ما هي أسباب تعلق الطفل الشديد بأمه في عمر السنة والنصف

السلام عليكم انت تسالي ما هي أسباب تعلق الطفل الشديد بأمه في عمر السنة والنصف ومن خلال طرحك للموضوع يتبين أن الطفل متعلق بكي لدرجة كبيرة نتيجة الى طريقة التنشأة التي اعتمدتي عليها في تربيته فعند الولادة لا يدرك الطفل ذلك التمايز بينه وبين امه فيهيء له انه هو والام عبارة عن جسم واحد ومع بداية الشهر الثامن يبدا في ادراك ذلك الانفصال بينه وبين امه ونسمي ذلك في علم النفس قلق الانفصال أو قلق الحصر فيبدأ بالبكاء عند ابتعاد الام عنه

بعدها يتم تجاوز تلك المرحلة بسلام باكتسابه لمعنى التفرد عن الام ولكن ما نلحظه في حالتك وهو ان الطفل لم يكتسب معنى التفرد نتيجة للحماية المفرطة والملازمة الدائمة له الى أن دخل الى الروضة حيث يعيش ذلك القلق في هذه المرحلة عند ابتعادك عنه لفترات طويلة بحكم عملك فوجوده الى جانبك يجعله يحس بالراحة والاطمئنان والعكس عند غيابكي عنه لفترة معينة من الوقت يحس بالتوتر والقلق

الامر الذي ينعكس على سلوكه ويتجسد لديه العناد والغضب للتعبير عن مشاعر داخلية تنم بعدم الراحة ورفض الوضعية ويمارس تلك السلوكات عليكي أيضا ليعبر عن انتقامه لكي بسبب تركك له وخلاصة القول أن قضية التعلق في هذا السن يعتبر امرا طبيعيا نظراً لدور الأم الأساسي في حياته لكن لا تقلقي بخصوص هذا الامر فالطفل لا يزال صغيرا ويمكن لنا تدارك هذا المشكل البسيط حتى لا يتفاقم في مراحل لاحقة من النمو وذلك بطرح جملة من النصائح وجب عليكي التقيد بها حتى تقومي بتقويم سلوك طفلك

عدم التأثر بالطفل عند تركه في الحضانة حتى لا يلاحظ وينتبه عليكي اذ يجب ان يحس ان هذا الامر عادي وجب عليه التاقلم والتعود عليه

محاولة الابتعاد عن الطفل في الأوقات التي تتواجدين فيها في المنزل لا اقصد اللابتعاد الكلي وانما ما اقصده هنا عدم ملازمته لكي لفترات طويلة قومي باشغاله بالعاب او توجيهه لللعب مع اخوته او البقاء مع الوالد

عدم الاكتراث الى عناد الطفل لكي لا يصبح آلية دفاعية للحصول على الأمور المرغوبة بالنسبة اليه فبهذه الطريقة يجتاز المرحلة بسلام وتتخلصين من تبعية الطفل لكي وضمان عدم تفاقمها في مراحل لاحقة من العمر

موفقة عزيزتي

كيفية التعامل مع طفل متعلق بأمه وعلاج التعلّق