كيف أسيطر على العقل الباطن؟ طرق السيطرة على اللاوعي

كيفية السيطرة على العقل الباطن، قواعد التواصل مع العقل الباطن والسيطرة على العقل اللاواعي، كيف تقنع عقلك الباطن وتحقق فوائد السيطرة على العقل الباطن
كيف أسيطر على العقل الباطن؟ طرق السيطرة على اللاوعي
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

العقل الباطن هو نظام التشغيل الخفي الذي يعتمد عليه العقل الواعي، حيث يجمع العقل الباطن جميع البيانات والمعلومات والتجارب والخبرات التي نتعرض لها من خلال الحواس، كما يخزّن العقل الباطن الاستنتاجات التي نصل إليها من تحليلنا لما تعرضه علينا الحواس سواء كان تحليلاً مباشراً أو استنتاجاً ضمنيّاً، فالعقل الباطن هو ما يجعلك تكره نوعاً معيناً من الطعام لأنه يرتبط بتجربة سيئة، ولذلك تعتبر السيطرة على العقل الباطن ممارسة مهمة في سبيل السيطرة على العادات والاستجابات ونمط التفكير.

يستند مفهوم السيطرة على العقل الباطن واللاوعي إلى مجموعة أساسية من مبادئ ومفاهيم العقل الباطن التي تسهّل تحقيق الاتصال بين الوعي واللاوعي، وأبرز هذه المبادئ:

  • للعقل الباطن آلية عمل حيادية، تقوم على تخزين المعلومات والبيانات دون معالجة ذاتية أو مفاضلة بين السلبي والإيجابي، ويؤدي ربط هذه المعلومات واستدعائها إلى استجابة نفسية وجسدية.
  • الأفكار الراسخة في العقل الباطن -أو المعتقدات- جميعها أفكار مكتسبة من خلال تجاربنا الشخصية وما نتعلمه بشكل مباشر أو غير مباشر، بمعنى أن المعتقدات في العقل الباطن ليست فطرية، ويمكن تعديلها من خلال الطريقة نفسها التي تكوّنت بها.
  • عند محاولة السيطرة على العقل الباطن أو إعادة برمجته يحصل تضارب بين الأفكار القديمة والجديدة، وينتصر العقل الباطن للأفكار الأكثر قوّة، وهنا يأتي دور تمارين برمجة العقل الباطن لدعم أفكار ومعتقدات جديدة.
  • العقل الباطن لا يتوقف عن برمجة ذاته حتى إن لم نتدخل ببرمجته بشكل مباشر، والهدف من السيطرة على اللاوعي أن نتحكم بعملية البرمجة هذه من خلال التحكم بما يستقبله العقل الباطن من أفكار ومشاعر.
  • الأنماط المتكررة من أفكار أو سلوكيات أو مشاعر هي حجر الزاوية في برمجة العقل الباطن وتصنيف التجارب إلى مخاطر وفرص، حيث يعيد التحكم بالأنماط المتكررة تعريف الفرص للعقل الباطن كما يعيد تعريف المخاطر. [1]
animate

بعد فهم آلية عمل العقل الباطن يمكن تحديد أفضل طرق السيطرة على اللاوعي كالآتي:

  1. الإيمان بقدرة العقل الباطن: إذا كنت تريد السيطرة على العقل الباطن والاستفادة من طاقة اللاوعي عليك أن تؤمن بطاقة وقدرة العقل الباطن على مساعدتك، وأول ما يجب معرفته عن عمل العقل الباطن أنه لا علاقة له بالسحر والشعوذة، والسيطرة على العقل الباطن لا تمنحك قدراتٍ ليست موجودة لديك، بل تساعدك على استغلال قدراتك الأصيلة بالطريقة الأمثل، وتحقيق الوئام والتناغم بين ما ترغب به بالوعي؛ وبين ما يدفعك إليه اللاوعي.
  2. السيطرة على المشاعر السلبية: يقوم العقل الباطن باستقبال الرسائل المفعمة بالعواطف وتخزينها كجزء من برنامج الاستجابة الخاص بك، واستمرار تدفق الأفكار السلبية يعني جعلها أكثر قوّةً ورسوخاً في العقل الباطن، بالتالي يقودك اللاوعي إلى الفرص التي تعزّز هذه الأفكار والقناعات وتدعمها، لذلك تعتبر الخطوة الأولى للسيطرة على العقل اللاواعي هي السيطرة على التفكير السلبي.
    اقرأ مقالنا عن التحكم بالأفكار السلبية من خلال النقر هنا.
  3. السيطرة على الناقد الداخلي: الصوت الداخلي يلعب دوراً حاسماً في برمجة العقل الباطن، فالخطاب الذاتي غالباً ما يكون خطاباً قويّاً من الناحية العاطفية، ما يجعل تأثيره في العقل الباطن أشد، ويرى الباحثون أن تأثير الأفكار السلبية المدعومة بالعاطفة على العقل الباطن أقوى من تأثير الأفكار الإيجابية.
    يتم تشبيه هذه الآلية بوجود ملاكٍ حارس على كتفك، عندما تقول "حظي سيء" يكتب هو "حظٌ سيء" وعندما تقول "زواجي تعيس" يكتب هو "زواجٌ تعيس"... ثم يعمل على تحقيق الأمنيات التي كنت تطلبها، ويدفعك إلى زيادة تعاسة زواجك، واختيار الفرص الأسوأ لجعل حظك أكثر سوءاً! فقد أخبرته من خلال الخطاب الذاتي أن هذا ما يرضيك.
  4. السيطرة على اللاوعي بالتكرار: التكرار من أسرع طرق برمجة العقل الباطن وأكثرها فاعليةً، لأن الأنماط المتكررة تعتبر أساس تنظيم عمل العقل الباطن، والأفكار أو السلوكيات أو المشاعر المكرّرة هي الأكثر قدرة على التأثير بالعقل الباطن والسيطرة عليه، ولا بد أن يقترن التكرار بالعاطفة القوية للسيطرة على اللاوعي، اقرأ مقالنا عن برمجة العقل الباطن بالتكرار من خلال النقر هنا.
  5. غيّر محيطك السلبي: مثل ما يتأثر العقل الباطن بالحديث الداخلي والتجارب الشخصية؛ يتأثر أيضاً بما يقوله الآخرون أو المشاعر التي يولّدونها لديك، وللسيطرة على عقلك الباطن يجب أن تعيد ترتيب محيطك الاجتماعي، وتنتقي الأشخاص الإيجابيين وتتخلص من العلاقات السامة، كما يجب أن تراقب الرسائل التي يستقبلها العقل الباطن من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وأن تؤكد على الرسائل الإيجابية فقط. [2]
  6. الإصرار على التغيير: الدخول إلى برنامج العقل الباطن وإعادة برمجته والسيطرة عليه ليس إجراءً سهلاً، ومن النادر أن تستطيع ملاحظة نتائج برمجة العقل الباطن من أول مرة، بل يجب أن تتصوّر الصراع الذي يدور في الكواليس بين معتقداتك القديمة والمعتقدات الجديدة التي تحاول ترسيخها، بين عاداتك القديمة والعادات الجديدة التي تحاول اكتسابها، والأهم الصراع بين نمط التفكير الذي تريد التخلص منه ونمط التفكير الذي تحاول إدخاله كبديل في برنامج العقل الباطن.

مخاطبة العقل الباطن هي المركز الذي تدور حوله السيطرة على اللاوعي، فالحوار بين عقلك الباطن وعقلك الواعي يدور في كل لحظة حتى أثناء النوم، وفكرة السيطرة على العقل الباطن تقوم على تحويل جزء من هذا الحوار إلى رسائل مباشرة من الوعي إلى العقل الباطن.

وأهم تقنيات مخاطبة العقل الباطن:

  • استخدم التأكيدات الإيجابية: التأكيدات الإيجابية مجموعة من العبارات والكلمات التي تحمل رسالة إيجابية وطاقة عاطفية موجّهة إلى العقل الباطن، تعمل على تغيير نمط التفكير والتوجّه الداخلي لعلقك اللاواعي بالدرجة الأولى، وهناك عدة شروط للتأكيدات الإيجابية الناجحة مثل الاختصار والمفردات العاطفية واستخدام الأفعال وغيرها.
    وقد ناقشنا طريقة كتابة التأكيدات الإيجابية واستخدامها بالتفصيل في مقال سابق، يمكنك مراجعته من خلال النقر على هذا الرابط.
  • استخدم الزمن الحاضر: للسيطرة على عقلك الباطن عليك أن تتعامل مع أهدافك ومطالبك كأنها أمر واقع، ليست شيئاً تتمناه في المستقبل وإنما أمر راهن يحصل الآن، واستخدام الزمن الحاضر من شروط صياغة التأكيدات الإيجابية الفعّالة أيضاً.
  • الأفكار المتناقضة في العقل الباطن: تعمل تقنية الأفكار المتناقضة على استدعاء فكرة إيجابية لمواجهة فكرة سلبية، فكل ما خاطبت نفسك -أو خاطبك أحدهم- بطريقة سلبية؛ يجب عليك عكس الخطاب إلى رسالة إيجابية.
  • التصوّر والخيال: التصوّر والخيال من أقوى أسلحة العقل الواعي لمواجهة العقل الباطن، حيث يعتقد الخبراء أن العقل الباطن يتعامل مع التصوّر والخيال كأنه أمر واقع وحقيقة قائمة، لذلك يعمل على تنبيهك للفرص التي تتناسب مع ما تتخيله وتتصوره، وهذا ما يفعله الرياضيون عندما يتخيلون أنفسهم على منصة التتويج وكأنهم في المركز الأول، هذا الخيال يعطيهم الحافز الأكبر في الحلبة أو الملعب ليصلوا إلى المنصة التي يتعامل معها عقلهم الباطن وكأنها أمر واقع. [3]
  • قوة الامتنان: يستقبل العقل الباطن التذمر والشكوى ويعتبرها منطقة مريحة لأنك تكررها باستمرار، فيقوم بتحفيزك على المزيد من التذمر والشكوى، لكن عندما تستبدل التذمر والشكوى بالامتنان والرضا؛ سيدفعك العقل الباطن إلى المزيد من الامتنان والرضا، وتذكر أن المصدر الأول للمشاعر السلبية هو الشعور بعدم الرضا حتى وإن كنت مليونيراً ولديك حياة يحسدك عليها الآخرون!
  • التكرار ثم التكرار: جميع تقنيات مخاطبة العقل الباطن والسيطرة على الوعي لا قيمة لها دون التكرار، فالتكرار هو الوسيلة الأهم في ترسيخ نمط تفكير جديد، وخلق دوافع وحوافز جديدة، حتى على مستوى الممارسة السلوكية التكرار هو فقط ما يجعل من أي سلوك "عادة" والتكرار هو ما ينقلك من مرحلة التفكير الواعي بما تقوم به إلى مرحلة الاحتراف والقيام بالأمر دون تفكير، مثل قيادة السيارة أو عزف آلة موسيقية، أو الثقة بالنفس!
  • السيطرة على العقل الباطن تساعد بالتخلص من أنماط التفكير المزعجة والسيطرة على الأفكار السلبية، والانتقال إلى نمط تفكير إيجابي.
  • يمكن للسيطرة على العقل اللاوعي أن تلعب دوراً في تحقيق الأهداف الصحية، مثل إنقاص الوزن أو زيادة الكتلة العضلية، أو حتى تحسين الصحة الجسدية العامة خاصة بالأمراض ذات المنشأ أو التأثير النفسي.
  • الهدف الأكبر من السيطرة على العقل الباطن هو إعادة تحديد مناطق الراحة ومناطق القلق -المخاطر والفرص- ما يساعدك على اكتشاف الكثير من الفرص الجديدة التي تبحث عنها، والتخلص ممّا يسبب لك القلق أو التوتر.
  • برمجة العقل الباطن والسيطرة عليه ممارسة مفيدة جداً على مستوى العلاقات، سواء العلاقات العاطفية والأسرية أو العلاقات الاجتماعية الأخرى، اقرأ مقالنا عن برمجة العقل الباطن في الحب والعلاقات العاطفية من خلال النقر هنا.
  • السيطرة على العقل الباطن تساعدك على زيادة الإنتاجية في العمل، كما تفتح برمجة العقل الباطن أبواباً جديدة للإبداع وتطوير الذات.
  • جزء كبير من برمجة العقل الباطن والسيطرة على اللاوعي يقوم على اكتشاف الذات والبحث في عالمك الداخلي عمّا يسبب لك الحزن أو القلق، وعمّا يسبب لك الراحة الحقيقية.

في النهاية لا بد من التأكيد أن السيطرة على العقل الباطن ليست عملية سحرية، ولا علاقة لها بالطاقة الكونية والماورائيات -من وجهة نظرنا على الأقل- وإنما هي عملية تدخلٍ واعٍ بطريقة عمل اللاوعي، ينتج عنها تغيير في أنماط التفكير؛ ينعكس على السلوك، ما يساعد الأفراد على تحديد وتحقيق الأهداف بشكل أكثر كفاءة وفاعلية، لذلك لن تكون السيطرة على العقل الباطن ذات جدوى للكسالى ومن ينتظرون السعادة على طبق من ذهب!

في هذا الفيديو يتحدث المدرب وخبير البرمجة اللغوية العصبية فيصل زين الدين عن القوة العظمى التي يمتلكها الإنسان في عقله، وعن قوة العقل الباطن وقوة الكلمة، وكيفية استثمار واستغلال هذه القوة والتحكم بها، شاهد الفيديو من خلال النقر على علامة التشغيل أو من خلال الانتقال إلى حلوها tv عبر النقر على هذا الرابط:

المراجع