أعراض تعاطي وإدمان الهيروين وتأثره على الجسم

ما هو الهيروين؟ أعراض وعلامات إدمان الهيروين وأضرار تعاطي الهيروين على صحة الجسم وحياة المدمن، أعراض انسحاب الهيروين، وطريقة علاج الإدمان على الهيروين
أعراض تعاطي وإدمان الهيروين وتأثره على الجسم

أعراض تعاطي وإدمان الهيروين وتأثره على الجسم

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

لا نبالغ في القول أن الإدمان بمثابة دمار شامل للصحة النفسية والجسدية والعقلية والحياة الاجتماعية والعائلية والأخلاقية للفرد، وأن مشكلة الإدمان أصبحت مشكلة حقيقية تواجه الكثير من الأهالي مع أبنائهم وتهدد نمط حياتهم وبنية العلاقات فيما بينهم، ومن أهم وأخطر أنواع المواد المخدرة وأكثرها انتشاراً مادة الهيروين، فما هذه المادة، وما أعراض الإدمان عليها، وكيف يعالج المدمن منها؟

الهيروين أحد أنواع المواد المخدرة ذات المصدر النباتي من عائلة الأفيونيات يصنع من قاعدة المورفين من نبتة الخشخاش.
 وهو مسحوق أبيض أو بني اللون على شكل بودرة أو مادة سوداء ذات قوام لزج تعرف باسم القطران الأسود، له العديد من الأنواع والأشكال حسب طريقة الصنع، المادة المخدرة الفعالة في الهيروين هي داي استيل مورفين 36.
وهذا المسحوق عبارة عن مركب قد يخلط مع مواد عديدة مختلفة مثل النشا أو الزجاج المطحون أو مواد مخدرة أخرى أو مع مواد منشطة كالامفيتامين، يستهدف الجهاز العصبي المركزي للمتعاطي وخاصة الدماغ. [1-3]

animate
  • يصنع الهيروين من المورفين المستخرج من نبتة الخشخاش الأفيوني الذي كان يستخدم منذ القدم كمخدر ويسمى الخشخاش المنوم.
  • يتميز الهيروين كمادة مخدرة بسرعة إدمان الشخص عليه، فمجرد تعاطيه لفترة بسيطة تبدأ أعراض الإدمان بالظهور على المتعاطي.
  • تؤخذ جرعات الهيروين المخدر عن طريق الحقن بالوريد عن طريق تذويبه وحقنه باليد بعد ربط عصبة مطاطية على الساعد لتوسيع الوريد أو عن طريق الشم بعد حرقه بواسطة ولاعة واستنشاقه من خلال أنابيب معدنية أو مطاطية أو ورقية خاصة أو التدخين من خلال خلطه مع مواد أخرى.
  • يحتاج تعاطي الهيروين لأدوات خاصة مثل الرباطات المطاطية وأنابيب الاستنشاق والولاعات والملاعق للتذويب والإبر الدوائية، فعند ملاحظة هذه الأشياء لدى الشخص يمكن توقع أنه يتعاطى هذه المادة.
  • قد تؤدي الجرعات الزائدة من الهيروين إلى الوفاة في العديد من الحالات.
  • قد يسبب الهيروين في نقل العدوى بأمراض خطيرة عن طريق التشارك باستخدام الأدوات المخصصة لتعاطيه مثل نقص المناعة المكتسب.

يتميز الهيروين المخدر بأنه يدخل إلى دماغ المتعاطي بسرعة كبيرة ويتفاعل مع المستقبلات الأفيونية في الخلايا الموجودة بالعديد من مناطق الدماغ، وتحديداً تلك المناطق المسؤولة عن مشاعر الألم والسعادة والتحكم بعملية التنفس ومعدل ضربات القلب، وهذا التأثير الذي يفعله الهيروين أثناء دخوله للدماغ ينعكس بالعديد من العلامات والأعراض التي يشعر بها الشخص المدمن، ومن أعراض تعاطي وإدمان الهيروين:

  • الشعور بالمتعة المؤقتة والسعادة والحماسة والاندفاع عند تعاطي الهيروين، وخاصة في البداية الإدمان.
  • يشعر المتعاطي بالنعاس والكسل وتبلد الجسم وكأنه لا يقوى على الحركة والقيام بأي نشاط.
  • التلعثم بالكلام والتفوه بكلام غير مفهوم لا يتضمن معنى واضح.
  • النسيان وفقدان الذاكرة مؤقتاً بشكل جزئي، مثل نسيان المواعيد والواجبات ومكان وجود بعض الأغراض الشخصية.
  • الشعور بالاكتئاب والبكاء في بعض الأحيان خاصة عند ترافق الإدمان مع مشاكل شخصية عند الشخص المدمن.
  • علامات جسدية مثل أماكن حقن الإبر في الجلد على شكل بقع زرقاء أو بنية باهتة.
  • سيلان وتقرحات في الأنف، وخاصة عند تعاطي المادة عن طريق الاستنشاق.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإمساك والتلبك المعوي.
  • البلادة وعدم الشعور بالألم.
  • تغيرات في السلوك مثل العدوانية وسرعة الغضب والتفكير بعاطفية، وسلوكيات متهورة وخطيرة.
  • الشعور بالخدر العام بالجسم والثقل بالأطراف.
  • انخفاض ضغط الدم وتباطؤ بسرعة دقات القلب ونشاط الدورة الدموية.
  • غياب القدرة على التفكير المنطقي والمحاكمات العقلية المنطقة، والتنقل بين حالة الوعي واللاوعي.
  • احمرار في الجلد وحكة شديدة في بعض الأحيان خاصة عند انتهاء مفعول المخدر أو الحاجة لجرعة جديدة.
  • جفاف في الفم قد يترافق مع حالات غثيان واستفراغ.
  • الارتباك والتفكير المشوش وصعوبة اتخاذ القرارات. [1-4-5]

يعتبر الهيرويين من أكثر المواد المخدرة المسببة للموت، وذلك لقوة تأثيره على الجهاز العصبي من جهة ومختلف أعضاء الجسم ولاحتوائه على مواد أخرى يخلط معها قد يكون لها آثار مدمرة من جهة أخرى، وتكمن ضرورة التعرف على أضرار تعاطي الهيروين على الجسم في علاج هذه الإضرار عند الإقلاع عنه من جهة والتوعية بهذه المخاطر من جهة أخرى، ومن هذه الأضرار: [1]

  • تلف الكبد: الكبد هو الجهاز المسؤول عن استقلاب العقاقير الدوائية والكحولية والمخدرة، ولذلك يعتبر من أكثر الأجهزة تأثراً بسمومها.
  • التهاب الأوردة: وخاصة عند تعاطيه عن طريق حقن الوريد، فقد يؤدي لآثار مدمرة على الأوردة والأوعية الدموية.
  • تدمير الرئتين وجهاز التنفس وخاصة عن تعاطيه عن طريق الشم والتدخين، وفي حال احتوائه على مواد زجاجية، ويمكن أن يسبب الالتهاب الرئوي.
  • التهاب عضلات القلب والأغشية المحيطة به وقد يؤدي للوفاة.
  • الجلطات خاصة عند خلطه مع مواد زجاجية أو مع النشا أو أنواع أخرى من البودرة وتعاطيه عن طريق حقن الوريد.
  • السكتات الدماغية: كون الهيروين يلتصق فوراً ببعض المستقبلات في خلايا الدماغ ويستهدف الجهاز العصبي المركزي، بالإضافة لأن الهيروين يؤدي لنقص الأكسجة كونه يقلل كمية الاكسجين التي تصل إلى الدماغ.
  • التأثير على جهاز المناعة وإلحاق الضرر به وتثبيط وظائفه، وفي بعض الأحيان احداث خلل مناعي يؤدي لبعض أمراض المناعة الذاتية.
  • احتمال انتقال فيروس نقص المناعة المكتسب الإيدز، وخاصة عن طريق مشاركة الأدوات التي يستخدمها المتعاطين بين أكثر من شخص، وكونه يضعف عمل جهاز المناعة بشكل عام من جهة أخرى.
  • تقلصات في المعدة وامساك ومشاكل هضمية عديد.
  • التأثير على وظائف الكلى والتسبب بالفشل الكلوي في بعض الحالات.
  • يتسبب الهيروين مع الوقت في حدوث حالات العجز الجنسي عند الرجال، واختلال دورات الحيض وعدم انتظامها عند النساء.

مسألة التوقف عن تعاطي الهيروين بشكل مفاجئ ليست بالأمر السهل على الشخص المدمن وقد تكون خطيرة في بعض الأحيان، ولذلك يحتاج المدمن لعلاج طبي مدروس لخروج هذه المواد السامة من جسمه، فأولئك الذين يتوقفون عن تعاطي الهيروين فجأة قد يعانون من أعراض انسحابية عديدة بعد عدة ساعات من تناول آخر جرعة، ومن هذه الأعراض: [1]

  • آلام شديدة في العضلات والعظام والمفاصل
  • مشاكل في النوم مثل القلق والأرق وعدم القدرة على النوم لفترات ترهق الجسم.
  • حالات الإسهال الشديد والقيئ والغثيان
  • نوبات رجفة وقشعريرة وشعور بالبرد الشديد وربما يترافق مع ارتفاع حرارة.
  • رجفة وحركة غير إرادية بالساق لا يستطيع المدمن السيطرة عليها.
  • شعور ورغبة شديدة وحاجة لتعاطي جرعة من الهيروين مهما كانت النتائج والمخاطر.
  • العصبية وسرعة الغضب وتصرفات عدوانية.
  • تعرق وحكة شديدة في الجسم
  • الاكتئاب والأفكار السلبية وربما التفكير بالانتحار.
  • تعرق وحكة جلدية شديدة.

لا تتوقف مسألة إدمان الهيروين من حيث مضارها على الصعيد الصحي والجسدي فقط، بل قد يكون لها آثار نفسية واجتماعية أيضاً، ومن هذه الآثار:[5]

  • يسبب الإدمان الهيروين تغيرات في المظهر الخارجي للشخص، مثل نقص الوزن توسع العينين تراجع الاهتمام بالمظهر الخارجي والنظافة الشخصية.
  • التراجع في الأداء سواء في المدرسة أو العمل أو الأنشطة الاجتماعية، فمدمن الهيروين بعد فترة من الإدمان يصبح التعاطي شغله الشاغل ولا يهتم بأي شيء سواه ولهذا قد يتعرض للرسوب في المدرسة أو الفشل والطرد من العمل.
  • مشكلات مالية: فالهيروين من المواد المخدرة مرتفعة الثمن وقد تضطر الشخص المدمن لانفاق كل أمواله للحصول على هذه المادة، بالإضافة لفشله في الأعمال التي توفر له ما يحتاجه من أموال.
  • مشكلات أخلاقية: قد يلجأ المدمن للسرقة من أهله أو من أي أحد آخر للحصول على المال لتأمين الهيروين، وقد يقوم بتصرفات عدوانية واعتداءات جنسية.
  • الرفض الاجتماعي: يتعرض الشخص المدمن للرفض من قبل الآخرين ولا يتلقى القبول إلا ضمن مجموعات الإدمان.
  • اضطرابات نفسية عديدة وأفكار غريبة واكتئاب وميول انتحارية في بعض الأحيان.
  • مشكلات عاطفية وأسرية: حيث يمكن أن يتعرض المدمن للانفصال عن شريكه بسبب المشاكل الناتجة عن تعاطيه الهيروين، بالإضافة لإهمال الأطفال والواجبات الأسرية.

الهيروين من أكثر المواد المخدرة تأثيراً من حيث سرعة الإدمان عليها، وبسبب طبيعتها التي تستهدف الجهاز العصبي المركزي وخاصة الدماغ والتصاقها ببعض الخلايا الدماغية وتأثيرها على معظم وظائف الجسم الحيوية فهي تحتاج لعلاج متكامل طبي وسلوكي ومعرفي واجتماعي، وعادة ما يتم علاج الإدمان على مادة الهيروين من خلال:[3-4]

  1. العلاج الطبي الدوائي لإدمان الهيروين
    • تستخدم أدوية لعلاج المواد الأفيونية مثل دواء النالتريكسون والبوبرينورفين والميثادون والنالوكسون في حالات الجرعات الزائدة التي تعمل عن طريق الارتباط السريع بالمستقبلات الأفيونية ومنع تأثيرات الهيروين على هذه المستقبلات.
    • تستخدم أدوية لتخفيف الأعراض الانسحابية مثل دواء لوفيكسيدبن الغير أفيوني لعلاج الأعراض الانسحابية الأفيونية.
    • الأدوية المسكنة للآلام والأعراض الناتجة عن الأعراض الانسحابية للهيروين.
  2. العلاج السلوكي الذي يتضمن برامج تأهيلية وارشادية لعلاج المدمن والإشراف على حالته والوقاية من الانتكاس وتقديم الإرشادات والنصائح للمدمن ومحيطه، بالإضافة طبعاً لتعديل سلوكياته ومعالجة أسباب الإدمان لديه قد تكون عاطفية أو نفسية أو أسرية أو مهنية.
  3. العلاج الاجتماعي وهو إعادة ادماج المدمن المعالج مع مجتمعه سواء الأسرة أو المدرسة والعمل وتدريب وسطه الاجتماعي على التعامل معه ومنعه من الانتكاس، بالإضافة لتأمين البرامج والأنشطة المناسبة التي تبعده عن أجواء الإدمان.

المراجع