أسباب تورم القدمين وطريقة علاج انتفاخ القدم

أكثر مسببات وذمة وتورم القدمين والكاحل شيوعاً، أعراض تورم وانتفاخ القدمين، وطريقة تشخيص انتفاخ القدم، إضافة إلى طريقة علاج تورم القدم
أسباب تورم القدمين وطريقة علاج انتفاخ القدم
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يُعتبر التورم أو التوذم من الأعراض والأمور التي يمكن أن تصيب أي جزء من أجزاء الجسم لكن تُلاحظ بنحوٍ خاصٍ على مستوى الأطراف كاليدين والقدمين والكاحلين، حيث يبدو الجزء المصاب بالتورم أو الوذمة وكأنه تضخَّم وزاد حجمه، فعلى سبيل المثال في وذمة أحد الكاحلين أو القدمين تبدو القدم المتوذمة أو المتورمة أكبر حجماً بشكل ملحوظ من القدم الأخرى، وحتى من الممكن أن تكون بلون مختلف أحمر أو أزرق، وعند الضغط على القدم أو الكاحل المتوذم نشعر وكأنه بالون أو كيس مملوء بالسائل المحتبس داخل القدم أو تحت الجلد، يُعتبر تورم القدمين من الأمور التي نسمع عنها أو حتى نراها بشكلٍ متكررٍ سواء عند أشخاص أصحاء لا يعانون من أي مرضٍ أو مشكلةٍ صحية أو عند أشخاصٍ بحالات صحية معينة، وقد يكون هذا التورم مألوفاً كمصطلح، لكننا نجهل ما مسبباته ولماذا يحدث، وإن حدوثه يُعدُّ أمراً خطيراً ويخفي وراءه مرضاً أو حالةً خطيرة.. هذا ما سنتكلم عنه في هذا المقال.

ما هو التورم أو الوذمة؟ 
يُعرَّف التورم أو الوذمة (Edema) بأنه تجمع وتراكم للسوائل ضمن النسيج الخلوي للجسم، حيث يتجمع السائل ويحتبس بشكل مفرط بين خلايا أحد أعضاء الجسم مسبباً وذمةً وتورماً فيها، ولنفهم الموضوع بشكل أوضح نحن نعلم بأن أي عضو في الجسم مكون من مجموعة كبيرة من الخلايا المجتمعة جنباً إلى جنب لتكوِّن العضو المسؤول عن وظيفة معينة، توضُّع هذه الخلايا لا يكون بشكل متلاصق تماماً في النسيج بل يكون بينها  مسافات وفراغات صغيرة تدعى بالمسافة بين الخلايا أو الحيّز الخلالي (The Interstitial Space)، تشكِّل هذه المسافات أو الحيز بين الخلايا مكاناً لتراكم السوائل وتجمعها في النسيج، هذه السوائل التي تكون بالوضع الطبيعي متركزة في الأوعية مع الدم بالنسبة الأكبرلكن عند حدوث سبب أو مشكلة؛ تؤدي للوذمة في أحد أعضاء الجسم، حيث تنتقل السوائل من الأوعية لتستقر في المسافات (الحيز) بين خلايا هذا العضو وتحدث الوذمة فيه.
يوجد أكثر من نوع من الوذمات، فعند تراكم السوائل بين خلايا الرئة يحدث ما يعرف بوذمة الرئة (Pulmonary Edema)، وعند تراكم السوائل في جوف البطن يحدث ما يعرف بالحبن أو الاستسقاء (Ascites)، وعند تجمُّع السوائل في القدمين والكاحل يحدث ما يعرف بالوذمة المحيطية (Peripheral Edema) وهي ما سنركز عليه في مقالنا.
 

animate

أسباب حدوث تورم القدمين 
حقيقةً هذه الوذمة أو التورم الذي يحدث له أسباب عديدة، وفي معظم الحالات يكون هذا التورم عارضاً مرافقاً لمشكلة صحية أخرى وليس مرضاً بحد ذاته، فعلى سبيل المثال قد يحدث التورم والوذمة في أحد الكاحلين نتيجة التعرض لرضٍ أو سقوطٍ على الكاحل فتكون الوذمة عارضاً ناتجاً عن الرض، هكذا يكون الأمر بالنسبة لبقية المشاكل الصحية التي تسبب حدوث الوذمة كعارضٍ لها، وقبل البدء بالحديث عن الاضطرابات والأمور الصحية التي تسبب حدوث تورم ووذمة على مستوى القدمين.


كما تتنوع الأسباب التي تؤدي لحدوث تورم القدمين وتتدرج من مسببات بسيطة كالتعب والإرهاق في العمل إلى تورم ناجم عن الرضوض على القدمين، لتصل لكون هذه الوذمة والتورم في القدمين عارضاً يدل ويشير إلى مشاكل خطيرة في الجسم كمشاكل في القلب أو الكبد أو الكليتين، سنعرض فيما يلي أهم الأسباب والأمراض التي تترافق مع تورم في القدمين: 


- التعب والإرهاق: خصوصاً في الأعمال التي تتطلب فترات طويلة من الوقوف أو الجلوس كما هو الحال في بعض الأعمال المكتبية أو أعمال البناء وحتى الأعمال المنزلية بالنسبة للأمهات، في هذه الحالة يحصل تعب على مستوى العضلات والخلايا العضلية في القدمين وتصبح غير قادرة على التخلص من الماء وإعادته للأوعية الدموية التي تنقله للقلب فتتراكم السوائل في الأقدام ويساهم في ذلك قوة الجاذبية وبالمحصلة تحصل الوذمة فيهما، هذه الوذمة تزول بالراحة ورفع القدمين قليلاً أعلى من مستوى الجسم.


- الرضوض والكسور: في حال حدوث رض أو كسر على مستوى القدم أو الكاحل تحدث أذية وضرر في المكونات الموجودة في القدم، هذه الأذية تولِّد رد فعل في الجسم يتظاهر بالألم وحدوث وذمة واحمرار في القدم المصابة.
ويُعدُّ التواء الكاحل (Sprained ankle) مثال شائع عن هذه الرضوض، فالتواء الكاحل يحدث عند تدوير أو انثناء الكاحل بطريقة خاطئة أو مفاجئة وغير طبيعية عند القيام بحركة ما، هذا الالتواء يؤدي لتمطُّط غير طبيعي في الأربطة التي تثبت مفصل الكاحل، حيث أنه من المعروف أن الأربطة تثبِّت المفصل وتسمح له بمجال حركة محدد، أما في حالة الالتواء فتكون هذه الحركة وهذا التمطيط يفوق قدرة الأربطة ويتجاوز مقدار تمطُّطها وقدرتها على الحركة المحددة فتحدث أذية أو تمزق فيها ويحدث ما يعرف بالتواء الكاحل الذي يترافق بألم وتورم على مستوى الكاحل والقدم.


- قصور القلب (Heart Failure): نعلم أن وظيفة القلب في الحالة الطبيعية تتلخص بجمع الدم من أنحاء الجسم، هذا الدم يكون محمَّلاً بغاز ثنائي أوكسيد الكربون ومن ثم يضخه للرئتين عبر البطين الأيمن للقلب، وفي الرئتين يتم تزويد الدم بالأوكسجين ويعود للبطين الأيسر في القلب والبطين الأيسر يقوم بضخ هذا الدم الغني بالأوكسجين لبقية أنحاء الجسم وتتكرر هذه العملية باستمرار.
لكن في حالة قصور القلب تصبح عضلة القلب ضعيفة وغير قادرة على القيام بوظيفتها السابقة بتجميع الدم وإعادة ضخِّه لبقية الجسم، هذا الضعف يجعل الدم يتراكم في أوعية الجسم المختلفة ولا يعود للقلب، وتعد القدمان  مكاناً ملائماً لتراكم الدم في أوعيتها نظراً لوجود الجاذبية وكونها بعيدة نسبياً عن القلب، تراكم الدم في الأوعية الموجودة في القدمين يجعل السوائل تتسرب من الدم باتجاه النسيج وتتراكم بين الخلايا مسببة حدوث وذمة القدمين.


- أمراض الكبد: يُعتبر الكبد من أهم الأعضاء في الجسم بسبب وظائفه المتعددة، فهو يشكل مصفاة تخلِّص الجسم من السموم والمواد الضارة، وأيضاً مصنعاً للعديد من المواد الهامة لجسمنا وعلى رأسها تصنيع وتشكيل مجموعة كبيرة من البروتينات، هذه البروتينات التي تشكل مكوِّناً أساسياً ومحوراً للقيام بالعديد من الوظائف الحيوية الضرورية لجسدنا، ومن أهم هذه البروتينات بروتين أساسي يهمنا في موضوع الوذمات الذي نتكلم عنه ألا وهو بروتين الألبومين (Albumin) .
يدخل بروتين الألبومين في تركيب البلازما الدموية، هذه البلازما تشكِّل مع كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفيحات الدم الذي نعرفه ويجري في أوعيتنا، وتكمن أهمية الألبومين في كونه يقوم عندما يكون بكمية طبيعية ومناسبة في الدم بالحفاظ على كمية وتركيز السوائل الموجودة في الدم ويمنع تسربها خارج الأوعية بالحالة الطبيعية، لكن عند حدوث سبب يؤدي لنقص كمية الألبومين من الدم تكون النتيجة؛ عدم بقاء السوائل مع الدم في الأوعية وتسربها إلى خارج الأوعية الدموية وتجمعها في النسج وبين الخلايا وحدوث الوذمة.
وبالتالي هنا نستنتج تأثير الأمراض الكبدية على الوذمة، فحين حدوث اضطراب أو مرض خطير على مستوى الكبد تكون النتيجة فقدان الكبد لقدرته على صنع الألبومين، وعندما يتوقف صنع الألبومين ينقص تركيزه في الدم ويحدث تسرب للسوائل ووذمة، ومن الأمثلة على الأمراض الكبدية تشمع الكبد (Liver Cirrhosis)، وهو حالة يحدث فيها تخرُّب غير قابل للإصلاح بالكبد والخلايا الكبدية ناجم عن استهلاك الكحول العالي والتهابات الكبد الفيروسية، يفقد الكبد فيها وظيفته ويؤدي لحدوث الوذمة في الطرفين السفليين عن طريق نقص إنتاج الألبومين كما شرحنا قبل قليل وأيضاً عن طريق تشكيله ضغطاً وعقبةً أمام جريان الدم عبره، هذا الدم يكون عائداً للقلب ضمن الأوردة التي تمر داخل الكبد وخلاياه في الحالة الطبيعية، لكن في حالة التشمع يكون الكبد والخلايا الكبدية متخربة كما قلنا، إذ تشكِّل مثل عائق وسد يمنع سير الدم فيه، وبالتالي تؤدي أيضاً بالمحصلة لتجمع إضافي للدم في الأوعية وحدوث الوذمات في القدمين.


- أمراض الكلية: تقوم الكلية كما نعلم بطرح الفضلات والسوائل الزائدة عن طريق البول، حيث تعمل على تصفية الدم بشكل متكرر ودوري وتخلِّصه من الفضلات والمواد الزائدة والسوائل الفائضة عن حاجة الجسم، هذه الوظيفة غاية في الأهمية لصحة جسدنا واستقرارها، لكن ماذا يحدث لو اضطربت هذه الوظيفة كما يحدث في بعض الأمراض الكلوية كحدوث القصور الكلوي (Renal Failure) على سبيل المثال؟
هنا تخسر الكلية وظيفتها في تصفية الدم والتخلص من الفضلات والسوائل الزائدة في الجسم، وبالتالي تتراكم الفضلات والسوائل وتحدث مجموعة من الأعراض والاضطرابات على مستوى الجسم ومن ضمنها تحدث الوذمات في القدمين نتيجة تراكم السوائل.


- الخثرة الدموية (Blood Clot): عند حدوث جرح ونزف للدم منه تتكوَّن خثرة دموية مكان الجرح تسده وتؤدي لوقف النزف من الجرح، هذه الخثرة قاسية وتتكون من الصفيحات الدموية والكريات الحمر الموجودة في الدم وتتكون عند حدوث أذية في الأنسجة والأوعية في الجسم.
 كما تتشكل هذه الخثرة في بعض الأمراض الدموية والاضطرابات في الجسم بشكل عفوي داخل الأوعية دون وجود أذية أو نزيف، فيكون لدينا جسم قاسي - الذي هو هنا (الخثرة الدموية) - يسير ضمن الأوعية الدموية (الأوردة خصوصاً)، هذه الأوعية كما نعلم لها أقطار مختلفة، فعندما تصبح ضيقة وتسير هذه الخثرة فيها تعلق في هذا الوعاء الدموي وتسبب انسداده وحبس الدم ضمنه، عند حدوث هذا الأمر وانسداد وعاء في القدمين بخثرة دموية يحدث تجمع للدم في القدمين وبالتالي تخرج السوائل وتتراكم بين الخلايا وتحدث وذمة القدمين، هذا الانسداد في أوعية القدمين قد يكون في الأوردة السطحية التي تكون تحت الجلد أو في الأوردة العميقة داخل القدم، عندها تسمى الحالة بالخثار الوريدي العميق (Deep Vein Thrombosis).


- الحمل واختلاطاته: قد يكون من الشائع حدوث تورم القدمين والأصابع خلال الحمل، السبب في ذلك أن جسم المرأة خلال الحمل يحتفظ بكمية سوائل أكبر مما هو عليه في الحالة الطبيعية، بالإضافة لوزن الجنين وحمله داخل الرحم ما يسبب عبئاً إضافياً على القدمين، بالمحصلة نتيجة لوجود كمية إضافية من السوائل مع وزن الجنين وفي نهاية نهار متعب عند الحامل من الوقوف أو المشي تتجمع السوائل في القدمين وتحدث الوذمة.
لكن في بعض الحالات وخلال الحمل قد لا يكون ظهور الوذمة أمراً اعتيادياً، فعند ظهور وذمة في القدمين بشكل مفاجئ وسريع وترافقها بأعراض كالصداع الشديد والإقياء وتشوش الرؤية؛ تكون الحالة خطيرة وتستدعي الإسعاف مباشرة للمشفى أو للطبيب لأنها قد تؤدي لخسارة الجنين، تدعى هذه الحالة ما قبل الإرجاج (Pre-eclampsia).
 

الأعراض المرافقة لتورم القدمين 
تورم القدمين بحد ذاته تكون أعراضه محدودة وليست بالأعراض الكثيرة أو المخيفة، لكن كما ذكرنا فإن التورم في القدمين والكاحلين قد يكون عرَضاّ مرافقاً لمرض آخر فهذا يجعل وجود أعراض متنوعة مرافقة لتورم القدمين أمراً ممكناً، سنتحدث فيما يلي عن أهم الأعراض التي ترافق التورم بحد ذاته كما سنعرض أيضاً أهم الأعراض التي تشير لأمراض أخرى مسببة لتورم القدمين وتستدعي مراجعة الطبيب.


أهم الأعراض المرافقة لتورم القدمين: 
- ضخامة القدمين والكاحلين:
نتيجة لتراكم السوائل وتجمعه بين الخلايا في القدمين والكاحل يصبح حجمهما أكبر من الطبيعي وتبدوان فعلاً بحجم ضخم، حيث يمكن ملاحظة الأمر ببساطة عند محاولة ارتداء الحذاء فلا تدخل القدم المتورمة أساساً فيه.
- الوذمة الانطباعية (Pitting Edema): والمقصود هنا عند الضغط بإصبع أو بعدة أصابع على القدم أو الكاحل المتورم والمتوذم تنطبع منطقة ضغط الأصابع لفترة من الزمن ولا تزول فوراً.
- الحكة وتغير لون الجلد: نتيجة تمطُّط الجلد وتباعد الخلايا عن بعضها في القدمين نتيجة الوذمة والتورم يشعر الشخص بالحكة في القدمين وقد يتغير لون الجلد ويصبح باهتاً أو غامقاً.
- عدم القدرة على تحريك القدم والاستناد عليها: حين يكون تراكم السوائل والتورم كبيراً في الكاحلين والقدمين لا يستطيع الشخص تحريك قدمه أو الاستناد عليها.


أهم الأعراض التي ترافق الوذمات في القدمين وتتطلب مراجعة الطبيب بسرعة: 
- حدوث ألم في الصدر ومشاكل في التنفس؛ لأنه قد يعني انتقال خثرات دموية إلى القلب أو الرئتين.
- إذا كانت الوذمة تزداد سوءاً بسرعة.
- وجود حمى وحرارة مرافقة ممكن أن تشير لوجود خثار وريدي عميق في أوردة القدم.
- وجود سوابق لأمراض قلبية أو على مستوى الكليتين والكبد؛ لأن ظهور الوذمة مع وجود سوابق لهذه الأمراض قد يعني تطور المرض.
- ترافق الوذمة مع صداع شديد في الرأس وإقياء وتشوش النظر عند امرأة حامل.
 

تشخيص سبب تورم القدمين 
لا تختلف طريقة تشخيص سبب تورم القدمين عن غيرها من الأمراض، فهي تحتاج نتيجة لتعدد الأسباب المؤدية لحدوث التورم والوذمة في القدمين لمجموعة من الإجراءات تتكامل مع بعضها للوصول للسبب.
تبدأ عملية التشخيص عند مراجعة الطبيب حيث يسأل: ما قصة التورم؟ ومتى حدثت؟ وهل التورم حدث في قدم واحدة أو في القدمين معاً؟ وهل هناك أعراض رافقت التورم والوذمة أم لا؟ هل كان هناك سوابق أمراض قد تترافق مع وذمة؟ وغيرها من الأسئلة التي تساعد الطبيب في التوجه للسبب، وبعدها يفحص الطبيب القدمين المتوذمتين ويعاينهما بشكل مباشر، وفي الغالب قد تكون هذه العملية كافية للطبيب ليحدد السبب، لكن قد يضطر لإجراء مجموعة إضافية من الاختبارات للوصول للسبب وراء وذمة القدمين وهي باختصار:
- تحاليل دموية: للبحث عن خلل أو مشكلة في الجسم كالبحث عن التهاب أو لمعايرة تركيز الألبومين في الدم.
- صورة شعاعية (X-RAY): في حال كان تورماً تالياً لرضٍ أو سقوط لتحري الكسور والإصابات  على مستوى القدمين.
- تحليل بول: في حال الشك بوجود مشاكل على مستوى الكليتين.
- تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): وذلك للبحث عن وجود خثرات وانسداد على مستوى أوعية القدم.
 

ما هي علاجات حالات تورم القدمين؟
في الحالات الخفيفة والبسيطة تزول وذمة وتورم القدمين بشكل تلقائي بعد الراحة ورفع القدمين، وفي الحالات الأخرى التي لا تزول الوذمة فيها أو تترافق بأعراض أخرى يتم الرجوع لقرار الطبيب ووصفته والأدوية التي يراها مناسبة للتخلص من الوذمة في القدمين وعلاجها، وبشكل عام يشكِّل إعطاء الأدوية التي تدر البول وتزيد إطراح السوائل من الجسم وبالتالي تخفف تراكمها العلاج الأكثر شيوعاً للوذمات في القدمين، ومن أمثلة هذه المدرَّات دواء الفيورسميد أو ما يعرف تجارياً باللازيكس (Lasix).
 

نصائح لتجنب وتخفيف وذمة القدمين
في حال حدوث تورم القدمين بشكل متكرر ونتيجة التعب أو الإرهاق وبدون وجود مرافقات تستدعي مراجعة الطبيب يمكن القيام بالعديد من الإجراءات ضمن المنزل وتغيير بعض العادات اليومية في الأكل والنشاط البدني لتجنب حدوث التورم والتخفيف منه، أهم هذه الإجراءات هي: 
- لا تقف أو تجلس لوقت طويل: في حال الاضطرار للوقوف أو الجلوس في العمل لوقت طويل فيُنصح بتغيير الوضعية والحركة كل ساعة أو ساعتين على الأقل، فمثلاً عند الوقوف المطول يجب الجلوس قليلاً أو المشي وعند الجلوس يجب الوقوف وأيضاً المشي قليلاً؛ وذلك لتنشيط الدم وحركته ضمن الأوعية ومنع تراكمه في القدمين.
- تقليل الملح: استهلاك الملح بشكل كبير في طعامنا اليومي يدفعنا لشرب كميات أكبر من المياه وبالتالي رفع نسبة حدوث الوذمة والتورم في القدمين فينصح بالتخفيف منه.
- رفع القدمين: في حال حدوث التورم بعد التعب ينصح بالاستلقاء على الظهر ورفع القدمين ليصبحا فوق مستوى القلب، هذا الأمر يدفع الدم الموجود بأوعية القدمين والسوائل المحتبسة فيها للعودة لداخل الأوعية الدموية ومنها للقلب.
- ارتداء الأربطة الضاغطة: هناك أربطة وجوارب خاصة يتم ارتداؤها حول القدمين والكاحلين، تساعد هذه الأربطة في بقاء الجلد وخلاياه وحتى الأوعية مضغوطة ومتماسكة مع بعضها، هذا الأمر يحدُّ من عمليات تسرب السوائل وتراكمها وإحداثها لوذمة في القدمين.
- ممارسة الرياضة: يساعد هذا الأمر في تحريك الدم وتنشيط دورانه في الجسم وبالتالي منع تراكمه، بالإضافة لموضوع التعرق وخسارة سوائل عن طريق هذه العملية، وبالتالي تخف نسبة حدوث الوذمات.


وختاماً.... على الرغم من شيوع تورم القدمين عند الأشخاص البالغين فهي ولحسن الحظ غالباً تكون مشكلة مؤقتة ولا تحمل خطورة حيث يمكن معالجتها في المنزل، لكن لا بد من التأكيد على ضرورة مراجعة الطبيب في حال رافقتها أعراض أخرى غير معتادة وذلك لكشف المسبب وعلاجه بأقرب وقت قبل أن يتفاقم.