أعراض انسحاب الكبتاجون ومدة التعافي من الإدمان

ما هي أعراض انسحاب الكبتاجون من الجسم! تعرف أكثر إلى أعراض انسحاب الكبتاجون الجسدية والنفسية ومدة التعافي من إدمان حبوب الكبتاجون
أعراض انسحاب الكبتاجون ومدة التعافي من الإدمان
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

إدارة الأعراض الانسحابية للكبتاجون من أهم مراحل علاج الإدمان، حيث تشكّل الأعراض الانسحابية الجسدية والنفسية الناتجة عن التوقف عن تعاطي حبوب الكبتاجون العقبة الأولى في علاج المدمن، ومعرفة طبيعة هذه الأعراض وكيفية التعامل معها ضروري لكل من المدمن ومحيطه ومن يساعد في علاجه.

  • الاكتئاب الحاد: يعد الاكتئاب من أبرز وأخطر الأعراض الانسحابية للكبتاجون، ويظهر نتيجة انخفاض مفاجئ في مستويات الدوبامين والسيروتونين في الدماغ، بعد أن كانت هذه المواد محفزة بشكل مفرط بفعل الكبتاجون، ويشعر المتعاطي بفقدان الأمل، والحزن العميق، وانعدام المتعة في الأنشطة اليومية.
  • القلق العام ونوبات الهلع: يترافق الانسحاب مع حالة من التوتر النفسي العام، وقد تتطور إلى نوبات هلع مفاجئة تتضمن تسارع ضربات القلب، وضيق في التنفس، وتعرق مفرط، ويعود ذلك إلى خلل في الجهاز العصبي الذاتي.
  • الانفعال الشديد والعدوانية: نتيجة التغيرات في تنظيم المواد العصبية المسؤولة عن ضبط المزاج بعد ترك الكبتاجون، قد يعاني الشخص من نوبات غضب مفاجئة، وانفعال مفرط، أو ردود فعل غير متناسبة مع الموقف.
  • اللامبالاة وفقدان الحافز: عند ترك الكبتاجون تنخفض القدرة على التركيز والمبادرة، ويظهر سلوك انسحابي واضح، هذا التراجع مرتبط بفقدان التحفيز الاصطناعي الذي كان يوفره الكبتاجون، ما يؤدي إلى شعور بالفراغ العقلي والعاطفي.
  • ضعف التركيز وتشوش التفكير: نتيجة اضطراب في الشبكات العصبية المرتبطة بالانتباه والذاكرة قصيرة الأمد، قد يعاني المتعاطي من بطء في التفكير، وصعوبة في اتخاذ القرار، أو تشتت في الانتباه.
  • الهلوسة أو الأفكار الوهمية (في الحالات المزمنة): في بعض الحالات، خاصة عند من استخدم الكبتاجون لفترات طويلة وبجرعات مرتفعة، قد تظهر أعراض ذهانية مثل سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة، أو الاعتقاد بأفكار غير واقعية (مثل الشك المرضي أو المراقبة).
  • الأفكار الانتحارية: تعدّ الأفكار الانتحارية من الأعراض الخطيرة، خاصة في مرحلة ما بعد التوقف المباشر، حيث يواجه الدماغ صعوبة في إعادة التوازن الكيميائي، ما يزيد من خطر الأفكار والسلوكيات الانتحارية، وتتطلب تدخل طبي عاجل.
animate
  • الإرهاق العام والخمول الشديد، ويحدث الإرهاق نتيجة الانخفاض المفاجئ في تحفيز الجهاز العصبي المركزي، الذي كان نشط باستمرار أثناء التعاطي، يؤدي ذلك إلى شعور دائم بالتعب، حتى في غياب المجهود.
  • على العكس من حالة الأرق التي تحدث أثناء تعاطي الكبتاجون، يمر الجسم بعد التوقف بمرحلة من التعويض حيث يحتاج إلى نوم طويل لاستعادة وظائفه الطبيعية.
  • زيادة الشهية، حيث يتسبب الكبتاجون بفقدان الشهية أثناء التعاطي، ومع التوقف يحدث ارتداد في الشهية يؤدي إلى الأكل المفرط، وقد يلاحظ ازدياد في الوزن خلال فترة قصيرة.
  • الآلام الجسدية وألم العضلات والمفاصل، حيث تنتج بعض الآلام الجسدية عن التغيرات في كيمياء الجهاز العصبي، إضافة إلى التوتر العضلي المزمن الناتج عن فترات من النشاط الزائد في أثناء التعاطي.
  • الصداع والتوتر العضلي أيضاً من أعراض الانسحاب الشائعة في الأيام الأولى بعد التوقف عن تعاطي الكبتاجون، وغالباً ما يكون مرتبط بانخفاض مستويات النواقل العصبية التي كانت تنشطها الأمفيتامينات صناعياً.

عند التوقف عن تعاطي الكبتاجون تختلف الأعراض الانسحابية بشكل ملحوظ بين من يعاني من الإدمان الفعلي ومن استخدم المادة لفترة قصيرة أو بشكل متقطع دون تطور اعتماد نفسي أو جسدي، فغير المدمن قد يمر ببعض الأعراض الخفيفة مثل الشعور المؤقت بالتعب، والميل إلى النوم، وضعف التركيز، أو تغير المزاج، لكنها عادة تكون عابرة وقصيرة الأمد، ولا تؤثر بعمق على الأداء اليومي أو الاستقرار النفسي.

في المقابل يعاني المدمن من أعراض أشد وأكثر تعقيداً، وتمتد لفترات أطول، إذاً الفرق الأساسي بين المدمن وغير المدمن يكمن في الشدة، والمدة، والتأثير الوظيفي للأعراض، حيث أن غير المدمن غالباً ما يتجاوز مرحلة الانسحاب بسرعة، بينما يحتاج المدمن إلى تدخل علاجي متكامل.

ترك الكبتاجون بالتدريج ليس الطريقة الأكثر شيوعاً أو الموصى بها طبياً في لعلاج المدمنين، لأن الكبتاجون (أو الأمفيتامينات بشكل عام) لا يسبب اعتماداً جسدياً بنفس الطريقة التي تحدثها المواد الأفيونية مثلاً، بل يُحدث اعتماداً نفسياً وسلوكياً قوياً، لذا فإن بروتوكولات الإقلاع غالباً ما تركز على التوقف المفاجئ (Cold Turkey) تحت إشراف طبي، مع الدعم الدوائي والنفسي حسب شدة الحالة.

لكن في حالات معينة وبناءً على تقييم الطبيب، يمكن التقليل التدريجي للكبتاجون، خصوصاً إذا كان المريض يستخدم جرعات عالية جداً، أو كان يعاني من اضطرابات نفسية كامنة (مثل الاكتئاب أو الذهان)، أو كان هناك خوف من أعراض انسحابية نفسية حادة.

  • ​​​​​​​انهيار التحفيز الصناعي للجهاز العصبي: الكبتاجون يحتوي على مشتقات الأمفيتامين، وهي منشطات قوية تزيد من إفراز النواقل العصبية مثل الدوبامين والنورأدرينالين، ما يرفع مستويات اليقظة والطاقة بشكل غير طبيعي، وبعد التوقف ينهار هذا التحفيز فجأة، ويحدث ما يشبه ردة فعل عكسية حيث يدخل الجسم في حالة من الخمول والتعب.
  • نقص الدوبامين بعد التوقف: الاستخدام المتكرر للكبتاجون يضعف قدرة الدماغ على إنتاج الدوبامين طبيعياً، وعند توقيف الكبتاجون تنخفض هذه المستويات بشكل كبير، بما يؤدي إلى نقص في النشاط الذهني والجسدي، وزيادة الحاجة للنوم كآلية تعويضية.
  • تعويض لفترات الحرمان من النوم أثناء التعاطي: الأشخاص الذين يتعاطون الكبتاجون غالباً ما يعانون من الأرق المزمن أو النوم المتقطع لفترات طويلة بسبب التأثير المنشّط للعقار، وبعد تركه يحاول الجسم استعادة التوازن من خلال الدخول في نوم عميق ومطول، وهو ما يعرف بالنوم الارتدادي (Rebound sleep).
  • الإجهاد العصبي والتعافي الدماغي: الجهاز العصبي يكون في حالة إنهاك بعد فترة التعاطي، والنوم يُعد من أهم الوظائف البيولوجية المسؤولة عن إعادة ترميم الخلايا العصبية وتنظيم كيمياء الدماغ، خاصة في المراحل المبكرة من الانسحاب.

تؤثر في عملية التعافي من إدمان الكبتاجون عوامل عديدة مثل مدة وجرعة التعاطي (كلما طالت الفترة أو زادت الجرعة، طالت مدة التعافي)، والحالة النفسية قبل وخلال التعاطي (وجود اضطرابات نفسية مرافقة مثل الاكتئاب أو القلق)، وتوفر الدعم الأسري والاجتماعي، والالتزام بالعلاج الدوائي والنفسي، فيما يلي توضيح دقيق لمدى التعافي، مقسم بحسب المرحلة العلاجية:

  1. المرحلة الأولى من علاج إدمان الكبتاجون: الانسحاب الحاد (1–2 أسبوع) تبدأ بعد 24–72 ساعة من التوقف عن التعاطي وتستمر عادة من 7 إلى 14 يوماً، وتتضمن أعراض مثل الاكتئاب، والقلق، والإرهاق، والنوم المفرط، وزيادة الشهية، وقد تظهر نوبات من التهيّج أو الرغبة الشديدة في التعاطي، وهذه المرحلة تحتاج إشراف طبي مباشر، وأحياناً يتطلب بيئة علاجية مغلقة خاصة إذا كانت الأعراض النفسية حادة.
  2. المرحلة الثانية من علاج إدمان الكبتاجون: التعافي المبكر (1–3 أشهر): تبدأ بهذه المرحلة الأعراض الجسدية بالتحسن، لكن تستمر بعض الأعراض النفسية مثل التقلبات المزاجية، واضطراب النوم، وانخفاض الدافعية، والرغبة في العودة للتعاطي (الاشتهاء)، وهي مرحلة تحتاج علاج نفسي سلوكي، ودعم جماعي، وتهيئة بيئية داعمة، يُوصى بالعلاج المعرفي السلوكي (CBT) والتأهيل الاجتماعي.
  3. المرحلة المتوسطة من علاج إدمان الكبتاجون: التثبيت النفسي والسلوكي (3–6 أشهر) حيث يبدأ الدماغ في استعادة التوازن الكيميائي تدريجياً، وتتحسن القدرة على اتخاذ القرار والتعامل مع الضغوط، التحدي في هذه المرحلة هو الحفاظ على الامتناع ومنع الانتكاسة، يحتاج المدمن هنا لاستمرار العلاج النفسي الفردي أو الجماعي، والعمل على بناء نمط حياة بديل (مهنة، دراسة، علاقات صحية).
  4. المرحلة المتقدمة من علاج إدمان الكبتاجون: التعافي المستقر (6 أشهر – سنة أو أكثر) تتحقق في هذه المرحلة درجات أعلى من الاستقرار النفسي والاجتماعي، ومع ذلك فإن خطر الانتكاسة يبقى قائم، خصوصاً في حال مواجهة ضغوط حياتية شديدة أو محفزات قوية للتعاطي، يصبح فيها من الضروري ربط المريض ببرامج دعم مستمر مثل مجموعات التعافي أو برامج 12 خطوة، ومراقبة دورية لحالته النفسية.
  • ​​​​​​​اطلب المساعدة الطبية المتخصصة منذ بداية التوقف عن حبوب الكبتاجون لضمان المتابعة الآمنة للأعراض.
  • التزم بالعلاج النفسي السلوكي مثل العلاج المعرفي السلوكي لتحسين التفكير والسلوك.
  • تجنب العزلة الاجتماعية وابحث عن بيئة داعمة تشجع على الامتناع.
  • نظّم أوقات النوم والاستيقاظ لتقليل اضطرابات النوم والتعب المزمن.
  • احرص على تغذية متوازنة لتعويض نقص الفيتامينات واستعادة الطاقة.
  • مارس نشاط بدني منتظم لتحفيز الجهاز العصبي ورفع الحالة المزاجية.
  • اشترك في برامج الدعم الجماعي مثل مجموعات التعافي لتقوية الالتزام.
  • تعامل مع الرغبة في التعاطي بوعي وتجنب المحفزات التي تذكّرك بالمخدر.
  • دوّن مشاعرك وأفكارك يومياً لفهم تطور حالتك ومراقبة التغيرات.
  • تابع العلاج لفترة كافية حتى بعد زوال الأعراض الأولية لتقليل خطر الانتكاسة.

المراجع