تعريف مفهوم السلوك التنظيمي وأهدافه

تعرف إلى معنى وتعريف السلوك التنظيمي وأهميته في المؤسسات والشركات ونماذج السلوك التنظيمي
تعريف مفهوم السلوك التنظيمي وأهدافه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تمثّل مؤشرات السلوك التنظيمي واحدة من أهم المؤشرات التي يعتمد عليها الإداريون في تنظيم بيئة العمل للوصول إلى أعلى كفاء لاستثمار الموارد البشرية وتحقيق بيئة عمل آمنة ومستقرة ومتوازنة، وتكون استراتيجيات السلوك التنظيمي كفيلة بتقديم حلول للكثير من المشاكل والعقبات الناتجة عن سلوك الأفراد في المنظمة، لنتعرف أكثر إلى مفهوم وأهمية السلوك التنظيمي.

السلوك التنظيمي (بالإنجليزية: Organizational Behavior) هو دراسة سلوكيات الفرد ضمن بيئة المجموعة أو المنظمة التابع لها، ويهتم السلوك التنظيمي بمعاملة الأفراد بين بعضهم البعض وضمن الفريق، حيث تتضمن دراسة السلوك التنظيمي جميع المشاعر والأفكار التي يحملها الفرد ويتعامل بها مع الآخرين ضمن المجموعة نفسها، وتعتبر هذه العوامل التنظيمية ذات تأثير واضح ومهم في أداء الأفراد في بيئة العمل وزيادة إنتاجيتهم، بهدف الحصول على مجموعات ومنظمات فعّالة في المجتمع من جميع النواحي والتخصصات الاقتصادية والتعليمية والتجارية. [1]

animate

إن مبادئ السلوك التنظيمي تشجّع مدراءها على تدريس هذا السلوك وتلقينه لعمال منظماتهم وشركاتهم لأن المعرفة هي أساس تحليل السلوك، ومن هذا المنبر نتحدث عن أهم أهداف السلوك التنظيمي وهي: [5]

  • تحديد أهميّة العناصر البشرية: تستطيع أي منظمة أن تقلّص وتحدد عناصر فريقها وذلك عبر تحديد المواهب والقدرات التي يستطيع بها الفرد منافسة غيره والتفوق عليه، ويساعد السلوك التنظيمي على استبعاد العناصر غير المفيدة والاهتمام بالأفراد الآخرين.
  • التعرف على مسببات السلوك: يعتبر هذا البند هدف أساسي وأولي للسلوك التنظيمي فمن خلاله يتم التعرّف على الأسباب التي تدفع بالمنظمات لاستخدام مثل هذا السلوك، وقد يكون السبب الاقتصادي مثل تراجع دور المنظمات في المجتمع أحد الأمثلة عنها.
  • ضبط سلوكيات العاملين: إن تواجد معيار ثابت تستند عليه منظمة ما يساهم بشكل أساسيّ في توحيد سلوكيات وتصرّفات العمال والحد من الأخطاء القليلة منها والفادحة، وينبغي على الإدارة تحديد أدوار الأفراد المناسبين في المكان المناسب.
  • أثره على أداء المنظمات: وكما ذكر سابقاً فإن تطبيق السلوك التنظيمي على فريقٍ ما يساهم في رفع مستوى الشركة أو المنظمة بين قطاعات الدولة العامة والخاصّة، بالإضافة إلى تحقيق أهداف هذه المنظمات مما يعود بالتأثير الإيجابي الفعال على المجتمع.
  • تحقيق مهام المنظمة: كي تحافظ أي منظمة على استمرارية بقاءها في المجتمع يجب عليها أن تقوم بتنفيذ المهام التي وضعت على أساسها شروط نجاح تلك المنظمة، والتزام الأفراد بشكل منفرد والفريق بشكل جماعيّ في التنفيذ الكامل لأهداف الشركة.

يوجد عدة عوامل مؤثرة على السلوك التنظيمي تتمثل في مجموعات متعددة ويمكن اختصارها في القوى الرئيسية التالية: [4]

  • البيئة المحيطة: ويقصد بها المكان من حيث الموقع والجماليات المحيطة به من إضاءة وإطارات، بالإضافة إلى جودة صناعة الأثاث مثل المكاتب والأبواب والنوافذ، وتحديد منشأ صناعتها وزمن إتلافها أو انتهاء صلاحيتها.
  • الهيكل التنظيمي: وهنا التسلسل الهرمي للعمال والأساس الجماعي هو ما يشكل الهيكل التنظيمي للفريق، وكلما كان الهيكل قوياً ومدعماً بالحيوية والتصالح مع الذات والسلام الداخلي للموظفين، كلما اتجهت المنظمة نحو الأفضل.
  • الأدوات المساعدة: لا بد من أن زيادة الأدوات والعوامل المساعدة في المنظمة تساهم إلى حدٍ ما في تطوير العمل وتؤثر إيجاباً به ومن أهم تلك الأدوات التكنولوجيا والانترنت وتأثيره على التواصل الاجتماعي بين الأفراد والمنظمات من حيث توصيل المنتجات للآخرين.
  • العلاقات الاجتماعية: تعدد الشخصيات وتنوعها من الشخصية الجادة إلى الشخصية الفكاهية تجعل من ساعات العمل المتواصلة سهلة التحمل، كما أن طاقة الأفراد المتجددة والتواصل الاجتماعي المفيد تبعث في مكان العمل روحاً تصل بنجاحه إلى قمة الهرم.
  • العمليات المنظمة: ونذكر أهم تلك العمليات التي تتحدد في إدارة سير العمل، وأنماط إدارة المشاريع، بالإضافة إلى التقارير المنظمة والتي تعود بالخير عليها، وجميعها تمتلك تأثير هام على مستوى السلوك التنظيمي.

للسلوك التنظيمي عدة سمات وخصائص تتبعها المنظمات والمجموعات وتصل بها إلى مكانة مرموقة (مزدهرة) اجتماعياً، وأهم تلك الخصائص ما يلي: [2]

  • التكافل والتعاون: يهدف تقسيم الأعمال بين الأفراد ضمن مجموعة واحدة إلى سهولة أداء العمل وإنجازه بدقة وكفاءة عالية، بالإضافة إلى ذلك يعمل التعاون بين الأشخاص في المجموعة نفسها، إلى التواصل مع بعضهم البعض بفاعلية عالية وزيادة العلاقات الاجتماعية وتوزيع العمل بطريقة تهدف إلى التكامل والتكافل الاجتماعي والتقدم في مستوى الإنتاج.
  • التقييم الإداري: نظراً لحرص الإدارة على زيادة إنتاجيتها من خلال استمرار عمل موظفيّها، فإنها اعتمدت على مناقشة آراء أفرادها والاستماع إلى شكواهم ومعالجتها، كما أن التقييم الإداري الإيجابي والسلبي له دور هام في رفع المستوى المعنوي لأفراد المنظمة وتحسين المستوى العملي والتطبيقي.
  • الضبط والتحكم: يؤثر ضبط الوقت وإدارته في الحصول على تنظيم مستمر مع تجديد الطاقة لأفراد المجموعة من خلال التحكم بساعات العمل وأوقات الراحة بشكلٍ متساوٍ، بحيث أن ضبط الوقت والعمل أهم خصائص السلوك التنظيمي.
  • التوجيه والإدارة: يهدف السلوك التنظيمي إلى توجيه العمال بحيث يكون لكل فرد دوره الوظيفي في سير العمل، وتوجيه سلوكيات الأفراد نحو تحقيق أهداف المنظمة التابعين لها، وعلى قدر الالتزام والكفاءة نحصل على النجاح والاستمرارية والقوة.
  • اعتماد المنهج العلمي: يعتمد تنظيم السلوك بين الأفراد على أساس علمي وطريقة تفكير منظمة، ويبتعد قدر الإمكان عن الفوضوية والتفكير السلبي أو العشوائية واللامبالاة في العمل الجماعي، لما له من دور هام في تطوير مسيرة عمل المنظمة.

تنبع أهميّة السلوك التنظيمي من عدة مجالات والتي تهدف في النهاية إلى تحسين الحالة العامة ومسيرة الحياة العملية في الشركات والمنظمات التي تتبع السلوك التنظيمي، ونذكر أهم النقاط التي تكمن فيها أهميّة ذلك السلوك: [2-3]

  • توظيف الأشخاص المناسبين: تتيح الشركات المتعددة إمكانية توظيف أصحاب المهارات الشخصية المتطورة والقادرين على التعامل مع السلوك التنظيمي بطريقةٍ فعّالة تسير بالمنظمة نحو الأفضل، وهذا يؤدي إلى اختيار شواغر (فرص عمل) لعدة أفراد ذوي أفكار خلّاقة ومناسبة لعمل تلك المنظمات، واستبعاد الأشخاص غير المناسبين لها.
  • فهم مهام المنظمة: لا تقتصر مهام المنظمة التي تعتمد على السلوك التنظيمي في الحصول على الأرباح المادية فقط، إنما تتسع مهامها لتشمل تطوير وتنمية المنظمة بدءً من تطوير الذات والرغبة الشديدة في تحسين ثقافة أفراد تلك الشركة أو المنظمة والتي تتصف بالإيجابية المطلقة.
  • اتخاذ قرارات مفيدة: وفقاً للإرشادات والتوجيهات السلوكية المنظمة والتي يعمل بها جميع العمال والموظفين في منظمة ما، والتي تشمل قواعد محددة وتنظيمات خاصّة تساعد على اتخاذ قرارات وإجراءات موحّدة تساعد على نجاح العمل وتطوره نحو الأمام.
  • تحسين التواصل في العمل: تكمن جوهرة العمل في العلاقات الجيدة المتبادلة بين العمال كأفراد منظمة وبينهم وبين المنظمة كإدارة عامة، ويساعد السلوك التنظيمي على خلق بيئة مناسبة من انسجام وسلام بين أفراد المنظمة لمعرفتهم بالسلوكيات الصحيحة والخاطئة وهذا يساهم في تعديل السلوك بشكل صحيح.
  • تعزيز وتنمية المهارات: يرتكز السلوك التنظيمي على تعزيز المهارات الشخصية عند أفراد المجموعة وهذا يدفع بهم نحو تطوير الذات ومن ثم تطوير عملهم في الشركات والمنظمات والتي تكون عملياتها موجهة لخدمة فئة معينة من المجتمع.

تشكّل عن دراسة السلوك التنظيمي لسنوات عديدة، عدّة نظريات ومستويات ونماذج حول كيفية وضع إدارة فعالة تقوم بدعم السلوك التنظيمي، ومن أهم تلك النماذج: [4]

  • النموذج الداعم: يبنى هذا النموذج على دعم وتحفيز العاملين في منظمة ما على تطوير أدائهم في العمل وتنمية مهاراتهم، فهو يرتكز على مبدأ الدوافع الذاتية ويقوم بتطويرها تحت إشراف الإدارة والقيادة التي تساعد على زيادة المواهب الفردية والجماعية من تلقاء أنفسهم.
  • نموذج الأوتوقراطية: يعتمد هذا النموذج على قوة القيادة والسلطة العامة، وهو مبني على التوجيهات التي يحددها المدير للعمال ويتطلب هذا الأمر تنفيذ المهام الموكلة إليهم على أكمل وجه، وقد شاع هذا النموذج خلال الثورة الصناعية في القرن الماضي وحصل على نتيجة جيّدة في إطار مواكبة العمل.
  • النموذج الجماعي: ينشأ هذا النموذج على قاعدة عريضة من شراكة عمل بين زملاء المنظمة وعمالها، وأن الأساس الجماعي ضمن فريق هو الركيزة الرئيسية في تحقيق مهام المنظمة وإرضاء جميع الأفراد، وعلى الرغم من تقسيم وتوزيع الأعمال بشكل متساوٍ إلا أن هنالك هرمية تكاد تكون مسطحة ومعدومة لا تعني أي فرق بين عمال المجموعة، لكنها ضرورية للإشراف على نجاح العمل.
  • نموذج الحراسة: يختلف هذا النوع عن النماذج الأخرى في توفير الأمان والاستقرار قدر الإمكان من المنظمة لأفرادها وعمالها، وهذا يؤمن الموارد المالية والاقتصادية والتي تعود بالفائدة والانتماء إلى المنظمة، كما أن هذا النمط يتمتع بالثقة التي تمنحها الإدارة وتبعثها في قلوب عمالها، وفي المقابل الولاء الذي يوهبه الموظفين إليها.
  • نموذج النظام: يعد أحدث النماذج السابقة للسلوك التنظيمي، ويبنى على تعزيز وزيادة الالتزام بأهداف الشركة أو المنظمة، وهذا يجعل لدى الموظفين مستوى عالٍ من حس المسؤولية تجاه العمل ويحقق رضا تام من الإدارة على تنظيم الأداء وجودته، وعند وجود نظام محدد ورئيسي تستند عليه قواعد الشركة فهذا يسبب استقامة في العمل وتجنب الخلل ضمنه.

المراجع