خجل الطفل من الغرباء ومساعدة الطفل الخجول

أسباب خجل الطفل من الغرباء، علامات خجل الطفل من الغرباء وصفات الطفل الخجول، آثار الخجل على شخصية الطفل، ومساعدة الطفل الخجول على التخلص من خجله
خجل الطفل من الغرباء ومساعدة الطفل الخجول

خجل الطفل من الغرباء ومساعدة الطفل الخجول

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعد خجل الأطفال مصدر قلق للكثير من الأهل، لما قد يترتب عليه من آثار على شخصيته الاجتماعية واندماجه في محيطه وبيئته، سواء في التعامل مع الأقارب أو الغرباء أو المدرسة أو طريقة التصرف في الشارع، والحقيقية أن خجل الأطفال حين يخرج عن الحدود الطبيعية قد ينعكس بآثار سلبية عديدة على شخصيته في المستقبل وعلى مجمل تفاعلاته وعلاقاته الاجتماعية، ومن هنا كانت ضرورة التعرف على مشكلة خجل الأطفال من الغرباء من حيث الأسباب وكيفية المساعدة.

بالحديث عن أسباب شعور الخجل من الغرباء وخاصة بالنسبة للأطفال يجب أن ندرك مدى التشعّب والغموض الذي يحيط بهذا الموضوع، فالطفل بشكل عام والخجول تحديداً قليل الكلام ولم يتعلم بعد كيفية التعبير عن مشاعره وتوصيف مشكلته، فمسألة الخجل من الغرباء تتداخل فيها الأسباب والنتائج لتشكل معاً الصورة النهائية للطفل الخجول، وهنا نذكر بعض الأسباب التي يمكن أن تؤدي لخجل الطفل، حتى لو لم تكن جميعها موجودة بالفعل: [1,2,3]

  • قد يرتبط الخجل بالشعور بالنقص وقلة الثقة بالنفس: وذلك لأسباب عديدة مثل الوضع المادي الضعيف أو الشكل من حيث السمنة المفرطة أو النحافة الزائدة أو وجود عاهة أو تشوه جسدي ما، وبالنسبة للطفل فمثل هذه الأسباب تشعره بأنه أقل من غيره وأنه ناقص عنهم، وبالتالي يشعر بالخجل من التعاطي مع الغرباء حتى لو كانوا بمثل سنه.
  • التسلط التربوي من قبل الأهل: فهذا التسلط أو القسوة في التعامل ينمّي شعور بالضعف لدى الطفل وأنه غير محبوب من قبل ذويه وليس له أي قرار في شؤونه ويمكن أن يتعرض للتوبيخ لأصغر الأسباب، وكل هذا يولد شعور بالقلق الدائم من القيام بأي شيء وبالتالي الشعور بالخجل حتى بالمواقف التي لا يتلقى فيها التوبيخ.
  • التعرض للعنف والتنمر: وخاصة في المواقف التي يكون فيها بعيد عن أبويه في المدرسة مثلاً أو الشارع، فالأطفال كثيراً ما يتعرضون لمثل هذه المواقف وإذا لم يجدوا من يدافع عنهم يشعرون بالوحدة دائماً ويكوّنوا فكرة مسبقة سيئة عن الغرباء ويتجنبون التعامل معهم.
  • التعرض للانتقاد والخوف من الفشل: انتقاد الطفل بشكل دائم حتى لو كان مخطئ وأنه فاشل ولا ينفع لشيء يفقده مع الوقت محبته واحترامه لذاته، فهو سينظر لنفسه بالدونية وأنه أقل نجاحاً من الآخرين وأقل مقدرة منهم، وبالتالي عندما يتعامل معهم يشعر بالخجل من نفسه.
  • قد يخلط البعض بين شعور الطفل بالخجل وبين شعوره بالخوف من الغرباء: فبعض الأطفال لا يتقبلوا وجود الغرباء أو التفاعل معهم لشعورهم بالخوف منهم، وقد يكون السبب التعرض لموقف مخيف أو التخويف المقصود من قبل الأهل أو ربما عدم اعتياد الطفل على وجود غرباء حوله.
  • مشاكل نفسية واجتماعية: قد يكون سبب الخجل عند الطفل وجود لديه أحد الاضطرابات النفسية أو الاجتماعية مثل اضطراب القلق الاجتماعي أو وجود عقدة نقص معينة أو التعرض لمواقف محرجة سابقة.
  • التقليد والمحاكاة: معظم الأطفال يقلدون سلوك آبائهم ويحاكون صفاتهم الشخصية، وعندما يتصف الأب بشخصية خجولة فغالباً ما سوف يقلد الطفل سلوكيات هذه الشخصية وبالتالي يرث عن والده صفة الخجل بشكل تلقائي.
animate

الطفل صادق في مشاعره وبريء في انفعالاته وواضح في ردود فعله، وبمجرد التدقيق بعض الشيء بتصرفاته عند وجود الغرباء يمكن التكهن بالعلامات التي تدل على أنه يشعر بالخجل كما يمكن التنبؤ بأسباب هذا الشعور في بعض الأحيان، ومن علامات الخجل من الغرباء عند الأطفال يمكن ذكر[3,4]:

  • عدم الرد على الأسئلة أو المتحدث: يلحظ على الأطفال الخجولين عدم الرد على أسئلة الغرباء وعدم الرغبة بالحديث معهم أو الرد بكلمات قليلة وبصوت منخفض دون النظر بشكل مباشر إلى المتحدث.
  • اللعب وحيداً والابتعاد عن المجموعات: فالطفل الخجول يشعر بالضياع داخل المجموعات ويفضل اللعب وحيداً أو مع أشخاص محددين عن الانخراط في الألعاب الجماعية، وكأنه يخشى من قدراته المحدودة وبالتالي التعرض للسخرية.
  • عدم المشاركة في المدرسة: وهي من الأسباب التي قد ينتج عنها ضعف التحصيل الدراسي، فنجد بعض الأطفال لديهم قدرات جيدة واستيعاب سريع، لكنهم لا يشاركوا أثناء الدروس خوفاً من الخطأ والتعرض لموقف محرج.
  • تصرفات عدوانية في بعض الأحيان: وهي آلية للدفاع عن النفس فبعض الأطفال يلجؤون للعنف للتصدي للمواقف المحرجة.
  • التشبث بالوالدين بوجود الغرباء: فعندما يشعر الطفل بالخجل يلجأ لأبويه الأكثر ثقة بالنسبة له ويتشبث بهم ويختبئ ورائهم وكأنه يوكلهم بالدفاع عنه وابعاد الغرباء عنه.
  • عدم الرغبة بالقيام بالزيارات: فالطفل الخجول يفضل البقاء في المنزل ضمن الدائرة الضيقة من الأشخاص الذين يثق بهم ويحبهم، ولا يفضل الذهاب إلى أماكن يوجد فيها غرباء.
  • العزلة ضمن المدرسة: كون الطفل يتصف بالخجل في بعض الأحيان قد يتسبب هذا في صعوبة التفاعل مع زملاء المدرسة أو إقامة علاقات صداقة معهم، ما يتسبب بالعزلة للطفل الخجول إلى حد معين.
  • علامات جسدية: مثل اخفاء الوجه فرك اليدين أو الأعين ابعاد النظر عن المتكلم البكاء في بعض الأحيان التلعثم أثناء الكلام الاختباء أو أخذ مسافة أمان مع الأشخاص الغرباء.

يأتي الاهتمام بالتعرف على مشكلة خجل الأطفال من الغرباء من حيث أسبابها ونتائجها وعلاماتها بغرض معرفة التأثير النفسي والاجتماعي على شخصيته ومحاولة التخفيف من هذا الأثر قدر الإمكان، ومن آثار الخجل على الطفل يمكن ذكر: [4,5]

  • الطفل الخجول يشعر برضى أقل عن حياته: وهذا ينتج عن الصعوبة التي يعانيها في تفاعلاته الاجتماعية وعلاقاته مع الآخرين والعديد من الرغبات التي لا يتمكن من تحقيقها بسبب خجله.
  • مشاكل اجتماعية وعاطفية: إذا استمر الخجل بعد أن يكبر الطفل ويصبح شاب أو رجل فمن المحتمل أن يعاني من الكثير من المشاكل الاجتماعية في تكوين الصداقات والعلاقات الجيدة مع الآخرين، بالإضافة لمشاكل عاطفة تتعلق بإمكانية إيجاد شريك والقدرة على بناء علاقة متوازنة معه.
  • مشاكل مهنية: صاحب الشخصية الخجولة قد يعاني من عدم القدرة على أثبات الذات في العمل والحياة العملية بسبب عدم قدرته على التعامل مع الآخرين بثقة وحزم، ما يسبب العديد من المشاكل المهنية.
  • عدم الثقة بالنفس: الخجل عندما يزيد عن حده عند الأطفال قد يضعف ثقة الطفل بنفسه ويجعله دائماً يقدّر نفسه بمنزلة أقل من الآخرين سواء الغرباء أو غيرهم.
  • العزلة بدرجة معينة: فالخجل عند الأطفال من الغرباء إذا تطور واستمر لفترة أطول يمكن أن يجد الطفل نفسه وحيد لا يملك أصدقاء أو شريك حياة أو علاقات اجتماعية.
  • قصور في المهارات الاجتماعية والتفاعل: وهي من أكثر آثار الخجل وضوحاً فالخجول لا يتمكن من تطوير مهاراته الاجتماعية وذكائه التفاعلي وقدراته في التعامل مع الآخرين.

لابد إذاً من البحث عن الوسائل والخطوات التي تساعد في تخليص الطفل من خجله والتقليل من آثار هذا الخجل على شخصيته، بغية مساعدته على بناء شخصية ناجحة اجتماعياً متوازنة نفسياً ومستقرة عاطفياً، ومن الخطوات التي يمكن أن تساعد بتحقيق هذه الغاية[1,3,5]:

  • الاستجابة للطفل من قبل الاهل والاهتمام به حتى لا يشعر بأنه مهمل ووحيد
  • لا تصف طفلك بالخجول ولا تسمح لأحد قول ذلك وحاول تصحيح هذه الفكرة أمام طفلك فعندما يقول أحد أمامه أنه خجول صحح المعلومة بأنه ليس خجول وإنما يحتاج بعض الوقت للتأقلم فالطفل سوف يصدق هذه الفكرة ويحاول فعلاً التصرف وفقاً لها.
  • لا تنتقد طفلك أمام الآخرين وتسبب له الإحراج أو تتحدث عن أي أمور تشعره بالحرج، بعض الأهل يخطئون في السخرية أو الضحك من بعض تصرفات أطفالهم واخبار الآخرين بها على سبيل المزاح، أو توبيخ أطفالهم أمام الآخرين كي يظهروا أنهم مهتمون بتربيتهم، هذه الأشياء لها آثار نفسية كبيرة على الطفل فاحذر منها.
  • تعليم الطفل زيادة ثقته بنفسه وطرق الدفاع عن النفس
  • تعليم الطفل بعض المهارات الاجتماعية وتشجيعه دائماً على القيام بالأنشطة الاجتماعية ودمجه بمثل هذا النوع من الأنشطة، مثل الألعاب التي تحتاج مجموعات أو الأندية الرياضية.
  • عدم المبالغة في تحديد حركة الطفل وسلوكياته وترك الحرية له للقيام ببعض المغامرات والخيارات لوحده، فهنا يتعلم الطفل من أخطائه وبجرب أفكاره ويصبح أكثر معرفة بذاته وثقة بنفسه.
  • حفظ أسرار الطفل وخاصة تلك التي قد تسبب له الاحراج
  • حاول أن تجعل من نفسك نموذجاً للسلوك الواثق والقوي فالأطفال يحاكون سلوك أبويهم
  • عدم المبالغة في تخويف الأطفال من التفاعل مع الغرباء
  • ادعم ثقة طفلك بنفسه من خلال الثناء على تصرفاته وأفكاره الجيدة، والتغاضي عن بعض أخطائه البسيطة.
  • في بعض الأحيان عندما يكون الخجل أو الخوف مبالغ فيه يمكن استشارة مختص فربما يوجد عارض نفسي محدد يخص هذا الطفل بالذات وبحاجة لعلاج نفسي واجتماعي.
  • تعليم الطفل التعامل مع الخسارة والفشل
  • علم طفلك التعامل مع مواقف الرفض والاحباط
  • تابع مشاكل طفلك في المدرسة فقد يتعرض لمواقف الاحراج أو العنف أو التنمر ودعه يشعر أنك إلى جانبه وأن هناك من يدافع عنه.

المراجع