كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس

تعرف إلى أهم خصائص مرحلة المراهقة حسب علم النفس وأهم نصائح التعامل مع الأبناء المراهقين من علم النفس!
كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تمر مرحلة المراهقة بتغيرات نفسية وعصبية معقدة تجعل التعامل مع المراهق تحديًا كبيرًا للآباء والمربين، ففي علم النفس، تُعتبر هذه المرحلة فترة حرجة تتشكل فيها شخصية الفرد ونمط سلوكه مستقبلاً، وفهم الخصائص النفسية والعصبية للمراهقين يمكن أن يساعد في تبني أساليب تعامل أكثر فاعلية ووعيًا، تساهم في تعزيز التواصل وتقليل الصراعات، وفي هذا المقال، نستعرض لك تعريف المراهقة في علم النفس، خصائص هذه المرحلة، وكيفية التعامل مع المراهق بناءً على دراسات نفسية حديثة، بالإضافة إلى أصعب مراحل المراهقة ونصائح عملية مبنية على علم النفس.

المراهقة في علم النفس هي مرحلة انتقالية بين الطفولة والبلوغ تبدأ من سن 12 سنة تقريباً وتستمر حتى سن 18 سنة إلى 21 سنة تقريباً، وتتميز بتغيرات جسدية ونفسية وعقلية عميقة تؤثر على سلوك الفرد وتكوينه الشخصي.

في علم النفس تُعرف المراهقة بأنها فترة يكتسب فيها الفرد استقلاله ويبدأ بتشكيل هويته الذاتية، حيث يمر بتحولات في طريقة التفكير، المشاعر، والعلاقات الاجتماعية، وهذه المرحلة تتسم بزيادة الحاجة للاستقلال، البحث عن الذات، والتجريب، وهو ما يجعل المراهق عرضة للتقلبات المزاجية والصراعات الداخلية.

ويركز علم النفس على أن هذه التغيرات التي تتميز بها مرحلة المراهقة ليست فقط بيولوجية، بل تشمل أيضًا تطور الدماغ، خاصة في المناطق المسؤولة عن التحكم في الانفعالات واتخاذ القرارات، مما يفسر السلوكيات المتمردة أحيانًا لدى المراهقين، فالمراهقة في علم النفس ليست مجرد فترة زمنية محددة، بل هي تجربة معقدة تشمل جوانب متعددة من النمو النفسي والاجتماعي، تؤثر بشكل كبير على المسار المستقبلي للفرد.

animate
  1. تطور الدماغ العصبي، حيث تستمر أجزاء من الدماغ خاصة القشرة الجبهية المسؤولة عن التفكير المنطقي وضبط الانفعالات في النمو، مما يفسر بعض التصرفات الاندفاعية للمراهق.
  2. الرغبة في الاستقلالية، حيث يسعى المراهق للابتعاد عن الاعتماد الكامل على الوالدين ويبحث عن اتخاذ قراراته بنفسه.
  3. تشكيل الهوية الذاتية والتي تعتبر أهم خصائص المراهقة، حيث يبدأ المراهق في تجربة أدوار مختلفة لاكتشاف هويته الحقيقية وشخصيته.
  4. التقلبات المزاجية، حيث تتغير مشاعر المراهق بسرعة بسبب التغيرات الهرمونية والنفسية، مما قد يؤدي إلى نوبات من الحزن أو الغضب.
  5. الحساسية تجاه النقد، ويكون المراهق حساسًا جدًا لتعليقات الآخرين، خصوصًا من الأصدقاء والعائلة، مما يؤثر على ثقته بنفسه.
  6. البحث عن الانتماء الاجتماعي، حيث يزداد اهتمام المراهق بالتواصل مع أقرانه والانضمام إلى مجموعات تعبر عن اهتماماته.
  7. تطوير مهارات التفكير المجرد، حيث يبدأ المراهق في التفكير بشكل أعمق وأكثر تجريدًا عن المفاهيم والقيم مقارنة بالطفولة.
  • ​​​​​​​فتح قنوات الحوار: أهم توصيات علم النفس في التعامل مع المراهقين خلق بيئة تواصل مفتوحة تتيح للمراهق التعبير عن مشاعره وأفكاره بحرية، وتعزز الثقة بين الأبناء والآباء مما يسهّل اجتياز مرحلة المراهقة بسلام وبطريقة صحيّة.
  • الاستماع للمراهق دون إصدار أحكام: المراهق في هذه المرحلة غالبًا ما يشعر أن لا أحد يفهمه، لذلك فإن الإصغاء له دون مقاطعة أو توجيه نقد مباشر يُشعره بالاحترام والثقة، ويشجعه على التحدث بصراحة، مما يعزز العلاقة بينه وبين الوالدين ويقلل من سلوكيات العناد والانغلاق.
  • فهم التغيرات النفسية والجسدية التي يمر بها: يمر المراهق بتقلبات هرمونية وسلوكية تؤثر على مزاجه وقراراته، لذا فإن وعي الأهل بهذه التغيرات يُجنبهم ردود الفعل المبالغ فيها، ويُمكّنهم من تقديم الدعم بدلاً من التأنيب، مما يخفف التوتر ويُحسن التواصل.
  • منح مساحة من الاستقلالية تحت إشراف مرن: حسب علم النفس يحتاج المراهق إلى الشعور بالحرية لاكتشاف ذاته واتخاذ قراراته الخاصة، لكن دون التخلي الكامل عن التوجيه، فالتوازن بين الثقة والرقابة يعزز حسّ المسؤولية لديه ويُساعده على بناء هويته بشكل سليم.
  • استخدام الحوار بدلًا من الأوامر المباشرة: فرض الأوامر يولد المقاومة، بينما يُشجع الحوار على التفكير ويجعل المراهق يشعر بأنه شريك في اتخاذ القرار، مما يُنمي لديه مهارات التواصل ويقلل من النزاعات داخل الأسرة.
  • وضع حدود واضحة ومتوازنة: لا يعني الفهم غياب القواعد، حيث يشير علم النفس إلى أن المراهق بحاجة إلى حدود تنظم سلوكه وتحفظ له الشعور بالأمان، لكن دون مبالغة في التشدد أو التراخي، حيث تساعد هذه الحدود على تعليمه الانضباط وتحمل النتائج.
  • تعزيز الثقة بالنفس من خلال الدعم والتشجيع: يحتاج المراهق لمن يعترف بجهوده ويشجعه على الإنجاز، فذلك يُسهم في تكوين صورة إيجابية عن الذات، ويدفعه لتجاوز الصعوبات بثقة، ويحدّ من محاولات إثبات الذات من خلال سلوكيات سلبية.
  • التحكم بالغضب وتجنب الصراخ أو العنف اللفظي: الانفعالات القوية من الأهل تولد الخوف أو التمرد، لذا يُنصح بالتحدث بنبرة هادئة ولكن حازمة، حتى يشعر المراهق بأن بيئته آمنة وخالية من التهديد، مما يسهل تقبله للنقد والتوجيه.
  • ملاحظة التغيرات السلوكية والنفسية بوعي: تتطلب هذه المرحلة متابعة دقيقة لأي سلوك غير معتاد قد يشير إلى ضغوط نفسية، مثل العزلة أو العدوانية أو تقلبات المزاج، حيث يُسهم الاكتشاف المبكر في التدخل السريع والداعم.
  • التركيز على بناء علاقة إيجابية بدلًا من فرض السيطرة: عندما يشعر المراهق أن العلاقة قائمة على الاحترام والتفاهم وليس الإملاء والتحكم، يصبح أكثر تعاونًا وانفتاحًا، وتتحول العلاقة الأسرية إلى علاقة دعم ونمو مشترك.
  • الاستعانة بمختص نفسي عند الحاجة: بعض المواقف تتطلب تدخلاً احترافيًا، خاصة في حالات الاكتئاب أو السلوكيات الخطرة، وهنا يصبح اللجوء لمعالج نفسي خطوة ضرورية لدعم المراهق بشكل علمي وآمن دون تحميل الأهل فوق طاقتهم.

تعد مرحلة منتصف المراهقة (14-17 سنة) المرحلة الأصعب، بسبب التغيرات الهرمونية والنمو العصبي المكثف، وتتميز هذه المرحبة بزيادة التمرد، وزيادة رغبة المراهق في تحدي القواعد والتمكين الذاتي، ما يزيد من الصراعات الأسرية، كما تتميز بالتقلبات المزاجية الحادة التي تزيد نوبات الغضب والحزن غير المتوقعة بسبب التغيرات النفسية.

أيضاً من خصائص أصعب مراحل المراهقة ضغط الهوية والانتماء، حيث يواجه المراهق صعوبة في تحديد هويته وسط الضغوط الاجتماعية، ما يجعله أيضًا بحاجة للدعم المستمر، وتتطلب هذه المرحلة تفهمًا كبيرًا من الأهل والمربين لتجنب تفاقم المشكلات.

  • ​​​​​​​الاستماع النشط بعناية وبدون مقاطعة ما يعزز الثقة والتواصل بين المراهق والوالدين.
  • وضع قواعد واضحة والاتفاق على قواعد عادلة مع شرح أسبابها ليشعر المراهق بالعدل.
  • تشجيع المسؤولية ومنح المراهق فرص اتخاذ قرارات تناسب عمره لتطوير استقلاليته.
  • الدعم العاطفي المستمر وتوفير الدعم في المواقف الصعبة لتقوية توازنه النفسي.
  • تعزيز السلوك الإيجابي واستخدام المكافآت والمدح بدلًا من العقاب القاسي لتحفيز التغيير.
  • الصبر والتفهم وإدراك أن هذه المرحلة تحتاج وقتًا لتكوين الشخصية والنمو النفسي.

تبدأ مرحلة المراهقة بتغيرات جسدية كبيرة ناتجة عن زيادة إفراز الهرمونات مثل الأستروجين والتستوستيرون، وهذه التغيرات تؤثر بشكل مباشر على سلوك المراهق وحالته النفسية، وفي الآتي بيان لذلك:

  • تقلبات المزاج: تؤدي التغيرات الهرمونية إلى تقلبات مزاجية حادة وسريعة، حيث يمكن للمراهق أن يشعر بالسعادة في لحظة ثم ينتقل إلى الغضب أو الحزن دون سبب واضح.
  • زيادة الحساسية العاطفية: يصبح المراهق أكثر تأثرًا بالمواقف المحيطة، ويتفاعل بشدة مع النقد أو الملاحظات، مما قد يولد توترًا داخليًا وصراعات مع الأهل أو الأصدقاء.
  • الاندفاع والسلوك المخاطر: ارتفاع مستوى بعض الهرمونات يعزز الرغبة في تجربة أشياء جديدة والتمرد على القواعد، مما قد يؤدي إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر مثل التحدي أو التجريب.
  • التغير في نمط النوم والطاقة: تتغير أنماط النوم والطاقة لدى المراهق، فقد ينام لفترات أطول أو يعاني من الأرق، وهذا يؤثر بدوره على مزاجه وتركيزه.
  • تطور الرغبات الجنسية: تؤدي الهرمونات إلى بروز الرغبات الجنسية، وهو أمر طبيعي في هذه المرحلة، لكنه قد يسبب إحراجًا أو ارتباكًا للمراهق في فهم مشاعره.

فهم هذه التغيرات الهرمونية يساعد الأهل والمربين على التعامل مع سلوك المراهق بصبر وتفهم، وتوفير بيئة داعمة تساهم في نموه النفسي بشكل صحي.

المراجع