ضاقت بي الدنيا والكآبة تنهش ما تبقى مني

من الحماقة ان نتمسك بحلم لم يتحقق ونبكي على اطلاله ، اذا ضاع حلم فلنخلق حلم جديد ، نحن الوحيدين القادرين على أن خلق احلامنا وتسخير كل الحياة من اجلها لا تكوني هشه لهذه الدرجة ، واستعيني بالله واستقوي به

ولكن هل انت ضعيفة الى هذه الدرجة التي تفكرين فيها بالانتحار لمجرد ان واحدة من احلامك صعب المنال، بدلا من العمل وايجاد طريق اخر له، لا ان يستسلم وتكون نهايته ، كوني كالعنقاء التي تبعث من الرماد من جديد، حاولي ثانية وثالثة

أختي العزيزة ، مهما جري للانسان لا يجب ان يفقد الأمل في الحياة ، دائما هناك ضوء في اخر النفق، ولكن فقط عليك ان تتحملي هذا الوضع حتى يمر ، وتخرجي منه اقوى واصلب ولكن التفكير في الانتحار ضعف وانهزام

اعلمي أن العوض الذي تنتظريه قادم مع الأيام تفائلي و توكلي على الله وقوي علاقتكم به و لا تيأسي ان اليأس يبثه الشيطان في نفس المؤمن لكي يبتعد عن الله ,, 

اول علاج من الكآبة هو ان توقني تماما من اعماق قلبك وفكرك، ان الكآبة ليست علاجا لمشاكلك، كما ان جميع الناس تحدث لهم مشاكل، فتسبب لك هذه المشكلة حزنا في قلبك او ضيقا وهذا يحدث ايضا لجميع الناس، ولكنك انت بالذات تستمر معك، الكآبة مدة اطول مما تستحق ويحاولون ان يعزوك او يخففوا عنك، ولكنك باصرار شديد ترفض ان تتعزى، فيسأم الناس من الحديث معك، فيتركونك لتجلس في كآبة اكثر وفي انطواء!! وهنا أسألك هل استفدت شيئا من كآبتك؟

حاولي ان تكوني اقوى من المشكلة، وان لم تستطعي حوليها الى الله الذي هو اقوى من الكل والذي كل شيء مستطاع عنده.. ولاتعودي تفكري فيها ولكن لا توجد مشكلة واحدة يمكن ان تحل بالكآبة.. اذن عليك ان تؤمن بان الله موجود ولابد ان يتدخل، وانه ضابط الكل يرى كل شيء، وهو يعرف متاعبك، ويشفق عليك.. وهناك مشاكل يمكن حلها، وهناك مشاكل لا يمكن حلها.. ويمكن ان تكون مشكلتك التي تبدو لك بلا حل هي من هذا النوع.. ولكن عليك ان تشغلي نفسك باستمرار.. لتبتعد عن التفكير المرهق.

كوني  واقعية وفكري في حل مشاكلك، ولا تركز على الاكتئاب وان لم تجد حلا لمشكلتك..تحملي وعيشي  في واقعك وان اكتأبت بحكم الطبيعة البشرية، لا تجعل هذه الكآبة تطول وتستمر، ولا تكشف نفسك هكذا امام الناس ولا تجعلهم ينظرون اليك في اشفاق او في يأس من تغيير حالتك.