكر أنه في البداية ليس من الهام إذا كان الطفل يترك مسافات كبيرة بين الكلمات، حيث أن الهدف ألا تتداخل الكلمات مع بعضها فقط.
  • التشجيع والصبر: بعض الأطفال يحتاج لوقت أكثر من أقرانه عند تعلم الكتابة لذلك لا تيأس إذا لم تكون النتائج جيدة في البداية، فقط استمر بالمحاولة وشجع طفلك عن طريق الإعجاب بكل خطوة إضافية يقوم بها حتى لا يشعر بالإحباط.

المراجع