كيف تتعامل مع الشخصية المزاجية بذكاء

في عالم العلاقات الاجتماعية كثيرًا ما نصادف أشخاصًا يتغير مزاجهم بسرعة، مما يجعل التعامل معهم تحديًا حقيقيًا، فالشخصية المزاجية تجمع بين مشاعر متقلبة، وردود أفعال قد تكون مفاجئة وغير متوقعة، مما يخلق حالة من الغموض والصعوبة في التواصل معها، فكيف نتعرف على صفات هذا النوع من الشخصيات؟ وما هي التصرفات التي تميز الشخص المزاجي عن غيره؟ الأهم من ذلك كيف نتعامل مع تقلبات الشخصية المزاجية دون أن نفقد هدوءنا أو ننجر إلى دوامة مشاعرهم؟
قد يكون تقلب المزاج سمة من سمات الشخصية لا تدل على وجود مشكلة أو اضطراب في الصحة النفسية، لكن المزاجية الشديدة وتقلب المزاج السريع والعنيف يعتبر من أهم الأعراض لمجموعة من الأمراض والمشاكل النفسية، أهمها اضطراب الشخصية ثنائي القطب والشخصية الحديّة، وكذلك اضطرابات القلق والاكتئاب وما بعد الصدمة.
عند التعامل مع الشخصية المزاجية في إطار العلاقات الشخصية مثل الحب والزواج أو العائلة والصداقة، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن هذه التقلبات المزاجية ليست سلوكًا هادفًا يستعمله الشخص المزاجي للضغط على الآخرين أو إزعاجهم، بل هو في معظم الأحوال خارج عن السيطرة، ومؤلم ومؤذي للشخصية المزاجية أكثر مما هو بالنسبة للآخرين.

- فهم وتقبّل الحالة المزاجية المتقلبة: أفضل طريقة للتعامل مع الشخص المزاجي الذي يتقلب بسرعة بين المشاعر هي التحلي بالصبر وإظهار التفهم لمشاعره المتغيرة، فعندما يتغير مزاجه حاول أن تبقى هادئًا وتجنب الرد الانفعالي، وتذكر أن تقلباته العاطفية ليست موجهة ضدك، بل هي جزء من طبيعته وخارجة عن إرادته، وذلك مرتبط بطبيعة الحال يعمق ونوع العلاقة بينكما!
- تحكّم بردود أفعالك: عند مواجهة شخص سريع الانفعال ومزاجي من الضروري أن تبقى متحكمًا في ردود فعلك لأنه هو عاجز عن التحكم بسلوكه ورد فعله! استخدم التواصل الهادئ والمحايد لإدارة المواقف وتجنب التصعيد، ومن المفيد أيضًا أن تطرح أسئلة بسيطة لتشجيعه على التعبير عن مشاعره دون توجيه اللوم.
- ساعده على التخلص من الضغط: إذا كان الشخص المزاجي يتأثر بالضغوط المحيطة به بسهولة، حاول أن تكون داعمًا ومتفهمًا، قدم له استراتيجيات بسيطة لإدارة التوتر مثل التنفس العميق أو التحدث عن مشاعره، أحيانًا قد يحتاج الشخص المزاجي إلى شخص يستمع له دون الحكم عليه.
- استعمل مهارات التواصل الخاصة بك: إذا كان الشخص المزاجي يواجه صعوبة في الحفاظ على تواصل هادئ، حاول أن تكون المثال في ضبط النفس، تجنب الانتقاد أو التحدي، وبدلاً من ذلك استخدم لغة هادئة ومشجعة، كما يمكنك أيضًا طرح أسئلة مفتوحة لمساعدته على التعبير عن مشاعره بشكل أفضل.
- لا تضغط عليه بالنقد: قد يبالغ الشخص المزاجي في رد فعله عندما يتعرض لأي نوع من النقد، ولتجنب التصعيد، حاول أن تقدم ملاحظات بطريقة لطيفة وغير تهجمية، مع إظهار التفهم لمشاعره، اجعل النقد بنّاءً وموجهًا نحو السلوك وليس الشخصية.
- سانده باتخاذ قرارات متوازنة: إذا كان الشخص المزاجي مترددًا في اتخاذ قراراته بسبب تقلباته العاطفية، حاول أن تقدم له الدعم في اتخاذ القرارات البسيطة دون الضغط عليه، يمكن أن تساعده الخيارات المحدودة في تحديد ما يناسبه دون الشعور بالضغط.
- كن شخصاً موثوقاً: إذا شعر الشخص المزاجي بعدم الثقة تجاه الآخرين بسهولة، من المهم أن تبني الثقة تدريجيًا، كن ثابتًا في تصرفاتك وكن موجودًا لدعمه، فالثبات في سلوكك وكلامك يساعده في الشعور بالأمان.
- تذكّر أنه يرى المشكلات أكبر مما تراها أنت: الشخص المزاجي قد يضخم من حجم المشكلات، مما يؤدي إلى القلق والتوتر، فعندما يبالغ في تقدير الأمور، حاول أن تظهر له الصورة بشكل أفضل وتساعده في رؤية الحلول بدلاً من التركيز على المشكلة نفسها.
- لا تهمل وضع حدود واضحة: قد يصبح الشخص المزاجي معتمدًا على الآخرين لدعمه العاطفي بشكل مفرط، لذا من المهم أن تحدد حدودك الشخصية، بينما توفر له الدعم عندما يحتاجه، ولا تنس أن تخبره بلطف أنك مستعد لدعمه، ولكن تأكد من أنك تحافظ على توازن صحتك النفسية أيضًا.
- لا تنجر في نقاشات حادة معه وقت: يعاني الشخص المزاجي من صعوبة في الحفاظ على علاقات ثابتة بسبب تقلباته العاطفية، ومن أجل الحفاظ على العلاقة حاول أن تكون داعمًا عند الحاجة وتجنب الانخراط في النقاشات الحادة أو الاتهامات.
- يجب أن تتحمل تقلبات الشخص المزاجي دون أن تغضب أو تتسرع في الحكم عليه، مع فهم أن مشاعره مؤقتة وليست موجهة لك شخصيًا، ويعتمد ذلك على عمق العلاقة وطبيعتها مع صاحب الشخصية المزاجية.
- أهم خطوات التعامل مع الشخصية المزاجية رسم وتحديد الحدود، بأن تضع إطارًا واضحًا لما تقبله من سلوكيات، وأن ترفض الانجراف إلى فوضى مشاعره مع الحفاظ على احترامك للطرف الآخر.
- لا تأخذ الأمور بشكل شخصي، يجب أن تدرك أن تغير مزاجه نابع من داخله وليس بسببك، فلا تجعل تقلباته تؤثر على إحساسك بقيمتك أو على الروابط التي تجمعكما إذا كانت العلاقة عميقة.
- تمسّك بالهدوء في الرد الشخص المزاجي، والتزم بالسكينة وابتعد عن الانفعال، ما يقلل من فرص تصعيد الموقف ويمنحك السيطرة على الحوار.
- أظهر التعاطف في التعامل مع الشخصية المزاجية بأن تستمع للشخص المزاجي بتفهم، دون أن تدخل في دوامة عواطفه أو تبرر له سلوكياته السلبية.
- ابتعد عند الضرورة عن الشخص المزاجي، يجب أن تعرف متى تبتعد مؤقتًا عن الشخص المزاجي لحماية طاقتك النفسية، وتعود لاحقًا بعد أن يهدأ.
- ركّز على نفسك وأن تبقى مهتمًا بصحتك النفسية وحدودك العاطفية دون أن تضحي براحتك من أجل استرضاء شخص آخر.

- من قواعد الرد على الشخص المزاجي أن ترد بجمل قصيرة وثابتة وحاسمة دون أن ترفع صوتك أو تظهر انزعاجك، مما يجعل الشخص المزاجي يشعر أن ثورته غير مبررة أو موقفه العاطفي مشوّش.
- تجنب النقاشات الطويلة أو محاولة إقناعه أثناء نوبات مزاجه السيئ، لأن الجدال يزيد الأمور سوءًا.
- استعمل أسلوب إعادة التوجيه، حوّل الحديث نحو موضوع أكثر هدوءً أو نشاط إيجابي، حيث يساعد ذلك على كسر حالة الغضب أو التوتر لديه.
- حدّد موعدًا لاحقًا للحوار واعرض تأجيل النقاش إلى وقت يكون فيه أكثر هدوءً واستعدادًا للاستماع والنقاش البنّاء.
- وضّح للشخص المزاجي بطريقة محترمة أنك لن تتقبل أسلوب الغضب أو الانفعال، دون تهديد أو تصعيد.
- استخدم لغة الجسد الإيجابية، وحافظ على تواصل بصري هادئ، ونبرة صوت منخفضة، وإشارات جسدية مطمئنة، حتى تخفف من توتر الأجواء.
- استخدم عبارات التعاطف، وبيّن له أنك تفهم مشاعره مثل قولك "أفهم أنك تمر بيوم صعب"، مما يقلل من حدة توتره.
- التقلب العاطفي السريع: يتغير مزاج الشخص المزاجي بسرعة، من السعادة إلى الحزن أو الغضب دون سبب واضح أو تحكم في مشاعره، وهذه التقلبات تجعل من التعامل معه أمرًا صعبًا وتؤثر سلبًا على علاقاته الاجتماعية.
- صعوبة السيطرة على الانفعالات: نظرًا لعدم استقرار مشاعره، قد يكون الشخص المزاجي سريع الغضب أو التأثر، مما يجعله يفقد السيطرة على ردود أفعاله في المواقف المختلفة، وهذا يخلق بيئة مشحونة دائمًا.
- التأثر الشديد بالضغوط الخارجية: يتأثر الشخص المزاجي بشدة بالمواقف والضغوط الخارجية، مما يجعل مزاجه يتأرجح بشكل غير متوقع، وهذا التأثير قد يؤثر على قدرته في التعامل مع المواقف اليومية بشكل مناسب.
- ضعف مهارات التواصل الهادئ: بسبب تقلباته العاطفية، يجد الشخص المزاجي صعوبة في الحفاظ على تواصل هادئ مع الآخرين، فقد يكون سريع في إصدار الأحكام أو ردود الأفعال العاطفية، مما يعوق التواصل الفعّال والمنتج.
- الحساسية المفرطة تجاه النقد: قد يشعر الشخص المزاجي بالتهديد بسهولة من أي نوع من النقد، سواء كان بناءً أو بسيطًا، وهذه الحساسية تؤدي إلى ردود فعل مبالغ فيها، وقد يعزز ذلك مشاعر الغضب أو الحزن دون مبرر حقيقي.
- التردد في اتخاذ القرارات: نظرًا للتقلبات المستمرة في مزاجه، يعاني الشخص المزاجي من صعوبة في اتخاذ قرارات ثابتة، فقد يغير رأيه بشكل مستمر بسبب تغير حالته العاطفية، مما يؤدي إلى حالة من الارتباك وعدم الاستقرار.
- سهولة فقدان الثقة بالآخرين: يمكن أن يفقد الشخص المزاجي ثقته بالآخرين بسرعة بسبب تقلباته العاطفية، حتى في العلاقات التي كانت مستقرة في البداية، وهذا يشكل عائقًا كبيرًا في بناء علاقات صحية ودائمة.
- الميل إلى تضخيم المشكلات: نظرًا لتأثير مزاجه على تفكيره، قد يميل الشخص المزاجي إلى مبالغة حجم المشكلات أو الصعوبات التي يواجهها، مما يجعل الأمور تبدو أكثر تعقيدًا من الواقع ويزيد من مشاعر القلق والتوتر.
- الاعتماد العاطفي على الآخرين: قد يصبح الشخص المزاجي معتمدًا على الآخرين بشكل مفرط من أجل دعم عاطفي مستمر، وهذا الاعتماد يمكن أن يصبح عبئًا على الأشخاص من حوله، حيث يشعرون بأنهم مطالبون بتقديم دعم دائم ومتغير بناءً على مزاجه.
- عدم الاستقرار في العلاقات الاجتماعية: بسبب التقلبات العاطفية المستمرة، يعاني الشخص المزاجي من صعوبة في الحفاظ على علاقات اجتماعية مستقرة، حيث يمكن أن يتسبب هذا في تباين في علاقاته مع الآخرين، مما يخلق مسافة اجتماعية ويعزز مشاعر الوحدة أو العزلة.