استخدام التأكيدات الإيجابية في برمجة العقل الباطن

ما هي التأكيدات الإيجابية؟ تعريف التأكيدات الإيجابية ودورها في برمجة العقل الباطن، شروط وأمثلة التأكيدات الإيجابية وكيفية كتابة تأكيدات إيجابية ناجحة
استخدام التأكيدات الإيجابية في برمجة العقل الباطن

استخدام التأكيدات الإيجابية في برمجة العقل الباطن

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعتبر التأكيدات الإيجابية واحدة من أنجح التقنيات في السيطرة على الأفكار السلبية والتحكّم بالصوت السلبي الناقد، كما تمثّل التأكيدات الإيجابية حجر الزاوية في البرمجة اللغوية العصبية وبرمجة العقل الباطن، فالرسائل التي نرسلها إلى العقل الباطن تعمل بشكل مثالي بغض النظر عن كونها رسائل سلبية أم إيجابية، ما يجعل استخدام التأكيدات الإيجابية سلوكاً فعّالاً لانتقاء الرسائل المناسبة التي يجب أن تصل إلى العقل الباطن وتحفز نمط إيجابي من الأفكار.

ما هي التأكيدات الإيجابية؟ التأكيدات الإيجابية هي مجموعة من العبارات والجمل تتم صياغتها بشكل إيجابي وتكرارها بهدف تحدي الأفكار السلبية وإعادة ترتيب طريقة التفكير والخطاب الذاتي بهدف إحداث تغيير إيجابي بطريقة التفكير والموقف، كما تعمل التأكيدات الإيجابية على تعزيز الجوانب المشرقة من الذات، ما يساعد في تعزيز الثقة بالنفس والسيطرة على الأفكار السلبية.

التأكيدات الإيجابية هي النقيض للعبارات السلبية التي نستخدمها عادةً خلال التفكير في موضوعٍ ما، فعندما يتم تكليفك بتقديم عرض تقديمي أمام زملاء العمل تظهر لديك أفكار نقد الذات "لن أكون جيداً... أتمنى ألّا يضحك أحد عليّ! إذا قاطعوني سأنسحب" فيما تعمل التأكيدات الإيجابية على عكس هذه الأفكار إلى أفكار إيجابية تدفعك نحو الاهتمام أكثر بتحضير نفسك للعرض التقديمي، وتساعدك أيضاً على التعامل مع المواقف الصعبة التي قد تمر بها أثناء مواجهة الجمهور، لأن عقلك الباطن مستعد لتحقيق تجربة مميزة. [1,2]

animate

يتم تشبيه التأكيدات الإيجابية بالتمارين الرياضية التي نمارسها لتقوية العضلات وتحسين صحة الجسم، فعلى الرغم أن التأكيدات الإيجابية تبدو عبارات رنَّانة وغير واقعية، إلّا أن تكرارها والإيمان بها يحدث تغييراً في طريقة التفكير نفسها، ويساعد الأشخاص على تجنب الصوت الداخلي السلبي، والحصول على رسائل إيجابية راجعة من الداخل.
يمكن القول أن التأكيدات الإيجابية تساعد على تغيير نمط التفكير من خلال صدى هذه والأفكار والتصوّرات الجديدة عن الذات التي تخلقها التأكيدات الإيجابية، كما تلعب التأكيدات الإيجابية دوراً مهماً في الحفاظ على الدوافع والتحفيز عند وضع الأهداف والعمل على تحقيقها.
مع ذلك لا يمكن النظر إلى التأكيدات الإيجابية كتعويذة سحرية قادرة على تغيير مصير الأفراد بشكلٍ درامي! بل تعتبر جزءاً من تحفيز الذات يستهدف إقصاء النقد الداخلي السلبي واتهامات العجز والضعف التي نسوقها لذاتنا، لذلك يعتقد أن التأكيدات الإيجابية تحتاج إلى قدر معقول من احترام الذات، وقد تعمل بشكل سيء وسلبي مع الأشخاص الذين يعانون من تدنٍ شديد في احترام الذات، بسبب التعارض الذي تخلقه التأكيدات الإيجابية لدى هؤلاء الأشخاص.  [1]

  1. التأكيدات الإيجابية اتجاه وليست هدفاً: لا يجب أن تتعامل مع التأكيدات الإيجابية كوسيلة لتحقيق هدف صعب بطريقة سهلة! فالتأكيدات تعزّز اتجاهاً فكرياً ولا تقدم شيئاً مادياً لتحقيق الأهداف، إذا كنت مثلاً تسعى لزيادة دخلك الشهري ستساعدك التأكيدات الإيجابية على زيادة الجرأة في خوض تجربة جديدة في العمل أو اكتساب مهارة جديدة كنتَ تخشى من تعلّمها، وقد تساعدك التأكيدات الإيجابية على اتخاذ قرار تغيير المهنة لأنك مقتنع بجدارتك في مكانٍ آخر ومتحفز لتحقيق نفسك في مهنة أخرى، لذلك التأكيدات الإيجابية تدعم الاتجاه وليست وسيلة لتحقيق الهدف دون عناء.
  2. يجب أن تكون قابلة للتحقّق: عندما تسمع عن التأكيدات الإيجابية من دجالي التنمية البشرية ستعتقد أنّك أمام فانوس علاء الدين السحري! لكن الحقيقة أن التأكيدات لن تعمل دون إيمانك بها، وبطبيعة الحال لن تصدق التأكيدات أو تؤمن بها ما لم تكن واقعية وقابلة لتحقّق، بل أن التأكيدات غير الواقعية وغير القابلة للتصديق تقودك نحو الفشل في أغلب الأحوال.
    لا تتوقع أن تعمل التأكيدات مثلاً إذا بدأت بتلاوة مجموعة من التأكيدات الإيجابية لزيادة دخلك الشهري ثلاثة أضعاف خلال شهر واحد، لكنها ستعمل جيداً إذا كان هدفك زيادة الإنتاجية بمعدل 20%.
  3. لا تحتمل النفي أو الحيرة: الإيمان عنصر أساسي في التأكيدات الإيجابية، وأن تكون محتاراً وغير متأكد يضعف التأكيدات الإيجابية بشكل كبير، بطبيعة الحال سيكون هناك معركة بين التأكيدات الإيجابية والأفكار السلبية، لكن تكرار التأكيدات الإيجابية وصياغتها بعناية يضمن انتصارها على التفكير السلبي.
  4. يجب أن ترتبط باعتقاد موجود: من النقاط المهمة أن التأكيدات الإيجابية ضعيفة بخلق اتجاه أو تصوّر جديد من العدم، لكنها مثالية لتطوير اعتقاد أو تصوّر موجود مسبقاً، ولذلك لا تكون التأكيدات الإيجابية جيدة لمن يعانون من تشوّه الصورة الذاتية وانخفاض احترام الذات بشكلٍ كبير، لكنها جيدة وفعالة لمن يعانون من التردد أو الخجل بالحدود الطبيعية، كذلك لمن يخافون من التجارب الجديدة على الرغم من كفاءتهم وجدارتهم، ويسيطر عليهم التفكير السلبي.
  5. مقترنة بأساليب التفكير الإيجابي: تعمل التأكيدات الإيجابية مع مجموعة من أساليب التفكير الإيجابي مثل التصوّر والتخيّل، التأكيدات المرئية، والاسترخاء والتأمل، وتقنيات إعادة برمجة العقل الباطن.
  6. ترتبط بطاقة المشاعر والتكرار: العاطفة هي مفتاح العقل الباطن، فالأفكار التي تخلق عاطفة سلبية تحفز العقل الباطن على تعزيز النمط السلبي، وعلى العكس من ذلك الأفكار التي تحمل العاطفة الإيجابية، والرابط بين الفكرة والعاطفة هو الإيمان بالفكرة، كما أن التكرار والالتزام بالتأكيدات الإيجابية من الشروط المهمة لعملها بنجاح.
  7. التأكيدات الإيجابية يجب أن تكون ذاتية: لا يستمع لك عقلك الباطن عندما تدور التأكيدات الإيجابية حول الآخرين، فالهدف الأساسي من التأكيدات الإيجابية هو تحسين صورتك الذاتية أمام نفسك، وتعزيز ثقتك بنفسك وقدرتك على تحقيق الهدف.
  • حدد الفكرة المزعجة التي تريد التخلص منها أو التصوّر الذي تريد تعديله، واكتب التأكيدات المناسبة لكل فكرة أو شعور على حدة.
  • ابدأ بكلمة أنا أو ضمير يعود عليك، فالتأكيدات الإيجابية تدور حولك أنت بالدرجة الأولى، واستخدام هذا الضمير في بداية جملة التأكيد يعتبر مفتاحاً لفظياً مهماً للتأكيد الإيجابي.
  • اكتبها بالزمن المضارع وكأن الأمر يحصل هنا والآن، لا تستخدم الماضي ولا المستقبل، وستساعدك التأكيدات الإيجابية المضارعة على التصوّر والتخيل لتعزيز الفكرة.
  • اكتب ما تريده وليس ما لا تريده، ولا تستخدم النفي في كتابة التأكيدات الإيجابية.
  • التأكيدات الإيجابية يجب أن تكون مختصرة، لا تسهب في كتابة التأكيدات الإيجابية واجعلها قصيرة ومعبّرة.
  • حاول أن تكون التأكيدات الإيجابية محدّدة قدر الممكن، إذا كنت تريد التخلص من شعور الخوف عند مواجه الجمهور مثلاً؛ يجب أن يكون التأكيد محدّداً وواضحاً "أنا سعيد وممتن بصعودي الآن إلى المنصة ورؤية هذا الجمهور"
  • التأكيدات التي تتضمن عواطف ومشاعر أكثر قوة، مثل أنا سعيد، أنا ممتن.
  • قم بتحويل الأفكار السلبية التي تزعجك إلى تأكيدات إيجابية.
  • اكتب التأكيدات الإيجابية في مكان تراه باستمرار وبطريقة مميزة وملفتة، استعن أيضاً بالصور.

اعتمد دائماً على نفسك لكتابة التأكيدات الإيجابية الخاصة بك، وسنذكر بعض الأمثلة عن التأكيدات الإيجابية في مواقف مختلفة، وتذكّر أن هذه التأكيدات تساعد على تحقيق هدف معين من خلال تصحيح نمط التفكير وليست وسيلة قائمة بذاتها لتحقيق الهدف.

  1. التأكيدات الإيجابية للتخلص من الخجل والتردد
    • أنا سعيد بقدرتي الآن على التحدث بطلاقة وصراحة مع الآخرين.
    • أتخذ قرارات جيدة في كل مرة وهذا يجعني واثقاً من قراراتي.
    • كل يوم هو فرصة جديدة للمواجهة والتحدي، أنا مقتنع بالطريقة التي أواجه بها التحديات.
    • كل ما يحدث الآن يعمل لمصلحتي في النهاية.
  2. أمثلة تأكيدات إيجابية للإقلاع عن التدخين
    • أنا ممتن لاستنشاق الهواء برئتين نظيفتين.
    • أنا سعيد لأنني أمتلك الآن بعض النقود الإضافية بعد ترك التدخين.
    • أشعر بجسدي الآن خالٍ من السموم وسعيد بذلك.
    • اليوم أتخلى عن عاداتي السيئة وأكتسب عادات جيدة وصحية.
  3. التأكيدات الإيجابية لإنقاص الوزن
    • أستطيع الآن أن أشعر بجسدي الخفيف.
    • أنا سعيد لحصولي على ثياب بمقاس أصغر.
    • أنا أشعر بجسدي يشكرني على عنايتي به، جسدي ممتن لخسارة المزيد من الوزن.
  4. تأكيدات إيجابية لتعزيز المشاعر الجيدة
    • كل يوم وبكل طريقة، أنا أفضل وأفضل "تأكيد كوي"
    • أنا قادر على إثبات نفسي في هذا العالم وإحداث التغيير.
    • اليوم وكل يوم أنا ممتلئ بالطاقة والسعادة.
    • أنا ممتن للمواهب التي منحني إياها الله وأكتشفها كل يوم.
    • أمتلك الكثير من الصفات لأكون ناجحاً الآن.
  5. من التأكيدات الإيجابية للمشاهير وأقوالهم عن الإيجابية:
    • "أنا شابة، قوية، ناجحة، وأنتج ما لا يقل عن 100ألف دولار في الشهر" سوزي أورمان مستشارة مالية وسيدة أعمال، كانت تكرر عبارة التأكيد هذه 25 مرة كل يوم!
    • "أن الأعظم، قلتها قبل أن أعلم أنني كنت الأعظم" محمد علي كلاي ملاكم أمريكي.
    • "تذكر أنه لا يمكن لأحد أن يجعلك تشعر بالنقص دون موافقتك!" إلينور روزفلت سياسية أمريكية.
    • "إذا كنت تحلم، يمكنك أن تفعل" والت ديزني صاحب شركة ديزني.
    • "حوّل جراحك إلى حكمة" أوبرا وينفري مقدمة برامج أمريكية.

المراجع