نصائح لتهدئة الأم العصبية وآثار العصبية على الطفل

كيف أتخلص من العصبية مع أطفالي؟ أسباب عصبية الأم، أضرار عصبية الأم على الطفل، نصائح لتهدئة الأم العصبية، وطرق التخلص من العصبية في التعامل مع الطفل
نصائح لتهدئة الأم العصبية وآثار العصبية على الطفل

نصائح لتهدئة الأم العصبية وآثار العصبية على الطفل

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الأبناء هم زينة الحياة الدنيا، لكن كثرة أخطائهم والتعب الكبير الذي يرافق مسؤولياتهم الدائمة وخصوصاً في مرحلة الطفولة، يقود كثير من الأمهات للمرور بنوبات الغضب وفقدان الأعصاب، وربما في كثير من الحالات تصبح الأم دائمة العصبية والتوتر، الأمر الذي يحمل معه تأثيرات عدة على علاقة الأم مع أبنائها وعلى الكثير من تفاصيل حياتها وحياة أسرتها، ونقدم في هذا المقال أهم الأسباب المؤدية لعصبية الأم على أطفالها، والنصائح المساعدة على التخلص من تلك العصبية.

تواجه الأم كونها المسؤول المباشر في تربية الأطفال العديد من المواقف التي تجعلها كثيرة التوتر وسريعة الانفعال، وقد يؤدي ذلك لبروز عوامل عديدة تجعلها بحالة عصبية دائمة: [1-2]

  1. كثرة المسؤوليات: يلقى على عاتق الأمهات أغلب المسؤوليات المتعلقة بأمور المنزل وتنظيم شؤون الأسرة، وتزاحم تلك المهام والمسؤوليات قد يجعل الأمور تخرج عن سيطرتها فيقودها للانزعاج والانفعال الشديدين، وغالباً ما ينعكس ذلك الانفعال على الأبناء حيث أنهم أكثر من تحتك الأم بهم أثناء إنجازها لمهامها المنزلية، وخصوصاً لو كان الأبناء مازالوا أطفالاً، فهذا يضاعف حجم المسؤوليات وصعوبتها.
  2. ضيق الوقت: متطلبات الأبناء كثيرة وخصوصاً في مرحلة طفولتهم، وسعي الأم لتلبية متطلباتهم بالإضافة للأعمال العديدة التي تتعلق بباقي أفراد الأسرة أو الأعمال المنزلية قد يأخذ منها كل وقتها، فتصبح نتيجة لذلك غير قادرة على اللحاق بكل تلك الأعمال، مما يسبب بعد فترة فقدان قدرتها على التحمل وتصبح دائماً متوترة وغاضبة.
  3. الشعور بعدم الإنجاز: عندما تكثر مسؤوليات الأم وخصوصاً في حال تعدد الأبناء سوف تضطر لتسخير وقت كبير للاهتمام بهم ورعايتهم وإنجاز المهام الأخرى المتعلقة بشؤون المنزل أو تلبية احتياجات زوجها وغيرها، وربما يؤدي كل ذلك لدخولها بحالة ضغط نفسي تجعلها تشعر بالغضب والانزعاج لإحساسها أنها لا تملك الوقت لنفسها، سواء على الصعيد المهني أو الدراسي أو حتى الترفيهي.
  4. الخوف وعدم الثقة بالنفس: غالباً ما ترافق هذه المشاعر الأمهات الجدد، حيث يصيبهم الخوف من صعوبة المسؤوليات المتعلقة بشؤون الطفل وربما يشعرن بعدم الثقة بأنهن قادرين على إنجازها بشكل صحيح والاعتناء الصحيح بأطفالهن، فيجعلهم هذا الخوف متوترين أغلب الوقت.
  5. المشاكل الزوجية: توتر العلاقة الزوجية وكثرة الخلافات المتكررة بين الزوجين يؤثر في كثير من الأحيان على أسلوب تعامل الأم مع أطفالها، ويلاحظ إثر ذلك بسرعة انفعالها وغضبها الزائد والغير مبرر أحياناً.
  6. عدم القدرة على تنظيم الوقت: التنظيم مهم لكل أم لتسطيع التوفيق بين المهام المترتبة عليها تجاه أبنائها وتوفير الوقت اللازم لراحتها وإنجاز أعمالها الشخصية، وعندما تفقد الأم القدرة على التنظيم وتعم الفوضى حياتها، نرى انعكاس واضح على راحتها وبالتالي تشوشها وعدم قدرتها على ضبط تصرفاتها مع أطفالها وربما تصبح كثيرة الغضب نتيجة لذلك.
  7. الطبع العصبي للأم: قد تكون الأم ذات شخصية انفعالية وعصبية بالأساس، وبالتالي تكون غير قادرة على تحمل تصرفات أطفالها وسريعة الغضب منهم سواء كان ذلك بوجود مبرر أو من غير مبرر.
  8. عدم القدرة على ضبط تصرفات الأبناء: عندما لا يلتزم الأبناء بأوامر آبائهم وأمهاتهم، غالباً ما يجعل ذلك الآباء في حالة غضب وعصبية نتيجة لانزعاجهم، أو يغضبون بهدف جعل الأبناء يطيعون أوامرهم، وفي حال كان الأبناء بعمر الطفولة قد تواجه الأمهات بشكل خاص صعوبة في ضبط تصرفات الأطفال مما يجعلهن عصبيات في طريقة تعاملهم مع أطفالهن.
  9. الشعور بالإهانة: ربما يشعر كثير من الأبناء أنهم قادرين على تجاوز كلام الأم في بعض الأمور ويتوقعون أنها لن تقسو عليهم أو تعاقبهم، هذا ما يجعل أحياناً بعض الأمهات تشعر بالإهانة من ذلك وبأنها غير قادرة على ضبط ما يفعله أبنائها فتتصرف معهم برد فعل شديد وغاضب.
  10. كثرة الأطفال: التسرع في إنجاب أكثر من طفل من الأخطاء التي لها الكثير من الآثار السلبية، منها أن الأم ستنهك جسدها، بالإضافة لعدم قدرتها على تلبية كل متطلبات أطفالها ومنزلها نتيجة ضيق الوقت، هذا الأمر سيؤثر على نفسية الأم بشكل كبير ويضعها في مأزق الضغوطات والمسؤوليات التي لا تنتهي.
  11. ضغط العمل: عندما تكون الأم عاملة ستزيد فرصة تعرضها للضغوط النفسية نتيجة عدم قدرتها على التوفيق بين عملها خارج المنزل ومسؤولياتها داخله، بالتالي سنرى عدم قدرتها على ضبط أعصابها في كثير من الأحيان وانفعالها على أفراد أسرتها.
animate

الاعتياد على معاملة الطفل بغضب والاستمرار في نهج العصبية معه أمر خطير ستجد الأم له فيما بعد العديد من الآثار السلبية على طفلها: [3-4-5]

  • اعتياد الطفل على عصبية أمه: اعتياد طفلك على سلوكك الغاضب سوف يضطرك في كل مرة أن تزيدي شدة غضبك أو حتى تتبعي أساليب أخرى خاطئة كالصراخ أو الضرب لجعل الطفل يمتثل لأوامرك، وفي النهاية ستجدين طفلك يخرج عن سيطرتك ولا يجدي معه أي نوع من العقاب.
  • زرع الخوف عند الطفل: الغضب يولد الخوف وليس الاحترام، وهذا يجعل شخصية طفلك عرضة للانهيار مع الوقت، فالخوف يؤثر على الأطفال في كثير من النواحي الجسدية منها والنفسية.
  • يصبح الأطفال عصبيين: الآباء هم المعلمون الأوائل للأطفال، وبشكل خاص الأمهات، حيث يتعلم الأطفال من الأشخاص الذين يحتكون بهم بكثرة بأسلوب الملاحظة والتقليد، والسلوك الذي يلاحظون أن أحد آبائهم يكرره باستمرار سيكون بالنسبة لهم النموذج الصحيح للتصرف وسيبدؤون بممارسته وتطبيقه، بالإضافة لأن الغضب على شخص ما يؤدي لشحن ذلك الشخص أيضاً بالغضب، وهذه الأمور تقود الطفل بالنهاية للتطبع بالفعل بالطبع العصبي.
  • توليد الحقد عند الطفل: الأطفال أيضاً يشعرون بالإهانة من التوبيخ المستمر أو معاقبتهم بكثرة، وإذا كانوا يتعرضون لتلك الإهانة بشكل مستمر وخصوصاً من أمهاتهم اللواتي هم أقرب الناس إليهم، سيؤدي هذا بنسبة كبيرة لجعل الطفل يكبت مشاعر الحقد تجاه أمه وحتى على الآخرين ممن حوله، وسيبدأ بإظهار ذلك في أول فرصة تتاح له عندما يكبر ويكتسب القوة والقدرة على ذلك.
  • اضطرابات جسدية وأمراض عند الطفل: عندما تبالغ الأم بعصبيّتها وغضبها على طفلها، ستبدأ بتعنيفه بأسلوب ما، سواء بالصراخ أو توجيه تهديدات مخيفة بالنسبة للصغار أو توجيه الشتائم، وقد يصل الأمر أحياناً إلى الضرب أو ممارسة عقوبات قاسية، وهذا بالفعل يشكل خطراً على الطفل من النواحي الجسدية، فقد يسبب ذلك تعرضه لبعض الاضطرابات كالتبول اللاإرادي أو انقطاع الشهية عن الطعام أو الشعور بألم في المعدة، كل ذلك مؤشر لتأثر نفسية الطفل وإصابته بخوف وتوتر مستمرين.
  • انعدام ثقة الطفل بنفسه: عندما يرى الطفل أن أمه دائماً غير راضية عن تصرفاته وتنفعل عليه بشكل مستمر، سوف يكبر وهو دوماً يشعر بأنه ليس سوى خيبة أمل بالنسبة لها، وعاجز عن تحقيق أي نجاح يجعلها تفخر به، وهذا تجلي واضح لانحدار ثقة الطفل بنفسه الذي يؤدي به بالفعل للعجز عن الإنجاز في المستقبل.
  • ضعف القدرة على التعلم: يتأثر نمو دماغ الطفل وتطور مهاراته وسلوكياته بشكل خطير إذا تعرض لخوف مستمر أو تعنيف، وبالتالي فغضب أحد والديه عليه بشكل غير مبرر ومبالغ فيه سيفقده جزء كبير من قدراته على التعلم، حيث يركز دماغ الطفل في هذه الحالة على التفكير في كيفية حماية نفسه من الخطر الذي يخاف منه ألا وهو غضب أمه، فيتعرض لتدهور صحته النفسية وبالتالي العقلية وضعف قدراته التعليمية والمعرفية.
  • العدوانية وعدم الاحترام: الإساءة للطفل ومعاملته بطريقة غير لائقة ستؤدي بنسبة كبيرة لاكتسابه السلوك العدواني تجاه الآخرين، واعتياده على معاملة الآخرين بطريقة غير محترمة، وهو أثر خطير على شخصية الطفل ربما تودي به للوقوع في مخاطر الانحراف.

الأطفال كثيراً ما يرتكبون أخطاء تغضب أمهاتهم، ولكن كثرة الغضب لا يعلمهم بالضرورة كيف يبتعدون عن تكرار الأخطاء، لهذا نقدم بعض الخطوات التي تساعدك على تهدئة نفسك عند تعرضك لموقف يغضبك من طفلك: [4-5]

  1. هدئي من روعك: عندما تدركين أنك على وشك الغضب من طفلك، خذي نفساً عميقاً وحاولي ألا تبدي أي رد فعل خارج عن سيطرتك.
  2. تجنبي التواصل مع الطفل عند الغضب: اطلبي من طفلك الذهاب لغرفة أخرى دون القيام بأي تصرف آخر معه.
  3. فكري بكيفية التصرف بهدوء: ابقي مدة معينة لوحدك وفكري كيف يمكن أن تنبهي طفلك بغضبك من دون أن تبدي انفعالاً شديداً عليه، وكيف تسطيعين أن توجهي ملاحظتك له بأن ما فعله خاطئ.
  4. قومي بحوار مع الطفل: بعد أن تصلين للفكرة الصحيحة اذهبي إلى طفلك وتناقشي معه بهدوء حول خطأه.
  5. استعيني بالأب: إذا كنت بالفعل غاضبة بشدة ولا تستطيعين تهدئة نفسك يمكن أن تستعيني بزوجك ليتصرف هو في هذه الحالة، وأنت قومي بأي نشاط آخر كالخروج للمشي أو إنجاز عمل آخر حتى تسطيعي تهدئة غضبك، ثم تحدثي مع طفلك بعد ذلك.
  6. لا تسقطي توترك على الطفل: إذا كان غضبك بشأن أمر آخر غير متعلق بطفلك، فيفضل أن تقللي احتكاكك معه وأن تقومي بأي نشاط يهدئ من انزعاجك كي لا تخرج الأمور عن إرادتك وتصبي غضبك على طفلك بدون أن يرتكب أي ذنب.
  7. قدري مشاعر الطفل: كلما شعرت بأنك سوف تغضبين على أطفالك، تذكري أنت كيف تشعرين عندما يعاملك أحد ما بعصبية وغضب وكيف يؤثر ذلك على راحتك، وبالتالي ستعين ما قد تسببينه لطفلك من انزعاج وقلق وحزن عندما تعاملينه بعصبية، وهذا بالتأكيد سيجعلك تتراجعين.

من الضروري أن تحاول الأم التخلص من عصبيتها الزائدة، وذلك للحفاظ على صحتها وصحة طفلها وعلاقتها معه، وقد تساعد بعض الطرق على ذلك: [4-5]

  1. فهم أسباب العصبية مع الأطفال: الخطوة في الأولى في حل أي مشكلة هي فهم المسبب الرئيسي الذي يكمن وراء حدوثها، فلكل أم ظروف مختلفة تعيشها، وبالتالي لا تملك كل الأمهات نفس المسببات التي تجعلهن يبدين توتراً وبعد فهم مسببات مشكلة العصبية يبدأ السعي للتقليل أو التخلص منها، كالتخفيف من ضغوط العمل، أو مشاركة المسؤوليات المتعلقة بالمنزل والأطفال مع الشريك، وغيرها من الإجراءات التي تناسب سبب المشكلة.
  2. أخذ فترات من الراحة: يساعدك أخذ إجازة بين الفترة والأخرى على تعزيز صحة الأم النفسية، ويتيح لها الترويح عن نفسها والتخلص من الضغوط المزعجة المسببة لحالة التوتر الدائم، ما ينعكس إيجاباً على علاقتها بأطفالها ويحسن أسلوب تعاملها معهم.
  3. تنظيم المسؤوليات مع الزوج: لا يجب أن تتولى الأم وحدها جميع شؤون الطفل، فلوالده أيضاً دور مهم في رعاية تلك الشؤون، والتنسيق بين الأم والأب يساعد بشكل كبير في تخفيف العبء عن الأم وإتاحة مجال لها للراحة.
  4. عدم التسرع في إنجاب الأطفال: المباعدة بين إنجاب الأطفال سيتيح لكل من الأم وطفلها العيش في بيئة أكثر صحة وتوازن، فتستطيع فيها الأم تلبية احتياجات طفلها بشكل كامل وعدم وقوعها في خطأ إساءة معاملته.
  5. ممارسة تمارين الاسترخاء: تقدم تمارين الاسترخاء، كتمارين اليوغا وتمارين استرخاء العضلات والتنفس العميق، مساعدة مهمة في تقليل التوتر والضغوط النفسية وإزالة علامات التعب والإرهاق التي يعاني منها أي شخص وخصوصاً الأمهات، وهي لا تأخذ وقتاً كبيراً بالإضافة لسهولة ممارستها من المنزل.

تقليل عصبية الأم يعود بفوائد مهمة عليها وعلى طفلها في عدة نواحي، ومنها:

  • المحافظة على صحة الأم الجسدية والنفسية: فمشاعر التوتر والغضب الدائمة لها آثار صحية عديدة وتجنبها يجنب هذه الآثار.
  • تحسين علاقة الأم بطفلها: وزيادة فرصة تقربها منه فالأم هي منبع المحبة والأمان بالنسبة للطفل ولا يجب أن تفقد الأم هذه الصفة.
  • عدم التسبب بأذية نفسية أو حتى جسدية للطفل: الغضب يجعل الشخص لا يدرك نتائج تصرفاته قد يسبب الأذى للآخرين عن غير قصد، لذلك التخلص من العصبية يحمي الأطفال من نتائج هذا الغضب.
  • كسب ثقة الطفل بأمه: مما يجعله يشاركها كل ما يفكر فيه ويلتزم بشكل أكبر بطلباتها وأوامرها.
  • ضمان بيئة أكثر صحية لتطور مهارات الطفل: وتجنب انحراف سلوكيات الطفل أو انجراره لاكتساب طباع سلبية وغير صحيحة.

المراجع