إجراءات جلسة الصلح بين الزوجين في المحكمة ونتائجها

تعرفوا إلى إجراءات وتفاصيل جلسة الصلح بين الزوجين وما الذي يقال في جلسة الصلح قبل الطلاق
إجراءات جلسة الصلح بين الزوجين في المحكمة ونتائجها
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

قد تتعرض العلاقة الزوجية للعديد من الخلاقات والمشاكل التي قد يتم إصلاحها من خلال جلسات صلح بين الزوجين عن طريق الأهل، لكن قد تصل المشاكل إلى حد أكبر من ذلك وطلب الطلاق وفيها تتم جلسات الصلح في المحكمة، ومن خلال هذا المقال سوف نتحدث عن ماهية جلسة الصلح عن طريق الأقارب وعن طريق المحكمة، ومتى لا يمكن القيام بها، وما العوامل التي قد تسبب فشل جلسة الصلح بين الزوجين؟

جلسة الصلح بين الزوجين في المحكمة أو جلسة التحكيم أو التصالح؛ هي إجراء قانوني تقوم به المحاكم الشرعية ومحاكم الأسرة الناظرة في دعاوى الطلاق، والهدف منها تقريب وجهات النظر بين الزوجين ومحاولة ثنيهما عن قرار الطلاق من خلال تنظيم جلسات بحضور محكّمين.
ويقوم الحكمان برفع تقرير جلسة الصلح إلى القاضي الشرعي إمّا بالوصول إلى الصلح وطيّ الدعوة، أو باستكمال الإجراءات التي تقود إلى الطلاق النهائي، ومن الجدير بالذكر أن جلسة الصلح بين الزوجين إن فشلت في ثني الزوجين عن الطلاق فقد تساهم في تبديد بعض الخلافات المتعلقة بإجراءات الطلاق نفسه وحقوق الطرفين وحضانة الأطفال.

animate

هناك إجراءات يجب القيام بها عند اللجوء لجلسات الصلح بين الزوجين في المحكمة، وأهم هذه الإجراءات والشروط: [5]

  • استدعاء حكمين من الأقارب: تبدأ جلسة الصلح بمعرفة ما إذا كان لدى الزوجين محكمين من الأقارب يعرفون طبيعة الخلاف بين الزوجين، وقال تعالى "وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً".
  • استدعاء حكمين من الغرباء: إذا لم يكن هناك أحد من الأقارب للزوجين يصلح أن يكون حكماً للصلح بين الزوجين فيتم اختيار حكمين من الغرباء إما تسميهما المحكمة الشرعية أو يتم اختيار الحكمين باتفاق الزوجين.
  • محاميان حياديان (المحكّمون الشرعيون): هما عبارة عن شخصين محايدين يتم اختيارهما من قبل الزوجين أو المحكمة الشرعية من الجدول المعتمد من قبل وزارة العدل للتحكيم الاسري، وهما غالباً يكونا محاميان من الذين يقومون بحلف يمين على أداء مهمتهما بعدل وأمانة.
  • استدعاء الطرفين: عندما يتم رفع دعوة التفريق لعلة الشقاق والضرر من قبل احدى الزوجين، يتم تبليغ الطرف الآخر لحضور جلسة الصلح، وإذا لم يحضر الطرف الآخر تنعقد جلسة الصلح بمحاولة اقناع الشخص الذي رفع الدعوة في التراجع عن الدعوة غيابياً.


    مدة جلسة الصلح بين الزوجين وعدد الجلسات
    تكون مدة جلسة الصلح بين الزوجين في المحكمة تقريباً نصف ساعة وتعقد لمرة واحدة في حضور القاضي الشرعي، وبعدها يحدد المحكمين الشرعيين ما إذا كانوا بحاجة لعقد جلسات أخرى وفي حال لم يتم الاتفاق بين الزوجين بعد عدة جلسات تحكيم -يتم خلالها أيضاً محاولة الصلح- يقرر الحكمان بتقرير التحكيم التفريق بين الزوجين بطلقة بائنة.

يجب أن يعلم الزوجين بدايةً أن المشاكل موجودة في كل أسرة، وقد يساعد الأهل في حل النزاعات بين الزوجين عن طريق معرفة أسباب المشاكل ومحاولة تقريب وجهات النظر للمساعدة في حلها، ودفع الزوجين للتحدث بصدق عما يشعرون للوصول لنتيجة مرضية لكلاهما: [2-3]

  • اجتماع الزوجين بشكل فردي: المصالحة بين الزوجين بشكل منفرد من الأمور التي تساعد في التخفيف من تطور المشاكل بينهما، حيث يمكن للزوجين النقاش الصريح حول المشاكل الكبيرة التي قد تؤدي لوصولهما للمحاكم أو الطلاق.
  • وجود طرف من أهل الزوج وأهل الزوجة: في حال عدم القدرة على تفاهم الزوجين قد يلجآن لكبار العائلة من كلا الطرفين للمساعدة في حل النزاع، وذلك لتنجب الوصول إلى مرحلة طلب الطلاق من قبل أحد الطرفين واللجوء لجلسات الصلح في المحاكم.
  • تحدث كلا الطرفين بصدق: يتم في الصلح بين الزوجين، تحدث كل من الطرفين بصدق حول المشاكل التي يعانيان منها أمام الأهل، رغم أن للبيوت حرمتها وأنه من الأفضل حل المشاكل بين الزوجين إلا أن هناك بعض المشاكل التي تكون بحاجة لتدخل شخص حكيم لأن السكوت عنها قد يؤدي مع الوقت إلى الطلاق ويجب أن يكون لديهما نية صادقة في الصلح.
  • معرفة أسباب الخلاف ومناقشتها بصراحة: يجب بدايةً معرفة كل تفاصيل الخلاف وأسبابه من كل طرف وليس من طرف واحد لمعرفة أي من الطرفين هو المخطئ والمناقشة معه بشأن الخطأ الذي ارتكبه والاستماع إلى أسبابه وتأنيبه على ما فعل حتى من قبل أهله، وتقديم بعض النصائح من الاهل لكونهم أكثر علم بطبيعة المشاكل التي قد تتعرض لها العلاقة الزوجية
  • تقديم الاعتذار من قبل الطرف المخطئ: عند سماع التفاصيل حول الخلاف يجب التحدث للشخص المخطئ، وإذا كانت المشاكل الزوجية كبيرة ووصلت إلى حد الضرب والإهانة أو الخيانة الزوجية يجب أن يقدم الطرف المخطئ الاعتذار قبل محاولة الصلح بين الزوجين.

عند الوصول إلى المحكمة، بسبب رفع دعوة من قبل أحد الطرفين، تلجأ إلى عقد جلسة صلح لدفع المدعي للتراجع ومنع حدوث الطلاق، ومن الأمور التي تقوم عليها جلسة الصلح في المحكمة: [4-5]

  • التحدث والاستماع لكلا الطرفين بهدوء بوجود محكمين: يجب اختيار الأشخاص الذين يقومون بالصلح بين الزوجين في المحكمة، وليس من المشترط أن يكونوا من المقربين من الزوجين، ولكن من المهم أن يكونوا من أكثر الأشخاص حكمة وتعقلاً ولا ينحاز إلى أحد أطراف الصلح، ويتم من خلالها طرح المشاكل وجمع المعلومات بهدوء ومعرفة مطالب كلا الطرفين.
  • تقدير ما يطرحه الطرفين حسب الشرع والقانون: قد يشتكي أحد الزوجين من أمور مخالفة للشرع عند الطرف الآخر مثل انتقاد الزوج لطبيعة عمل المرأة الذي يتطلب منها التغيب لفترات طويلة عن المنزل، فهنا عليها الرضوخ إلى الشرع والسمع والطاعة، أو يكون الزوج مدمن كحول فعليه الانقياد للشرع لأنه قانوناً يحق للمرأة رفع دعوة في هذه الحالة.
  • تقديم الاقتراحات ومحاولة المراضاة بين الزوجين: بعد طرح أسباب المشاكل يجب طرح بعض الاقتراحات والحلول التي تحد من هذه المشاكل ويجب ألا يكون المحكمين والقاضي المشرفين على جلسة الصلح بين الزوجين متحيزين لأحد الطرفين لإيجاد الحلول المناسبة والتي ترضي كل من الزوج والزوجة والتي قد تساهم في انهاء النزاع والتراجع عن قرار الطلاق.
  • شرح تأثيرات الطلاق على الأطفال ونتائجه: من الطرق المتبعة في جلسة الصلح بين الزوجين هو التحدث عن تأثير الطلاق على الأطفال من تأثيرات نفسية واجتماعية وكذلك على المرأة والرجل، فلا أحد يرغب في تشتت أطفاله وهو من الأمور التي يتم من خلالها اقناع الطرف القائم بالدعوة على التراجع حفاظاً على الأسرة والمساعدة في علاج المشاكل وحلها بشكل أسلس بالنسبة للزوجين.
  • في حال الاتفاق يجب التزام كلا الطرفين به: بعد المناقشات التي تحدث ضمن جلسة الصلح بين الزوجين في المحكمة، يجب التزام كلا الطرفين بما يتم الاتفاق عليه للحفاظ على الأسرة من الانهيار والوقاية من العودة إلى المشاكل بعد فترة.
  • بحال عدم الاتفاق تعطى مهلة قبل الاستمرار بالإجراءات: في حال لم تصل جلسة الصلح بين الزوجين إلى الهدف المطلوب يقدم القاضي مهلة شهر قبل البدء بإجراءات الطلاق على أمل الشعور بالندم والتراجع عن الدعوة وخاصةً في حال إصرار الطرف الآخر على الصلح.

هناك بعض الحالات التي لا يلجأ بها القاضي لعقد جلسة الصلج بين الزوجين ويحكم بالطلاق بشكل مباشر، ومن الأسباب التي تدفع للطلاق الحتمي بين الزوجين: [2-4]

  • عدم الإنفاق: في حال امتنع الزوج عن الانفاق على زوجته وأبنائها، سواءً كان تعسفياً أو لقلة دخله، وفشل في اثبات عجزه عن سداد نفقات الزوجية، يحق للزوجة رفع طلاق لعدم الانفاق، ويمكن إقراره من قبل القاضي، دون الحاجة لجلسة صلح لكونه يعتبر ايذاءً للزوجة وظلماً لها، يكون طلاقاً رجعياً وقال تعالى "ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا"
  • غياب الزوج عن زوجته أكثر من سنة: يعتبر الطلاق بسبب غياب الرجل هو دفعاً للضرر عن المرأة وذلك إذا غاب الزوج مدة تتضرر بها الزوجة وتخشى على نفسها من الفتنة فيحق لها طلب الطلاق من القاضي طلاقاً بائناً حتى وإن كان له مال تستطيع الانفاق منه، وذلك لدفع الضرر عن المرأة.
  • انقطاع العلاقة الحميمة: أو ما يسمى الطلاق بسبب العنة وهي عدم مقدرة الرجل على معاشرة زوجته بصفة دائمة فيحق للزوجة أن تطلب التفريق بينها وبين زوجها إذا وجدت به عيباً لا يمكن التخلص منه مثل مرض العنة وهو عدم القدرة على الانتصاب عند الرجل.
  • الطلاق بسبب وجود عيب في المرأة أو الرجل: يجوز لإحدى الزوجين طلب الطلاق في حال وجود عيب في احداهما مثل مرض مستحكم عقلي أو بدني خاصة عند الرجل فيحق للمرأة رفع دعوة تفريق عند وجود عيب في الرجل يمنعها من المقام معه، واجمع الفقهاء على صحة التفريق بين الزوجين للعيوب، ويكون التطليق في هذه الحالة بائناً بينونة صغرى.
  • ارتداد أحد الطرفين عن الإسلام: تعتبر الردة عن الإسلام إذا صدرت من أحد الزوجين من أسباب انفساخ عقد النكاح التي لا جدال فيها، وتحرم العشرة بينهما مالم يرجع إلى الإسلام، وهو لا يعتبر طلقة عند الفقهاء، فإذا عاد الزوجان إلى بعضهما وتراجع المرتد فهي لم تحسب عليهم طلقة من الطلقات، قال الامام الشافعي في "الأم": والبينونة فسخ بلا طلاق، وإن رجع إلى الإسلام فخطبها لم يكن هذا طلاقاً".

في أغلب الأحيان تفشل جلسات الصلح بين الزوجين لأسباب عديدة وأهمها نقص المودة والاحترام بين الزوجين، فبمجرد وطأة أقدام الزوجين المحكمة فهذا يعني غياب الرغبة والرضى عن الحياة الزوجية، ومن الأسباب التي قد تسبب فشل جلسة الصلح بين الزوجين: [1-5]

  • عدم التقدير: قسطاً كبيراً من المودة تسقط بينهما لمجرد وصول العلاقة إلى المحكمة، فالتقدير والاحترام بين الزوجين من أساس استمرار العلاقة الزوجية الناجحة، فعند سقوط الاحترام سوف تتفاقم المشاكل وتنهار العلاقة الزوجية، ولم تعد كما كانت حتى من خلال جلسات الصلح بين الزوجين.
  • رفض الاعتراف بالغلط: عندما يثب الخطأ على أحد الزوجين ويرفض الاعتراف بذنبه ويتعصب إلى رأيه ولا يتقبل فكرة الاعتذار أو تقديم الأعذار سوف تفشل جلسات الصلح بين الزوجين لأن هذا سيعيق عملية الصلح وحل المشكلة من جذورها.
  • تحيز القاضي أو المحكمين الشرعيين لأحد الطرفين: في بعض الأحيان قد لا يبذل القاضي أي جهد للإصلاح بين الزوجين لعدة أسباب ومنها الفساد كالرشوة والواسطة وغيرها من الأمور التي قد تدفعه للتحيز لأحد الطرفين، حيث قد يسمح لطرف واحد في التحدث أو على العكس يسعى إلى تحريض أحد الزوجين على التمسك برأيه.
  • فوات الأوان: قد يكون السبب الرئيسي في فشل جلسات الصلح بين الزوجين تأخر المحكمة لوقت متأخر جداً بعد فساد العلاقة وبعد فشل الحوار الزوجي والصلح والمحاولات الشخصية والجماعية، حيث تحدد جلسة الصلح بعد انهيار العلاقة بشكل تام.
  • التوقيت غير المناسب: قد يكون تحديد توقيت الجلسة هو لمشكلة التي تسبب عدم نجاح جلسة الصلح بين الزوجين، ويكون بأحد الأسباب إما لتحديد جلسة قريبة جداً من موعد طلب الطلاق حيث يكون الطرف المدعي في جاله غضب واندفاع، أو في وقت متأخر جداً يسبب تفاقم المشاكل بين الزوجين وظهور مشاكل جديدة ومناقشات حادة بينهما.
  • تدخل عنصر ثالث في الصلح: المحكمة هي الطرف الثالث في القضية والتي يمكن أن تكون سبب في فشل جلسة الصلح بين الزوجين، التي قد تجبر أو تضغط على أحد الطرفين على شيء ما، مما يسبب انهيار العلاقة الزوجية بشكل أكبر، فهي في الأصل مكان للعقاب وطرف غريب، أو حتى الأهل قد لا يملكون الحكمة الكافية لتصليح العلاقة بشكل صحيح ما يسبب فشل الصلح بين الزوجين.

المراجع