أسباب رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة وأضرار الغياب المدرسي

تعرفي إلى أسباب رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة وطرق علاج رفض الطفل الذهاب للمدرسة وسلوك الرفض المدرسي
أسباب رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة وأضرار الغياب المدرسي
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

طفلي يرفض الذهاب الى الروضة وابني لا يريد الذهاب إلى المدرسة… فماذا أفعل؟ يرفض الكثير من الأطفال الذهاب إلى المدرسة في الصباح لدرجة قد تصل إلى الصراخ والبكاء وادعاء المرض، فما هي أسباب رفض الطفل الذهاب للمدرسة؟ وما علاج رفض الطفل الذهاب للمدرسة؟ وهل سلوك رفض المدرسة مرض نفسي؟

ما هو سلوك الرفض المدرسي؟
يستخدم مصطلح سلوك رفض المدرسة أو سلوك الرفض المدرسي (School Refusal Behavior) للتعبير عن مشكلة رفض الطفل أو المراهق للمدرسة؛ ويشمل هذا الرفض جميع مشكلات الغياب المدرسي أو الغياب عن المدرسة؛ مثل رفض الذهاب إلى المدرسة، التغيب المستمر عن المدرسة، ورهاب المدرسة أو فوبيا المدرسة. فهل يعتبر سلوك رفض المدرسة اضطراباً أو مرضاً نفسياً؟! 

في الواقع، لا يعتبر سلوك الرفض المدرسي أو الغياب عن المدرسة اضطراباً أو مرضاً بحد ذاته، بل يعتبر عارضاً من الأعراض التي تدل على وجود مشكلة في حياة الطفل أو اضطراباً نفسياً أو مرضاً جسدياً.

animate

تصلنا على موقع حلوها العديد من الشكاوى والأسئلة حول مشكلة رفض الأطفال للمدرسة أو الروضة؛ لماذا ابني يرفض الذهاب إلى المدرسة؟ طفلي يرفض الذهاب إلى الروضة.. ما السبب؟ ابني لا يريد الذهاب إلى المدرسة!... إذاً، ما أسباب رفض الطفل الذهاب إلى الروضة أو المدرسة؟ ما أسباب رفض الطلاب للمدرسة؟

الأسباب الصحية لرفض الطفل للمدرسة (الحالات الطبية المرتبطة بسلوك رفض المدرسة عند المراهقين والأطفال)


الشكاوى الجسدية المرتبطة بسلوك رفض المدرسة عند المراهقين والأطفال

تكون هذه الشكاوى الجسدية عادة هي انعكاس لاضطرابات نفسية أو مشاكل صحية يمر بها الطفل أو المراهق. إذاً في الحقيقة هي أعراض للمسببات الحقيقية لسلوك الرفض المدرسي، والتي قد تكون أسباب جسدية أو نفسية.

أهم هذه الشكاوى الجسدية المتعلقة بسلوك رفض المدرسة هي:

  • الإسهال والقولون العصبي
  • التعب والإرهاق
  • الصداع وألم المعدة
  • الاستفراغ والغثيان
  • التعرق والخفقان
  • آلام البطن المتكررة.
  • الاهتزاز والارتعاش
  • اضطرابات النوم عند الأطفال

الاضطرابات النفسية الأساسية التي تسبب سلوك رفض المدرسة عند الأطفال والمراهقين

  • 32.9% من الأطفال والمراهقين الذين يرفضون الذهاب إلى المدرسة (سلوك الرفض المدرسي) لا يعانون من أي اضطرابات نفسية.
  • اضطراب قلق الانفصال (Separation Anxiety Disorder)، يمثل 22.4% من حالات رفض المدرسة والغياب عن المدرسة.
  • اضطراب القلق العام (Generalized Anxiety Disorder)، ويمثل ما نسبته 10.5% من  حالات الغياب المدرسي والرفض المدرسي.
  • اضطراب التحدي والمعارضة أو اضطراب التحدي المعارض (Oppositional Defiant Disorder)، ويمثل 8.4%
  • الاكتئاب الشديد، 4.9%
  • رهاب معين أو فوبيا معينة، 4.2%
  • اضطراب القلق الاجتماعي (Social Anxiety Disorder)، ويمثل 3.5%.
  • اضطراب السلوك أو اضطراب المسلك (Conduct Disorder)، بنسبة 2.8%.
  •  اضطراب نقص الانتباه (ADD) واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، بنسبة 1.4%.
  • اضطراب الهلع (Panic Disorder)، ويمثل 1.4%.
  • سلس البول، 0.7%.
  • اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال، 0.7%.

أسباب شائعة وبسيطة لرفض الطفل للمدرسة

ليس بالضرورة أن يكون دوماً وراء سبب رفض الطفل للمدرسة مشاكل صحية أو نفسية أو مشاكل كبيرة، فقد يكون الموضوع ببساطة قلة نوم الطفل بسبب سوء تنظيم جدول الطفل اليومي أو عدم وجود روتين يومي ثابت، أو جدول غذائي غير صحي، أو شعور الطفل بالإرهاق بسبب مواجهته لبعض الصعوبات التعليمية والتي تحتاج أسلوب تدريس مختلفاً، أو عدم قدرة الطفل على تنظيم وقته جيداً مما يؤدي إلى عدم إنجازه للواجبات وعدم رغبته بالذهاب إلى المدرسة ومواجهة المعلمة والتعرض للإحراج.

الحديث مع الطفل بلطف وصبر وحنان وتوجيه الأسئلة له سيمكن الأهل من الوصول إلى السبب الرئيسي وراء مشكلة رفض المدرسة؛ قد يكون الموضوع أبسط مما نتخيل!


الطفل الخجول في المدرسة أو الروضة

الطفل الانطوائي والطفل الخجول في المدرسة أو الروضة يعانيان عادة من صعوبة الاندماج مع الأطفال الآخرين في المدرسة، مما يجعلهم يشعرون بالنبذ والغربة والوحدة ولا يشعرون بالانتماء إلى المكان أو إلى المجتمع المدرسي، وقد يؤثر ذلك على تجربتهم المدرسية ويجعلهم يفضلون الغياب عن المدرسة والبقاء لوحدهم في المنزل. وينطبق الحال أيضاً على المراهقين الانطوائيين والخجولين.

كيف يؤدي التنمر المدرسي إلى غياب الطلاب عن المدرسة ورفض المدرسة؟

المراهق أو الطفل ضعيف الشخصية أو الذي يعاني من ضعف أكاديمي أو ضعف جسدي ما، قد يواجه صعوبات في مجتمع المدرسة أيضاً، وقد يكون هدفاً لظاهرة التنمر المدرسي، فيتعرض للعنف النفسي أو الجسدي من أحد الطلاب أو مجموعة من الطلاب؛ كالسخرية والمقالب المذلة والشائعات وتحريض الآخرين عليه والعبث بحقيبته وأغراضه الشخصية وإفشاء أسراره وإحراجه أمام الطلاب والمعلمين، وأذيته جسدياً بالضرب أو النكز أو العرقلة أو أي شكل من أشكال العنف الجسدي. وقد يصل الأمر إلى التحرش الجنسي أيضاً.

كل هذا لن يخلق فقط رفض الطفل أو المراهق للمدرسة، بل سيخلق حالة من كره المدرسة والخوف من المدرسة عند الطفل أو المراهق. كما سيسبب اضطرابات نفسية أكبر للطفل وربما مشاكل صحية أيضاً، وسينعكس سلبياً على قدرة الطالب على التركيز في الدراسة في المنزل أو في الصف وعلى التحصيل الأكاديمي للطالب سواء كان طفلاً أو مراهقاً.

كما قد يتعرض الطفل أو المراهق للتنمر أو الإزعاج بسبب اختلاف الدين أو العرق أو اللون أو المظهر أو المستوى الاجتماعي والاقتصادي، أو بسبب وجود إعاقة جسدية ما.

حسب تقرير المركز العالمي لإحصائيات التعليم في عام 2016، فإن 20.8% من الطلاب بين 12 و18 عاماً يتعرضون للتنمر في الولايات المتحدة الأمريكية كل عام، أي أكثر من طالب بين كل 5 طلاب. 23% من الطالبات الإناث، و19% من الطلاب الذكور.
31% من الطلاب الذين يتعرضون للتنمر يكونون في الصف السادس، و25% في الصف السابع، و22% في الصف الثامن.
وكلما زاد عمر الطالب تقل احتمالية تبليغه لوالديه أو الطاقم التعليمي أو لأي شخص بالغ عن تعرضه للتنمر. 39% فقط من طلاب المرحلة الثانوية الأخيرة الذين يتعرضون للتنمر يبلغون عن الحادثة.

وحسب إحصائيات مكتب العدالة في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن  أكثر من 160 ألف مراهق تركوا المدرسة في إحدى السنوات، بسبب التعرض للتنمر المدرسي.

ويجدر بالذكر أن التنمر لا يقتصر على الطلاب فقط، فقد يتعرض بعض الأطفال والمراهقين أيضاً للتنمر أو الإزعاج من قبل المعلم أو المعلمة.

ما هي أعراض رفض الطفل للذهاب إلى المدرسة أو الروضة؟

  • عدوانية الطفل أو المراهق.
  • التشبث بالبالغين.
  • الإفراط في التماس وطلب الاطمئنان (Excessive Reassurance-Seeking Behavior).
  • التحدي والمعارضة وعدم الامتثال.
  • رفض الاستيقاظ من النوم في الصباح.
  • الهروب من المدرسة أو المنزل.
  • نوبات الغضب والبكاء.
  • الاكتئاب
  • التعب والإرهاق
  • الخوف والهلع
  • القلق العام والقلق الاجتماعي
  • الحساسية الذاتية
  • الأعراض الجسدية التي تعكس الضغط النفسي الداخلي عند الطفل أو المراهق، مثل الصداع والإرهاق ومشاكل النوم.
  • القلق.

ما سلبيات الغياب عن المدرسة وأثر الغياب على التحصيل الدراسي وعلى مستقبل الطلاب؟

يظهر سلوك الرفض المدرسي مجموعة من الأعراض والشكاوى الجسدية والحالات الطبية، وتشير الدراسات إلى أن سلوك رفض الأطفال والمراهقين للمدرسة والذي ينتج عنه غياب الطلاب عن المدرسة، إذا ترك دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة قصيرة الأجل؛ مثل الضيق والضغط النفسي، التدهور الأكاديمي، البعد عن الأقران، الصراع العائلي، والعواقب المالية والقانونية. [1]

أما أضرار الغياب المدرسي على المدى الطويل أو المشاكل طويلة الأجل الأكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يظهرون سلوك رفض المدرسة في طفولتهم أو مراهقتهم، فأهمها؛ ترك المدرسة، سلوكيات إجرامية يرتكبها الأحداث والمراهقون، الحرمان الاقتصادي، العزلة الاجتماعية، المشاكل الزوجية، وصعوبة الحفاظ على الوظيفة أو العمل. 

ما يقارب 52٪ من المراهقين الذين يعانون من سلوك رفض المدرسة  تنطبق عليهم في وقت لاحق من حياتهم معايير القلق أو الاكتئاب أو اضطراب السلوك، أو أي اضطراب نفسي آخر.
وكما ذكرنا أعلاه، فإن أكثر من 160 ألف مراهق تركوا المدرسة في إحدى السنوات، بسبب التعرض للتنمر المدرسي. 

كيف يمكن التعامل مع الطفل الذي يرفض المدرسة؟ ما علاج رفض الطفل الذهاب للمدرسة؟
يعتمد علاج رفض المدرسة عند الأطفال والمراهقين على أسباب سلوك الرفض المدرسي وأعراضه وما يترتب عليه من أضرار وآثار[6].

فإذا كان المسبب على سبيل المثال حالة صحية أو مرضاً عضوياً، يتم حل المشكلة من خلال علاج المرض وأعراضه، وعلاج ما يترتب عليه من مشاكل أو اضطرابات، وإذا كان المرض مزمناً لا علاج له أو يحتاج إلى فترة طويلة للعلاج، يتم اللجوء إلى العلاج النفسي أو السلوكي أو العلاج المعرفي السلوكي لتمكين الطفل أو المراهق من التعامل مع حالته المرضية. كذلك الحال مع المشاكل والاضطرابات النفسية التي يواجهها الأطفال والمراهقين والتي تحتاج إلى استشارة نفسية.

من الضروري أيضاً أن يتواصل الأهل بشكل مستمر مع طاقم المدرسة والمرشد الاجتماعي أو النفسي في المدرسة للتعاون على إيجاد حلول لمشاكل الطالب، سواء كان الطفل يعاني من الانطوائية أو الخجل أو ضعف الشخصية أو الصعوبات الأكاديمية أو يتعرض للتنمر أو أي نوع من الإزعاج أو التمييز. يمكنك هنا استكشاف طرق علاج التنمر.

هناك تقنيات ونشاطات لتقوية شخصية الطفل وزيادة ثقته بنفسه ومساعدته على التخلص من الخجل ومساعدته على الاندماج مع الطلاب الآخرين في المدرسة، كما أن هناك أساليب وطرق تعليمية يمكن اتباعها مع الأطفال الذين يعانون من ضعف التركيز أو أي صعوبات في التعلم. على الأهل استشارة الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين لتوفير الإرشاد والعلاج الأنسب للطفل.

في كل الأحوال، تكون الخطوة الأولى دوماً في العلاج هي الحديث مع الطفل أو المراهق (الابن أو الابنة)، وتوجيه الأسئلة حول ما يحدث في المدرسة، وإن كان هناك أي أسباب تجعله يخاف من الذهاب إلى المدرسة، أو أي صعوبات يواجهها في المدرسة أو الدراسة، أو أي شخص يضايقه أو يزعجه من الطلاب أو الطاقم المدرسي. مع منح الطفل الشعور بالطمأنينة والثقة والراحة، والتأكيد على فكرة أن كل الناس يعانون من مشاكل معينة في حياتهم، وأن لكل مشكلة حل. الحوار مع الابن أو الابنة هي نقطة الانطلاق الأولى باتجاه علاج رفض المدرسة عند الأطفال والمراهقين!

من المهم أيضاً الحرص على توفير نظام غذائي صحي ومتوازن للطفل، واتباع روتين يومي ثابت لأوقات دراسة الطفل ولعبه ونومه، وقضاء وقت نوعي معه، وكذلك السماح له بالحصول على مساحة كافية من الحرية للعب والحركة وممارسة النشاطات التي يحبها، والاختلاط بالآخرين.

هل لديك أية أسئلة أو استفسارات حول سلوك الرفض المدرسي أو غياب المراهقين عن المدرسة بسبب التنمر المدرسي أو أسباب رفض الطفل الذهاب إلى الروضة أو المدرسة؟ يمكنك طرح أسئلتك هنا.

المراجع