كيف تساعد نظرية العقل الأطفال على فهم الآخرين؟

نظرية العقل، أهمية نظرية العقل، مراحل نظرية العقل، تطور نظرية العقل لدى الأطفال، قياس قدرة الأطفال على الإدراك.
كيف تساعد نظرية العقل الأطفال على فهم الآخرين؟

كيف تساعد نظرية العقل الأطفال على فهم الآخرين؟

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التنبؤ بسلوك الآخرين أمر قد ينجح مرة ويفشل مرات، كذلك فهم ومعرفة حقيقة ما يدور برؤوسهم وما يفكرون به يعتبر مهمة شبه مستحيلة أحياناً، فهل تساءلت لماذا تجد صعوبة في  التفاعل مع الآخرين وفهمهم؟ ولماذا تفشل تنبؤاتك بسلوكيات الآخرين؟ لماذا يفاجئك الآخرين بتصرفات قد تبدو أحياناً غريبة وأحيانا أخرى تبدو غبية؟

تعني نظرية العقل "التفكير في التفكير"، بمعنى الاهتمام بملاحظة قدرتك على "التفكير" في  معتقداتك ورغباتك وعواطفك، وتمتد تلك القدرة لتشمل قدرتك على التفكير في معتقدات ورغبات الآخرين وإدراكها.
نظرية العقل أيضاً تشير إلى قدرة الإنسان على "وصف" ما يفكر فيه أو يشعر به, ووصف أفكار الآخرين وتصوراتهم، فهي مهارة إدراكية عقلية لا تتعلق بتفكير الإنسان في ذاته فقط، ولكن أيضاً تتعلق بالتفكير فيما يفكر به الناس, لذلك هي ذات أهمية اجتماعية كبيرة.
 

animate

تظهر أهمية تلك النظرية خلال مراحل التطور والنمو العقلي لدى الإنسان, ففي مرحلة الطفولة يكون الطفل أقل قدرة على الإدراك والتمييز والوصف, لكن مع مرور العمر، تتطور عملية الإدراك، ويصبح قادراً على التفكير في ذاته وفي الآخرين, وبالتالي تتطور قدرته في التواصل مع نفسه ومع الآخرين.
يتضح أكثر الدور الذي تلعبه نظرية العقل حين يتطور مستوى الإدراك لدى الإنسان وتنمو قدرته على التنبؤ بأفكار وتصرفات الآخرين أو وصفها والتعبير عنها, فينجح في  خلق تفاعل جيد بينه وبين المجتمع فيؤثر فيه ويتأثر به.
ويتمكن الإنسان من خلال هذه النظرية من التفرقة والتمييز بين ما يعرفه هو وما يعرفه الآخرون, فَحينَ يتمكن الإنسان من تلك التفرقة ينجح في فهم رغبات وميول وتصرفات الآخرين بالإضافة للتنبؤ بسلوكياتهم ومن ثم التأثير فيهم وتوجيههم وإرشادهم.  
وأخيراً تُمكنك نظرية العقل من قراءة عقول الآخرين وفهمها ومعرفة ما فيها من أفكار ومخاوف ورغبات ومشاعر واعتقادات وآمال، مما يسهل عليك الاستجابة للآخرين أو عدمها وفقاً لما تعرفه عنهم، كما  يخفض كثيراً من احتمالات حدوث سوء التفاهم أو تجنب تكراره مرة أخرى.
 

هناك عاملان يؤثران بشكل كبير على تطور قدرة الإدراك لدى الإنسان منذ طفولته, وهما "الجنس" و"عدد الإخوة داخل الأسرة", فمثلاً الطفل الذي ينشأ في أسرة مكونة من أبوين وأكثر من أخ، يكون بنسبة كبيرة جداً سريع الإدراك نظراً لكثرة التفاعل بينه وبين إخوته داخل محيط المنزل، ويرتفع النمو العقلي أو مستوى الإدراك بشكل كبير في سنوات ما قبل المدرسة من عمر 3 لــ 5سنوات.
ويمكن تحسين مستوى الإدراك لدى الأطفال من خلال عدة أساليب مثل التفاعل الإيجابي بينهم وبين والديهم وأقرانهم, والقصص التي تنمي مهارات الذكاء والإدراك, والألعاب, التجمعات والأنشطة الترفيهية.
وللتعرف على المستوى الإدراكي لدى ابنك يمكنك البحث عن "مهمات نظرية العقل" وهي عبارة عن ألعاب تتضمن أسئلة يقاس من خلالها مستوى الإدراك لدى الطفل وقدرته على التمييز والوصف, لكن عليك العلم بأن الطفل دائماً في عملية نمو عقلي مستمر, ففي  عمر ثلاث سنوات لا يستطيع اجتياز مهمات نظرية العقل ولا يجيب عن أسئلتها بشكل صحيح.
أما بعد عمر 4 سنوات يتطور مستواه العقلي فيستطيع الإجابة بشكل صحيح, لأن الأطفال عموماً في هذا السن يفهمون أن الناس قد يكون لديهم آراء مختلفة حول نفس الشيء.
 

تتضمن نظرية العقل 5 مراحل يتم ترتيبها من الأسهل للأصعب كالتالي:
1- إدراك وفهم أن الأسباب التي تدفع الناس للرغبة في شيء معين قد تختلف من شخص لآخر.
2- إدراك وفهم أن الناس ربما يكون لديها تصورات واعتقادات مختلفة حول نفس الشيء أو الموقف.
3- إدراك أن الناس ربما لا يفهمون ولا يكون لديهم علم بأن شيء ما حقيقي أو موجود بالفعل.
4- إدراك أن الناس ربما يكون لديها اعتقادات وتصورات خاطئة عن العالم و الكون.
5- إدراك أن الناس يمكن أن يظهروا عكس ما يشعرون به, فقد يشعر الإنسان بشعور ما لكن يتصرف بشكل يدل على عكس ما يشعر به تماماً.
 

توجد طريقة شائعة لدى علماء النفس تمكنهم من قياس مستوى الإدراك لدى الإنسان وخاصة لدى الطفل وهى معروفة باسم"مهمة/اختبار الاعتقاد الخاطئ أو المزيف", وهو اختبار يطبق على الطفل لتحديد مدى قدرته على التمييز بين ما يعرفه هو وما يعرفه الآخرون, والتفرقة بين ما يفكر به هو وما يفكر به الآخرين.
أخبر طفلك أن لدينا غرفة بها فتاتان، "سلمى" ومعها سلة وقطعة حلوى, و"مريم" ومعها صندوق فقط, وضعت "سلمى" قطعة الحلوى في السلة وغادرت الغرفة, فأخذت"مريم" قطعة الحلوى ووضعتها في الصندوق, وحين عادت"سلمى" لم تجد الحلوى.. فأين ستبحث عنها؟
من خلال إجابة طفلك على هذا السؤال يمكن تحديد هل هو مدرك لأفكار الآخرين أم لا؟ وهل يميز بين ما يعرفه هو "القصة التي أخبرته بها" وبين ما تعرفه "سلمى"؟ وهل هو قادر على التنبؤ الصحيح بأفكار وتصرفات الآخرين؟
لأنه وفقاً للقصة "سلمى" لم ترَ "مريم" حين أخذت الحلوى ووضعتها في الصندوق، إذاً هي لا تعلم مكان الحلوى، ولا تعلم ماذا حدث في غيابها, فإن قال طفلك أن سلمى ستبحث عن الحلوى في السلة فهو مدرك جيداً لتفكير "سلمى" ونجح بالفعل في التنبؤ بسلوكها والتفريق بين ما يعرفه هو وما تعرفه "سلمى", أما لو قال إنها ستبحث عنها في الصندوق فهي إجابة غير صحيحة لأنه خلط معرفته هو بمعرفة سلمى.
وقبل إجراء هذا الاختبار تأكد أنك طرحت المعلومات بشكل واضح ومترابط, وتأكد أنك تسأله عن "أين ستبحث سلمى" أي عن المكان المتوقع أن تبحث فيه، وليس عن أين يجب أن تبحث.