خطر التشتت والإلهاء أثناء قيادة السيارة

أنواع الإلهاء والتشتت أثناء القيادة، كيف تسبب الهواتف مزيداً من حوادث السير؟ ولماذا يجب أن نتوقف عن استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة؟ لماذا تناول الطعام خطر أثناء القيادة؟ وكيف يمكن أن نواجه خطر التشتت وفقدان الانتباه أثناء قيادة السيارة؟
خطر التشتت والإلهاء أثناء قيادة السيارة

خطر التشتت والإلهاء أثناء قيادة السيارة

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

هل تعتقد أن إلقاء نظرة على الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة ليس أمراً يستحق التفكير أو النقاش؟ هل تظن أن ثانية أو ثانيتين قد تقضيها في كتابة رسالة أو تعليق قصير لن تهدد حياتك وحياة الآخرين؟ ربما يجب أن تعيد النظر.


في هذا المقال؛ نقدم لكم أبرز الأخطار المرتبطة بتشتت الانتباه أثناء القيادة وخاصة المتعلقة باستخدام الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة، مع الأرقام والإحصائيات التي ترصد واقع حوادث الطرقات حول العالم وتأثير عوامل التشتت والإلهاء على فرص وقوع الحوادث المرورية، إضافة إلى أبرز النصائح المتعلقة بالسلامة المرورية والقيادة الصحيحة.
 

animate

محتويات المقال:

  1. تشتت الانتباه أثناء القيادة
  2. أنواع تشتت الانتباه أثناء القيادة
  3. لماذا التشتت أثناء القيادة خطير؟
  4. إحصائيات حوادث السير حول العالم
  5. إجراءات السلامة أثناء القيادة
  6. المراجع

تشتت الانتباه أثناء القيادة

لا تعتبر مشكلة تشتت الانتباه أثناء القيادة مشكلة حديثة أو ظاهرة مرتبطة بانتشار استخدام الهواتف المحمولة؛ بل أن الإلهاء وتشتت الانتباه أثناء قيادة السيارة لطالما كانت سبباً رئيسياً من أسباب وقوع الحوادث المرورية الخطيرة، ذلك بباسطة أن الإلهاء والانشغال بمهمات ثانوية أثناء القيادة يجعل ردة الفعل أبطأ وغير متناسقة مع سرعة وقوع الحادث. 
إذا كنت تقود بسرعة 60 كيلومتر في الساعة على طريق واسع ومؤهل؛ كل ما تحتاج إليه هو الانشغال بأي شيء غير القيادة لمدة أربع ثواني لتتعرض لحادث، كأن يظهر أمامك حيوان أو أن يقوم سائق آخر بالانعطاف المفاجئ، أو ألَّا تلاحظ لافتة تحويل الطريق بسبب الأشغال أو الإشارات المرورية، المشكلة إذاً ليست ما يلهيك عن القيادة، بل الإلهاء والتشتت نفسه مهما كان السبب.


أنواع تشتت الانتباه أثناء القيادة

ويتم تقسيم أنواع تشتت الانتباه أثناء القيادة إلى ثلاثة أنواع رئيسية كالآتي[1]
1- التشتت البصري: مهما كان سبب إبعاد نظرك عن الطريق فإن التشتت البصري سبب رئيسي لحوادث السير، ربما أوقعت شيئاً ما في السيارة وتحاول أن تبحث عنه، أو تتحدث إلى الراكب في الخلف، أو حتى تتفقد طفلك الجالس في المقعد الخلفي، أو تتفقد هاتفك المحمول....إلخ، مهما كان سبب التشتت البصري فإن ثوانٍ قليلة من إبعاد النظر عن الطريق قد تسبب كارثة حقيقية.

2- ترك المقود: من أنواع التشتت أثناء القيادة أيضاً الإجراءات التي تدفعك لترك المقود والابتعاد عنه، كالبحث عن شيء في الصندوق أو الدخول في محادثة نصية عبر واتساب أو حتى إخراج النقود أثناء القيادة أو تفقد دفتر المواعيد.

3- التشتت المعرفي أثناء القيادة: حالة الشرود الذهني والتفكير والتخيل والانفصال عن الواقع أثناء القيادة، أو الدخول في أمر يحتاج إلى تركيز إضافي كالنقاشات عبر الهاتف أو محاولة تنظيم جدول العمل أثناء القيادة.

إلى هذه الأنواع الثلاثة تنتمي مختلف أنواع التشتت أثناء القيادة، فتناول الطعام أثناء القيادة على الرغم أنه يبدو سلوكاً عادياً وغير خطير؛ إلَّا أنه قد يشكل تشتتاً مركباً يجمع الأنواع الثلاثة، فأنت تمسك الساندويتش في يدك وربما تمسك منديلاً باليد الأخرى، وتفكر أنَّ المطعم الذي أخذت منه الطعام ليس الأفضل، وربما تسترجع ذكرياتك عندما كانت أمك تمنعك عن الوجبات السريعة، وقد تحاول فتح الساندويتش لاكتشاف طعم غريب، أو تبحث عن المناديل الورقية لتمسح الصلصة عن قميصك... صدق أو لا تصدق؛ إن تناول الطعام أثناء القيادة قد يودي بحياتك وحياة أشخاص آخرين!.


لماذا التشتت أثناء القيادة خطير؟

تشير الإحصائيات [2] إلى أن 78% من حوادث السير و65% من حوادث الاصطدام في الولايات المتحدة الأمريكية كان سببها تشتت السائقين والقيادة المشتتة، ومن أبرز أسباب الإلهاء والتشتت أثناء القيادة والتي تسبب العديد من الحوادث متفاوتة الخطورة:
- الرسائل النصية.
- الاتصالات الهاتفية والتسجيلات الصوتية.
- التقاط الصور والفيديوهات أثناء القيادة.
- استخدام نظام الملاحة GPS.
- تناول الطعام أثناء القيادة.
- الحديث مع الركاب.
- وضع المكياج وتفقد الأناقة.
- تفقد المفكرة والتحضير للمواعيد.
- الحديث أو الشجار مع سائق آخر.

تكمن خطورة التشتت أثناء القيادة في أن سرعة السيارة غير متناسبة مع سرعة ردة الفعل، فأنت بحاجة لتكون بأقصى درجات التركيز لتتمكن من اتخاذ الإجراء المناسب في الحالات الطارئة، ومع وجود ما يلهيك ويشتتك فأنت تفقد القدرة على الاستجابة.
والمشكلة الكبرى أن معظمنا يعتقد بقدرته على أداء مجموعة كبيرة من المهام في وقت واحد دون التأثير على التركيز في كل مهمة بشكل منفصل، لكن هذه مغالطة كبيرة، فقدرة الإنسان على أداء مهمتين في وقت واحد تكاد تكون معدومة، إن عقلنا يقوم بالتركيز على المهمة التي نقوم بها في الوقت الراهن ويصرف انتباهه عن المهمات الأخرى.
عندما تتناول الطعام مثلاً أثناء محادثة نصية عبر الانترنت فأنت لا إرادياً تمسك الملعقة وتبقيها معلقة في الهواء مقابل فمك ريثما تنهي من قراءة أو كتابة الرسالة، ثم تقوم بتناول اللقمة، هذا لا يعني أنك تؤدي المهمتان معاً، بل أنت تكتب وتتوقف عن الأكل، ثم تأكل وتتوقف عن الكتابة، كذلك قد تتوقف عن الحديث مع الشخص الذي أمامك لتقرأ رسالة وتفقد اتصالك معه بشل كامل، لأنك لا تستطيع أن تتحدث مع شخصين وفي موضوعين مختلفين في وقت واحد.
 أثناء قيادة السيارة فهي تندفع بسرعة دون أن تتمكن من إيقافها أو تعليقها في الهواء لكتابة الرسالة ثم الاستمرار مجدداً، لذلك فإنك تفقد تركيزيك على القيادة مع استمرار اندفاع السيارة، ومع صدور صوت مفاجئ أو ضوء سيارة مفاجئ قد لا تجد فرصة لاتخاذ الإجراء المناسب لتجنُّب وقوع الحادث.


إحصائيات حوادث السير حول العالم

في بداية روايته "نادي السيارات" يتحدث الروائي المصري علاء الأسواني عن بداية اختراع السيارة، وكيف أثر وجود السيارات في نظرة الإنسان إلى العالم وإلى العصر الجديد، ومن هذه التأثيرات الكبيرة ظهور الموت نتيجة حوادث السير.
وليس من الغريب أن يزداد الاهتمام عاماً بعد آخر بقضية الحوادث المرورية خاصّة وأنها تعتبر السبب الأول للوفاة في فئة الشباب بين 15 و29 سنة، وإليكم احصائيات حوادث السير حول العالم [3]:
-
مليون وربع المليون كل عام يقضون نحبهم نتيجة حوادث السير حول العالم، بمعدل 3287 إنسان يومياً.

- حوادث السير هي السبب الرئيسي التاسع للوفاة على مستوى العالم، وسبب الوفاة الرئيسي للفئة العمرية بين 15 و29سنة، والسبب الرئيسي الثاني للوفاة في الفئة بين 5 و15 سنة، ومن المتوقع أن تكون حوادث السير السبب الرئيسي الخامس للوفاة بحول العالم بحلول 2030.

- معظم حوادث السير تحدث في الدول النامية والفقيرة، وتكلفها أكثر من قيمة المساعدات الإنمائية التي تحصل عليها.

- القيادة المشتتة والإلهاء أثناء القيادة سبب رئيسي لحوادث السير حول العالم، تليها السرعة الزائدة والقيادة تحت تأثير الكحول والقيادة المتهورة، إضافة إلى أعطال السيارات والحالة الفنية السيئة، والظروف الجوية وغيرها من العوامل التي تقود إلى حوادث السير.


إجراءات السلامة أثناء القيادة

في مقال سابق تحدثنا عن 56نصيحة للسلامة المرورية، حيث تناولنا أهم الأسباب التي قد تقود للحوادث المرورية وأهم الإجراءات الاحتياطية للوقاية من حوادث السير، وفيما يلي نتحدث عن أهم النصائح المتعلقة بتجنب الإلهاء والتشتت أثناء القيادة [3]:
- الامتناع التام عن استخدام الهاتف أثناء القيادة مهما كان السبب.

- في حال وجود ما يستدعي إجراء المكالمات أو المحادثات النصية أو الصوتية فلا بد من التوقف في مكان آمن.

- الانتهاء من تنظيم وتحديد المواعيد والأعمال قبل ركوب السيارة، والامتناع عن تفقد المفكرات أو المواعيد عبر الهاتف أثناء القيادة.

- إن استخدام السماعات اللاسلكية وإن كان يقلل من التشتت لكنه لا يعتبر آمناً بأي حال، لذلك يجب الامتناع عن إجراء المكالمات عبر مكبرات الصوت أو سماعات الرأس أثناء القيادة.

- عدم تناول الطعام أثناء القيادة والتوقف في مكان آمن حتى الانتهاء من الوجبة مع التأكد من إجراءات السلامة المتعلقة بالوقوف على جانب الطريق.

- التدخين أثناء القيادة يعتبر أيضاً من أسباب حوادث المرور وحرائق السيارات، لذلك من الأفضل الامتناع عن التدخين أثناء القيادة، فسقوط عقب السيجارة أو البحث عن المنفضة أو البحث عن الولاعة جميعها أسباب للتشتت والإلهاء.

- الحفاظ على التركيز طيلة فترة القيادة وتأجيل الأحاديث والنقاشات والشجار إلى قت لاحق.

- لا تقم بقيادة السيارة مطلقاً تحت تأثير الكحول أو أي من المواد المهلوسة، أو حتى في حالات الإرهاق والتعب أو حالات الغضب.

- حاول استخدام نظام الملاحة أثناء الوقوف والتعرف إلى الطريق جيداً، وفي حال استخدام نظام الملاحة أثناء القيادة تأكد أنك تقود بسرعة منخفضة وفي المسار الآمن مع استخدم الأوامر الصوتية.

- لا تبحث عن شيء داخل السيارة أثناء القيادة، وجهز كل ما تريده قبل الانطلاق.

- وضع مساحيق التجميل أو تفقد تسريحة الشعر أو تعديل ربطة العنق أثناء القيادة ممنوع منعاً باتاً، اعتني بأناقتك جيداً قبل ركوب السيارة.

- في حال وجود أطفال في المقعد الخلفي فإن الطريقة المثالية لتفقدهم أو الحديث معهم هي الوقوف على جانب الطريق في مكان آمن.
    
أخيراً... تزداد مخاطر حوادث السير يوماً بعد آخر، ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وارتفاع وقت استخدام الهواتف المحمولة على مدار اليوم؛ أصبح من الضروري التنبيه إلى خطورة تشتت الانتباه أثناء القيادة، وأهمية التركيز على القيادة وعلى القيادة فقط، لنصل بسلام ونحمي أنفسنا والآخرين من خطر حوادث الطرقات.

 

المراجع

 

[1] Romeo Vitelli Ph.D, "Distracted Driving and Cellphones: What Are the Risks?." , www.psychologytoday.com , Retrieved16/5/2019

[2] Adeola, Ruth MS, RN; Gibbons, Mallory BA "Get the Message: Distracted Driving and Teens" , Journal of Trauma Nursing, Retrieved16/5/2019.

[3] "www.asirt.org, Retrieved16/5/2019 "Annual Global Road Crash Statistics