تربيتُ على الضرب أمام كل الناس.. إليكم قصتي المُبكِية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لن اطيل عليكم ولن اضع مقدمات كثيرة سوف ادخل بصلب الموضوع مباشرة: اسرة كنا كأي اسرة متوسطة الدخل في احدى البلاد العربية اب متدين وام متدينة والكثير من الأطفال كما كان معروفا عن اسر الثمانينات والتسعينات. بدأت قصتي منذ الصغر منذ الطفولة اب عصبي وام محبه عصبيه لديها نزعة للسيطرة وعدم الخضوع والعناد الكبير وغربه في بلد غير بلدهما خلطة لا تجتمع وتؤتي بخير ابدا بل تأتي بكل ما هو شر. نتيجة عصبية الاب ونتيجة حب الام وعصبيتها ورغبتها بالسيطرة تربينا على النظام القمعي الأصيل المعروف لهذه الاسر في هذا الزمان بل كان نظامنا هو الأصل هو الذي خرجت منه التربية القمعية كان الضرب الأسلوب الأمثل لحل كل المشاكل الضرب في أي مكان وفي أي وقت وعلى أي شيء وخذ هذه الأمثلة: ( احضر كتبك لكي أقوم بالمذاكرة لك يقوم بتدريسك وعند أي خطأ يتم صفعك على وجهك وهكذا خطأ اخر وصفعة أخرى خطأ ثالث وصفعة ثالثه حتى تخرج بساعة دراسة بأكثر من عشر صفعات تتراوح الى عشرين صفعه – مثال اخر أخطأت في أي شيء يجب ان تضرب) والمصيبة الأكبر ان الضرب يتم في البيت او امام اخوتك او امام جيرانك او امام اقربائك او في الشارع او حتى المدرسة او حتى امام اصدقائك لا يهم فلقد تم ضربنا امام كل البشرية تقريبا ولا يكون الضرب ضربا الا اذا صاحبته الشتائم والاستهزاء والسخرية حتى من شكلك مرفقا بكمية غبائك مرفقا بكمية حموريتك مرفقا بها كمية فشلك وانك لا تصلح لشيء وانا مجرد بغل او حمار تأكل وتشرب وتنام فقط ولن نستفيد منك شيئا. طبعا ناهيك عن التقصير في أشياء كثيره ماليه ومعيشيه والاكتفاء بكلمة مستوره والقناعة كنز لا يفنى وفي محاولة طلبك لا يشي تنال العقاب الكافي ونريد تامين مستقبلكم ولكي يأمنوا مستقبلنا فلقد اجنبوا الكثير والكثير حتى أصبحنا 7 افراد في بلد غريبه لدى والدين يعملان سويتا لتوفير متطلبات الحياة التي لا يكفي راتبهما مجتمعين ولا ضعفهم حتى لإطعامنا طعاما جيدا طوال الشهر ومع ذلك فاهم شيء هو الاجناب للامتثال للدين لقد شوهوا صورة الدين لم يأخذوا من الدين سوى الصلاة والانجاب وقراءة القران ولم يتعلموا شيئا اخر. وطبعا الاب يريد الراحة فلقد وصل من العمر 40 عاما او قريب الخمسين فاعتقد انه قام بواجبه على أكمل وجه ويجب ان يستريح فعندما وصل الى السن التقاعد المبكر اخذ تقاعده وجلس في البيت والقى بالحمل كله على الزوجة التي بقيت تعمل حتى هذه اللحظة وتصرف على بقية افراد العائلة وهو لا وظيفة له سوى الجلوس في المنزل والنوم حتى انه يتضايق من تلبية طلبات البيت ويتحجج بكبره في السن ولم يبحث عن عمل اخر وله الان على هذه الحال 15 سنه. وابتدأ مسلسل العذاب من ضرب واهانة وسخريه واستهزاء واثبات أنك فاشل لا تصلح لشيء من عمر 6 سنوات حتى عمر 35 سنة حتى هذه اللحظة والنتيجة الفشل بالدراسة الجامعية العمل بوظيفة لا اطيقها ولا أحبها الغربة وديون كثيرة ومصاب بأمراض القلب والسكر والضغط لا بيت لا زوجة لا سيارة لا أموال مدخره والاسبوع مقسم الى 4 أيام بلا مال وقليل من طعام وشراب وثلاث أيام قليل من المال هل تظنون ان مسلسل العذاب توقف مستحيل حتى وان كنت بعيدا عنهم ومريضا فكل اتصال من ابيك ولا أمك يأتي فقط لشتمك وسبك وتفريغ طاقتهما فيك ولا تعتقدوا ان هذا الامر خاص بي فقط بل هو على جميع اخوتي واخوتي يعانون من نفس الشيء ومازلنا حتى الان اغلبنا في الثلاثين والباقي على مشارف الثلاثين ولم نفعل شيئا في حياتنا مزال هدفهم اثبات أنك فاشل وحمار كبير. في الختام لا اعرف ما هو الحل لحياتي ولا أتوقع ان هناك حل فلقد انتهت الحياة ولم يعد باقيا فيها الكثير فلقد ذهبت أجمل سنين العمر بلا فائدة ولكن أحببت ان اخرج ما في قلبي فلعلي لا اراكم بعد ذلك. فإما ان أكون قد انتحرت واما أكون قد سجنت.