فروع الأنثروبولوجيا Anthropology ومجالات علم الإنسان

ما هي الأنثروبولوجيا Anthropology؟ مجالات وفروع الأنثروبولوجيا وعلاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى، علم الإنسان الاجتماعي والأنثروبولوجيا الثقافية واللغوية
فروع الأنثروبولوجيا Anthropology ومجالات علم الإنسان

فروع الأنثروبولوجيا Anthropology ومجالات علم الإنسان

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

اختلاف طريقة اللباس عبر الزمن تماشياً مع البيئة الطبيعية المحيطة، تغير طريقة الكلام واللغة على اختلاف المجتمعات، تغير ملامح الإنسان وشكله حسب البيئة والظروف العامة التي مر بها عبر العصور، معرفة الماضي والحاضر والتنبؤ بمستقبل الإنسان ثقافياً واجتماعياً، كل هذه الأشياء تقع بدائرة اهتمام الأنثروبولوجيا أو علم الإنسان، فمن أين جاءت هذه التسمية، وما هي فروع الأنثروبولوجيا؟

مصطلح الأنثروبولوجيا Anthropology مشتق من اليونانية، وهي كلمة بمقطعين الأول أنثروبوس Anthropos يعني "الإنسان"، والثاني لوجيا أو لوجوس Logos تعني "علم أو دراسة"، وبالتعريف الأنثروبولوجيا هي علم دراسة الإنسان بشكل عام وفهم كل ما يرتبط بالبشر على اختلاف الزمان والمكان، ودراسة تقاطع العلوم الطبيعية مع العلوم الإنسانية، متمثلةً بدراسة التجمعات البشرية منذ نشأتها وكيف تطورت وكيف وصلت إلى ما هي عليه الآن، واكتشاف الجوانب الاجتماعية والثقافية واللغوية والأثرية للوجود البشري.
يستفيد علم الإنسان الأنثروبولوجيا من كل المعارف والعلوم الأخرى كالتاريخ وعلم النفس وعلم الاجتماع ويوظفها في فهم كل ما يخص البشر في ماضيه وحاضره واجتماعه وثقافته.
تركز الأنثروبولوجيا أيضاً على دراسة أوجه الشبه والاختلاف بين الناس، وتدرس العادات والتقاليد البشرية في كل مكان وزمان من جهة، وأوجه الشبه والاختلاف بين الإنسان والكائنات الحية الأخرى من جهة أخرى.
وتم تقسيم الأنثروبولوجيا بين العلوم الطبيعية والإنسانية إلى عدة فروع منها: الأنثروبولوجيا البيولوجية، الأنثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية، الأنثروبولوجيا اللغوية، الأنثروبولوجيا التربوية، الأنثروبولوجيا الأثرية أو علم الآثار. [1]

    animate

    في هذا الاختصاص يسعى العلماء لاستكشاف الغموض البشري المتعلق بأصلهم وتمايزهم وتنوعهم وتوزيعهم: [2،3،4،5]

    1. تسمية الاختصاص: الأنثروبولوجيا البيولوجية ولها العديد من الأسماء الأخرى مثل الأنثروبولوجيا الفيزيائية أو العضوية أو الفيزيقية.
    2. تدرس علم الوراثة البشرية: من المهم فهم علم الوراثة وآلياته لمعرفة أصل الإنسان ويدرس هذا الفرع الصفات المتوارثة والاضطرابات الوراثية والطفرات في الجينات ودراسة آثار الأمراض الناتجة عن هذه الطفرات على المصابين وعائلاتهم وسلالاتهم.
    3. علم الأحياء البشري: تدرس الأنثروبولوجيا الحيوية المفاهيم البيولوجية للإنسان لمعرفة التطور البيولوجي المتتالي والتغيرات في الهيكل والوظيفة عبر الزمن، واختلاف البيولوجية العضوية بين الأجناس من خلال اللون وحجم الأعضاء كالجمجمة.
    4. الأنثروبولوجيا الطبية: تدرس أنماط الأمراض الجينية أو البيئية بشكل دقيق وتأثيرها على المجتمعات البشرية لإيجاد الوسائل المناسبة لمكافحة هذه الأمراض.
    5. الانثروبولوجيا الفيزيولوجية: يدرس هذا الاختصاص كيفية تعامل فيزيولوجية الإنسان مع العوامل الخارجية مثل المناخ وطبيعة الغذاء، كما يدرس الاختلافات الكيميائية الحيوية بين الإنسان والكائنات الحية الأخرى، حيث يتعامل هذا الفرع مع الأعضاء الداخلية للإنسان من أجل فهم الدساتير الحيوية والكيميائية فيها.
    6. انثروبولوجيا الطب الشرعي: يتميز هذا الفرع في القدرة على الكشف عن المجرمين من خلال تحديد حالة الأفراد عن طريق دراسة بقاياهم البيولوجية.
    7. طبيعة النشاط البشري: يهتم بدراسة العلاقة بين أبعاد الجسم الثابتة لأن العديد من الناس تختلف في حجم الجسم نتيجة التغيرات في العوامل البيولوجية والبيئية.
    8. علم السلوك: تستخدم البيانات التي تم الحصول عليها من دراسة سلوكيات الرئيسيات الأخرى غير الإنسان، للمساعدة في شرح الخلفية الأساسية للسلوك البشري.
    9. تدرس تاريخ الإنسان القديم: تهتم بتوثيق التاريخ البيولوجي للبشرية، حيث أن العلماء يعملون على الأدلة الأحفورية التي تم جمعها من طبقات الأرض ومحاولة معرفة الصلة بين السمات البشرية وغير البشرية التي فقدت منذ زمن بعيد.
    10. الأنثروبولوجيا الغذائية: يهتم بدراسة علم الأوبئة والتغذية من أجل معرفة التباين في الأنماط الغذائية والصحية وأثرها على نمو وتطور الإنسان.
    11. أشهر العلماء في هذا المجال: جين جودال بريطاني الجنسية، أليس روبرتس بريطانية الجنسية.

    بدأت دراسة هذا الفرع في بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر وهو مستوحى من نظرية التطور بالداروينية في كتاب "أصل الأنواع" وفي هذا الفرع يتم دراسة السلوك الاجتماعي، وهنا بعض النقاط التي يدرسها هذا الفرع: [6،2،3،4]

    1. تسمية الاختصاص: في بداية القرن العشرين أصبح هذا الاختصاص يسمى الأنثروبولوجيا الثقافية في أميركا، والأنثروبولوجيا الاجتماعية في بريطانيا.
    2. أنثروبولوجيا الدين: يدرس الاختصاص أصول الدين ويتم البحث في القوى الطبيعية والقوى الخارقة للطبيعة، بالإضافة إلى دراسة المعتقدات الدينية للشعوب، والمعتقدات الماورائية.
    3. الأنثروبولوجيا البيئية: يدرس هذا الفرع كيفية تعامل الكائن الحي على مر العصور مع البيئة، ويحاول فهم التأثير النسبي للبيئة على المجتمع البشري، حيث أن المجتمعات التي كانت تعيش في بيئة صحراوية كان لها عادات وتقاليد وسلوكيات تختلف ثقافياً وسلوكياً ودينياً عن المجتمعات التي كانت تعيش في بيئات مائية ويدرس هذا العلم الفرق بين هذه المجتمعات.
    4. الأنثروبولوجيا الثقافية: وهنا يتم دراسة الاختلافات الثقافية فيوضح المناهج السلوكية والشخصية للإنسان، ويدرس عادات الشعوب وتقاليدها التي تخص أنماط الزواج المختلفة وأنظمة القرابة وأنماط المعيشة.
    5. الأنثروبولوجيا السياسية: يركز هذا الفرع على انتشار النظام السياسي ووظائف السلطة الشرعية والقانون والعدالة والعقوبات، كما يدرس الثقافة السياسية وعمليات بناء الامة.
    6. الأنثروبولوجيا الاقتصادية: يركز على دراسة الإنتاج والتوزيع والاستهلاك في المجتمعات، وتتم دراسة عملية النمو الاقتصادي، وتأثير الأوضاع الاقتصادية على المجتمع من النواحي الثقافية والدينية والفكرية والمعيشية والسلوكية.
    7. تعتمد الدراسة على مبدأ الملاحظة بالمعايشة: الباحث في هذا المجال يجب أن يعيش مع الشعب الذي يقوم بدراسته لفترة طويلة حتى تتاح له ملاحظة كل الأشياء من وجهة نظر هذه الشعوب، وهذا المنهج يسمى الملاحظة بالمعايشة.
    8. أشهر العلماء في هذا المجال: لوثروب ستودارد أميركي الجنسية، زورا نيل هيرستون أميركية الجنسية، والباحث البريطاني إيفانز بريتشارد.

    الأنثروبولوجيا اللغوية أو علم اللغويات من العلوم الاجتماعية التي تدرس العلاقة بين اللغة والحياة الاجتماعية والسلوك الاجتماعي حيث يهتم هذا الفرع بدراسة: [2،3،6]

    1. اللغات عبر الزمن: يدرس هذا المجال لغات الشعوب بين الماضي والحاضر، لأنها تساعد على معرفة الثقافة المختلفة من خلال دراسة العلاقة بين اللغة والإدراك والسلوك الثقافي للشعوب ونقل هذه الثقافة من جيل إلى آخر.
    2. الاختلاف بين اللغويين وعالم الانثروبولوجيا اللغوي: اللغويين يهتمون بشكل أساسي بدراسة كيفية بناء وهيكلة اللغات، أما عالم الأنثروبولوجيا يدرس اللغات المكتوبة وغير المكتوبة لمعرفة فكرة عن ثقافة المجتمع بشكل عام.
    3. التواصل غير اللفظي: يدرس التواصل عبر الكتابة والرسوم لمعرفة كيف كانت تعيش المجتمعات ومعرفة ثقافتها.
    4. أهمية اللغة: اللغة هي مرآة لشخصية وأفكار المجتمعات عبر العصور القديمة وبالتالي تتم دراسة اللغة من أجل اكتشاف حضارة الشعور وكيفية تفكيرها.
    5. أشهر العلماء في هذا المجال: سبيروهمبولت، كارل بولاني.

    الأنثروبولوجيا الأركيولوجية هي التي تعبّر عن الإنسان في الفترة الماضية أي المرحلة التي لم يكتسب الإنسان فيها قدرات لغوية ليعبر فيها عن تلك الفترة، ويدرس هذا الفرع: [2،4،6]

    1. تسمية الاختصاص: للأنثروبولوجيا الأركيولوجية عدة أسماء منها علم الآثار أو الانثروبولوجية الأثرية.
    2. تطور الثقافة في الماضي: تدرس الأركيولوجيا تطور الثقافة عبر التاريخ والطرق التي عبر فيها الإنسان القديم عن ثقافته كيف سجل قصة حياته دون أن يتعلم الكلام.
    3. استخدام الآثار في البحث: الباحثين في هذا الفرع يستخدمون الآثار مثل المباني القديمة والمعابد وبقايا الأواني والفخار ويحاولون فهم كيف كان يعيش الناس في ذلك الوقت.
    4. معرفة القدرات الفنية للشعوب: يتضح للعلماء القدرات الفنية للشعوب عن طريق دراستهم لبقايا النقوش على الفخار، والتصاميم المعقدة على المجوهرات ورسومات الكهوف القديمة.
    5. الكشف عن البنية الاجتماعية للشعوب: يتم التعرف على البنية الاجتماعية للشعوب عن طريق اكتشاف البقايا المادية للمساكن التي تعطي فكرة عن جوانب الحياة المختلفة للمجتمعات القديمة.
    6. الكشف عن المعتقدات الدينية القديمة: البحث في علم الآثار يعطي فكرة عن المعتقدات الدينية القديمة للشعوب من خلال مراقبة مواقع الدفن والأشياء المحفوظة في القبور.
    7. تقسيم التطور الثقافي للإنسان: تم تقسيم التطور الثقافي للإنسان من خلال دراسة علم الآثار إلى ثلاث عصور حجرية وهي العصر الحجري القديم، العصر الحجري المتوسط، العصر الحجري الحديث.
    8. الأساليب المستخدمة في البحث: التنقيب لاكتشاف القطع الأثرية، تأريخ الفترة الزمنية التقريبية عن طريق استنتاج الأشياء المجهولة من الأشياء المعروفة والبقايا المتواجدة.
    9. أشهر العلماء في هذا المجال: لويس ليكي بريطاني الجنسية، غوستاف لوبون فرنسي الجنسية.

    الأنثروبولوجيا التربوية مجال واسع يرتبط مع علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة، وتم البحث في هذا المجال بشكل عميق لتوضيح ودراسة عدة أهداف منها: [7،5]

    1. تسمية الاختصاص: الأنثروبولوجيا التربوية أو الإثنوغرافيا التربوية أو الإثنوغرافيا التعليمية.
    2. أهداف الاختصاص: دراسة الظواهر التربوية وبناء فهم واضح حول كيفية تعليم الإنسان عبر مختلف السياقات المجتمعية والثقافية والأنظمة التربوية، بالإضافة إلى دراسة السياق العام للعملية التربوية في المدارس والمؤسسات التربوية المختلفة.
    3. يدرس الفرع: تدرس الأنثروبولوجيا التربوية طرق التعليم التربوية المختلفة عند الأمم والشعوب وتكشف عن الحياة التربوية المعاصرة وعمق التحديات الإنسانية في الحياة التربوية المعاصرة.
    4. مجالات البحث في الانثروبولوجيا التربوية: تبحث في العنف التربوي، التمييز الاجتماعي، القضايا التربوية للفئات العرقية، الآثار التربوية للتقانة والثورات العلمية في ظل العولمة،
    5. أشهر العلماء في هذا المجال: مارجريت ميد أمريكية الجنسية، جورج ولويز سبيندلر.

    المراجع