أنواع بكاء الرضيع وطرق تهدئة الطفل الرضيع
يحلم العديد من البالغين بأن يصبحوا آباء ليلعبوا ويمرحوا مع أطفالهم، متجاهلين المشاكل الكثيرة التي قد تترافق مع ولادة أطفالهم. يعتبر بكاء الرضيع أحد أكثر مشاكل الأطفال انتشاراً في العالم، ويعاني الآباء من مختلف بقاع الأرض من مشكلة البكاء الدائم لأطفالهم، فما هو سبب بكاء الأطفال؟ وكيف يمكننا أن نسكتهم ونهدّئ من روعهم؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
لماذا يبكي طفلك خلال نومه؟... يعتبر بكاء الأطفال أمر شائع الحدوث، وهو أمر طبيعي وضروري من أجل عملية النمو؛ حيث يستعمل الأطفال هذه الطريقة من أجل التواصل مع الأهل عندما لا يكون هناك أي أعراض أخرى تدل على المرض. بمعنى آخر، يمكن القول بأن أجسام الأطفال الصغار غير مهيأة للتأقلم مع دورة النوم الطبيعية للإنسان، مما يدفعهم للاستيقاظ بشكل متكرر في الليل، فيحاولون التواصل معكم وإخباركم بأنهم مستيقظين عن طريق البكاء أو الصراخ.
مع نمو طفلك وزيادة سنه، سيتأقلم أكثر مع دورة النوم الطبيعية ولكنه قد يتعرض لمشاكل أخرى أسوأ كالكوابيس الليلية، لذلك من الطبيعي للغاية أن يبكي طفلك أثناء النوم بسبب هذه الكوابيس؛ وقد أثبتت الدراسات أن هذه الحالة تصيب الأطفال منذ الشهر الثامن عشر من عمرهم، وتستمر عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و12 عاماً. [2]
لا يقتصر بكاء الرضيع على الليل فقط، بل من الشائع أيضاً أن يستمر بكاء الأطفال طيلة النهار أيضاً؛ وعلينا أن نخبركم أعزاءنا القراء أن الأطفال الذين يبكون ليسوا رضعاً فقط، بل من الممكن أن يكونوا أطفالاً بعمر الثانية أو الرابعة او حتى السادسة! فما السبب خلف بكاء الأطفال الكبار؟
تقول خبيرة موقع حلوها الدكتورة هداية المختصة بنفسية وتربية الطفل "لا يمكن أن نقول بأن الطفل يبكي من غير سبب، فمن الممكن أنه لا يريد الإفصاح عن السبب أو أنه لا يستطيع التعبير بسبب عمره الصغير فيعبر عن انزعاجه عن طريق البكاء؛ وقد يكون مجرد طفل مدلل يستخدم هذا الأسلوب كآلية للحصول على الأمور التي يرغب بها".
كما تقول أيضاً خبيرتنا أنه يوجد بعض الطرق التي قد تلهي طفلك عن البكاء، حيث تنصحكم الدكتورة هداية وتقول " حاولوا أولاً التعرف على سبب بكاء طفلكم عن طريق التقرب منه والتعرف على اهتماماته ومصاحبته من أجل تنمية روح الألفة والارتياح حتى يستطيع الإفصاح عن إحساسه ومشاعره".
وتقول خبيرة موقع حلوها النفسية سراء الأنصاري أنه في حال شعرت الأمهات الجديدات بالخوف والقلق كلما سمعن بكاء الطفل فقد يعني هذا أنهنّ مصابات باكتئاب ما بعد الولادة، وهو أمر يحتاج إلى علاج بكل تأكيد من الخبير المتخصص لضمان صحة الأم والطفل النفسية.
من الضروري أن يعرف كل من الآباء والأمهات كيفية تهدئة الطفل بشكل سليم لمنعه من الاستمرار بالبكاء بلا سبب، ولأن هدفنا هو مساعدتكم، قررنا في هذه الفقرة أن نتعرف على أهم الطرق التي تساعد في إسكات الطفل ومنعه من الاستمرار بالبكاء:
- لف الطفل ببطانية رقيقة: يحتاج الأطفال الصغار والرضع للشعور بالأمان، ويكمن الأمان في هذه المرحلة العمرية في البقاء بحضن الأم، ولكن يمكن الاستعاضة عن ذلك عند النوم بلف الطفل ببطانية محكمة بعض الشيء ليشعر طفلك بالأمان؛ ولكن تأكدوا من كيفية استعمال هذه التقنية من شخص خبير لكيلا تصبح البطانية ضيقة جداً فتزعج طفلكم أكثر.
- احمله بشكل صحيح: قد يعتقد بعض الأهالي أن حمل الأطفال بين الذراعين أمر بسيط، إلا أنه ليس كذلك! من الضروري أن تقرب طفلك من جسدك أثناء حمله، وأن تميله على جهته اليسرى لتسهيل عملية الهضم؛ وإذا ما أردت وضعه على السرير، دعه يستلقي على ظهره.
- أصوات مهدئة: يمكنك أيضاً عزيزي القارئ أن تستعمل بعض الأصوات المهدئة التي من شأنها دفع الطفل أو الرضيع للاسترخاء. ويعتبر كل من صوت المروحة الخافت أو الموسيقا الكلاسيكية الهادئة أو حتى أصوات الطبيعة مثل صوت أمواج البحر من أشهر الأصوات التي تخدم غايتك.
- لا تفرط في إطعام طفلك: قد يعتقد بعض الأهالي أن إطعام الطفل عندما يبكي هو الحل الأمثل لإسكاته، لكن في الحقيقة هذا الأمر قد يسبب بكاء طفلك أكثر بعد الطعام. تخيل أنك تتناول الطعام كل نصف ساعة أو كل ساعة، ألن تشعر بعدم الراحة في جهازك الهضمي؟ هذا ما يحدث لطفلك أيضاً، لذلك حاول أن تباعد بين وجبات طفلك اليومية ساعتين على الأقل بين كل وجبة وأخرى.
- المصاصة أو ما يعرف بـ "اللهاية، السكاتة": في حال لم يحن الوقت المناسب لإطعام طفلك، يمكنك أن تخدعه بتقديم مصاصة الأطفال له، بهذه الطريقة سيشعر بإحساس الرضاعة عن طريق مص هذه الأداة، ولكن بنفس الوقت تكون قد منعته من الشعور بالانزعاج نتيجة حصوله على كثير من الطعام.
- ما هي الأمور التي يجب أن تتحقق منها؟ بالإضافة إلى الطرق السابقة التي ستساعدك بالتأكيد على التخلص من بكاء طفلك، هناك بعض الأمور التي يجب عليك أن تتحقق منها لتتأكد من أن طفلك لا يحتاج إلى أي عناية إضافية. [3]
- من الضروري أن تتأكدوا من موعد آخر وجبة طعام تناولها الرضيع، فمن الممكن أن يكون الجوع سبب البكاء المتواصل.
- تحققوا من درجة الحرارة، وتأكدوا من ارتداء طفلكم للثياب المناسبة لدرجة حرارة الغرفة.
- قد يكون كل ما في الأمر أن طفلكم قام بقضاء حاجته في الحفاض، وبالتالي يشعر بعدم الراحة ويريد أن يتم تغيير حفاضه.
- من الممكن أن يكون الملل أيضاً أحد أسباب بكاء الطفل، كنوع من التواصل معكم لكي تهتموا به قليلاً وبالتالي لكي يلعب معكم بعض الشيء.
على الرغم من أن معظم الحالات التي يبكي بها الأطفال غير خطيرة على الإطلاق، إلا أن هذا لا ينفي أنه يمكن للبكاء أن يكون دليلاً على مرض ما –لا قدّر الله- أو إشارة لمراجعة الطبيب المختص لكي يتم تشخيص الحالة بشكل علمي؛ سنتناول في هذه الفقرة حالات البكاء الخطرة[4].
- بكاء الأطفال من الألم: قد تلاحظون أن طفلكم يبكي كلما تحملونه أو كلما تلمسونه في مكان معين من جسده، هذا الأمر لا يمكن السكوت عنه على الإطلاق، فمن الممكن أن يكون دليلاً قوياً على شعور الطفل بالألم الشديد، وبالتالي هذا يستلزم زيارة الطبيب المختص بأسرع وقت.
- تغير عادات النوم: في حال كان بكاء طفلكم أثناء وقت النوم أمر عرضي فلا داعي للقلق، ولكن إن ترافق هذا البكاء مع تغير عادات النوم أو كمية الطعام التي يتناولها قبل النوم، فهنا تكمن المشكلة. ننصحكم بهذه الحالة مراجعة الطبيب مباشرة.
- بكاء الرضيع المستمر: قد يستمر بكاء الطفل لبضع ساعات أحياناً وهو أمر اعتيادي وخاصة في أشهره الأولى؛ ولكن في حال استمر البكاء والصراخ لأكثر من ليلة عندها تكمن خطورة هذا البكاء، ويأتي دورك للاعتناء بطفلك عن طريق زيارة طبيب الأطفال المختص.
- عدم انتظام وجبات الطعام سبب لبكاء الرضيع: قد يعاني الأطفال من حساسية لبعض الأطعمة بما فيها حليب الأم! لذلك ننصحكم بزيارة الطبيب حين يترافق البكاء مع تغير في كمية الطعام أو أوقات الوجبات أو أي شيء آخر متعلق بطعام طفلكم.
شاهد فيديو د.سندس عجرم أخصائية الأطفال عن أسباب بكاء الأطفال وكيفية التعامل مع كثرة البكاء من خلال النقر على علامة التشغيل أو الانتقال لهذا الرابط:
ما هي طرق التواصل مع الطفل حسب العمر؟
إن أفضل طريقة لمنع الطفل من البكاء بشكل مستمر هي استباق الأحداث وتكوين علاقة سليمة مع الطفل، فمن خلال التواصل السليم مع طفلكم، لن تضطروا أبداً إلى البحث عن تقنيات لمنعه من البكاء، لأنكم قمتم بالفعل بتقديم كل ما يحتاجه لكيلا يبكي. تعرفوا معنا على طرق بناء العلاقة مع الطفل حسب عمره. [5]
- من شهر إلى 3 أشهر: في هذا العمر كل ما يحتاجه الأمر هو إظهار الاهتمام الدائم كلما احتاج طفلك له؛ أي أنه يبكي عندما يرغب باهتمامك به كنوع من طرق التواصل –كما ذكرنا سابقاً- ولذلك يجب عليك أن تكوني جاهزة دائماً وفي أي وقت لكي توليه هذا الاهتمام عندما يطلبه بابتسامة مرحة ونبرة مهدئة.
- من 3إلى 6 أشهر: في هذا العمر يبدأ دورك بإضفاء القليل من اللعب والمرح مع طفلك، فهو قادر في هذا العمر على فهم النشاطات الحسية؛ بمعنى آخر، يكون طفلك قادراً في هذا العمر على فهم أنك تلعبين معه. ولكن مع هذا، يكون دورك فعالاً فقط عندما يطلب طفلك هذا الأمر منك سواء عن طريق إصدار بعض الأصوات أو عن طريق البكاء الخفيف؛ فبالنهاية طفلك بحاجة للراحة أيضاً.
- من 6 إلى 10 أشهر: في هذا العمر يفهم طفلك تماماً معنى اللعب، ويصبح قادراً بشكل تام على إخبارك بطريقته الخاصة أنه يريد أن يلعب معك. إن لعبك مع طفلك بهذا العمر يعني أن علاقتك به جيدة جداً وبالتالي لن يضطر طفلك للبكاء كلما أراد التواصل معك، حيث أصبح بإمكانه لفت نظرك بشتى الطرق الأخرى.
- من 10 إلى 18 شهراً: يمكنك أن تضمن أن طفلك سليم نفسياً لأنك عملت طوال الوقت على تحسين تواصلك معه واهتمامك به، ولذلك يستطيع طفلك الآن أن يمشي أو يركض حتى إليك مع لفظ بعض الأحرف أو الإشارة إلى الأشياء ليتواصل معك بشكل سليم؛ وفي هذه المرحلة عزيزي القارئ عليك أن تكون فخوراً بنفسك، لأنك وصلت إلى هذه المرحلة في تربيتك لطفلك.
في النهاية، كما ذكرت خبيرتنا الدكتورة هداية سابقاً، نادراً ما يبكي الأطفال بدون سبب، لذلك علينا دائماً أن نفهم ما يشعر به طفلنا.