أُجبر نفسي على احترام أمي لكن قلبي يكرهها

اهلا بك يا ابنتي وقد تستغربي ان قلت لك ان اول امر اريدك ان تتحققي من انها امك البيولوجية التي ولدتك ولست ابنة ابيك من زوجة سابقة، ولن تصدقي عدد القصص والمواقف التي كان هذا الأمر حلها. ثانيا ان كانت هي امك فعلا فيجب ان تعلمي ان لا دخان بدون نار، ولا سلوك من الأم ناحية احد اولادها الا وله مسبب وله داعٍ، اريد ان تراقبي نفسك جيدا وتراقبي سلوكك، ولا بد ان امرا قد حصل زعزع ثقتها بك وغيّر سلوكها ناحيتك، او لا بد وان سلوكك قد تغيّر، لذا اريد منك ان تراقبي نفسك وتهتمي بما نسميه البقعة العمياء وهي تساعدك على معرفة حقيقة ماذا يحصل معك والبقعة العمياء هي امر او تصرف او سلوك يكون فينا نحن شخصيا ونتصرفه ونقوم به ولكن لا نشعر به ولا ندركه ولا نعرفه، بينما من يرانا من الخارج وهم الاخرون الذين نتعامل معهم يرونه ويعرفونه ويشعرونه، وهذه البقعة العمياء ربما تكون فيها السلوكات او الصفات التي تجعلك غير مدركة للخطأ، ولهذا اريد منك ان تجدي شخص مخلص أو اخت مقربة لك وتخبريها بالأمر وتطلبي منها ان تكون صادقة وبكل ثقة ان تخبرك عن هذه التصرفات التي تعتقد انها تؤثر عليك وجعلت الوالدة تأخذ منك موقف. ويجب ان تراقبي تصرفاتك وتراجعي حساباتك لتعرفي اين الخطأ، هذه امك وبدلا من كرهها ابحثي عن السبب وعالجيه وتخلصي منه وعيشي بسعادة ولا تكوني عنيدة ومصرة انك انت الصح وهي الخطأ، وحتى لو كان الأمر كذلك تذللي لها وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. وان احتجت مساعدة لا تترددي بالتواصل معي :)

كل شيء بارادة الله احيانا نظلم انسان وترينا الايام انه كان محقا فلعل الايام ستكشف لامك انك مظلومه وعليها ان تغير من نظرتها لك واليك بعض النصائح1/اعطيها هدية ولو سبحة او اي شي تحبه.2/حاولي ان تتودي لها وتشاوريها في امورك حتى لو كنت تعلمي الصاح من الخطأ فمثلا تستشيريها في شكل الفستان الذي تودين شراءه او تجعليها تحدد لك اليوم لزيارة خالتك فلانه وحسسيها انك لاتعملين اي شيء الا بعد اخذ المشورة والراي منها........حينها ستتغير نظرتها لك 180درجة.

ان جفاء الأم، حتى و إن كانت ليست جيدة في تعاملها فإن الله تعالى قد أمر ببرِّها، والتلطف في معاملتها، قال تعالى: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً " الإسراء: 23. وقال تعالى: " وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " لقمان: 15. فتذكري الثواب الذي أعده الله لمن يحرص على إرضاء والديه خاصة في كبرهما

بنتي الحبيبة.. لاشك أن أمك مخطئة، ولكن من منا بلا خطأ، نحن بشر نخطئ ونصيب، يعترينا التقصير أحيانا وسوء الفهم أحيانا، لنا نقاط قوة ونقاط ضعف، أمكِ أخطأت في مفهومها لتربية أبناءها ولكن الشيء المؤكد أن قلبها يمتلئ بحبكِ، ولكنها مع الأسف لا تجيد التعبير عن هذا الحب، ربما تربت منذ صغرها علي هذا الفهم وهذا الجفاء، جعلتها تفتقد مهارة التعبير عن العواطف، وهذا بالقطع خطأ وستكشف لكِ الأيام صدق ما أقول.

النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن صلة الرحم أن تصل من قطعك، فلعل وعسى يكتب الله لكم الاجر وان يصلح الحال، ومن يصل الرحم تحفه الملائكة، فما بالك لو كان هم المسيئين وانتم الصالحين ؟!!!

اسألي أمك لماذا تنفر منك وحاولي إصلاحه.. اكيد هي تعاني منك ومن تصرفاتك التي لا تحبها وتجعلها تميز اخواتك عنك.

اقتربي من أخواتك اكثر وتحدثي معهم لتصبحوا أصدقاء قبل ان تكونوا أشقاء وانظري لهم ماذا يفعلون مع والدتك وحاولي ان تفعلي مثلها.

يا أختي العزيزة امك بالفعل تحبك وهي تفعل مثل هذه التصرفات اكيد بغرض ما تفكر به وأكيد لتعلمك أشياء انت لا تعرفيها فلا تفكري في الامر سلبيا