غياب الزوج عن زوجته والخيانة الزوجية!

أضرار وتأثير غياب الزوج عن زوجته، ودوافع وأسباب الخيانة الزوجية في حالة غياب الزوج عن زوجته، تجنب الوقوع في الخيانة الزوجية خلال غياب الزوج والتعامل مع مشاكل اغتراب وسفر الزوج
غياب الزوج عن زوجته والخيانة الزوجية!

غياب الزوج عن زوجته والخيانة الزوجية!

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

قد يضطر بعض الرّجال للسّفر وترك زوجاتهم في بلدان أخرى لأسباب عديدة قد تكون متعلقةً بالدّراسة والتّحصيل الأكاديمي والعلمي وإتمام الدّراسات العليا أو لأسباب وظيفيّة ومهنيّة مرتبطة بمتطلبات العمل سواءً على فترة قصيرة أو فترة طويلة وممتدة. إذ يترتّب على الرّجل تأمين مسلتزمات الأسرة الماديّة وتوفير الاحتياجات ومتطلبات الحياة، ما قد يدفع بعض الرّجال لتحمّل أعباء السّفر والاغتراب والوحدة في سبيل تأمين قوت زوجته وعائلته وأبنائه.
في هذه المقالة عن غياب الزوج والخيانة الزوجيّة سنتطرق لمشكلة خيانة الزوجة لزوجها الغائب أو المسافر، وقد يكون غائباً بمعنى منشغلاً وغير متواجد بالصّورة الطّبيعيّة، سنتحدث عن دوافع وأسباب خيانة الزوجة لزوجها وهنا لا نبحث عن مبرّرات للدّفاع بل لتفسير دوافع وأسباب قيامها بالخيانة!
كما سنتحدث عن الخيارات المحدودة للتّعامل مع خيانة الزوجة للزوج في حال غيابه وفي نهاية المقالة سنقدّم مجموعة نصائح لتجنّب الوقوع بمشكلة الخيانة الزوجيّة من قبل الزوجة. وفي مقالتنا اليوم سنختص بزاوية خيانة الزوجة للزوج فقط!

قيام العلاقة الزوجيّة والأسريّة النّاجحة يرتكز على كلّ من الزوج والزوجة في الدّرجة الأولى وتأتي باقي تفاصيل الحياة ككماليات وعناصر داعمة لهذا البناء المجتمعي المهم. لذا فإن اختلال أحد عناصر هذه المعادلة أو غيابه بغضّ النّظر عن الأسباب سيشكل اختلالاً في اتزان تلك العلاقة والمعادلة الأسريّة.
هنالك أزواج يغيبون عن بيوتهم لأسباب مشروعة أبرزها الأسباب التّعليميّة والمهنيّة والعلاجيّة، وبالمقابل طبعاً هنالك أزواج تعتبر أسباب تغيبهم عن بيوتهم وزوجاتهم غير منطقيّة أو غير سويّة كالتّسكّع والانشغال بالآخرين وإهمال الزوجة وحقوقها كما بعض السّلوكيات غير الأخلاقيّة وغير السّويّة التي تتسبب بغيابهم عن بيوتهم وزوجاتهم.
رغم اختلاف الدّوافع ومنطقيتها ودرجة تقبّل الزوجة لهذا الغياب نتيجةً للأسباب والتّفاصيل التي تختلف من أسرة لأخرى إلّا أنّ الأثر والضّرر النّفسي على الزوجة لن يتغيّر كثيراً حتى مع تقديرها لمبرّرات غياب الزوج! فالزوجة عندما وافقت على الارتباط بزوجها والانتقال للعيش في بيتهما كانت الفكرة التي تعوّض تركها لأهلها هي تواجدها مع هذا الزوج والعيش مدى الحياة معاً تحت سقف واحد!

إنّ غياب الزوج عن الزوجة يسبّب لها أرقاً وتعباً نفسياً وخوفاً من مواجهة تحدّيات الحياة لوحدها، كما يزعزع شعورها بالأمان والاستناد عليه لعدم قدرته على التّواجد باختلاف أسباب غيابه وتغيّبه عن البيت.
كما أنّ حاجة الزوجة لزوجها لإشباع رغباتها واحتياجاتها الجنسيّة تزيد وبالمقابل تزيد صعوبة تلبية تلك الاحتياجات والرّغبات في ظلّ غياب الزوج وعدم تواجده أو سفره ما يسبّب أيضاً أذىً نفسياً للزوجة وقد تكون هذه نواة مشكلة الخيانة الزوجيّة!

animate

لا مبرّر للخيانة ولا أعذار مقبولة فالخيانة جرم وخطيئة بحقّ شخص قد وهب الثّقة العمياء للشّريك! وكسْرُ هذه الثّقة يعني عدم احترام أي عهود أو مواثيق أو اتفاقيات بينهما بما فيها الرّابطة الزوجيّة وكل ما يتعلّق بها! ونؤكد أنّ طرح المشكلة وعرض الأسباب والدّوافع لا يعني أبداً تسخيفها أو دعمها أو تأييدها إنما هي طريقة لمعالجة أي مشكلة من خلال عرض الدّوافع والأسباب ومن ثم دراسة واقعيّة لتلك الأسباب وتحديد الجهة المقصّرة في تلك الأسباب.
ومن الممكن معالجة مشكلة الخيانة في حالات قليلة لكن أيضاً لتجنّب تكرارها والوقوع في شباكها سواءً مع نفس الشّريك أو شريك آخر بعد انفصال الزوجين نتيجة الخيانة!
إلا أنّ الأثار والعواقب التي تخلّفها تصرفات وسلوكيات الخيانة الزوجيّة قد تتسبّب للشّريك المغدور بعقدة نفسيّة وفقدان للثّقة والأمان بشكل مطلق وعدم قدرته على استيعاب الصّدمة يمنعه من العمل وإتمام المهمّات الحياتيّة بالشّكل الطّبيعي المعتاد.
في مقالة اليوم سنتخصص بزاوية خيانة الزوجة للزوج الغائب فما الأسباب والدّوافع التي قادت الزوجة لخيانة الزوج في غيابه؟

هنالك عدة أسباب ودوافع وراء إقدام الزوجة على خيانة الزوج الغائب نذكر أبرزها في النّقاط التّالية: [1] [2]

  • الرّغبة بالانتقام: هنا نتحدث عن ردة فعل الزوجة عند معرفتها بخيانة زوجها لها، فترى بعض النّساء أنّ أفضل طريقة للانتقام من الزوج الخائن هي عبر خيانته مع رجل آخر، أي أنها تردّ له الصّاع صاعين وتجبره على أن يعيش ولو دون علمه نفس الحالة التي عاشتها بسبب خيانته. وتعتقد هؤلاء السّيدات أنّ خيانة زوجها الخائن هي من باب التّعادل والمساواة في الظلّم والغش والألم والخيانة. وبالطّبع هذا رد فعل غير سوي وغير صحيح ولا يعالج مشكلة خيانة الرّجل بل يجعل الزوجة شريكة بالخيانة وقد يوصلها لمرحلة ترى نفسها مذنبةً بحقّ ذاتها ولكن لا طريق للتّراجع والتّكفير عن الذّنب.
  • الملل والرّوتين: تشعر بعض النّساء بالملل والضّجر من روتين الحياة في ظلّ غياب الزوج أو سفره وعدم تفرّغه واهتمامه بها فيكون خيار الخيانة الزوجيّة للزوجة هو وسيلةً لتعويض ذلك النّقص! وطبعاً هذا تصرّف خاطئ وسنوضح في نهاية المقالة مجموعة نصائح للتّعايش مع ظرف غياب الزوج وتجنّب الخيانة الزوجيّة.
  • عدم التّقدير: يسيء بعض الأزواج تقدير زوجاتهم فيقلّلون من شأنهم وجهدهم وتعبهم وقد يكون أسلوبهم مع زوجاتهم منفّراً وخالياً من الامتنان لما يقمن به من الاعتناء بالمنزل ومتطلباته من تنظيف وطهي وعناية بالأطفال والأبناء وكذلك توفير متطلبات الزوج ومساعدته وتلبية احتياجاته ورغباته، فيكون عدم تقدير الزوج لما تقوم به زوجته عامل استفزاز وغضب قد ترى بعض السّيدات أنّ خيانتها لزوجها ستخفف غضبها النّاتج عن سوء تقديره ومعاملته. وطبعاً هنا أيضاً تتفاقم المشاكل ولا يتم حلها من خلال خيانة الزوجة لزوجها في غيابه.
  • عدم إشباع الرّغبة الجنسيّة من قبل الزوج: ربما يكون هذا السّبب هو الأكثر شيوعاً وانتشاراً في معظم حالات الخيانة الزوجيّة للزوج عند غيابه! فالرّغبة الجنسيّة والحاجة لممارسة العلاقة الجنسيّة مع الزوج أمر ضروري وأساسي في الحياة الزوجيّة، وتقصير الزوج في هذا الحقّ بسبب غيابه وعدم تواجده له تبعات سلبيّة جداً على نفسيّة وصحّة الزوجة، فتلجأ بعض النّساء للوقوع في مشكلة الخيانة الزوجيّة نتيجة احتياجها الجنسي وعدم قدرة زوجها على تلبية هذا الاحتياج وتوفير علاقة جنسيّة صحيّة ومستمرة مع زوجته.
  • الاحتياج للتّواصل والعاطفة والشّعور بالوحدة: يحتاج الانسان للاستكانة لشريكه والتّواصل الفعّال معه، وفي حالة غياب الزوج فإن هذا الغياب يجعل عمليّة التّواصل بين الزوجين ضعيفةً ومرتبطةً بعوامل خارجيّة، ما يشكل ضغطاً وحزناً شديدين. كما أن حاجة الزوجة لوجود زوجها لتناقشه في قضايا تتعلق بالبيت والأولاد والمحيط الخاصّ بالأسرة وربما في بعض الأحيان في تفاصيل يراها بعض الرّجال تافهةً وغير مهمة إلا أنّ الفكرة الأهمّ لدى المرأة هي التّواصل أكثر من المحتوى نفسه.
    وفي بعض الأحيان بسبب غياب الزوج تشعر الزوجة بحاجة ماسّة للتّواصل مع انسان يفهمها ويستوعبها ويناقشها ويستمع لكلامها فتذهب لخيار الخيانة الزوجيّة مع رجل غريب. وطبعاً سلوكها وتعاملها مع هذا الاحتياج لا يجب أن يكون بهذه الطّريقة، فسنوضح في نهاية المقالة في فقرة النّصائح كيف يمكن أن تتجاوز هذه المشكلة وتجد بدائل كثيرة دون الوقوع بخطأ الخيانة الزوجيّة في ظلّ غياب الزوج.

كما أننا قد تحدّثنا في مقال مستقل عن أسباب خيانة الزوجة لزوجها وننصحكم بالاطلاع عليه للاستزادة بالمعلومات والتّفاصيل.

إنّ التّعامل مع خيانة الزوجة لزوجها في ظلّ غيابه يعتبر من أكثر المواقف صعوبةً وتعقيداً لأنّ الخيارات ربما تكون محصورةً بعدد معيّن من الاحتمالات التي قد تكون متاحةً، لكنّ وجود الأطفال والأبناء يزيد صعوبة القرار. وقبل أن نتحدث عن الخيارات المتاحة يجب التّأكيد على أنّ الخيانة عمل غير شريف ولاأخلاقي بغض النّظر عن جنس مرتكب هذه الفعلة!

أما السّؤال الأول الذي يدور في ذهن الرّجل المغدور هو: هل الطّلاق هو الحل؟
وهذا الخيار قد ترجح كفّة الإجابة بنعم عليه، لكن يجب التّريّث والتّفكير بهدوء بعد الخروج من صدمة الخيانة ومعرفته.
السّؤال التّالي هو ماذا يتوجب علي أن أفعل؟! هنا يقع الرّجل في دوّامة الحيرة حيال التّصرف السّليم: فرجولته وكرامته في كفّة وزوجته وسلوكها الخاطئ وذكرياتهما وحياتهما المشتركة والأطفال والأبناء في الكفّة الثّانية! ولا نقول بأنّ الخيار سهل أو أنّ الإجابة سهلة وبسيطة. لذا يجب على الزوج الابتعاد قليلاً للتّفكير بهدوء وموازنة الأمور ومعرفة التّصرف الأصح الذي يجب عليه اتخاذه بناءً على ظروفه الأسريّة والاجتماعيّة وكافة تفاصيل حياته الخاصّة. [3]

ستبدأ بعض الأسئلة تدور في عقل الزوج وتشغل تفكيره! هل أنا مقصّر بحقها؟ هل أنا مخطئ؟ هل قد ظلّمتها ودفعتها لهذا التّصرف؟ ما هي سلوكياتي السّيئة وما هي التّصرفات المنفّرة التي صدرت مني تجاهها؟ وقد تصل به الأسئلة والحيرة للشّك بذاته وشخصيته وربما قدرته الجنسيّة! وهنا نؤكد على ضرورة الابتعاد فترة وأخذ الوقت الكافي لتحليل الموقف والحياة كاملة مع هذه الزوجة والخروج بإجابات بعيدة عن الانفعال والغضب وسرعة الحكم نتيجة الصدمة.
وفي النّهاية يجب أن يجيب الزوج على سؤال هل سأكون قادراً على مسامحتها وتجاوز ما حصل؟

تكون الخيارات محدودةً بعد الإجابة على كل تلك التّساؤلات وغيرها مما سيحتاج وقتاً كافياً، لتكون الخيارات:

  1. الطّلاق بهدوء.
  2. الطّلاق بفضيحة للزوجة الخائنة.
  3. مسامحة الزوجة الخائنة مع عدم القدرة على التّعامل معها بارتياح.
  4. مسامحة الزوجة الخائنة وتجاوز كل التّفاصيل المتعلقة بالخيانة وأخذ عهد بعدم تكرار أي سلوك يؤدي للخيانة مستقبلاً.
  5. ربما يكون هنالك خيارات تدمج بين أكثر من خيار خاصّة في حال وجود أطفال والخوف على تأثرهم من الخيانة أو وقوع الطّلاق بين الزوج والزوجة.

وستنعكس آثار الخيانة على الزوج بأحد الأعراض التّالية: [4]

  • تشكّل هاجس من الخيانة والغدر.
  • مشاكل واضطرابات في النّوم.
  • الشّعور بالاكتئاب والوحدة والحزن.
  • الغضب وسرعة الانفعال.
  • الرّغبة بالانتقام.
  • الانحراف والقيام بسلوكيات ضارّة وغير أخلاقيّة كتعاطي المخدّرات وشرب الكحول وإقامة علاقات غير شرعيّة.
  • الإحباط.
  • زعزعة الثّقة بالنّفس.
  • برود الرّغبة الجنسيّة تجاه الزوجة الخائنة.

دائماً ننصح بالاستعانة بالخبراء والمختصّين لتجاوز أي محنة أو فترة صعبة لذلك فإن الأخصائيين النّفسيين والخبراء الاجتماعيين موجودون لمساندة الأشخاص في الأزمات، وهذا أيضاً ما نقدمه لمتابعينا في موقع حلّوها عبر الاستشارات النّفسيّة والاختصاصيّة.
ولتجنّب حدوث الخيانة الزوجيّة في ظلّ غياب الزوج قدم لكم النّصائح التّالية: [5]

  1. الحرص على ضرورة وأهميّة التّواصل والحديث بين الزوجين: فمع اختلاف ظروف كل منهما من حيث التّوقيت والانشغالات والمسؤوليات وكافة الأمور إلّا أنه يجب دوام التّواصل اليومي بين الزوجين وتوفير كافة السّبل واستغلال كل الأدوات المتاحة لتحقيق ونجاح هذا الاتصال لما له من أثر نفسي عليهما. فيمكن الاستعانة بتطبيقات التّواصل الاجتماعي وتطبيقات المحادثة عبر الإنترنت من مكالمات صوتيّة وفيديو قدر المستطاع.
  2. العمل على تقصير مدة الاغتراب: وإذا كان الموضوع خارج القدرة والاستطاعة فينصح بسفر الزوجة لزوجها كل شهرين على الأقل مرةً ليمارسا حياتهما الزوجيّة والجنسيّة ويعيشا بشكل واقعي وفعلي تفاصيل مشتركة، كما تعدّ وسيلةً للتّواصل الفعال وتذليل كل الصعاب والمعيقات بينهما.
  3. الحوار والنّقاش بهدوء: فكل من الزوج والزوجة لديه هموم وأفكار ومخاوف تؤرّقه وبعدهما عن بعضهما يشكل ضغطاً مشتركاً لذا يجب استيعاب الآخر وإدارة الحوار والنّقاش بهدوء ورويّة.
  4. الاشباع الجنسي: يجب على الزوجين تلبية الاحتياجات والرّغبات الجنسيّة المتبادلة في كل فرصة تسمح بذلك في ظلّ غياب الزوج، وحتى بالمغازلة والعمل على توفير الوقت الخاص للحديث عن الحياة الجنسيّة الخاصّة بهما وتلبية الاحتياجات والرّغبات قدر المستطاع.
  5. الحب وعدم الاستسلام: فعند العمل على ديمومة هذا الحب والرّغبة والشّعور بالآخر رغم بعد المسافة والظرف القسري الذي أجبر الزوج على الغياب، إلا أنّ شعور الارتباط الحقيقي والحب الدّائم بينهما قد يضحد أي فكرة للخيانة من بالهما.
  6. شغل وقت الفراغ بالهوايات وإنجاز الأعمال والتّواجد في بيئة اجتماعيّة مريحة وصحيّة كالأصدقاء والأهل. وهذا يكسر الملل والرّوتين ويبقي الزوجين دائماً بعيدين عن الفراغ والوحدة ويقلل شعور الحزن لديهما النّاتج عن بعدهما عن بعضهما البعض.

المراجع