أتعرض لعنف أسري شديد أصابني بنوبات هلع

أتعرض لعنف أسري شديد أصابني بنوبات هلع، أنا شابة عشت معظم حياتي خارج مصر في بيئة مستقرة جدًا، ثم أتيتُ اضطرارًا للمكوث في مصر، بداية على أن تكون الفترة مؤقتة، ثم اضطررنا إلى تمديدها إلى أن استقرّت عدة سنوات (وإلى الآن الوضع مستمر) في مصر مع أسرتي

قبل العودة، كانت والدتي تتّسم بسمات نرجسية واضحة، لكنها كانت قادرة على ضبط سلوكها اجتماعيًا، أما شقيقتي فكانت شخصيتها طبيعية، وكانت صديقة مقرّبة لي أيضًا، مع بعض التصرفات السلبية المحدودة التي لم تكن خارجة عن المألوف، ولم تكن تمثل خطرًا نفسيًا أو أخلاقيًا

بعد الانتقال إلى مصر، بدأت التغيرات تظهر تدريجيًا، عامًا بعد عام، وبوتيرة تصاعدية مقلقة، في البداية، فسّرتُ هذه التغيرات على أنها ضغوط انتقال، أو صدمة بيئة جديدة، أو إرهاق نفسي طبيعي، وكنت أبرر تصرفات والدتي وشقيقتي، وأبحث عن حلول، وأتمسك بالأمل، لكن مع مرور الوقت لم تتحسن الأمور، بل على العكس، تدهورت نفسيًا وسلوكيًا وأخلاقيًا بشكل لافت

تطوّرت حالة والدتي عامًا بعد عام، حيث تصاعدت لديها السمات النرجسية من تحكم، وإنكار، وإسقاط، وقسوة عاطفية، اختفى أي تعاطف تجاهي تحديدًا، مع بقاء قدرتها على إظهار صورة طبيعية ومحترمة أمام الآخرين، أصبحت تستمتع بانهياري النفسي، وتبدي برودًا أو ابتسامة عند بكائي أو تعرضي للأذى، كما أظهرت استعدادًا للتغطية على أخطاء جسيمة لشقيقتي، حتى لو كانت أخطاء أخلاقية أو قانونية

أما شقيقتي فتحولت من شخصية مضطربة جزئيًا إلى شخصية عنيفة ومندفعة، بدأت تمارس اعتداءات جسدية مباشرة عليّ، منها الضرب على الرأس والعين، وبالحديد، وأوشكت على قتلي بالسكين عدة مرات، وسكب ماء مغلي، وقذفي بقارورة زجاجية، وغيرها من أشياء غير منطقية وخطيرة جدًا، وبجرأة غريبة ووقاحة، رغم مواطن الضعف في الشخصية، وذلك في أوقات كنت أعاني فيها من نوبات هلع أو مشاكل صحية عصبية، صدرت عنها تهديدات صريحة بإيذائي، بل واعترافات لاحقة بأنها كانت قريبة من قتلي في بعض المواقف، مع وجود تواطؤ واضح بينها وبين والدتي، وتغطية متبادلة على سلوكيات خطيرة

ومهما حاولت الاستعانة بالأقارب، كانوا يتعاملون مع الأمر ببرود غريب، مهما تم ذكر تفاصيل مرعبة لهم، أو حتى توثيق الأمر بالتصوير أو التسجيل، كان الرد إما التجاهل أو البرود والرسمية، مهما كانت درجة الود، مع رغبة واضحة في عدم التدخل، رغم العلاقة الطبيعية معهم في مواقف أخرى، كانوا يتصنّعون الجمود فور ذكر هذه الوقائع أو طلب النجدة منهم، حتى وأنا كنت في أشد احتياجي، بطريقة غريبة جدًا

وصلت الأمور إلى مرحلة تدخل الشرطة في إحدى الوقائع، وفي هذا السياق تآمرت والدتي وشقيقتي ضدي، هددتني والدتي صراحة بأنه في حال تحدثتُ عن حقيقة ما يحدث، ستنكر معرفتها بي، وستقف ضدي مع شقيقتي، تم تحميل المسؤولية لي بالكامل، رغم أنني كنت الطرف المتضرر

منذ تلك اللحظة، بدأت ألاحظ نمطًا غير طبيعي، يتمثل في غياب شبه كامل للضمير عندهما تجاهي، وتبرير العنف ضدي، وقلب الحقائق، وتصاعد القسوة كلما ازداد ضعفي أو مرضي أو إنهاكي، لدرجة أنني أصبحت أخفي دموعي دائمًا أو أتظاهر بالقوة، لأن الوقاحة لديهما في تصاعد تدريجي وسريع، سنة بعد سنة، فما هو عليه الوضع الآن لم يكن كذلك في السنة الماضية، وما هو آتٍ سيكون أسوأ

أعاني حاليًا من احتراق نفسي شديد (Burnout) نتيجة العيش في بيئة عدائية مستمرة، وانعدام الأمان الجسدي والنفسي، والعنف الأسري المتكرر، والخيانة الأسرية والتواطؤ ضدي، لدي أعراض جسدية مصاحبة، منها مشاكل عصبية ونوبات هلع، وأصبحت في حالة استنزاف دائم، مع شعور بفقدان العدالة، وانعدام الحماية، وكتم الصوت

ما يثير القلق الأكبر في هذه الحالة ليس فقط النرجسية أو العنف، بل البرود والوعي الكامل أثناء الإيذاء، والقدرة على التمثيل الاجتماعي الكامل خارج المنزل، والتلذذ الصامت بمعاناة الطرف الأضعف، والتغطية المتعمدة على سلوكيات قد تصل إلى جرائم، وهو ما يجعلني أتساءل عن طبيعة هذا الانهيار الأخلاقي، ودور البيئة والضغوط المجتمعية، وكيف يمكن أن تتحول أسرة كانت مضطربة لكنها محتملة، إلى بيئة خطرة نفسيًا وجسديًا

أشعر أنني محاصرة، ولا يوجد أي دعم، لا من أقارب الدرجة الأولى، ولا من الأهل، ولا من الأصدقاء، ولا من المجتمع، ولا حتى من القانون، مع تلذذ مرضي من قبلهم بما يحدث، أشعر أنني محاصرة، مسلوبة الإرادة، مكتومة الصوت، وفجور في الظلم يزداد يومًا بعد يوم، لم أجد في هذه البيئة سوى صديقة واحدة سوية، أتت من دولة أخرى أيضًا شبيهة بدولتي، وحدث معها ما يشبه ما حدث معي، فتقربنا من بعضنا جدًا، وكنا نتعاون وندعو لبعضنا البعض، ونحاول الفرار والنجاة بالرجوع ولو فرديًا، وهو أمر محفوف بالمخاطر وصعب جدًا مع أمهات نرجسيات