مشكلة الطفل الحساس وكيفية التعامل معه

كيف أعرف أن طفلي حساس؟ تعرفي إلى علامات الشخصية الحساسة عند الأطفال وكيفية التعامل مع الطفل الحساس
مشكلة الطفل الحساس وكيفية التعامل معه

مشكلة الطفل الحساس وكيفية التعامل معه

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تنشئة طفل ذو شخصية قوية ومتوازن من الناحية النفسية والعاطفية والانفعالية، هدف عام لدى كل والدين، واتصاف الطفل بالحساسية الشديدة قد يؤثر في نواحي عدة على شخصيته، ولكن هذه الآثار لا تكون إيجابية دائماً، ما يفسر عدم رغبة الأهل بأن يكون طفلهم حساساً، في هذا المقال سوف نتعرف على مفهوم الطفل الحساس، وأسباب حساسية بعض الأطفال الزائدة، وكيفية التعامل مع الطفل الحساس.

الطفل الحساس هو الطفل الذي يتميز بشخصية عاطفية تؤثر على استجابته الانفعالية وطريقة تعامله مع الآخرين وفي المواقف المختلفة، وتشترك عوامل عديدة في تكوين شخصية الطفل الحساس منها التربية والبيئة وحتى العوامل الوراثية التي تؤثر على الشخصية.

على وجه العموم يتمتع معظم الأطفال بقدر أكبر من الحساسية أو ردود الفعل العاطفية السريعة بسبب قلة خبرتهم في الحياة وتجاربه، مع ذلك يمكن تمييز الطفل الحساس بشكل واضح عن الأطفال الآخرين لأنه يتأثر بشكل أكبر وبصورة أسرع.

animate

أهم صفات الطفل الحساس أنه يكون شديد التأثر بما يحصل معه أو يدور من حوله، فالملاحظات أو الانتقادات التي يواجهها الأطفال بنوع من اللامبالاة في المدرسة أو البيت تكون مؤلمةً بشدة للطفل الحساس، وهذه الحساسية تنعكس أيضاً على سلوك الطفل وطريقة تعامله مع الأشخاص والكائنات من حوله، وأهم علامات الشخصية الحساسة عند الطفل:

  1. سريع الاستثارة: تعتبر سرعة الاستثارة السمة الأهم في الشخصية العاطفية الحساسة عند الطفل، وتعني أن مشاعره سريعة التحفيز ويمكن أن تثار بشكل فوري ومبالغ به أي كان نوع هذه المشاعر، مثل الغضب أو الحزن أو السعادة وغيرها.
  2. دقيق الملاحظة والانتباه: الطفل الحساس يفكر كثيراً بالتفاصيل وينبته لكل كلمة يسمعها أو تصرف يحدث معه أو أمامه، وذلك حتى يتمكن من تحديد شعوره تجاه هذا الموقف أو الكلمة التي يسمعها، ما يجعله شديد التركيز ودقيق الملاحظة.
  3. شديد العاطفية: يظهر الطفل الحساس نمطاً مفرطاً من التفكير العاطفي يتغلب لديه على التفكير المجرد أو المادي أو المتعمّق، ما قد يجعله شديد التعاطف مع الأشخاص دون أن يفكر بمدى صدقهم أو معرفته بحقيقتهم، وشديد التأثر بما يحصل حوله.
  4. الطفل الحساس كثير التذمر: بسبب عاطفته الشديدة تجاه كل شيء وسرعة استثارته عاطفياً نجد أن الطفل الحساس كثيراً ما يتذمر، فليس كل شيء يحصل كما يريد له دائماً وهذا يسبب مشاعر سلبية لديه حتى في الأمور البسيطة وبالتالي يتذمر من كل شيء.
  5. يعاني الطفل الحساس من صعوبة التكيف والاندماج: قد يعاني الطفل الحساس من صعوبة في التكيف والتأقلم مع الآخرين والأماكن الجديدة أو الدوائر الاجتماعية، لأنه يميل للراحة مع الأماكن المألوفة والأشخاص الذين يعرفهم مسبقاً ويجيد التعامل معهم، ويكون أقل قدرة على التعامل مع المواقف الاجتماعية التي تفرضها عليه البيئات الجديدة.
  6. خجول وانطوائي أحياناً: تجنباً لأي موقف قد يزعجه أو يغضبه أو يحرجه يميل الطفل الحساس لأن يكون خجول في تصرفاته وتعامله مع الناس، وهذا بدوره يجعله أقرب للانطوائية بسبب صعوبة الاندماج لديه.
  1. الصبر في التعامل مع الطفل الحساس: ليست الحساسية صفة سلبية دائماً فهي أيضاً تتضمن نواحي إيجابية، إضافة لذلك فإن مشكلة الحساسية لا يمكن علاجها بموقف أو كلمة أو اجراء معين، وإنما يحتاج الأمر لتعديل السلوك وطريقة التفكير والعواطف على مدى طويل، وهذا يستلزم من الأهل الصبر على الطفل والتعامل معه بهدوء وروية.
  2. تجنب السعي الدائم لإرضائه: السعي دائماً لإرضاء الطفل الحساس وفعل ما يريده لا يعالج المشكلة، وإنما من الأفضل أن يعتاد الطفل على بعض الأشياء التي سوف يواجهها سواء مع الأهل أو مع العالم الخارجي، حتى لا تستثيره عاطفياً في المستقبل.
  3. تقديم النصائح بمحبة وعاطفية: الطفل الحساس يميل أكثر للاستجابة إذا كان الطلب لا يتضمن إجبار أو توبيخ أو إهانة وإزعاج، وعلى العكس من ذلك فإن استخدام هذه الأساليب قد يحفز غضبه أو حزنه أو يضر بعلاقته بأهله، لذا من الأفضل التقرب العاطفي من الطفل والطلب منه بمحبة الأشياء التي عليه الالتزام بها، وغالباً سوف يحقق ذلك نتائج أفضل لكون الطفل الحساس يميل أكثر لإرضاء الآخرين خاصة من يحبهم ويعاملونه بطريقة جيدة.
  4. إغناء تجربة طفلك الحساس في الحياة: من أهم طرق التعامل مع الطفل صاحب الشخصية الحساسية أن تعمل على إغناء تجربته في الحياة من خلال زيادة ثقافته العامة ودفعه لخوض تجارب مختلفة ومتنوعة تساعده على تحقيق التوازن في شخصيته واكتساب مهارات شخصية واجتماعية مميزة.
  5. إعطاء طفلك الحساس مساحة من الخصوصية: يحتاج الطفل الحساس لبعض الخصوصية في شؤنه الشخصية، فهو لا يرغب دائماً بالتعبير عن أفكاره وعواطفه، ويجب ترك مساحة من الخصوصية تزيد شعور طفلك الحساس بالاحترام لعواطفه ومشاعره.
  6. تجنب الأشياء التي تجرح شعوره: بعض الأشياء يعرف الأهل أنها تزعج طفلهم بشكل خاص، مثل توبيخه أمام الناس أو نعته بصفة معينة أو إجباره على بعض الأمور، ويجب تجنب هذا الأمر لأن الطفل يفسر ذلك بطريقة عاطفية بأن أهله لا يحبونه ولا يفهمون رغباته ومشاعره.
  7. بناء الثقة معه: يجب على الوالدين بناء الثقة مع الطفل الحساس، وسماعه عند التعبير عن مشاعره، من جهة هذا يقوي العلاقة فيما بينهم، ومن جهة أخرى يمكن استغلال هذه الثقة في تعديل بعض سلوكيات ومشاعر الطفل نجاه شيء أو شخص معين.
  1. تنمية الثقة بالنفس وقوة الشخصية: الثقة بالنفس شرط ضروري لبناء شخصية قوية لدى الطفل، فهذه الثقة تدعم وجهة نظر الطفل عن نفسه، وتجعله يرى أنه قادر على الدفاع عن نفسه ولا يحتاج لتعاطف الآخرين معه، وبالتالي يصبح أكثر قدرة على التعامل مع المواقف التي يتحسس منها.
  2. تعليم طفلك الحساس فنون الدفاع عن النفس: يخاف الطفل الحساس من التعرض للرفض أو المضايقة أو التعليقات السلبية أو النظرة السلبية من الآخرين، وتنمية قدرته على الدفاع عن نفسه وطرح نفسه بطريقة ملفتة وجيدة، يساعده بأن يكون شخص عملي ولا يتأثر بالأشياء البسيطة ويتحسس منها.
  3. التركيز على الجوانب الإيجابية لدى الطفل الحساس: يمكن تنمية أي جانب إيجابي في شخصية الطفل مثل مهارة أو موهبة معينة أو تعليمه شيء معين يميزه ويزيد ثقته بنفسه، فهذا يفيد في تقوية شخصية الطفل وتصالحه مع ذاته، وبالتالي يصبح أقل حساسية في الأمور البسيطة كونه يملك شيء أفضل يشغله ويركز عليه ولا يحتاج للإطراء أو الاهتمام من الآخرين.
  4. تمرين الطفل على التجاهل: لا شك أن أي طفل سوف يتعرض لأشياء تزعجه في تعاملاته اليومية وسياق حياته الطبيعي، وتمرين الطفل على تجاهل الأشياء التي لا فائدة منها وتسبب له الإزعاج يخفض مستوى الحساسية لديه، ويصبح أكثر إيجابية في طريقة تفكيره.
  5. تنمية مهارات إدارة المشاعر عند طفلك: جميع المشاعر مثل الغضب أو الحزن أو الاكتئاب أو الخجل وغيرها يوجد أساليب للتعامل معها حتى لا تؤثر سلبياً على الحالة النفسية أو العاطفية أو تصرفات الشخص، وتعلم الطفل كيفية إدارة هذه المشاعر من خلال التجاهل أو إشغال النفس أو تحفيز الذات، كل ذلك يقوي شخصية الطفل ويخفف حساسيته.
  6. الاستعانة بالمتخصصين: في بعض الحالات التي تصبح فيها حساسية الطفل مضرة بصحته النفسية أو الجسدية، وتمنعه بشكل كبير عن أداء واجباته وعيش حياته بشكل طبيعي، يمكن استشارة مختص محترف لمعرفة منشأ هذه الحساسية وتعديل سلوك وأفكار الطفل لتصبح أقل حدة لديه.
  • أسباب وراثية: يرث الطفل الكثير عن والديه وأجداده، مثل طباعهم وحالتهم المزاجية وبعض ميولهم، والحساسية الزائدة من الصفات التي قد تكون لها جذور جينية ووراثية.
  • تكوين الدماغ والنشاط الهرموني: بعض وجهات النظر تميل لتفسير حساسية بعض الأطفال بأنها ناتجة عن أسباب جسدية هرمونية أو زيادة نشاط نقاط معينة في الدماغ تتعلق بالعاطفة، أو قدرة الطفل الفائقة على التركيز والملاحظة، أو عمل الحواس الطبيعية بشكل زائد عن الآخرين.
  • أسلوب التربية: يكتسب الطفل خلال تربيته سواء بشكل عفوي أو بشكل مقصود جزء كبير من نواحي شخصيته وطباعه، وقد يتربى الطفل في ظروف تجعله أكثر حساسية تجاه أشياء معينة، بسبب الخلافات بين الوالدين أو حساسية أحد الوالدين، أو تدقيق الوالدين على جانب معين.
  • اضطرابات الطفولة النفسية: لأسباب كثيرة قد يعاني الطفل من اضطرابات نفسية مختلفة، مثل الاكتئاب أو اضطرابات التعلق، أو مشاكل التعلم، أو المخاوف والفوبيات، وكل هذه الاضطرابات تؤدي لتكوين شخصية حساسة لدى الطفل سواء بشكل عام أو تجاه أمور معينة.
  • أسباب ومشاكل شخصية: من المحتمل أن تنشأ صفة الحساسية عند الطفل من مشاكل يعاني منها بشكل شخصي أو أسرته أو أحد أفرادها، مثل معاناته من مرض أو إعاقة أو تشوه أو سمنة زائدة أو نحافة زائدة أو أي صفة تجعله مختلفاً عن الآخرين، أو معاناته أسرته من الفقر أو التفاوت الاجتماعي والطبقي مع محيط الطفل.

المراجع