تعريف الخدمة الاجتماعية وأهدافها

تعرّف إلى معنى ومفهوم الخدمة الاجتماعية وأهداف وخصائص الخدمة الاجتماعية
تعريف الخدمة الاجتماعية وأهدافها
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التعاون بين البشر هو عادة اجتماعية قديمة لطالما تطورت مع تطور الحضارة الإنسانية ومع تقدم المجتمعات في العصور الحديثة أصبحت الخدمة الاجتماعية مهنة خاصة يمتهنها أشخاص مختصين فما معنى الخدمة الاجتماعية، وما خصائصها، وإلى ماذا تهدف؟ كل ذلك سنتحدث عنه في هذه المقالة.

الخدمة الاجتماعية (بالإنجليزية: Social Work ) هي المجهودات المبذولة والموجهة والتي يقصد منها تقديم العون لمنع ضرر واقع على فرد أو جماعة أو المساعدة على تحقيق منفعة فردية لها بعد اجتماعي، وتعريف مهنة الخدمة الاجتماعية أنها مهنة إنسانية تمارس في مؤسسات من خلال أخصائي اجتماعي تم إعداده من خلال دراسة وفهم خلال طرق ومداخل ومبادئ وفلسفة وقيم الخدمة الاجتماعية لتقديم هذه الخدمة لأفراد المجتمع.

عرفت الخدمة الاجتماعية منذ بداية التاريخ في صورة مساعدة الانسان لأخيه الإنسان في وقت المحن والشدة والألم ونادت بها جميع الأديان السماوية والتي عرّفت هذه المساعدة بمعنى الإحسان، ومن هنا يمكن القول أن الرعاية الاجتماعية هي التي مهدت لظهور مهنة وتخصص الخدمة الاجتماعية في صورتها الحديثة، فلم تعد تقتصر على مفهوم الإحسان والمساعدة فقط، بل تخطت ذلك باستخدامها للأسلوب العلمي كمنهج لها في تعاملها مع الأفراد والجماعات والمجتمعات. [1]

فرضت الخدمة الاجتماعية نفسها في بداية القرن العشرين كمهنة متخصصة لها أساليبها ومبادئها ونظرياتها، وهذا كان استجابة طبيعية نتيجة للخلل الذي سببته الثورة الصناعية في النظم الاجتماعية، فمع بداية الثورة الصناعية بنيت المصانع بكثرة حيث تم الاعتماد على الآلات وتسريح أعداد هائلة من العمال مما أدى إلى انتشار البطالة والفقر والمشكلات الأسرية ومشاكل الهجرة، فظهرت الخدمة الاجتماعية في صورتها المهنية وحاربت انتشار الفقر والجهل وتولت حماية الأقليات في المجتمع والدفاع عنه وتسهيل عملية التكافل الاجتماعي للأفراد داخل المجتمع وحل المشاكل التي عجزت عن حلها النظم الاجتماعية السائدة.

animate

تتمتع الخدمة الاجتماعية كعلم بعدة خصائص تميزها عن غيرها من العلوم ومن هذه الخصائص:

  • تمارس من خلال مؤسسات: تقدم الخدمة الاجتماعية من خلال مؤسسات أو منظمات غالباً ما تكون حكومية تنظم هذه الخدمة والعاملين فيها مثل المؤسسات الصحية والتعليمة أو مراكز رعاية المعوقين.
  • مهنة إنسانية ولكنها ليست مجانية دائماً: يغلب على الخدمة الاجتماعية الطابع الإنساني من خلال تقديم الخدمات للناس لمن يحتاجها وحل المشكلات الاجتماعية التي تواجههم ورفع عجلة التطور الاجتماعي، ولكن ذلك لا يعني أنها عمل تطوعي أو مجاني دائماً، فهي بالنهاية مهنة كباقي المهن مثل الطب والمحاماة.
  • مهنة وعلم وفن: الخدمة الاجتماعية هي علم ومهنة وفن، لها موضوعها ومنهجها وفلسفتها، وهي فن لأن الممارس للخدمة الاجتماعية لا بد أن يمتلك مجموعة من المهارات، وهي مهنة لأن الخدمة الاجتماعية يؤطرها القانون بالإضافة إلى أن الخدمة الاجتماعية ليست عملاً تطوعياً.
  • تقوم على أسلوب علمي: لا تقدم الخدمة الاجتماعية بصورة عفوية وإنما بناء على أسلوب ومنهج علمي يقوم على نظريات ومعارف علمية وفحص وتخطيط منذ بداية دراسة الحالة إلى وضع خطة علاجية مناسبة لإيجاد أفضل الحلول التي تناسب كل فرد بشكل خاص، كما أنها تعتمد على الإدارة لمساعدتها في القيام بدورها على أكمل وجه.
  • تدخل في العديد من المجالات: تدخل الخدمة الاجتماعية في العديد من المجالات فتحاول تطويرها وحل مشكلات الأفراد فيها وزيادة انتاجيتهم واستغلال طاقتهم مثل المجال الطبي والتعليمي والتربية الخاصة.
  • لها العديد من المستويات: تقوم الخدمة الاجتماعية على ثلاث مستويات، المستوى الوقائي لتجنب المشكلة وعلاجي لإصلاح وحل المشكلة وتنموي لمساعدة الفرد على استغلال طاقته وتعلم طرق حل المشكلة.
  • الخدمة الاجتماعية تصلح لجميع المجتمعات: فترتبط الخدمة الاجتماعية أو المهنة بالإيديولوجية السائدة في المجتمع بحيث تكيف نفسها حسب عقيدة وفلسفة المجتمع فلا تعتمد فقط على إمكانيات الفرد وطاقته لمواجهة المشكلات وإنما يربط ذلك بفلسفة المجتمع وأيديولوجيته سواء كان المجتمع مثلاً رأسمالي أو اشتراكي أو الإسلامي أو نامي أو متقدم.

من أبرز الأهداف التي تسعى الخدمة الاجتماعية لتحقيقها:

  • تقديم المساعدة للأفراد والجماعات: تهدف الخدمة الاجتماعية في مساعدة الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات على تنمية قدراتهم ومواردهم وزيادة فرصهم في الحياة ووقايتهم من المشكلات مع خلق ظروف اجتماعية ملائمة لأهدافهم ويتم ذلك في ضوء ثقافة وموارد المجتمع.
  • زيادة الكفاءة: تهدف الخدمة الاجتماعية إلى مساعدة الفرد والجماعات في اكتشاف قدرتهم والعمل على تطويرها وتنميتها مما يزيد من كفاءة الأفراد في المجتمع.
  • التأثير على السياسات الاجتماعية: فمن أهداف الخدمة الاجتماعية النهوض بالسياسات والتشريعات التي ترفع من مستوى البيئة الاجتماعية والمساهمة في حل مشاكل الأفراد والأسر والجماعات والمجتمعات من خلال عقد الاجتماعات والندوات واقتراح التشريعات التي تساعد في تحقيق فلسفة الخدمة الاجتماعية.
  • تهدف الخدمة الاجتماعية إلى قيام الفرد بدوره الاجتماعي: تستهدف خدمة الفرد كعضو في الجماعة مساعدته في تأدية دوره الاجتماعي بشكل أفضل من خلال تحسين علاقته ببيئته الاجتماعية وتقوم هذه المساعدة على أساس تنمية قدراته الحالية أو تزويده بقدرات جديدة أو بتزويده بمصادر خارجية للمساعدة مستهدفة في ذلك خدمة الفرد وخدمة الجماعة.
  • المساعدة في تحقيق رضا الفرد عن حياته: تستهدف الخدمة الاجتماعية مساعدة الفرد في الوصول إلى مستويات الحياة التي تتماشى مع رغباتهم الخاصة وقدراتهم التي يجب أن تتوافق مع رغبات وقدرات المجتمع.
  • تحقيق العدالة الاجتماعية: تهدف الخدمة الاجتماعية إلى تحقيق تكافئ ومساوات في الفرص للأفراد من حيث العمل والحقوق وتوزيع الثروات ومساعدتهم بحيث لا ينقسم المجتمع إلى طبقتين فقط طبقة فقر وجهل وطبقة غنية جداً ومثقفة، من خلال مساعدة المحتاجين الذين يجدون صعوبة في التكييف الاجتماعي من الفقراء والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة وإيجاد فرص عمل وتعليم لهم وتوفير الرعاية الصحية.
  • المساعدة في تحسين ظروف الفرد والمجتمع: أحد أهم نتائج الخدمة الاجتماعية أنها تساعد في تحسين حياة الفرد من خلال استثمار طاقاته في الإنتاج مما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع.
  • التقليل من الجريمة والإدمان: يمكن أن تساعد الخدمة الاجتماعية في التقليل من معدلات الجريمة وآثار الإدمان من خلال تقويم انحرافات الفرد أو الحدث ومساعدته في التكيف مع المجتمع وغرس القيم الأخلاقية والدينية لديه.
  • التقليل من الأعباء على المجتمع: تعزز الخدمة الاجتماعية الدور الايجابي للشباب في المجتمع وتنمية قدراتهم وجعلهم مؤهلين للعمل مما يقلل الأعباء على المجتمع نتيجة التقليل من البطالة ومعدلات الانحراف والجريمة.
  • إمكانية تطبيق الخدمة الاجتماعية في المجالات المهمة: تبرز أهمية الخدمة الاجتماعية في أنها تطبق في المجالات المهمة مثل الطبية والأسرية والمدرسية وهي المجالات التي قد يجد الفرد فيها مشكلة في التكييف واستغلال طاقاته.
  • تسهيل عملية التكافل الاجتماعي للأفراد داخل المجتمع: تبرز أهمية الخدمة الاجتماعية في تسهيل عملية التكافل والتضامن للأفراد وذلك يتم عن طريق تنمية واستغلال العلاقات الاجتماعية الإيجابية المتواجدة في حياتنا والتي نستطيع من خلالها القيام بوظائفنا الاجتماعية على أكمل وجه.

مجالات الخدمة الاجتماعية متعددة وكلها تتم من خلال المؤسسات المتخصصة التي يعمل بها أخصائيين في الخدمة الاجتماعية ومن هذه المجالات على سبيل المثال لا الحصر:

  • المجال الأسري: يدخل ضمن المجال الأسري العديد من المكاتب الخاصة التي تقدم الخدمات الاجتماعية ومنها تقديم الاستشارات الخاصة بتكوين الأسرة والتغلب على المشاكل الزوجية أو مساعدة الأبوين في فهم سلوك أولادهم وكيفية التعامل معهم، وتحديد النسل ويدخل في هذا المجال العناية بالمسنين وتقديم الخدمات الاجتماعية والدعم النفسي لهم.
  • مجال الأحداث: في هذا المجال تساهم الخدمة الاجتماعية في إعادة تأهيل الأفراد ما دون سن الرشد والمخالفين للقانون والمحكوم عليهم بالعقوبات التأديبية أو ما يسمى الحدث والعمل على تسهيل اندماجه في المجتمع والعمل على إصلاحهم من خلال غرس القيم والمبادئ الأخلاقية والدينية فيهم.
  • المجال المدرسي: في المجال المدرسي تركز الخدمة الاجتماعية جهودها على مساعدة الطلاب في الاعتماد على نفسهم وتحصيل درجات عالية خلال السنة ورعاية النمو الاجتماعي لهم بحسب ميولهم وقدراتهم وتنمية شخصياتهم وتقديم المشورة لمساعدتهم في تخطي المشاكل الدراسية أو الاجتماعية كما تساعد في تقديم المشورة للكادر التدريسي لإيجاد الأساليب التي تساعد في نجاح العملية التربوية والتعليمية وغير ذلك من خدمات اجتماعية.
  • المجال الطبي: في المجال الطبي تساعد الخدمة الاجتماعية على تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي للأفراد الذين يتعرضون لاعتداء أو أمراض المزمنة لمساعدتهم على تخطي هذه الأزمات الصحية من خلال زيادة ثقة المريض بنفسه وعدم استسلامه.
  • رعاية الشباب: تقوم الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الشباب ومن خلال الندوات والمؤتمرات والمناظرات التي يلقيها مختص الخدمة الاجتماعية حول المشكلات التي يتعرض لها الشباب والتحديات والعقبات التي يواجهونها وتنمية شعورهم بالمسؤولية ومحاولة مساعدتهم في تحقيق أهدافهم من خلال تقديم الخبرة والنصح والمشورة لهم.
  • رعاية المدمنين: تساعد الخدمة الاجتماعية الأفراد المدمنين على الكحول أو المخدرات في محاولة مساعدة المدمن على التخلص من آثار الإدمان وكيفية تعامل المدمن وعائلته مع النوبات عند القيام بترك المخدرات أو الكحول وإعادة تأهيلهم اجتماعياً ومساعدتهم في الحصول على عمل وإعادة اندماجهم في المجتمع. [4]

تعتبر فلسفة الخدمة الاجتماعية سابقة في وجودها لمهنة الخدمة الاجتماعية، حيث كانت الخدمة الاجتماعية تأخذ شكل المساعدة والتعاون إلى أن تطورت وأخذت شكلها المهني الحالي، وغالباً ما تستمد الخدمة الاجتماعية فلسفتها من العلوم الإنسانية والطبيعية ونصوص الأديان السماوية والتجارب العلمية لأخصائي الخدمة الاجتماعية على مدار تطورها الدائم، وتقوم هذه الفلسفة على:

  • الإيمان بالفروق الفردية: الخدمة الاجتماعية تعترف بالفروق الفردية بين الناس وحريتهم في التصرف والتعبير عن رأيهم طالما أنهم لا يتعدون على حقوق الآخرين.
  • الإيمان بقدرات الفرد: الخدمة الاجتماعية تؤمن بأن لكل إنسان نواحي ضعف بالإضافة لقدرته الابتكارية وقدرته على الإبداع وأن الإنسان يمكن أن يحقق التغيير والنمو والتطور إذا ما أخذ حقه وتمت مساعدته في تنمية قدراته لأقصى درجة.
  • الإيمان بتأثر الفرد بالمجتمع: تؤمن الخدمة الاجتماعية بأن تطور المجتمعات يمكن أن يؤدي إلى بعض المشاكل الاجتماعية وهنا يحتاج الفرد لجهود خارجية تساعدهم على التكييف مع المجتمع أثناء مواجهتهم لهذه المشكلات وأن التخطيط والأسلوب العلمي هو الحل المناسب لمواجهة المشكلات الاجتماعية وقائياً وعلاجياً.
  • الإيمان بقيمة وكرامة الفرد: تؤمن الخدمة الاجتماعية بأن الانسان كائن اجتماعي له إنسانيته وفرديته وكرامته وحقه في تقرير مصيره وأن الأفراد إذا ما تحرروا من المشكلات التي تعترض حياتهم وتم إشباع حاجتهم الاجتماعية سوف يستطيعون تحرير طاقتهم وإرادتهم ويساهموا بفاعلية في بناء أنفسهم ومجتمعاتهم.
  • الإيمان بالتسامح والمحبة: تؤمن الخدمة الاجتماعية بأهمية التسامح والمحبة وعدم الإدانة والتخلص من المشاعر والأفكار السلبية ومنعها من السيطرة عليه لتركيز طاقته واستثمارها في تطوير وتنمية ذاته وقدراته.
  • الإيمان بحق الإنسان في عيش حياة راض عنها: تؤمن الخدمة الاجتماعية بحق الإنسان في عيش حياة راض عنها والإيمان بحقه في إشباع حاجاته الأساسية وحل مشاكله وأن المجتمع يجب أن يساعده على ذلك من دون أي تفريق بين الأفراد، لأن الفرد ليس المسؤول الوحيد عما يتعرض له من آلام ومتاعب وإنما أيضاً يعتبر المجتمع مسؤول عن ذلك ولذلك يجب مساعدته. [5]

المراجع