الاحتراق الذاتي ومتلازمة الاحتراق النفسي

ما هي متلازمة الاحتراق النفسي أو الاحتراق الذاتي؟ ماذا يجب أن تفعل قبل أن تحترق ذاتياً؟ أعراض الاحتراق النفسي وطرق التخلص من متلازم الاحتراق النفسي
الاحتراق الذاتي ومتلازمة الاحتراق النفسي
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

نحاول بشتى الطرق إثبات أنفسنا في العمل، فنقبل العمل لأوقات إضافية والعمل في الإجازات، أو تبدأ بالعمل بكامل طاقتك حتى تجد أنك مرهق لدرجة أنك لا تستطيع القيام بأبسط الأعمال العادية، ويطلق على هذه الحالة متلازمة الاحتراق الذاتي أو الموت المهني.

متلازمة الاحتراق النفسي أو الذاتي "Burnout syndrome"، هو مصطلح طبي يطلق على مجموعة المشكلات النفسية التي تواجه الأشخاص العاملين مثل الإجهاد والإرهاق، مما يسبب ضعفاً عاماً، كما لو أنك تحترق بالفعل من الداخل من أجل الآخرين.
فتجد أحدهم يبذل أقصى ما في وسعه لشهور، وبعدها تجده يفعل أقل الأشياء بصعوبة، حيث أن الإرهاق والضغوط الحياتية المختلفة سواء في العمل أو في العلاقات الشخصية، والوقوع تحت تأثير الإجهاد النفسي والعاطفي والجسدي والنفسي، يُفقد الإنسان الاهتمام والدافع للعمل ويسبب ضعف إنتاجيته، والشعور الدائم باليأس والإصابة بحالة من التبلد واللامبالاة، إضافة إلى فقدان القدرة علي العطاء.
وعندما يرهق الشخص نفسه ويحترق من أجل إرضاء الآخرين على حساب راحته النفسية، تجده فجأة وبدون مقدمات يبذل مجهوداً لفعل أقل الأشياء الروتينية التي كان يقوم بها، ففي هذه الحالة هو مصاب بمتلازمة الاحتراق الذاتي أو في طريقه للإصابة بالموت المهني.
 

animate

ظهور أعراض متلازمة الاحتراق النفسي أو الموت المهني لا شك يرتبط بنمط الحياة المرهق الذي يضع العاملين تحت حالة من الضغط الشديد، خاصة إذا لم يكن هناك أي حالة من التجديد أو التغيير في حياته، ويمكن أن تظهر أعراض تلك المتلازمة من خلال الآتي:
- الدخول في مشاحنات مع زملاء العمل أو الأهل في المنزل أو مع الأصدقاء بشكل غير اعتيادي، فهذه المشاحنات عامل يدل على وجود صراع داخلي لدى الشخص ووقوعه تحت تأثير الإجهاد والإرهاق النفسي والجسدي.
- العمل باستمرار تحت ضغط الوقت والالتزام بإنجاز المهام الجسيمة في وقت قياسي وهذا مرهقة للنفس.
- محاولة الوصول إلى الكمال وإثبات الذات.
- الالتزام الشديد بالعمل وإهمال الاحتياجات النفسية والشخصية والترفيه يكون له دور  بوجود متلازمة الاحتراق الذاتي.
- ويوجد عامل مهم أيضاً، وهو البطالة وعدم شعور الفرد بأهميته في الحياة ونقص إنتاجيته.

 

أعراض عضوية لمتلازمة الاحتراق النفسي
لا تقتصر أعراض تلك المتلازمة على الحالة الصحية النفسية فقط، لكنها تؤثر أيضاً على الحالة العضوية، مثل الشعور بالتعب والإرهاق والمرض والوهن، وفقدان الرغبة في النهوض من مكانه، أو حتى الرغبة بالحديث، والشعور الدائم بالصداع، وآلام الظهر وتكسير في العضلات.
إضافة إلى اضطراب النوم، والشعور بالقلق والتوتر، والكآبة، والغضب الشديد، وارتفاع ضغط الدم واضطراب ضربات القلب، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وتغيّر في أنماط الشهية فضلا عن ظهور أعراض انتحارية لدى الشخص، فكلها أعراض صحية تشير إلى أن الشخص يعاني من متلازمة الاحتراق الذاتي.

 

الأعراض العاطفية لمتلازمة الاحتراق الذاتي
هناك العديد من الأعراض العاطفية التي تدفع الفرد للدخول في متلازمة الاحتراق الذاتي أو الموت المهني ومنها:
1- الشعور بالوحدة والعزلة والانطواء واعتزال المحيطين.
2- البدء بالشك في كل فعل يصدر من المحيطين، والسخرية من الآخرين، والتعامل بسلبية ولامبالاة.
3- إبداء الحجج والأعذار لترك العمل ونيل الإجازات وعدم الالتزام بمواعيد العمل.
4-الشعور الدائم بالقلق وعدم الارتياح.
5- يبدأ الإنسان في التكاسل عن أداء مهامه وعندما يسند إليه عمل ينجزه ببطء شديد.
6- يصبح سريع الانفعال، ويلازمه دائماً الشعور بالإحباط.
7- عندما يطلب منه شيء يبدأ بالمماطلة والتسويف ويحتاج إلى وقت طويل في إنجاز المهام.
كل هذه العوامل رد فعلي طبيعي للإرهاق والإجهاد في العمل والالتزام الزائد عن الحد التي يقع تحت تأثيرها الفرد، ويصبح عرضة لمتلازمة الاحتراق الذاتي أو الموت المهني كما يطلق عليه.
 

متلازمة الاحتراق الذاتي تحمل أضرارها لك على جميع المستويات، وسينخفض أدائك في العمل وتتوتر علاقاتك بالآخرين، كما ستجد حالتك النفسية في أدنى مستوياتها، وربما تصاب في نهاية الأمر بالاكتئاب، لذا حاول أن تقي ذاتك منها قدر المستطاع، وإليك بعض الطرق التي تساعدك على تحقيق التوازن والنجاة من الاحتراق الذاتي: 
1- اهتم بذاتك بالبعد عن الضغوط النفسية والعصبية والجسدية، وامنح نفسك قسطاً من الراحة والبعد عن الروتين.
2- ابحث عن أسبابك الذاتية لإدخال مظاهر السرور والسعادة على النفس، فبالتأكيد تعرف ماذا يسعدك ويجعلك في أفضل حالاتك.
3- ابحث عن علاقات جديدة وأشخاص يكونون أهلاً للثقة والسعادة، وابتعد عن الأشخاص الذين يتسببون لك في القلق والتوتر.
4- عند الاستيقاظ خذ وقتاً للتأمل والاسترخاء وتغليب الأفكار الإيجابية وتنشيط الذاكرة والابتسام والتمني بأن يكون يوماً جميلاً مشرقاً تتوفر فيه أسباب السعادة.
5- القيام بتمرينات الاسترخاء والتأمل في الطبيعة والبعد عن الأماكن المغلقة التي تسبب التوتر.
6- ممارسة الرياضة بشتى أنواعها والمشي في الهواء الطلق يخفف من الضغط النفسي والإجهاد والإرهاق.
7- الاهتمام بالتغذية الصحية والنوم بانتظام والبعد عن المنبهات، والبعد لفترة عن متاعب الحياة وضغوط العمل.
8- تخصيص يوم للابتعاد عن التكنولوجيا بقدر الإمكان والراحة من الحاسوب والهاتف الجوال والبحث عن الاسترخاء الذهني للتغلب على أعراض متلازمة الاحتراق الذاتي.
9- عدم الضغط على الذات في سبيل إرضاء الآخرين على حساب النفس والوقت.
10- ابحث عن مهارات وهوايات جديدة تنمي الشعور بالسعادة والاسترخاء والبعد عن الروتين والرتابة اليومية.
11- تعلم كلمات جديدة تريح الشخص لعدم إجهاد نفسه والوقوع تحت ضغط نفسي وعصبي؛ مثل قول "لا" ، "لا يمكنني مساعدتك فهذا الشيء يرهقني"، "لا أريد القيام بهذا العمل ولا أستطيع إنجازه"، فذلك سيقلل من الضغط وبالتالي يبعدك عن متلازمة الاحتراق الذاتي.
12- ابتعد عن العند والمكابرة بتحمل مسئوليات ومهام أكبر من قدرتك، لأن الإرهاق سيؤدي إلي حالة مرضية تستلزم العلاج النفسي.
13- ابحث عن صديق مقرب يستمع إليك ولا يمل من حديثك ويتقاسم معك مشاعرك وآلامك.
14- تقّرب من العائلة وتبادل الأفكار والآراء والحديث معهم، وعدم الانخراط في العزلة بالانفتاح على المحيطين الذي قلل الإحباط ويزيد من تقبل الذات.
15- لا تأخذ العمل ومشكلاته معك إلى المنزل، فمنذ خروجك من باب عملك ودخولك إلى البيت، وحاول نسيان كل ما يخص العمل، وأعطِ هذا الوقت لنفسك ولأسرتك ولهواياتك.