نصائح سريعة وقصيرة في تربية الأبناء - الجزء الثاني

تربية الأبناء من مرحلة ما قبل المدرسة حتى سن البلوغ.. ما هي أهم النصائح والطرق الفعالة في تنشئة طفل؟ وكيف تدعم حب التعلّم لدى أطفالك؟
نصائح سريعة وقصيرة في تربية الأبناء - الجزء الثاني

نصائح سريعة وقصيرة في تربية الأبناء - الجزء الثاني

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

في المقال الأول حول نصائح تربية الأبناء؛ تناولنا أبرز النقاط التي تساعدك على تنشئة الطفل والتعامل معه منذ ولادته وفي مرحل الطفولة المبكرة، بطريقة تجعل الأمومة والأبوة أكثر إيجابية، وفي هذا المقال نتابع الحديث عن أهم الطرق لتربية الأبناء حتى مرحلة البلوغ، ولمراجعة الجزء الأول انقر على الرابط.

تربية الطفل في مرحلة ما قبل دخول المدرسة
في هذه المرحلة من الطفولة المبكرة أيضاً، يحتاج طفلك لكامل وقتك تقريباً، فضلاً عن أهمية الصبر لمتابعة مهامك في تحقيق تنمية صحية عقلياً وجسدياً للطفل، فإعداد الطفل لمرحلة ما قبل المدرسة، هو الخطوة الأولى لإدخال طفلك الصغير في عالم التعليم والتعلم، حيث أن أول تجربة تعليمية لديهم، هي تجربة حاسمة لأن نظرتهم كاملة إلى التعليم ستعتمد على ذلك، ومن هنا تنبع أهمية معرفة الأشياء التي يجب مراعاتها أثناء البحث عن رعاية نهارية جيدة لطفلك، مع نصائح الأبوة والأمومة المهمة لمرحلة ما قبل المدرسة لمساعدتك في هذه الرحلة؛ تبدأ بتوفير بيئة شاملة لطفلك لينمو ويستكشف، من خلال فتح عالم من الإمكانيات له بوجود الرعاية والتشجيع المناسبين لاستخدام إبداعه وخياله ومواهبه، لذا فإن بعض الأشياء المهمة التي يجب مراعاتها أثناء البحث عن الروضة أو دار الحضانة تشمل:

- سلامة الطفل: وتشكل سلامته الأهمية القصوى عندما يتعلق الأمر باختيار الرعاية النهارية لطفلك، تأكد من أن (الروضة أو دار الحضانة) تحتوي على كاميرات المراقبة لضبط عنف الأطفال مع بعضهم البعض، كذلك كشف علامات تعرض طفلك للتخويف وإساءة المعاملة، بحيث يجب أن تكون هناك إجراءات مناسبة للسلامة من الحرائق مثلاً.. لضمان أمان طفلك في جميع الأوقات التي يكون فيها بعيداً عنك، كما يُنصح باختيار دور الحضانة المرموقة والتي تتمتع بمستويات تعليمية عالية مع موظفين موثوقين وذوي خبرة جيدة.

- النظافة والعناية: لأن الأطفال عرضة لالتقاط العدوى من الهواء والأمراض الموسمية، فمن الضروري اختيار دور الحضانة التي تركز على توفير بيئة نظيفة وصحية للأطفال، مثل: الحمامات النظيفة والأسرّة النظيفة لقيلولة بعد الظهر، التي يتم تغييرها بانتظام كأحد علامات الرعاية الجيدة، كما تشمل البيئة النظيفة الطعام الذي يتم إعداده بشكل صحي ويلبي المتطلبات الغذائية الأساسية لكل طفل، بالإضافة إلى ذلك تأكد من أن موظفي دور الرعاية يفهمون الروتين اليومي لطفلك؛ لتسهيل عملية انتقاله من المنزل دون متاعب لك ولطفلك ولموظفي دار الحضانة أيضاً.

- تعليم يحفز التفكير لدى الطفل: واحدة من أهم نصائح التربية الإيجابية، هي التأكد من أن جدول الحضانة التعليمي؛ يحتوي الكثير من وقت اللعب مع مجموعة واسعة من الأنشطة في مجالات الموسيقى والفن والحرف ومناهج التعلم المحفّزة، نظراً لأن الغرض من التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، هو إثارة فضول طفلك ودفعه إلى معرفة المزيد، كما يجب أن تكون المهارات الأكاديمية والمناهج الدراسية مناسبة لعمر طفلك، مما يسمح له بالتعلم على راحته.
 

animate

إعداد طفلك لمرحلة ما قبل المدرسة، هو طريقة جيدة لمساعدته على الاستقرار بسرعة والتحكم بمستويات القلق لديه، وهناك الكثير من نصائح الأبوة والأمومة المفيدة لمرحلة ما قبل المدرسة، لمساعدة الطفل على الاستقرار في الحضانة ومنها: 

- الحديث مع الطفل بشكل حيوي: السماح لطفلك بمعرفة أنه ذاهب إلى دار الحضانة أو الروضة أمر ضروري، لذا من الضروري الجلوس والتحدث معه بصراحة، ودعه يعرف أنك لن تكون موجوداً معه لبضع ساعات، وهو أمر جيد نظراً لوجود أشخاص ودودين معه لرعايته، كما سيتعرف على أصدقاء جدد من عمره ايضاً، وحاول أن تعلمه كيفية تكوين صداقات جديدة وتعلم أشياء جديدة أيضاً.

- تقدير جهود الطفل: يمنحك تشجع الطفل القدرة على تجاوز مشكلة ابتعاده عنك، وخاصة في اليوم الأول من الروضة، وذلك عندما تقدر استعداد طفلك للروضة وبذل جهود إضافية ليكون الطفل المميز، من خلال تعاونه معك ومع الموظفين في الحضانة، سوف يشعر طفلك بالفخر عندما يعرف أنه يجعلك فخوراً، وهذا ما يؤدي إلى مساعدة طفلك على التأقلم مع رياض الأطفال.

تلعب هذه السنوات من عمر الطفل؛ دوراً رئيسياً في تشكيل شخصيته كبالغ، ومن الطبيعي أن تبحث عن الحضانة التي تتفهم سرعة تعلم طفلك وتوفر له البيئة الصحيحة للنمو والتطور، وفيما يلي بعض الخصائص الرئيسية للروضة، التي تساعد الأطفال على التطور الإضافي:
- التعليم التجريبي: بالعثور على الروضة التي تركز على المنهاج العملي للتعلم بدلاً من النهج النظري، بحيث يحتاج الأطفال إلى التعلم من خلال وسائل تعليمية مفيدة ووضع الحدود لوقت الشاشة، بحيث يطور مهارات اجتماعية مبكرة ويتعلم التواصل والتعبير عن نفسه بشكل جيد.

- التعلّم الممتع: أثناء البحث عن رياض الأطفال؛ ركز على تلك التي تتبع منهاجاً تعليمياً يستند إلى المتعة والترفيه، نظراً لأهمية اللعب في حياة الطفل وانعكاسه على تطور مهاراته وقدراته الدماغية، بحيث تشمل الأنشطة المشتركة للمنهاج التعليمي؛ الموسيقى والرقص والفنون والحرف اليدوية البسيطة، كما تركز دور الحضانة المتخصصة على غرس العادات الغذائية الجيدة وأنماط النوم الصحية، التي تسهم في الرفاه العام للطفل.
 

تربية الأبناء خلال سنوات الدراسة حتى البلوغ
يمكن مساعدة الطفل الذي يحب التعلّم، من خلال تغييرات بسيطة في الروتين اليومي للعائلة؛ تعزز حب التعلّم لدى الطفل، وتدعم التعلّم في المنزل وطوال العام الدراسي أيضاً [2]:

- تطوير الشراكة مع المعلّمين والموظفين في مدرسة الطفل: من خلال مقابلة معلم طفلك بمجرد بدء السنة الدراسية، وإبلاغه بأنك تريد مساعدة طفلك على التعلم، وتريد أن يتصل بك إذا حدثت أي مشاكل مع طفلك، كذلك من خلال التعرف على الموظفين في المدرسة من المستشارين والإداريين، والأهم من ذلك حضور اجتماعات أولياء الأمور والمعلمين والبقاء على اتصال مع المعلم.

- دعم الطفل أكاديمياً: اسأل المعلم عن مستوى أداء طفلك في الفصل مقارنة بالطلاب الآخرين، وإذا كان لدى الطفل تراجع في مادة ما؛ من المهم أن تتصرف مبكراً قبل أن يتخلف عن زملائه، كذلك تأكد من أن طفلك ينجز واجبه المنزلي، ويعرف أن التعليم مهم، حيث يمكنك مساعدته من خلال تخصيص مكان للدراسة، وتحديد وقت منتظم للقيام بالواجبات الدراسية، ومنع التشتيت مثل المكالمات الهاتفية والتلفزيون والزيارات العائلية أثناء ذلك، وعليك الثناء على جميع جهود الطفل، وإذا كان من الصعب عليك مساعدته في أداء واجباته أو المشاريع المدرسية، عليك معرفة ما إذا كان يمكنك العثور على شخص متخصص يمكنه المساعدة، كي تساند طفلك على الاستعداد للاختبارات أيضاً. 

- دعم تعلّم الطفل في المنزل: من خلال مراقبة استخدام طفلك لشاشات الكمبيوتر والهاتف الجوال والجهاز اللوحي، وما يشاهده على شاشة التلفزيون أيضاً، ولا بد أن تشجع طفلك على ممارسة عادة القراءة وزيارة مكتبة المدرسة أو الحي واستخدام مكتبة المنزل أيضاً، لما تقدمه له المراجع المتوفرة من فوائد في منهاجه الدراسي وفي الإجابة على الأسئلة التي تخطر له، كذلك التحدث والتواصل الفعّال مع الطفل والإصغاء إليه في كل ما يقوله، ومحاولة مساعدته على حل مشكلاته في المدرسة ومع أقرانه.

ولأن فوائد التعلّم لا تتوقف على المدرسة؛ فأنت مطالب كأحد الوالدين بتعليم أطفالك؛ مهارات جديدة واكتساب معرفة جديدة، ويمكنك أن تستفيد من هذه النصائح [3]:
- تشجيع الطفل على المشاركة:
من خلال سؤال الطفل عما تعلمه اليوم في المدرسة، مما يساعدهم على ممارسة دور المعلم عندما يشرحون لك ما تعلموه والتحدث عما يزعجهم أو يمتعهم خلال تواجدهم في المدرسة، وحاول أن تكون أسئلتك مناسبة لعمر الطفل والموضوع الذي تسأله حوله مثلاً لطفلك في عمر ثمان سنوات اسأله في العلوم: "لماذا تعتقد أن العلماء أرادوا اكتشاف ذلك؟، وفي الرياضيات: "كيف تعتقد أن الناس يستخدمون هذا كل يوم؟"، وقد يتجاوز الطفل توقعاتك من خلال إجاباته.

- تحديد عوائق التعلم والتغلب عليها: حاول أن تعرف إذا ما تعرض طفلك لضغوطات بسبب عملية التعلّم في المدرسة، وما تأثير التنافسية في الفصل على قدراته الأكاديمية، وإن لم ينفع التحدث مع المعلم لإيجاد حلول لبعض مشكلات التعلّم لدى طفلك؛ حاول أن تجد الحلول في المنزل او بمساعدة أستاذ خصوصي أيضاً.

- التعلّم من خلال اللعب: عندما تطلع جيداً على منهاج المدرسة لدى طفلك، يمكنك إيجاد بعض التفاصيل والأنشطة الممتعة التي تساعدك على جعل عملية التعلّم أكثر سلاسة في المنزل، هذا بالنسبة للأطفال الصغار، أما الأكبر سناً؛ فيمكنك مساعدته على اكتشاف اهتماماتهم ومواهبهم من خلال ما يتعلمونه في المدرسة.

- ربط التعلّم بالحياة: حيث سيعرف الطفل أن كل ما يتعلمه مرتبط بحياته ومستقبله، ولو واجهت صعوبة في بعض المعلومات التي يشعر الطفل أنها غير مفيدة له؛ حاول مساعدته على إيجاد حل لهذه المشكلة، خاصة أننا نعيش في عصر انفتاح المعلومات، ويمكن أن تتعاون مع أطفالك في البحث حول أي موضوع دراسي مهما كان صعباً.

- لا تضغط على الطفل: بدلاً من معاقبة الطفل على الدرجات السيئة أو الأداء الأكاديمي الضعيف، قدم دعمك له ولخيبة أمله من النتائج؛ دون أن يكون خائفاً من حكمك عليه، ثم تحدث معه واستمع إليه وتعاونا لإيجاد حلول يمكن أن تساعد في تحسين دراسته والاستمتاع بالمدرسة.

- التأسيس لبيئة عائلية تشجع على التعلم: بالتحدث مع الطفل وطرح الأسئلة، كذلك مشاركة القصص والبحث عن المعرفة من خلال قراءة جميع أنواع الكتب مع الأطفال، ومناقشة الأخبار المهمة والأحداث الجارية حولك مع أبنائك المراهقين.

في النهاية.. يمكن أن تساعد هذه النصائح البسيطة في تربية طفل يحب التعلّم وتجعل المدرسة مكاناً آمناً وسعيداً، فيتعرف الطفل على نفسه وعلى الآخرين والعالم من حوله، ويكتشف ماذا يريد أن يصبح مستقبلاً، شاركنا رأيك من خلال التعليق على هذا المقال.
 

[1] مقال "طرق تربية الأبناء منذ الولادة إلى البلوغ"، منشورة على موقع klayschools.com، تمت المراجعة في 04/08/2019
[2] مقال "طرق مساعدة الطفل على التعلم في المدرسة"، منشور على موقع colorincolorado.org، تمت المراجعة في 04/08/2019
[3] نصائح تربية طفل يحب التعلّم، منشور على موقع melbournechildpsychology.com.au، تمت المراجعة في 04/08/2019