أسباب الصداع في رمضان وكيفية التخلص من صداع الصيام

كيف أتخلص من الصداع أثناء الصيام؟ تعرف إلى أسباب الصداع في رمضان وكيفية التخلص من الصداع أثناء الصيام
أسباب الصداع في رمضان وكيفية التخلص من صداع الصيام
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعتبر شهر رمضان مقدس لدى المسلمين حيث تتم فيه أحد العبادات الواجبة وهي الصوم، والصوم هو الانقطاع عن الشراب والطعام من شروق الشمس وحتى مغربها، وقد يتعرض الصائم لبعض المشاكل الصحية نتيجة ذلك مثل الشعور بالصداع، الذي يعتبر أكثر هذه المشاكل شيوعاً خاصة في الأيام الأولى من الصيام، فما هي أسباب الصداع أثناء شهر رمضان وكيف يمكن علاجه، وما هي طرق تجنبه؟ هذا ما سنتحدث عنه في مقالتنا هذه.

الصداع في رمضان من الأعراض الشائعة التي تصيب الكثير من الصائمين خاصة خلال الأيام الأولى من الصيام نتيجة التغيرات التي يتعرض لها الجسم وعلى رأسها نقص السكر في الدم وانسحاب الكافيين، وعادة ما يكون الصداع أثناء الصيام في الجزء الأمامي من الرأس أو منتشراً، وهو ألم غير نابض خفيف إلى معتدل، وفي أغلب الحالات يزول الصداع بعد الإفطار بفترة قصيرة.

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع في الأيام العادية أكثر عرضة للشكوى من الصداع أثناء الصيام، كما يرتبط الصداع في رمضان بمدة الصيام، فكل ما كانت ساعات الصوم أطول يزداد انتشار الصداع بين الصائمين.

animate
  1. انسحاب الكافيين: أهم أسباب الصداع أثناء الصيام هو انسحاب الكافيين، حيث يتداخل الكافيين مع الطريقة التي يعمل بها الدماغ للحفاظ على الحالة المستقرة للجسم، وعندما يمتنع الصائم في رمضان عن القهوة والشاي والمشروبات الغازية، يفتقد الجسد حصته اليومية من الكافيين، ما يسبب الصداع خلال الصيام خصوصاً في الأيام الأولى، وعادة ما يزول الصداع بالحصول على جرعة الكافيين في وقت الإفطار.
  2. الجفاف ونقص الرطوبة: يفقد الصائم خلال اليوم الكثير من سوائل الجسم عن طريق التعرق أو التبول، وكونه غير قادر على تعويض هذه السوائل خلال ساعات الصيام فذلك سيتسبب له في حدوث الجفاف، والذي يعتبر سبباً رئيساً للصداع في رمضان، كما يعتبر أهم أسباب الخمول والإجهاد أثناء الصيام.
  3. انخفاض أو نقص السكر في الدم: نقص مستوى السكر في الدم أحد أهم أسباب الصداع أثناء الصيام، وتحدث هذه الحالة عند انخفاض مستويات الجلوكوز في الجسم، حيث تحتاج كل خلية في الجسم إلى سكر تحوله لطاقة حتى تستطيع القيام بعملها، ونقص هذه السكريات نتيجة الصيام سيتسبب في انخفاض سكر الدم والذي يعتبر الصداع أحد أعراضه.
  4. اضطرابات النوم في رمضان: عدم الانتظام في النوم أو قلة ساعات النوم في رمضان يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالصداع أثناء الصيام أو حتى بعد الإفطار، نتيجة نقص إفراز هرمون الميلاتونين أو ارتفاع ضغط الدم.
  5. انسحاب النيكوتين: يؤدي التوقف المفاجئ عن التدخين في رمضان لحدوث اضطرابات في الجسم نتيجة انخفاض نسبة مادة النيكوتين في الجسم مما يتسبب بالشعور بالصداع أثناء الصيام.
  6. اختلال النظام الغذائي: يؤدي التغيير في مواعيد تناول الطعام أو التغيير في نوعية الغذاء إلى الشعور بالصداع خاصة لدى الأشخاص الحريصين على تناول وجبة الفطور باكراً، حيث يحتاج الجسم عدة أيام ليعتاد على المواعيد الجديدة للأكل في رمضان، وعندها يقل تكرار الصداع أثناء الصيام وتنخفض حدته.

يعتبر تناول الطعام بسرعة وبكميات غير محسوبة على الإفطار أهم أسباب الصداع في رمضان بعد الإفطار، فبعد انتهاء ساعات الصيام والحصول على وجبة إفطار دسمة، ينتقل فجأة من حالة الراحة التامة إلى مرحلة نشاط كبيرة بسبب كمية الطعام أو نوعيته، ما يسبب حالة من الاستنفار في الجسم تسبب الصداع بعد الإفطار.

حيث يبدأ القلب بضخ كميات كبيرة من الدم للمعدة والأمعاء لتشغيل عملية الهضم، وبالتالي نقص التروية الدموية للدماغ، إضافةً إلى ارتفاع هرمونات الأدرينالين والكورتيزول وهي هرمونات محفزة لعملية الهضم، والنتيجة تكون أن هذه العمليات الفسيولوجية المتسارعة ممكن أن تؤدي إلى هبوط في الضغط وتسارع في نبضات القلب، وهنا يبدأ الشعور بأعراض الصداع والخمول بعد الإفطار.

إضافة إلى أنه ممكن أن يحدث هبوط في سكر الدم لأن هذه الوجبة الدسمة ممكن أن تؤدي إلى زيادة إفراز الأنسولين بكميات أكبر من احتياجنا وبالتالي يحدث انخفاض في سكر الدم، حتى لو لم يعاني الشخص من مرض السكري. [2]

قد تكون هذه الأعراض بعد الإفطار عادية ومحتملة عند الشخص الطبيعي، إلا أن هذه التغيرات الفسيولوجية ممكن أن تعد خطيرة خصوصاً على مرضى الضغط والقلب والشرايين وممكن أن تؤدي لحدوث نوبات قلبية مفاجئة.

لتقليل الشعور بالصداع أثناء الصيام أو بعد الإفطار ينصح باتباع الخطوات التالية:

  1. الاسترخاء والتمدد: عند الشعور بالصداع أثناء الصيام ينصح بالتمدد والاسترخاء وتدليك عضلات الرقبة والرأس والمنطقة بين الأذن والعنق، يساعد ذلك في التخلص من الصداع المرتبط بالصيام أو تقليل حدته.
  2. الاستحمام بالماء الفاتر: من أفضل طرق التخلص من الصداع خلال الصيام الحصول على حمام بماء فاتر، حيث يساعد الاستحمام بالماء الفاتر على تنشيط الدورة الدموية وإراحة العضلات المحيطة بالرقبة والتي يمكن أن تكون المسبب الأساسي للصداع.
  3. ممارسة تمارين التنفس: يمكن لتمارين التنفس أن تساعد في التقليل من ألم الصداع أثناء الصيام، وذلك من خلال الجلوس بشكل مريح وإغلاق العينين ثم أخد نفس عميق ببطء عن طريق الفم وإخراجه عن طريق الفم ببطء أيضاً وتكرار العملية 10 مرات.
  4. العلاج بالزيوت العطرية: يمكن استخدام هذه الحيلة للتخفيف من أعراض الصداع أثناء الصيام، وذلك عن طريق استنشاق أحد الزيوت العطرية التي تعمل على تهدئة الأعصاب خاصة زيت اللافندر وزيت النعناع.
  5. أخذ قيلولة: للتخلص من الصداع أثناء الصيام جرب الحصول على قيلولة قصيرة، ويجب ألّا تثل مدة القيلولة عن 30 دقيقة ولا تزيد عن ساعة، يمكن أن يساعد النوم خلال ساعات الصيام في التقليل من أعراض الصداع خاصة إذا كانت اضطرابات النوم والسهر هي المسبب الرئيسي لألم الرأس، لذلك ينصح بالنوم فور الشعور بالصداع خلال الصيام.
  6. التخفيف من الإضاءة: عند الشعور بصداع وألم في الرأس خلال الصيام ينصح بالجلوس في مكان معتم وإغماض العينين أو التخفيف من إضاءة المكان قدر الإمكان، وتقليل إضاءة شاشة الحاسوب أو الموبايل، قد يساعد ذلك في التخفيف من حدة الصداع في رمضان بشكل كبير.
  7. تناول المسكنات بعد الإفطار: عند الإصابة بالصداع أثناء الصيام ينصح بتناول الأدوية المسكنة بعد تناول وجبة الإفطار، والتي تقلل بشكل كبير من الصداع خاصة الباراسيتامول، ولا ينصح بتناوله على الريق حتى لا يسبب آلاماً في المعدة. [2]
  1. تقليل الكافيين والنيكوتين: ينصح بالتدرج في تقليل الكافيين والسجائر قبل شهر رمضان وذلك لأن انخفاض الكافيين والنيكوتين في الدم بشكل مفاجئ سيسبب أعراض انسحابية يعتبر صداع الصائم أبرزها.
  2. تجنب القيام بالأعمال المرهقة: يجب الحرص على تجنب القيام بالأعمال المرهقة أو ممارسة الرياضات القاسية في رمضان قدر الإمكان خصوصاً خلال ساعات الصيام، وذلك لأن الجسم خلال هذه الأعمال يفقد طاقته ويخسر الكثير من السوائل الأمر الذي قد يسبب الصداع.
  3. تجنب السهر: يحتاج الجسم إلى النوم حتى يستطيع أن يستعيد الطاقة التي خسرها خلال ساعات الصيام، لذلك ينصح بأخذ قسط كافٍ من النوم لا يقل عن 7 ساعات يومياً وتجنب السهر وذلك لتجنب الشعور بالصداع أثناء الصيام في اليوم التالي.
  4. تعويض السوائل: يفقد الجسم خلال ساعات الصيام الكثير من السوائل والتي يجب تعويضها بعد الإفطار تجنباً للجفاف والصداع، لذلك ينصح بشرب ما لا يقل عن 3 لتر من الماء موزعة بين الإفطار والسحور وتجنب شرب كميات كبيرة قبل أذان الفجر.
  5. تأخير وجبة السحور: ينصح بتأخير وجبة السحور إلى الساعة التي تسبق آذان الفجر حتى يظل الجسم محافظاً على طاقته وتأخير الجوع لأطول فترة ممكنة، كما ينصح باختيار الأغذية بطيئة الهضم مثل الخضراوات والفواكه والبقوليات وتجنب السكريات البسيطة والمنبهات والحلويات وبالتالي تجنب الصداع خلال الصيام.
  6. تقليل ساعات التعرض للشمس: يساعد التقليل من التعرض لأشعة الشمس خاصة في الأيام الحارة في تجنب الصداع أثناء الصيام وينصح بارتداء قبعة أو نظارات شمسية في حال الاضطرار للتعرض للشمس.

    لتجنب الصداع الذي يحصل بعد الإفطار يجب إحداث تغيير في طريقة تناول الطعام بعد ساعات الصيام الطويلة، وننصح بما يلي:

    1. البدء بتناول التمر: ينصح ببدء وجبة الإفطار بتناول عدد من حبات التمر فهو يحتوي على نسبة عالية من السكر والتي تعمل على ضبط مستويات السكر في الدم وبالتالي تجنب الصداع الناتج عن هبوط السكر.
    2. تناول كوب واحد من الماء: من المهم عدم شرب أكثر من كوب واحد من الماء عند الإفطار وتوزيع الكمية الباقية بين الإفطار والسحور كما ينصح بتجنب شرب الماء البارد أو المثلج فذلك سيؤدي إلى الشعور بالصداع بعد الإفطار.
    3. أخذ استراحة بعد تناول التمر: بعد شرب كوب من الماء وتناول حبات من التمر يفضل أخد استراحة لعدة دقائق قبل البدء بتناول الوجبة الرئيسية حتى تسمح للمعدة باستيعاب كمية الطعام وتنوعه وتتهيأ لاستقبال باقي الطعام وذلك يساعد في تجنب العديد من المشاكل الهضمية والصداع، ويمكن استغلال هذا الوقت بأداء صلاة المغرب ثم العودة لاستكمال الطعام.
    4. تجنب تناول الأطعمة الدسمة في وجبة الإفطار: يفضل التقليل قدر الإمكان من تناول الأطعمة الدسمة أو الإكثار منها خلال وجبة الإفطار لأنها قد تؤدي إلى حدوث نقص في سكر الدم التفاعلي الذي يزيد من احتمال الإصابة بالصداع.
    5. تقسيم الوجبات والسوائل: ينصح بتوزيع وجبة الإفطار على عدة مراحل عند الأذان وبعد صلاة المغرب وبعد صلاة العشاء، وعدم تناولها دفعة واحدة تفادياً للمشاكل الهضمية والصداع.
    6. تأخير تناول الحلويات: ينصح بتجنب تناول الحلويات مباشرة بعد الإفطار وتأجيلها ساعتين على الأقل بعد تناول وجبة الإفطار حتى لا تتأثر معدلات السكر في الدم والتي يمكن أن تسبب الشعور بالصداع. [3-4]

    رخص الله عز وجل للمسلم الإفطار في رمضان في حالة المرض، في قوله تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر) سورة البقرة آية 185، والمرض المبيح للإفطار هو الذي يشق معه الصيام أو الذي يخشى فيه زيادة المرض أو تأخر شفاءه.

    أما فيما يخص الإفطار في رمضان بسبب الصداع فيجب التمييز بين حالتين:

    • إذا كان الصداع يسيراً: الصداع اليسير الذي يمكن احتماله ولا يشق معه الصوم فلا يبيح الفطر ولا يعتبر عذراً له.
    • إذا كان الصداع مزمناً: إذا زاد الصداع أثناء الصيام وبلغ حداً يخشى معه الصائم حصول ضرر إذا لم يفطر، فيجوز فطوره في الحال وعليه أن يقضي الأيام التي فطرها بعد انتهاء شهر رمضان. [5]

      المراجع