يوم عاشوراء عند السنة والشيعة وصيام عاشوراء

تعرّف إلى الفرق بين يوم عاشوراء عند السنة وعاشوراء عند الشيعة وهل يصوم اليهود يوم عاشوراء
يوم عاشوراء عند السنة والشيعة وصيام عاشوراء
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يوم عاشوراء من المناسبات المشتركة بين أكثر من طائفة إسلامية وأكثر من ديانة، وعلى الرقم من وجود أحداثٍ قليلة فقط ثبت وقوعها في يوم عاشوراء إلّا أنّ هناك رواياتٍ كثيرة عن أحداثٍ عظيمة حصلت في هذا اليوم لا يصح أغلبها، وصيام عاشوراء من السُّنَّة عن أهل السُّنَّة والجماعة ومكروه عند أغلب الشيعة، كما أن طقوسه مختلفة تماماً بين الطائفتين.

يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم أولى شهور السنة الهجرية، يصادف يوم عاشوراء عام 2022 يوم الاثنين 8 أغسطس/آب، وسبب تسمية هذا اليوم باسم عاشوراء تعود للرقم 10 لأنه عاشر أيام شهر محرّم في التقويم الهجري، وقوم كلٌّ من أهل السنّة والجماعة والشيعة بإحياء ذكرى عاشوراء بطقوس مختلفة تماماً ولأسباب ومعتقدات مختلفة.

animate

عند أهل السُّنَّة والجماعة يوم عاشوراء هو اليوم الذي أنجى به الله عزَّ وجل سيدنا موسى عليه السلام من فرعون، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام يوم عاشوراء لأن سيدنا موسى كان يصومه، عن عبد الله بن عباس: "قَدِمَ النبيُّ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صالِحٌ هذا يَوْمٌ نَجّى اللَّهُ بَنِي إسْرائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصامَهُ مُوسى، قالَ: فأنا أحَقُّ بمُوسى مِنكُمْ، فَصامَهُ، وأَمَرَ بصِيامِهِ" أخرجه البخاري ومسلم.

يوم عاشوراء عند الشيعة هو اليوم الذي استشهد فيه الحسين بن عليّ رضي الله عنهما في معركة كربلاء، والصيام في عاشوراء مكروه عند معظم الشيعة والمستحب الصيام عن الماء فقط لتذكّر عطش الحسين وأهل البيت رضي الله عنهم، وللشيعة طقوسٌ خاصّة لإحياء ذكرى عاشوراء تختلف تماماً عن طقوس أهل السنة والجماعة وتختلف أيضاً من مرجعية لأخرى.

الأحداث التي ثبت وقوعها يوم عاشوراء هي نجاة موسى عليه السلام من فرعون، ومقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، حيث ورد في السُّنّة النبوية ما يؤكد أن يوم العاشر من محرّم أو يوم عاشوراء هو يوم عبور موسى ونجاته من فرعون، كما اتفق المؤرخون المسلمون وأهل العلم أن العاشر من محرّم هو يوم استشهاد الحسين بن عليٍّ رضي الله عنهما، وكان ذلك سنة 61 هجرية الموافقة لسنة 680 ميلادية.

وأما باقي الأحداث التي يذكر أنها وقعت في يوم عاشوراء من شهر محرّم فهي ليست أكيدة ولا يوجد ما يدل عليها في السُّنَّة النبوية الشريفة، ومعظمها وردت في أحاديث ضعيفة وموضوعة وروايات لا يعتد بها، ويتفق أهل العلم على عدم جواز تفضيل يوم عاشوراء لأجل هذه الأحداث المكذوبة التي لا سند لها في السُّنّة النبويّة ولا حتى في التاريخ، وفضل يوم عاشوراء الذي يوجب صيامه أنه اليوم الذي نجى فيه موسى من فرعون ولأنّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم صامه وأمر بصيامه، وإحياؤه عند الشيعة لأنه يوم استشهاد الحسين رضي الله عنه.

  • اليوم الذي تاب فيه الله تعالى على آدم، ولذلك يسمى يوم عاشوراء يوم التوبة.
  • اليوم الذي رفع به الله تعالى إدريسَ عليه السلام مكاناً عالياً.
  • يوم استواء سفينة نوحٍ عليه السلام وخروجه منها.
  • يوم نجاة إبراهيم عليه السلام من النار.
  • يوم فداء إسماعيل عليه السلام من الذبح.
  • يوم خروج يوسف عليه السلام من السجن، واليوم الذي جمع به الله تعالى بين يعقوب ويوسف عليهما السلام.
  • يوم شفى الله سيدنا أيوب عليه السلام من المرض.
  • يوم أنجى الله تعالى نبيّه يونس أو ذا النون من بطن الحوت ورفع عنه الكرب.
  • أول أيام الخلق وأول يوم نزلت فيه المطر وأول يومٍ نزلت فيه الرحمة.

وكلّ هذه الأحداث ذكرت في حديث موضوع لا يصح عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم، قال عنه ابن القيّم لا يشكّ به عاقلٌ أنه موضوع.

  1. صيام عاشوراء: صيام عاشوراء كان فرضاً لعامٍ واحد ثم أصبح سنّةً لما بدأ صيام رمضان، ونصوم يوم عاشوراء أسوةً برسول الله صلى الله عليه وسلم، والمستحب صيام يومٍ قبله ولا بأس في صيام عاشوراء منفرداً، وعن فضل صيام عاشوراء قال صلى الله عليه وسلّم: صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ. رواه أبو قتادة وأخرجه مسلم في الصحيح.
    وفي آخر سنة من حياة النبي عليه الصلاة والسلام نوى أن يصوم التاسع من محرّم لكنه توفاه الله في تلك السنة، عن عبد الله بن عباس قال: (حِينَ صامَ رَسولُ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عاشُوراءَ وَأَمَرَ بصِيامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ والنَّصارى، فَقالَ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: "فَإِذا كانَ العامُ المُقْبِلُ -إنْ شاءَ اللَّهُ- صُمْنا اليومَ التّاسِعَ" قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العامُ المُقْبِلُ حتّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ) صحيح مسلم.
  2. التوسعة على الأهل: التوسعة على الأهل والعيال في يوم عاشوراء مستحبة، سواءً كان بطعام مختلف أو بشراء ملابس جديدة وغيرها من مظاهر التوسعة، وذلك لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كما روى عنه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: من وسَّع على نفسهِ وأهلِه يومَ عاشوراءَ وسَّعَ اللهُ عليه سائرَ سَنتِه. وهو حديث ضعفه بعض أهل العلم، لكن المذاهب الأربعة تتفق أن التوسعة على الأهل والعيال في عاشوراء مستحبة ولا بأس بها.
  3. الإكثار من الدعاء وذكر الله: الدعاء من العبادة، والدعاء في يوم عاشوراء مستحب وفيه فضل خصوصاً دعاء الصائم في عاشوراء، وعلى العبد دعاء ربه في أي وقت كان ومن المستحب تحري الأوقات الفضيلة والدعاء بها.
  4. قراءة القرآن الكريم: وقراءة القرآن مستحبّة في كل وقت، لكن في الأيام الفضيلة المباركة مثل يوم عرفة ويوم عاشوراء وليلة القدر وغيرها يستحب الإكثار من قراءة القرآن الكريم وذكر الله تعالى.
  5. عمل الخير: يوم عاشوراء فرصة لفعل الخير من صدقة ومساعدة، ويمكن أن يقوم المؤمن على إطعام الصائمين والمساكين في يوم عاشوراء أو إخراج صدقةٍ لوجه الله تعالى في هذا اليوم المبارك.

تبدأ طقوس إحياء ذكرى عاشوراء من اليوم الأول من محرّم وحتى يوم عاشوراء ثم بعد إحياء مرور أربعين يوماً على ذكرى استشهاد الحسين رضي الله عنه، وأبرز طقوس إحياء ذكرى عاشوراء عند الشيعة:

  • إقامة مجالس العزاء: من طقوس يوم عاشوراء عند الشيعة إقامة مجالس العزاء التي يروي بها الخطيب على الحاضرين وقائع كربلاء واستشهاد الحسين وأهله وأصحابه.
  • الشعائر الحسينية: وهي مجموعة الطقوس الخاصة بالطائفة الشيعية والتي تتمثل باللطم والندب والإدماء أو التطبير الذي يتم باستخدام سيوف وأدوات حادة يضربون بها رؤوسهم وظهورهم حتى يسيل منها الدماء، وتختلف شدة هذه الطقوس وانتشارها حسب المرجعية التي ينتمي لها الأشخاص، كما تختلف من بلد إلى آخر.
  • توزيع المياه والهريسة وكعك العباس: يتم توزيع المياه والهريسة وكعك العباس على الخيم والمجالس والمنازل وفي الشوارع في فترة من بداية شهر محرم إلى يوم عاشوراء.
  • الصيام عن الماء: لا يستحب الصيام في يوم عاشوراء عند الشيعة لكونه يعتبر يوم حزن وبكاء على استشهاد الحسين بن عليّ رضي الله عنهما في معركة كربلاء، ويستحب الصيام عن الماء كما يتوقف معظم من يحيون الذكرى في هذا اليوم عن الطعام والشراب لكن ليس بنية الصيام وإنما محاكاةً لما تعرض له الحسين وأهل البيت من جوع وعطش في هذه الفترة.

يوم عاشوراء عند اليهود هو العاشر من شهر تشري الشهر الأول في التقويم العبري، ويسمونه يوم الكفارة أو كيبور أو الغفران ويكون عاشر أيام التوبة والمتمم لها، ولا يوافق يوم عاشوراء عند المسلمين لأنه يتّبع التقويم العبري وليس التقويم الهجري، ويصوم اليهود عاشوراء 25 ساعة، ولم يسبق أن صادف عاشوراء عند اليهود العاشر من محرّم بالتقويم الهجري.

يوم عاشوراء أو يوم الغفران عند اليهود اليوم الوحيد الذي فرض عليهم صيامه بدون طعامٍ أو شراب، ويستمر صيام يوم عاشوراء "كيبور" عند اليهود من قبل مغرب اليوم التاسع من تشري إلى بعد مغرب اليوم التالي، ولا يزيد عن خمسٍ وعشرين ساعة، علماً أنه هناك أيام صيام أخرى في اليهودية ترتبط بأحداث تاريخية مثل صيام أستر وصوم خراب الهيكل.

في يوم الكفارة أو عاشوراء عند اليهود تحظر الأعمال كلها عدا الصلاة والصيام والطقوس الخاصة بالعبادة، إن كانت عملاً أو كتابة أو طعام أو اغتسال وغيرها من الأعمال التي تهدف للمتعة أو للرزق، وهو يوم عطلة تنطبق عليه أحكام السبت.

ومن طقوس اليهودية الغريبة في عاشوراء أو يوم الغفران هي التضحية بالديوك على عدد أفراد الأسرة، أو الطواف بدجاجة فوق الرؤوس لتخلّصهم من ذنوبهم وتحقّق لهم الغفران في يوم الغفران، ومن الجدير بالذكر أن يوم الغفران هو اليوم الذي خاضت به مصر وسورية حرب أكتوبر / تشرين الأول عام 1973، ولذلك تسمى عند اليهود حرب الغفران.

المراجع